أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله مشختى - لا خيار للسلطتين الاتحادية والاقليم الا الاتفاق















المزيد.....

لا خيار للسلطتين الاتحادية والاقليم الا الاتفاق


عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الوضع السياسى فى الساحة العراقية اليوم تعج بالخلافات والمتناقضات بين مختلف القوى السياسية فيما يخص العديد من القضايا الرئيسية التى تهم العراق كدولة بدأ من الخلافات الدستورية وانتهاء بالاقاليم التى تحاول بعض القوى اقامة كينات فيدرالية اخرى غير اقليم كردستان القائم منذ 1992 عمليا وواقعا . ولكن الخلافات الرئيسية بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان ظهرت الى العلانية فى الاشهر القليلة الماضية وغطت الاعلام والقنوات الفضائية العراقية والعربية اضافة الى الصحف والمجلات ، ان جوهر هذه الخلافات تتمثل فى عدة قضايا اساسية اولها هى فقدان الثقة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان ومردها التخوف الكردى المحتمل وهو التخوف الذى يبديه الشارع الكردى عامة عدا سلطة الاقليم بعد ان لاحت فى الافق بعض التطورات السياسية والعسكرية وبعض التوجهات الجديدة للسيد نورى المالكى رئيس الوزراء الاتحادى واستعمال صلاحياته كرئيس للحكومة وقائد عام للقوات المسلحة العراقية ومن جانبه فى اتخاذ بعض الاجراءات الى اثرت فى نفسية الانسان الكردى واثارت حساسية بين الجانبين ، فى حين يدرك السيد المالكى اكثر من غيره بانه ومنذ 5 سنوات تجرى وتنفذ و تقر كل القرارات والخطوات السياسية والامنية والمبادرات بالتوافق بين القوى السياسية العراقية اى ان الديمقراطية الفتية التى ولدت بالعراق امست ديمقراطية توافقية رغم مساوئها وعدم ملائمتها للنهج الديمقراطى الاصيل ولكن واقع الاوضاع فى العراق فرضت هذا النوع من الاجماع ومن الصعب ازالتها او تجاوزها فى ظرف ايام او اشهر بل يحتاج الى ظروف واوضاع مستقرة وهادئة لاعادة الثقة بين كل الاطراف والقوى السياسية العراقية بجد ، كما راينا سابقا كم الاتفاقات والتحالفات الهشة عقدت بين اطراف سياسية ولكن ما لبثت ان تهاوت بسبب عدم التزام طرف او اطراف منها او اهمالها او العزوف عنها لانها ومنذ ولاتها كانت تحالفات هشة ومصلحية لكل طرف من الاطراف . واسترارا لهذا النهج كان ينبغى على السيد المالكى باعتباره رجل دولة ان ان يشاور المعنيين بالامر فى الاقليم ايضا كون بعض الاجراءات العسكرية فى بعض المنا طق تثير الحساسية وخاصة المناطق التى لازالت فى موضع خلاف بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية فعلى سبيل المثال مدينة خانقين كانت هناك قوة عسكرية من البيشمه ركة منذ احتلال العراق ولم تطلب يوما الحكومة الاتحادية من سلطة اقليم كردستان ان تغير الاوضاع هناك او طلبت من الاقليم سحب هذه القوات وان ارسال قوات عسكرية بشكل مفاجئ الى المدينة كانت تثير الخلل والازمة هناك لان دخول الجيش العراقى الى المدينة معناها اما انسحاب وحدات البيشمه ركة او الاصطدام وكادت ان تخلق ازمة كبيرة بين الشعب الواحد وخاصة انه كانت هناك قوى تريد ان تدفع الامور بذلك الاتجاه اى خلق ازمة كبيرة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان حتى ان بعض القوى المستفيدة من تشرم وانهيار الوحدة العراقية طبلت كى تحول الامور الى مجرى اخر ألا وهو تحويل الازمة الى صراع عربى كردى وهذا من اسوء الامور .
وكذلك الامر بالنسبة الى كل الخلافات الاخرى التى طغت على السطح حول القضايا الدستورية وما يتعلق بالعقود النفطية للاقليم مع الشركات الاجنبية للبحث والتنقيب عن النفط وما يتعلق بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقى والتغييرات الدستورية ان هذه الاختلافات فى الرأى كان يجب ان تحل عن طريق جلسات سياسية تشارك فيها كل القوى الاساسية الداعمة للعملية السياسية فى العراق وفق جدول محدد واجواء اخوية هادئة تنبعث منها روح الاخوة والوطنية والمصلحة العامة للشعب العراقى بكل اطيافه ، لا ان تثار فى الاعلام والفضائيات وتثير ضجات وهوسات اعلاميةاو العودة الى الدستور ليكون الحكم بين الطرفين او المحكمة الدستورية فى حال عدم تطابق وجهات النظر فى الامور المختلف عليها . وقد توقع الخيرين من ابناء البلد عنما اعلن عن تشكيل 5 لجان لدراسة الاوضاع والخلافات ومن ثم تقديم تقاريرهم الى الحكومة الاتحادية ورئاسة الدولة ولكن مضى شهرين ولم تنضج تقارير هذه اللجان ولم تبحث حتى تراكمت الخلافات اكثر بسبب اجراءات اخرى لم تكن السلطة بحاجة اليها وتبادل تصريحات شحنت الاجواء اكثر الى ان وصلت الامور الى المراسلات الرسمية بين مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء وهى تتضمن وجود اختلافات بين الهيئتين السياديتين فى عدة مجالات سياسية . ان المرحلة الحالية التى يمر بها العراق لاتساعد على تعميق وتظهير وتضخيم الاختلافات بل يتطلب ان تترك الخلافات الثانوية جانبا او ان تحل بين الاطراف المعنية والتوجه الى الهدف المركزى للدولة وهو اعمار البلد ومساعته على الوقوف على رجليه وتحقيق التنمية وانجاز الخدمات الاساسية للمواطن العراقى . خاصة وان الانتخابات الامريكية قد تغير من التوجه الامريكى بشأن القضية العراقية خاصة وان اوباما الرئيس المنتخب يولى اهمية اكبر الى قضية افغانستان من العراق وان الانسحاب الامريكى الذى يشير اليه اوباما ستخلق فراغا كبيرا فى العراق ان انشغلت القوى السياسية فى الخلافات والتناحرات فيما بينها ، والتى تستدعى التلاحم المصيرى الاكثر قوة وصلابة فى مرحلة ما بعد الانسحاب لان العراق سيجابه تحديا كبيرا بعد انسحاب القوات الاجنبية وسيكون اختبارا حقيقيا لكافة القوى السياسية وهيبة الدولة العراقية وقواتها المسلحة ، حيث ستكون المرحلة مرحلة حسم نهائية لاحدى الامرين اللذان لاثالث لهما اما توحيد وتلاحم كل قوى الشعب العراقى لفرض سلطة الدولة والقانون والنهج الديمقراطى او انهياره وسقوطه بيد قوى الظلام والارهاب الدوليين وهذا امر الامرين الذين لايستسيغه الشعب العراقى وسيحاسب التاريخ والشعب هؤلاء القادة الذين يسيرون دفة الحكم ان فشلوا لاسامح الله .
ولهذا وانطلاقا من مبدأ وحدة اراضى العراق وتحقيق الاخوة والوطنية بين كافة المكونات العراقية العرقية والدينية والمذهبية وحتى السياسية والذى يؤكد عليه مرارا قادة اقليم كردستان الا وهو مبدأ الحفاظ على وحدة العراق من خلال الحكم الاتحادى والذى يفند كل الالسنة الحاقدة على ان الكرد يعملون من اجل تقسيم العراق وتجزئته على الجميع العمل على اعادة الثقة التى فقدت نوعا ما وان تجلس على طاولة المفاوضات وان تحل كل القضايا العالقة والمختلف عليها بروح عراقية ووطنية وتفعيل دور تلك اللجان التى تشكلت وان تبادر الحكومة الى تسهيل الاجراءات المتعلقة بها فى حل الاشكالات المتعلقة بقوات البشمه ركة اما اعتبارهم قوة عسكرية عراقية او حراس حدود او حراس الاقليم لتوكل اليهم مهامهم فى الدفاع عن امن العراق وحدوده وارضه وعدم ابقاء هذه القضية معلقة بين الارض والسماء الى سنين اخرى لانه كلما تحققت خطوة فى اى موضوع كلما سادت جو الثقة والاخوة اكثر كما فى قضية المادة 140 من الدستور العراقى والذى يكنى بقضية كركوك وفى الاصل ان هذه المادة ليست خاصة بكركوك بل بمناطق اخرى فى الموصل وخانقين وتكريت ان حل هذه القضية على وفق اسس وطنية واخوية وترك الامور لسكان هذه المناطق لقرير مصيرهم هو من اروع اشكال الديمقراطية الحقيقية بعيدا عن التدخلات الداخلية والخارجية . انه لايوجد هناك خيار امام السلطتين الا الجلوس والتفاهم على حل الاشكالات والخلافات الناشئة بينهما لانهما لايملكان خيار اخر على اسس ان الطرفين ملتزمين بتحقيق وحدة العراق وخدمة الشعب العراقى لان الخيارات الاخرى غير واردة الان فى قاموس بلاد الرافدين لاسباب كثير وكثيرة جدا وان اى طرف او قوة سياسية تحاول جر الطرفين الى خيار اخر وفى هذه المرحلة العصيبة فانه لا يريد الخير للعراق وشعبه لانه فى الخيارات الاخرى سيزداد الشرخ عمقا وتوسعا وتتباعد الاطراف القريبة ويكون العراق سلطة وشعبا ومؤسسات الخاسر الاكبر وان اى محاولة للفرقة والعداوة والحقد بين العرب والكرد سيكون خسارة للجميع وان الشعب العراقى قد استوعب كل عبر وتجارب الماضى بكرده وعربه وارى بانه من غير الممكن ان ينجح اى طرف عراقى او اقليمى ان يحقق مسعاه اللئيم وعليه فعلى الحكومتين الاتحادية واقليم كردستان ومجلس الرئاسة والمجلس السياسى ان تكثف من جهودها لتجاوز هذه الخلافات وحلها وخاصة ان مجلس الرئاسة العراقية ستعقد اجتماعات مع رئاسة اقليم كردستان وأمل فيه الخير للجميع عراقنا بعربه وكرده وتركمانه وكلواشورييه .






#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرار الاتفاقية بين القبول والرفض العراقيين
- دعوات المالكى بين الجدية والدعاية الانتخابية
- على مجلس النواب محاسبة مثيرى الفتن والاحتقان العرقى والطائفى ...
- لايا استاذ سرمد عبدالكريم لا يصح اصدار الاحكام غيابيا
- انقذ اطفالنا يا دولة رئيس الحكومة العراقية
- العراقيون حتى فى الامور الدينية لا يتفقون
- تهميش دور الاقليات لا يخدم المسيرة الديمقراطية
- هل اجرم السيد مثال الالوسى لرفع الحصانة عنه؟
- راى فى الاتفاقية العراقية الامريكية
- كركوك بين الطلب الكردى والرفض العربى
- الصراع الجيورجى مع الدب الروسى
- التظاهرات وسيلة للتعبير عن الديمقراطية
- كركوك وانتخابات مجالس المحافظات
- التصويت على قانون مجالس المحافظات لم تكن خطوة ايجابية
- عبدالكريم قاسم كان محبوبا للشعب
- زيارة اردوغان الى العراق والملفات التى بحثت
- المخاض العسير لجبهة التوافق وحكومة المالكى
- الاتفاقية العراقية – الامريكية
- يجب مراعات السيادة العراقية فى اية اتفاقية مع امريكا
- بمناسبة يوم الطفولة العالمى اين يقف الطفل العراقى؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله مشختى - لا خيار للسلطتين الاتحادية والاقليم الا الاتفاق