أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله مشختى - عبدالكريم قاسم كان محبوبا للشعب














المزيد.....

عبدالكريم قاسم كان محبوبا للشعب


عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 03:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنا صغارا ولم نكن نعرف شيئا عن انواع الانظمة السياسية سوى كنا نسمع من الكبار عن وجود الملك فيصل الثانى وكان من الصدف ان انتشر خبر بمجئ الملك الى دهوك ليصطاف فى قصوره المنتشرة فى زاويته وسرسنك ودهوك واتذكر ان هرولنا الى الشارع العام الذى كان يؤدى الى قصره الذى يشغل حاليا من قبل مديرية صحة محافظة دهوك ، وجدنا عدة سيارات وكانت سيارته زرقاء فاتحة ومر من دار اقامته الى المصايف ورأيته من خلال نافذة سيارته كان شابا يميل بشرته الى السمرة حسب ما اتذكره وكان الكبار كثيرا ما يتحدثون عنه بالود والعطف عكس خاله الوصى عبدالاله الذى كان مذموما من العامة فى مدينتى . وكان الناس يتداولون اخبار العراق ويتحدثون عن الانكليز وسيطرتهم على مقاليد السلطة وكون الحكم بيد الاستعمار انذاك . ومرت الايام واذا اباءنا جاؤوا وهم يولولون وقد ساد الهم والحزن والغم وجوههم وخاصة النساء العجائز اللاتى قلن بان نهاية الدنيا قد اقتربت ، اذ كيف يمكن ان يقتل احفاد الانبياء والرسل لانهن كن يعتقدن بان عائلة الملك فيصل هم من سلالة النبى محمد عليه الصلاة والسلام . وانتشرت اخبار قيام ثورة ستنهى حكم الاستعمار واذنابهم من العملاء ونظامهم الملكى وسيقام نظام جمهورى ديمقراطى وسرعان ما انتشرت صور الزعيم عبدالكريم قاسم بزيه العسكرى وصور عبدالسلام عارف وصور لاعضاء مجلس السيادة ونشرت صور نورى سعيد بعد اعلان القاء القبض عليه وهو ملتف بعباءة نسائية محاولا الاختفاء والفرار من قبضة عدالة النظام الجمهورى . ومالبثت ان دبت الخلافات بين عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف وتم تهميش دور عارف وانفرد الزعيم عبدالكريم قاسم بالسلطة وقد انتشرت الاحزاب وامست تمارس عملها السياسى علنا بعد منح اجازات العمل السياسى للاحزاب العراقية ومن ثم عاد البارزانى من الاتحاد السوفيتى بعد 13 عاما من الغربة التى عاناها هو وافراد جماعته الذين كانوا قد رافقوه للالتجاء الى الاتحاد السوفيتى بعد فشل ثورته عام 1945 ضد الاستعمار البريطانى والنظام الملكى وانتشرت صور البارزانى الخالد مع الزعيم عبدالكريم قاسم وانفرادا ايضا واصبح كل بيت يعلق صورة للزعيم عبدالكريم والى جانبه صورة للبارزانى الخالدين والذين هما الان فى ذمة الخلود تغمدهما الله برحمته الواسعة . وكانت الاحزاب تقيم الاحتفالات والمهرجانات وامست الاناشيد والهتافات التى تمجد الزعيم عبدالكريم قاسم والعراق الجمهورى تتردد على كل الالسنة وتهتف الحناجر تمدح الزعيم قاسم ، ولم يكن احد ليهتم ب مجلس السيادة المكون من 3 شخصيات كون الزعيم قاسم كان الزعيم الاوحد وماكو زعيم الا كريم وقد احبه الشعب كأنه احد الافراد من عائلتهم او محلتهم او قريتهم او بلدتهم ، واتذكر حتى بعد قيامه بشن الحرب على الكرد وكردستان لم يكن الكرد له كرها بل كانوا لايزالون يحبونه كونه قائدا جمع باقة من الخصال النبيلة فى ذاته وكثيرا ما كانت قصص تواضعه وطرق معيشته تتداول بين الناس وهم يمجدون هذه الصفات والخصال التى كان يتصف بها . حقيقة لم يدخل اى رئيس حكم العراق فى قلوب العراقيين مثلما دخل فيه المرحوم والشهبد عبدالكربم قاسم وحتى يومنا هذا نرى ونسمع العديد من الاشخاص يحملون اسمه الكامل عبدالكريم قاسم حبا له ولشخصيته الفذة ولخصاله ونبل صفاته .
اعتقد ان اصدق تعبير يمكن ان نسميه بالزعيم المغدور لانه غدر به لانه كان يعتبر نفسه خادما للشعب العراقى ويعمل المستحيل من اجل انقاذ العراق من براثن التخلف والجهل والمرض العدو الثلاثى للشعب العراقى انذاك وقد قدم للعراق الكثير قياسا للزمن الذى عاشه حيث التحديات والمتناقضات الكثيرة التى تنخر فى المجتمع العراقى والمؤامرات والمكائد العديدة التى كان يدبرها الاعداء ضده خاصة حلف السنتو انذاك والذى كان من احد اهدافه الرئيسية تقويض النظام الجمهورى واعادة الملكية الى العراق ولكنه كان قائدا جريئا صمد امام كل العواصف التى هبت واقدم على تحقيق منجزات كبيرة خلال فترة حكمه القصير متحديا كل الاوضاع والعقبات التى وقفت فى طريقه . ونحن اليوم نعيش الذكرى ال50 لهذه الثورة العظيمة التى غيرت من مجرى تاريخ العراق فى تلك المرحلة نقف اجلالا لهذا الزعيم الوطنى الكبير والذى يستوجب على العراقيين ان يخلدوا ذكراه كونه القائد الفريد الذى وهب حياته للعراق وللشعب العراقى ، وعلى الحكومة العراقية ان لاتنسى مأثره ومنجزاته والذى يعتبر المؤسس للجمهورية العراقية الجديدة ، بعد ان حاولت القوى الشوفينية والمتخلفة ان تمحو ذكراه من نفوس العراقيين باخفاء جثته كى لا يصبح رمزا لاحرار العراق لانهم كانوا يخشون حتى من ذكره وطيفه ويمكن ان يلتف العراقيين الاحرار حوله وروحه عند البارى عزوجل . نعم لقد غدروا به لان الاوغاد واعداء العراق لم يرق لهم ان يتوحد الشعب العراقى خلف قائد يليق بهم وهو لا يملك شيئا فى نفسه الا ان يرى العراقيين موحدين ومزدهرين والعراق تتألق بين الامم .
ان ذكرى الزعيم الشعبى يجب ان تحفز العراقيين المخلصين لوطنهم وتربتهم ان يتذكروا صفات ذاك القائد ليتمكنوا اليوم من تحدى كل القوى الضالة التى تريد ان تلحق الاذى بالعراق والعراقيين ارضا وشعبا ، على حكومة السيد نورى المالكى ان تعيد الاعتبار الى هذا القائد الفذ والى الثورة التى قادها وانقذ العراق من الركب الاستعمارى ، كون المالكى متشابه فى اخلاصه للعراق ويتصف بصفات عديدة كان الزعيم الشهيد يتصف بها ، بهذه المناسبة العظيمة ندعوا من الله عزوجل ان يسكن عبدالكريم قاسم فسيح جنانه ويعين الحكومة العراقية فى العهد الجديد التى هى تكملة للمسيرة التى بدأ بها عبدالكريم قاسم لاعادة وجه العراق التاريخى والحضارى كونه مهد الحضارات القديمة ، ويجب ان تكون فى مصاف الدول العصرية وان تكمل بناء دولة القانون والعلم والمعرفة .



#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة اردوغان الى العراق والملفات التى بحثت
- المخاض العسير لجبهة التوافق وحكومة المالكى
- الاتفاقية العراقية – الامريكية
- يجب مراعات السيادة العراقية فى اية اتفاقية مع امريكا
- بمناسبة يوم الطفولة العالمى اين يقف الطفل العراقى؟
- دور المعلمين فى ثورة كولان التقدمية
- دور المرأة الكردية فى ثورة كولان التقدمية
- الكرد بين الامس واليوم
- عمليات ام الربيعين تصب فى خانة الواجب الوطنى
- انتحار البنات فى المجتمع الكردستانى بين التقاليد الاجتماعية ...
- الذكرة ال 60 لتأسيس دولة اسرائيل
- اندلعت الشرارة فى لبنان فمن سيطفئها
- مدينة الموصل العامرة امس والبائسة اليوم
- تعديل قانون رواتب موظفى الدولة العراقية
- هل تحولت اجهزة الأمن اللبنانى الى قراصنة ؟
- القانون بين النظرية والتطبيق فى العراق الجديد
- فقراء الامس واثرياء اليوم هل حقا يفكرون مثل ما كانوا بالامس
- الاحداث الاخيرة هل هى صراع مصالح ام صراع مرجعيات ام صراع سيا ...
- ها هى افراح نوروز تمتزج بدماء الكرد من جديد
- السلاح الذى تملكه وجيهة حويدر


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله مشختى - عبدالكريم قاسم كان محبوبا للشعب