أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نورس محمد قدور - امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكية (4)















المزيد.....

امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكية (4)


نورس محمد قدور

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 09:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يصنع الرجال تاريخهم، لكنهم لا يصنعونه كما يشتهون، لا يصنعونه في ظروف يختارونها بأنفسهم، بل في ظروف تنشأ مباشرة عن الماضي وتنبثق منه.
"كارل ماركس"
وهذا التاريخ الذي يصنعه الرجال سواء كان بيدهم أو غير ذلك قد يكون سببا للنجاح، وأحياناً يكون النجاح وليد اللحظة.
فالنجاح هو شعارنا في الحياة, وكل شخص أو أمة ترى النجاح من منظورها, ولكن ما نجمع عليه وما يتفق عليه الجميع ان النجاح وفي اي مجال يبنىعلى عامل أساسي هو: القوة. وقد نجحت امريكا في هذا العامل, مما جعلها تلقب بامبراطورة الدول, وسلاحها في هذه الثروة، امبراطورية بنيت على النجاح الاقتصادي والفكر والتطبيق اللذين عززا ذلك النجاح. الا أن قصة امبراطورية الثروة تحمل, كمعظم قصص الامبراطوريات، طابعا ملحميا حافلا بالانتصارات والهزائم ، بالجرأة والتردد ،بالأفكار الجديدة والرواسب القديمة ،بالعقلاء والحمقى.لكنها كانت في شطرها الأعظم ملحمة قادتها الملايين التي لم يقف في طريقها شيء في سعيها الى تحقيق مصالحها الذاتية في ظل حكم القانون، وهذا هو اساس الحرية. وهذه الملحمة تعتبر بجوهرها نافذة نطل منها الى كل ما يحقق انسانيتنا، من خلال كتاب (إمبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكية) تأليف "جون ستيل جوردون" حاصل على إجازة في الفنون – قسم التاريخ بجامعة فاندربيلت، ومن خلال ترجمة:" محمد مجد الدين باكير"


الفصل التاسع: قهر المستحيل

لم يكن السفر وحده هو الذي شهد زيادة مطردة مع مطلع القرن التاسع عشر. فقد حققت سرعة الاتصالات قفزات مماثلة. ومن الصعب أن نتصور بطء انتشار الاخبار في القرن الماضي. كانت الحاجة الى الاتصالات في الولايات المتحدة ملحة جدا, كما كانت عليه الحال في أوربا, ومع ذلك فقد طرقت خيارات أقل تكلفة. ففي العقد3من القرن 19 كان ثمة رجل يصعد كل يوم الى قمة قبة بورصة التجارة في وول ستريت, حيث كانت تعقد مناقصات بورصة نيويورك ومجلس البورصة, وهناك كان هذا الرجل يبرق أفتتاح التداول الى رجل آخر في مدينة جيرسي عبر نهر هدسون. ويرسل ذلك الاخير إشارة مقابلة الى رجل آخر على الهضبة أو البرج التاليين. وهكذا كانت الاسعار تصل الى فيلادلفيا في نحو ثلاثين دقيقة.كان هذا النظام غير ناجح في الجو السيء.
في عام1690 كانت ثمة صحف في المستعمرات الامريكية وقد نشؤ أحد اللندنيين وكان يدعى "بنجامين هاريس" أول عدد من صحيفة تحمل عنوانا يعوزه اللباقة "الوقائع العامة الأجنبية والمحلية" في 25 سبتمبر في بوسطن. وتعهد هاريس بإصدارها "مرة كل شهر، أو أكثر اذا وقعت أحداث كثيرة, لكن العدد الاول كان هو العدد الأخير، لأن حاكم ماساتشوسيس ومجلسها أوقفا الصحيفة( وهذا حال الحكام جميعهم في كل زمان ومكان، يخشون من الكلمة وكأنها سهام وجهت لهم أو سيوف سلت على رقابهم). ومع ذلك ظهرت الصحف ثانية في بوسطن وغيرها على الفو، وفي زمن الثورة انتشرت في كل مدن المستعمرات الرئيسة.
ان أبرز ما يميز صحف عالم ما قبل الثورة الصناعية عن صحف اليوم هو السياسة. فقد كانت معظم الصحف ذات الطرح العام أدوات تغذي التخريب السياسي، لكن "جيمس جوردن بينيت" احدث تغيرا في مجال اتجاه الصحف وما كانت تنشره. لقد استطاعت المطابع الدوارة - التي كانت تعمل على البخار- أن تنتج آلاف النسخ من الصحيفة في الليلة الواحدة وبسعر أقل من قبل. وارتأى "بينيت" أن يجرب شيئا جديدا.فشرع بنشر صحيفة نيويورك هيرالد في 6 مايو 1835 ونأى بهذه الصحيفة عن التحيز الى أي حزب من الاحزاب في مقالاتها.وسعى الى جعلها صحيفة رائدة في تقديم الخبر، وقد نجح في تسويقها الى أعداد غفيرة من القراء وذلك بالمناداة عليها في الشوارع بثمن قدره سنت واحد للنسخة, وذلك على يد جيش من باعة الصحف المتجولين.وارتفعت مبيعات صحيفة هيرالد كثيراواضطرت الصحف الى مجاراتها خصوصا أن المدينة وأنحاء البلاد الاخرى قد ذهلت بقصة الخبر. وفي بضع سنوات أصبحت الهيرالد من أنجح صحف المدينة. وقصد بينيت أوربا حيث تعاقد مع مراسلين في لندن وروما وباريس لتزويد الهيرالد بتقارير اخبارية حصرية كان أولئك أول المراسلين الذي يعرفهم العالم.وقد سعى جاهدا في الكونغرس الى اعتماد مبدأ إعطاء الصحف من خارج المدينة حقا أكبر في دخول القاعات الصحافية للكونغرس على غرار الصحف المحلية, وهذا ما أذن بولادة مؤسسات الصحافة في واشنطن.
في العقد العاشر من القرن الثامن عشر وجد بريطاني يدعى ويليام مردوك أن الفحم بعد أن يسخن يتحول يعطي غازا يطلق باحتراقه لهبا أصفر فاقعا. وظهر مصباح الغاز في فيلادلفيا في العام 1796. وأصدرت بالتيمور تعميما في العام 1816 يشجع على استخدام مصباح الغازفي الشوارع, وعمت الفكرة سريعا المدن الامريكية الاخرى. وفي العقد الرابع من القرن التاسع عشر أنيرت الشوارع والطرقات الرئيسية في المدن الامريكية بفضل شبكة من الانابيب الممدودة تحت الارض، والتي وفرت الغاز من محطات الغاز المحلية. ومع بدء انقشاع الظلام الدامس الذي غرقت فيه المدن, شرعت النشاطات الليلية في الانتشار كثيرا في المدن.
وكانت فيلادلفيا أول مدينة تنشىء خزانا حديثا للمياه أمكن توصيله عبر أنابيب الى المنازل وتصريف المياه القذرة عبر قنوات الصرف الصحي. وفي العام 1832زودت بهذا النظام أول أنواع المنازل المزودة بحمامات.أما نيويورك فكانت تعاني من مشكلة تكنولوجية أشد. ومع ذلك فقد دشنت نظام كروتون في 4 يوليو 1842 بعد إنشاء قناطر بطول 45ميلا لجر المياه من نهر كروتون في إقليم ويستشستر. وفي نهايات القرن التاسع عشر كان باستطاعة الانسان أن يسافر مئات الاميال ويعود في ذات اليوم ويمكنه تسلم مكالمات فورية من على بعد آلاف الأميال,وقراءة ما يجري من أحداث حول العالم, وصار متيسر الحصول على الماء الساخن من الصنبور في اليوم القارس, والاسمتاع بالهواء البارد في اليوم الحار, وقراءة الكتب والمجلات من دون الشعور بألم في العيون.أي" لم يبقى شيْاً مستحيل".

الفصل العاشر:( الحيتان والخشب والجليد والذهب):

إن مصباح الغاز الذي كان ينشر نوره في أرجاء المدينة في العقد الثالث من القرن التاسع عشر, لم تعرفه الارياف ،حيث النسبة الأغلب من الامريكيين. كان غاز الفحم يتطلب معالجة صناعية مكثفة، الى جانب ما يكتنفها من فوضى وما تطلقه من رائحة وما يترتب عليها من مخاطر. وكان الغاز يمرر عبر أنابيب من محطات الغاز مباشرة الى المستخدمين. وبسبب ارتفاع تكلفة البنية الاساسية اللازمة, فلم تتسن إقامة محطات للغاز الا في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. لكن الإقبال على المطالعة والأنشطة المسائية الأخرى اقترن بزيادة الطلب على الإنارة الصناعية في المناطق الريفية أيضا. وكان زيت الحيتان كفيلا بتلبية هذا الطلب من زيادته المطردة.
كانت الحيتان مصدرا لكثير من المنتجات. فإلى جانب لحومها كان دهن الحيتان يعطي بعد معالجته زيتا يمكن استخدامه وقودا عالي الجودة في المصابيح ومادة تزييت للآلات . كما ان البلين الذي هو عظم فك الحوت- وهو بنية لدنة ذات حواف ، كان طولها يصل الى 12قدما, وكانت تقوم مقام الاسنان لدى عظم الحيتان العملاقة – وفرت مصدرا أساسيا عظم الحوت الذي يجمع بين خصائص الصلابة والمرونة التي كانت عوامل مهمة في صناعة مشدّات الخصر وسياط العربات وكثير من الاستخدامات الأخرى.
وقد بدأ صيد الحيتان في نيوإنغلاند في العام 1645. حيث كان صيادو الحيتان الاوائل يسعون أساسا وراء ما يعرف بالحوت المثالي، وقد أخذ اسمه هذا من وفرته وسهولة صيده مقارنة بالحيتان الأخرى، كما أنه يطفو على الماء بعد قتله. لذلك فقد كان صيده هو الخيار المثالي للصيادين. كانت حيتان العنبر تدر أرباحا طائلة .لذلك سعى سكان نيوإنغلاند الى التخصص في تجارتها وبناء سفن صيد الحيتان القادرة على بلوغ المحيط سعيا وراء تلك الحيتان في اللجة العميقة. وفي عام 1765كانت سفن الصيد من نيوإنغلاند تمخر عباب المحيط, وكانت تكثر قبالة ساحل البرازيل منذ ذلك الحين. وفي سبعينيات القرن الثامن عشر كانت نيوإنغلاند تصدر ما بين 300و400ألف رطل سنويا من شموع العنبر.
وقد شجعت الحكومة البريطانية صيد الحيتان فكانت تقدم مكافآت لسفن الصيد التي يتجاوز وزنها 200طن.وفي أربعينيات القرن التاسع عشر كان ثمة أكثر من700 سفينة صيد أمريكية تجوب البحار بحثا عن الحيتان وتجلب الازدهار الاقتصادي لموانئها,حيث كانت السفينة لواحدة تفرغ نحو 200 برميل من الزيت بعد أن تقفل عائدة من رحلاتها.ولسوء الطالع كان أبناء نيوإنغلاند بارعين في صيد الحيتان فاصطادوا منها أعدادا فاقت معدلات تكاثر تلك الكائنات الثديية العملاقة. ومع تراجع أعداد كثير من أصناف الكائنات الحية في العالم,أصبحت رحلات الصيد تستغرق زمنا أطول من قبل(أي أكثر من أربع سنوات!!!).سيشكل قار الفحم مصدرا غنيا للمواد الكيماوية ذات الاستخدامات الاقتصادية الأخرى، خصوصا مبيدات الحشرات واللدائن (البلاستيك) والأصباغ والادوية. وسيكون أساسا لصناعة جديدة قائمة بذاتها, وكانت أصباغ الانيلين أولى الكيماويات المشتقة من قار الفحم التي توضع في الاستخدام التجاري. وسرعان ما قوضت سوق الاصباغ النباتية المشتقة من نباتات من قبيل النيلة والفوّة.
وقدم الحل لمشكلة توفير مصدر جيد ورخيص للإنارة مادة لم تخطر على بال إطلاقا. ألا وهي " زيت الصخر" Rockفالبترول -ومعناه في اللاتينية زيت الصخر- كان معروفا منذ أقدم العصور، لكنه كان مادة غريبة تثير الفضول وتلفت النظر. كانت تستخدم أساسا علاج لجميع الامراض وقد ثبت لاحقا أن جميع أنواع الادوية غير مستساغة الطعم، والتي تفقد خصائصها السمية عندما تؤخذ بجرع صغيرة ولكنها تتمتع بخصائص علاجية في مرحلة زمنية أو أخرى. ففي كثير من مناطق العالم يندفع النفط خارجا من الارض من تلقاء نفسه ويمكن قشطه من البرك المتشكلة أو نضحه بالثياب. لكن " جورج بيسيل " الذي كان خريج جامعة دارتموث تساءل ان كان بالإمكان استخدام تقنية الحفر للبحث عن النفط. وأرسلت الشركة رجلا يدعى أدورين دريك الى شمال بنسلفانيا حيث كان مصدر معظم النفط في الولايات المتحدة, ووجد دريك رجالا يتقنون التنقيب وقد كان لديهم رغبة فيه ،اذا كانوا ينقبوا عن الملح, وفي 27 أغسطس 1859اندفع النفط من أول بئر في العالم، بعمق ستة وستين مترا بالقرب من تيتوسفيل.وكانت التحديات في استخراج النفط ليس في صعوبة التنقيب إنما في تأمين العدد الكافي من البراميل لتخزينه!!!
ومن المصادر الوفيرة أيضا التي حفزت الاقتصاد الامريكي في سنوات ما قبل الحرب الاهلية غابات البلاد التي لا تنضب. وكان لا يمكن الاستفادة من إنتاجية المزارع الخصبة في الغرب الأوسط إلا بعد إزالة الاشجار,وارتفع الطلب على الخشب بمعدلات متزايدة مع نمو عدد السكان بمقدار الثلث كل عشر سنوات, وذلك من 5،3 مليون في العام 1800 الى 31،4 في العام 1860.وفي العام 1897 بلغت صادراتها من خشب الصنوبر الأبيض 160مليار قدم مسطحة, فلم يبقى الا 6 مليارات . لكن خشب الوقود لم يكن الاستخدام الوحيد لعمليات قطع الاخشاب الجارية على أساس تجاري في تلك السنوات. لقد زاد عدد المراكب البخارية وقاطرات السكك الحديد كثيرا من الطلب على الخشب كوقود. ولا يخفى على أحد الاثر البالغ للقطع الجائر للغابات ، لكن الانتاج الزراعي زاد بمعدلات الإنتاج الزراعي زاد بمعدلات عالية جدا مع تحول الغابات الى حقول زراعية.
في مطلع القرن التاسع عشر نشأت في البلد صناعة أخرى أساسية ساعدت على تحريض التجارة مع دول العالم أجمع وفرضت احتكارا كاملا تقريبا، واستمرت طويلا قبل أن تبطلها التقنية الحديثة، إنها صناعة الجليد.
لقد كان الجليد متوفرا في نيوإنغلاند لمن أراد أن يحصل عليه في أيام معينة من السنة, وسلعة ثمينة في باقي أيام السنة وفي الاماكن الحارة أيضا.فريدريك صاحب الفطنة والذكاء الذي كان من ماساتشوستس أدرك فرصة تحقيق الربح من خلال توجيه عرض الجليد الذي لا ينقطع في الشتاء في نيوإنغلاند لمقابلة الطلب الهائل عليه في وقت الصيف وفي المناطق الاستوائية.(وصحيح أن الفرصة تأتي لأصحاب العقول ). حفر مزارعوا نيوإنغلاند حجرات من الجليد في الارض حيث خزنوا قطع الجليد المأخوذة من سطحوح البرك خلال فصل الشتاء. وكان يعزل بالقش لاستخدامه في الصيف لحفظ الاغذية مبردة والتي تفسد سريعا كالحليب. وفي 13فبراير 1806 أبحرت سفينة استأجرها تيودور من مرفأ بوسطن.وأوردت صحيفة بوسطن مايلي:( ليس من باب الدعابة . أبحرت سفينة تحمل 80 طنا من الجليد من هذا الميناء قاصدة المارتينيك. نأمل ألا يتحول ذلك الى مضاربة شكسة). ولسوء حظ تيودور فقد انقلب الى مضاربة شكسة اذا لم يكن غرف باردة في المارتينيك لحفظ ما تبقى من الجليد, ولم يتعلم تيودور آنذاك عزل الجليد كي لا يذوب على ظهر السفينة وكما أن السكان الذين عاشوا أكثر من قرنين من دون جليد لم يعرفوا بعد ماذا يصنعون به فشاهدوه من باب الفضول. وفي العقود الثلاثة المقبلة عمل تيودور جاهدا لتعلم فنون نجارة الجليد، فأنشأ مخازن للجليد في الاسواق التي يتوقع أن يزدهر فيها الطلب على الجليد، فأتقن فنون العزل وقدم النصح والارشاد لزبائنه. وفي ثلاثينيات القرن الثامن عشر أصبح الجليد من الصادرات الامريكية عالية الربح. وقد قدر حجم تجارة الجليد في عام 1880بثمانية مليون طن، وكانت الشتاءات الدافئة تقابل بتحذيرات الصحف من"نقص حاد في الجليد" في الصيف التالي مما كان يرفع الاسعار سريعا.ظلت تجارة الجليد في حالة توسع حتى القرن العشرين،الى أن قضت عليها الثلاجات المنزلية(هكذا الدنيا لكل شيء بداية ونهاية).
اكتشف الذهب في سترز ميل في كاليفورنيا،وهو مادة عجينة، ويعد من العناصر الثقيلة من ناحية، ومن ناحية أخرى يعد الذهب عنصرا كيماويا خاما لا يتفاعل مع العناصر الاخرى ولذلك لا يفقد بريقه. ويوجد الذهب في الطبيعة بحالته النقية وأحيانا على شكل قشور صغيرة أو تراب (ومنها جاءت دعوات أمهاتنا إن شاء الله إن مسكتم التراب يصبح بين أيديكم ذهب). ويمكن التنقيب عنه والعثور عليه من دون إنفاق كثير من المال.في الايام الاولى من جنون الذهب لم يكن المنقبون بحواجة الا الى بضع أدوات ومجرفة والعزيمة على العمل الدؤوب. بعد اشاعة خبر انتشار الذهب،هجرت مدن بأكملها حينما اندفع الرجال الى الحقول. وقد خلت سان فرانسيسكو تماما من سكانها وغص ميناؤها بالسفن الراسية التي هجرها ركابها ومضوا بحثا عن . "يمموا وجوهكم غربا" مقولة قالها: جون إل بي سول عندما كان جنون الذهب لا يزال ملاضا متفشيا حيث الذهب هناك في كاليفورنيا حيث كان تركز السكان وقتها شرقي بالتيمور1790.
لقد أثبت الاقتصاد الامريكي في العقود الستة الاولى من تبني الدستور أنه من عجائب العالم.فقد تضاعفت مساحته ثلاثة أضعاف،وارتفع عدد سكانه ثمانية أضعاف, لكن حجم الاقتصاد ارتفع ثمانية عشر ضعفا أو يزيد. وتوسعت مجموعة من الولايات الصغيرةعلى مساحة غطت تصف القارة، ونمت الصناعات الامريكية من العدم لتصبح من المراكز الصناعية الرائدة على مستوى العالم.ومدت شبكات الطرق والاتصالات فأصبحت الاكبر على وجه المعمورة.لكن هذه الاقتصاد لم يصل الكمال بعد.صحيح ، أن خطوط سكك الحديد كانت تتجاوز طولا خطوط السكك الحديد في اي بلد أخر في عام 1860لكن ما زالت آنذاك تستورد كثيرا من السكك والعربات من انجلترا، كما كانت تستورد معظم حاجاتها من الفولاذ، وهو معدن بدأ يحتل أهمية كبيرة منذ ذلك الحين. سيتبين ان ما وصفه وينستون تشرشل بأكثر الصراعات حتمية بين الشعوب الناطقة بالانجليزية سيكون أشد الاحداث تأثيرا وأكثرها شأنا في التاريخ الامريكي.ذلك على الرغم من أن الاتحاد الامريكي انما ولد من رحم الثورة, فإن الامة الامريكية لن تتشكل الا على سندان الحروب الاهلية المروعة.......



#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكي ...
- ***بسمة الماضي وحب الحاضر وأمل المستقبل***
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكي ...
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- ***زهرة جلق***
- حيث لا يراني أحد.....
- ناقوس الخطر
- من لهذه الطفلة البريئة؟؟؟
- مَن لهذه الطفلة البريئة ؟؟؟؟؟
- التربية الخاصة: دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من محدّدات المفهوم ...
- أخلاق العناية: بديل فلسفي أخلاقي معاصر
- التربية الخاصة:أطفالنا كيف نجعلهم موهوبين؟ (9)
- التربية الخاصة:بطيء التعلم(8)
- الثقافة: التفسير الأنثروبولوجي
- التربية الخاصة:اضطراب الطيف التوحدي(7)Pervasive Developmenta ...
- العولمة والثقافة:تجربتنا الاجتماعية عبر الزمان والمكان
- التربية الخاصة:المتلازمات(6)syndromes
- جنوسة الدماغ
- التربية الخاصة: الاعاقة العقلية (5) Mental Handicap
- التربية الخاصة:هل أنا أعمى؟ (4)


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نورس محمد قدور - امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكية (4)