التربية الخاصة:بطيء التعلم(8)

نورس محمد قدور

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:34
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    

إن الطفل بطيءالتعلم يظهرسويا في تصرفاته واستجابته وقدراته الاجتماعية ، وطبيعياً في سلوكه وشخصيته، وتنحصر
معاناته في الصعوبة البالغة في التعلم واستيعاب المواد الدراسية التي تطرح في المناهج المدرسية من (رياضيات – قراءة – وكتابة – وعلوم وغيرها......).
تعريف بطيء التعلم:
بطئ التعلم : هو عبارة عن شخص عادي يتكيف مع أقرانه ومحيطه الخارجي ولكن داخل المدرسة يتسم بالتأخر الدراسي عاما بعد عام أثر عوامل داخلية تتعلق به،و لا يستطيع الطفل مجاراة زملائه في الصف بسب تأخر استجابته.
أما التعريف الاجتماعي لبطئ التعلم فيركز على مدى نجاح أو فشل الفرد في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه مقارنة مع أصدقائه من نفس المجموعة العمرية وعليه يعتبر الفرد معوقا أو بطيئاً .
فالأطفال بطئ التعلم لا يتشابهون إلا بقدرتهم الضعيفة على فهم وحفظ وتذكر المواد الدراسية . وينحدرون من
أي مستوى اجتماعي واقتصادي وثقافي فمنهم ابن الغني ومنهم ابن الفقير ومنهم ابن الفلاح ومنهم ابن الفيلسوف ومنهم ابن الوزير ومنهم ابن الغفير.... ويشكل التلاميذ بطيئي التعلم شريحة كبيرة من التلاميذ تمثل نسبة تتراوح بين 16% - 30% . ويطلق هذا المصطلح على كل طفل يجد صعوبة في مواءمة نفسه للمناهج الأكاديمية بالمدرسة بسبب قصور بسيط في ذكاءه أو في قدرته على التعلم .
- ويحتاج مثل هؤلاء الأطفال إلى تعديل في المناهج وطرق التدريس التي تستعمل مع أطفال في سنهم في المدارس العادية .
- ولهذا فإن مكان هؤلاء الأطفال هي الفصول العادية بمدارس التعليم العام التي تضم العاديين والأذكياء
( على أن تكون طرق التدريس متنوعة حتى تلائم هذه الفئات المختلفة ) وأهم مل يميز هؤلاء الاطفال عن أقرانهم (حسب الدراسات )من العاديين البطء في معدلات النمو لديهم الذي يجعلهم عرضة لأن يكونوا أقل طولا وتناسبا وأثقل وزنا .وأكثر تعرضا لانتشار ضعف السمع .

ومن الخطأ أن نفترض أن " بطئ التعلم " سيلحق بزملائه الذين هم أسرع منه في التعلم،

إلا إذا كان بطؤه يرجع إلى نقص في المهارات أو عيب حسي يمكن علاجه عن طريق التوجيه السليم .

و( تتراوح نسبة ذكائهم من75 درجة الى 90 درجة )

وليس من الضروري أن يكون بطئ التعلم متخلِفاً في كل أنواع النشاط ، فقد يحرز تقدماً في نواحي أخرى
مثل القدرة الميكانيكية أو التذوق الفني على الرغم من عدم تمكنه من القراءة الجيدة أو عدم الاهتمام بالرياضيات .
لهذا ليس بالضروري أن يكون بطئ التعلم بطيئاً في سائر الأشياء الأخرى .

اهم مظاهر بطىء التعلم:
1.ضعف في الانتباه وسرعة التشتت .
2. عدم القدرة على استرجاع المعلومات و ضعف الذاكرة المعلومات بشكل صحيح.
3.زمن الرجع وهو ما يتعلق بالمثير والاستجابة.
فبطيؤاالتعلم عندهم يعانون من عدم القدرة على الاستجابة للمثيرات الخارجية.
4 ضعف القدرة على تمييز الأشياء بالتشابه والاختلاف

اسباب بطء التعلم : فالاسباب تقريبا متشابهة بين كل الاعاقات وهي :
أولا : عوامل ما قبل الولادة :
- سوء تغذية الأم الحامل،و- إصابة الأم الحامل ببعض الأمراض المعدية ،و - الاضطرابات النفسية الحادة للأم.و الإدمان على الكحول والمخدرات .
ثانيا : عوامل في أثناء الولادة :
- عسر الولادة و الولادة الجافة و انقطاع الأكسجين عن الطفل في الولادة .
ثالثا : عوامل ما بعد الولادة :
- الامراض التي يتعرض لها الطفل في السنوات الاولى كالحمى الشديدة و التسمم بالرصاص وسوء التغذية الحاد .
بالاضافة للحوادث التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى و الحرمان الثقافي وعدم الوعي الصحي للمخاطر الحقيقية للامراض.

خصائص بطيء التعلم :
إن المعلومات التي تتوفر عن بطيء التعلم قليلة نسبيا.
ومن الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع أستنتج - أن الطفل بطئ التعلم يعاني خلال حياته قبل المدرسة من
أمراض ومتاعب بسيطة أدت إلى نقص في حيوية جسمه ، وهو ما يطلق عليه ( ضعف عام ) ويمكن أن يرجع هذا
إلى الوراثة أو الظروف البيئية بعد الولادة كسوء التغذية في الأعوام الأولى وقلة النوم – والتعب ...... كلها عوامل
تؤدي إلى اعاقة نمو الطفل وتضعف من طاقاته.وابرز الخصائص:
- الخصائص النفسية والاجتماعية:
- يميل الى الاعتماد على الآخرين ، ويفتقر إلى الاستقلالية .
- متقلب المزاج .
- سهل الانتقاد للسلوك الجانح .
- متعلم غير فعال ، يفتقر الى المبادأة .
- يفتقر الى القدرة على التنبؤ بعواقب سلوكه .

الخصائص الشخصية والانفعالية :
1- الانتباه : تشتت الانتباه ، ضعف في التركيز ، يعمل فترات قصيرة نسبيا .
2- الذاكرة : صعوبات في الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها عند الطلب ولا سيما تلك
المتعلقة بالذاكرة قصيرة المدى والتي ترتبط يالتعلم المدرسي .
3- التعميم : يجد صعوبة في عملية نقل الخبرة او نقل آثار التعلم من موقف إلى ىخر .
4- الدافعية :
- انخفاض في الدافعية .
- تكرار الفشل يخلق لديه الشعور باليأس .
5- القدرة على تحمل الإحباط :
الطفل بطيء التعلم لديه مدى تحمل للإحباط أقل من أقرانه العاديين ، ولا شك أن تراكم
الخبرات يعمل على دعم هذا الامر . ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك تأثيرا سلبيا على تحصيله
الدراسي .
فلا بد من ان نولي عناية خاصة بهذه الفئة لأنهم فئة بين العاديين والمتخلفيين لكن لايخلون من المواهب والطاقات الكامنة وربما الابداع في مجال ما ،فيجب أن نسلط الضوء عليهم بانشاء فصول خاصة لكن ضمن المدرسة العامةأو العادية الا انها جهزت بمعدات خاصة لهؤلاء الاشخاص الذين يحتاجون عناية أكبر من الاشخاص العاديين.
الفصول الخاصة للأطفال بطيئي التعلم :
هي فصول خاصة انشئت في أحضان المدارس العادية ، لتوفير الحد الأقصى من فرص
دمج الأطفال بطيئي التعلم مع أقرانهم العاديين ، وتجنب عزلهم عن البيئة المدرسية
العادية .
فالأطفال بطيئو التعلم يتعلمون ضمن فصول خاصة في بيئة المدرسة العادية ، مع
السعي لإشراكهم مع أقرانهم العاديين في الأنشطة الدراسية وغير الدراسية كلما كان
ذلك ممكنا .

مميزات الفصول الخاصة :
- عدد الاطفال في كل فصل قليل بحيث لا يزيد العدد عن (10)
- تتوافر في هذه الفصول الوسائل والمعينات التعليمية لتوفير فرص أفضل لتعليم هؤلاء
الأطفال .
- يتدرب المعلمون ويتاهلون للتعامل مع هذه الفئة .
- تعد المناهج لتتناسب مع قدرات الاطفال وحاجاتهم الخاصة .

#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات