أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورس محمد قدور - اللعب جنة أطفالنا















المزيد.....

اللعب جنة أطفالنا


نورس محمد قدور

الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 00:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن أجمل شيء في حياتنا هم الأطفال فهم الذين يضفون علينا البسمة والبهجة والأمل. وحتى ينمو الطفل نموا سليما لابد أن يلعب لعبا يفرغ فيه طاقاته ويمرن فيه عضلاته وينمي فيه تفكيره وانتباهه0واذا كان قد عرف اللعب بأنه سلوك فطري وحيوي في حياة الطفل الصغير فان اللعب هو حياة الطفل كلها وليس جزء من حياته فهو يلعب عندما يأكل ويلعب وهو ينام ويلعب عندما يغضب ويلعب عندما يريد أن يلعب. واللعب هويته التي يعرف بها، والتي يدخل بها عالما آخر.وقد ورد اللعب في القرآن الكريم ولكن أغلبه حمل معنى السخرية وعدم الجدّ.قال تعالى:(وما هذه الدنيا إلا لعب ولهو وزينة وتفاخر....).
إن اللعب عملية متكاملة تنعكس أهميتها على الطفل من جميع النواحي التالية:
1-الناحية النفسية: للعب آثار عظيمة على الطفل قد تكون أكبر أثرا من الآثار التي يحققها الطبيب نفسه لو أراد علاج ذلك الطفل
أ- فاللعب يرضي دوافع الطفل وحاجاته النفسية (كالقيادة والجماعة والنظام والحرية والأمن الذي قد يفتقده في الواقع )
ب- يعد متنفس للطفل :فهويعبرعن حزنه وكبته وآلامه من خلال اللعب، فالطفل يلعب لعبة البوليس لأنه قد يعاني من ضعف في شخصيته في البيت فيأخذ هذا الدور ليعبر عن نفسه ولو قليلا .
ج- يهيأ الطفل لمشاكل نفسية قد يتعرض لها : فيمكن من خلال اللعب أن نهيأه لقدوم مولود جديد أو لدخوله الروضة أو المدرسة.
2- الناحية الاجتماعية:
أ- فيمكن أن يعلمه الأدوار التي سيقوم بها في المستقبل (كدور الأب والمعلم والزوج )
ب- كما أن اللعب يوفر للطفل فرص التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويساعده على التخلص من أنانيته وتمركزه حول ذاته بشكل متدرج.
3-الناحية التعليمية :
1-الطفل يمكن أن يتعلم من خلال اللعب الرسم وأسماء الألوان واستخدامها بشكل جيد، ويمكنه العزف على الآلات الموسيقية .
2-أما عن الفك والتركيب فيتعلمه الطفل من خلال اللعب أيضا .
3- اللعب يسهل عملية التعليم .
العوامل المؤثرة في اللعب:
هناك عوامل عديدة تؤثر في الطفل أثناء اللعب ولكي لا نطيل نذكرها على سبيل السرعة وشيء من الإيجاز :
1-عامل السن: نلاحظ اختلاف اللعب عند الطفل باختلاف العمر فعلى سبيل المثال نذكر أن اللعب الاستكشافي(الفضول في التعرف على الأشياء) والفردي مسيطر على مرحلة الطفولة المبكرة أما اللعب بالدمى فبالمرحلة التي تليها وبعد ذلك اللعب المتوازي (اللعب بحضور الأطفال دون أن يشاركهم )هو المسيطر، وفي المرحلة التي تليها مرحلة المشاركة الجماعية.
2- عامل الجنس: في مرحلة رياض الأطفال لا يميز الصغار بين ألعاب البنات وألعاب الصبيان
ولكن عند دخولهم المدرسة يعي كل منهم دوره الجنسي فيختار من الألعاب ما يناسب دوره الجنسي فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الأولاد يفضلون الألعاب التي تتميز بالعنف أما البنات فيفضلن الألعاب التي تتميز بالهدوء
3- عامل الثقافة : لاشك أن لعب الأطفال يتأثر بالعادات والتقاليد وذلك ينتقل من جيل إلى جيل فلكل مجتمع عاداته وتقاليده وثقافته ولكل مجتمع ألعابه كما أن تبدل العادات والتقاليد وحلول قيم جديدة مكانها تؤثر على نوعية الألعاب
4- العامل الاقتصادي : تشير بعض الدراسات إلى أن أطفال الطبقات الفقيرة يتوجهون في ألعابهم إلى اللعب الإيهامي والرمزي كنوع من التعويض- كركوبه الوسادة على أنها سيارة- عما يفتقدونه، وعلى العكس من الطبقات الغنية الذين لهم الألعاب التي يتطلبها كل طفل( كالألعاب الالكترونية). فليست كل أسرة تستطيع أن توفر لأطفالها الألعاب الالكترونية الغالية الثمن إلا أن هذا لا يحرم الطفل الفقير من لذة اللعب والاستمتاع فيبتكر لنفسه ألعابا بسيطة لكنها مميزة و فيها لمسة جمال لا يعرفها أطفال الأغنياء، وذلك يتيح له الابتكار والإبداع، فمن يحرم المال لا يحرم الإبداع ومن يوهب العيال فقد وهب الجمال والإبداع معا.
5-العامل الاجتماعي :
كلما نما الطفل تمكن من تكوين الأصدقاء والانتقال من التمركز حول الذات إلى اللعب مع الجماعات وتكوين فريق يتنافس معه.
دور الأهل في توجيه اللعب عند الأطفال :
كما رأينا فان اللعب هو جسر الحياة الذي يعبره الطفل ليتنقل بين الواقع والخيال ويحقق ذاته عن طريق العبور على هذا الجسر وبه يثبت وجوده ومكانه، ولابد للأهل من أن يمشوا على هذا الجسر مع أبنائهم خشية وقوعهم . وللأسف الشديد نقول إن بعض الكبار لايولون اهتماما للعب الأطفال وليس ذلك فقط بل ويزجرونهم وربما يضربونهم عندما يلعبون بصوت مرتفع قليلا
أطفالنا يا رعاة الجيل عندكم وديعة لا دمى حطم لدىالنزق
وعندما يحاول أطفالنا أن يكتشفوا شيئا جديدا فعلى الأهل أن يعززوا هذه الميول لا أن يقتلوها في مهدها , فحينما يجدون طفلهم يفك سيارته ويعيد تركيبها لا يعاقبونهم بل يكافئونهم ويشجعونهم, باللعب معهم وإرشادهم إلى اللعب الذي ينمي تفكيرهم , والطفل أيضا يقوم بعمل إبداعي حين يأخذ منديل فيظهر مكانه منديل آخر ويأخذه ثانية فيظهر منديل آخر.. وهكذا فتغمره السعادة وهو يقوم بهذا العمل السحري الإبداعي , انه يكتشف حقيقة الوجود، أما الأهل فلا يعتبرونه إبداعا إنما يعتبرونه عبثا وبعثرة ولهوا وإسرافا
والحقيقة أن لااسراف هنا إلا في كبرياء الأهل ولا تفريط الافي حقوق الطفل, فالتشجيع بمثابة الحليب يتغذى عليه الصغار دائما والكبار أحيانا, والتشجيع يعطي مزيدا من النجاح والإبداع فنجد أن الطفل الذي لم يبلغ سن المدرسة يبدأ يرسم بالزيت ويصنع نماذج من الصلصال, ونجد أن خوف الآباء والأمهات على أطفالهم يجعلهم في كثير من الأحيان يمنعون أبنائهم من رياضات مهمة كالسباحة والتسلق. فتوجيه اللعب عند الأطفال يكون بتوفير الأهل الجو الهادئ المليء بالهواء النظيف والشمس والمكان الواسع الخالي من الحواجز التي تعيق حركة الطفل ، وينبغي توفير الألعاب المناسبة التي تكو ن سهلة التنظيف وغير قابلة للكسر السريع وتكون أيضا قابلة للفك والتركيب لكي تمكن الطفل من اكتشاف ما بداخلها ، لأن الطفل بطبعه يميل إلى الاستكشاف. وأخيرا لا ننسى أن نقول ينبغي على الأهل أن يساعدوا الطفل على اختيار الأصدقاء الذين يلعب معهم وخاصة في السنوات الأولى من عمره حيث يكون اكتسابه للعادات والأشياء التي يسمعها سريعا فلكي لا يتعلم الطفل صفات سيئة وعادات قبيحة (كالكذب والسرقة والغش والشتيمة ) فلابد أن نذكره دائما باحترام قواعد اللعب والحفاظ على الألعاب سواء كانت له أم لغيره.وهنا جدير بالذكر أن نقول بقدر ما تعطي للطفل بصغره يعطيك بكبرك ،لاتتكبر عليه ألعب معه وأعطيه جرعة حنان و لمسة حب وفي الحديث الصحيح أن الحسين بن علي كان على حجر النبي فقبله النبي( صلى الله عليه وسلم) فقال له الأقرع بن حابس يارسول الله إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم فقال له النبي إن من لايرحم لايرحم .وختاما أقول صلاح الفرد هو صلاح المجتمع وطفل ناجح مبدع يعني رجل عظيم فلابد من توجيه جل اهتمامنا بأطفالنا وألعابهم لكي يكونوا أطفالا ناجحين وأسوياء وكما قيل العقل السليم في الجسم السليم وأجساد أطفالنا وعقولهم أمانة في أعناقنا .
إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض .........







#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورس محمد قدور - اللعب جنة أطفالنا