أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية














المزيد.....

الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قديما قال لورد كيرزون ، نائب ملك بريطانيا في الهند ، و وزير خارجية بريطانيا فيما بعد ، متحدثاً عن الحكم البريطاني للمستعمرات : نحن نحكم بشخصيتنا .
و هو قول يحمل الكثير من الصحة - برغم ما فيه من فخر يصل لحد التبجح - لو نظرنا إلى ما خلف الكلمات من معاني ، فبريطانيا ، تلك الجزيرة الصغيرة ، لم تحكم بجيوشها فقط ، فالجيوش بنت الإمبراطورية البريطانية ، و لكن للحفاظ على هذه الإمبراطورية التي لم تكن تغرب عنها الشمس في وقت ما ، لم تكن القوة العسكرية إلا أداة ثانوية ، فهي لم تكن تقدر على قمع أي ثورة سلمية شاملة في شبه القارة الهندية لو شبت ، فما بالنا لو تزامنت مع ثورات في بقية المستعمرات .
سلطة أي سلطة ليست إلا مسألة معنوية .
طاعة الشعب للسلطة ، عن رضى أو خوف ، كلاهما من الأمور التي لا تحسب بالقوة المادية فقط .
في الديمقراطيات تكون تلك السلطة المعنوية مستمدة من إختيار الشعب و إستمرارية قبوله لها ، و في كل الديكتاتوريات ، تكون بالخوف و الإرهاب ، و في الحالة الثانية تهم كثيراً هيبة المؤسسة الحاكمة ، و قد عالج أحد الفلاسفة تلك المسألة ، فعد السخرية من الحاكم و الهزء به من الأفعال الخطيرة ، التي يجب أن تنتبه لها السلطة الحاكمة و تتصدى لها ، و لليوم لا يحتمل أي ديكتاتور أي رسم يسخر منه في صحيفة ، أو برنامج تلفزيوني هزلي يُعرض به ، و لمبارك الأب في هذا الشأن باع طويل .
هذه خصائص سلطة الطغاة ، و سلطة آل مبارك لا تشذ عن تلك الخصائص ، فهم يحكمون شعب تعداده الأن ثمانين مليون بشيء معنوي ، هو الخوف ، و ليس بالجيش البوليسي الذي بلغ مليون و سبعمائة ألف فرد ، و لا بالحرس الجمهوري المنوط به سحق أي محاولة إنقلابية ، فكلاهما ليسا إلا أداتين لصناعة هذا الخوف ، عماد سلطتهم ، و تلك الأداتين لن يستطيعا الصمود في وجه الشعب لو أراد يوما الحرية .
آل مبارك يحكمون بسلاسل الخوف التي قيدوا بها الشعب على مدار قرابة ثلاثة عقود ، و مهمتنا الأن ، في سبيل الحرية ، أن نحطم تلك السلاسل .
أعرف الواقع ، أعرف أن الشعب في غالبيته يعيش داخل ظلام كهوف الخوف ، مفضلا الإهانة اليومية ، و المعاناة المستمرة ، و الحرمان شبه الأبدي ، على الثورة السلمية .
على أن الواقع الشعبي لا يجب أن يجعلنا نحن ثوار الحرية و العدالة نيأس ، و نقرر الإنسحاب من معركة الحرية و المساواة و الرفاهية و الكرامتين الفردية و الوطنية .
فقط علينا أن نغير من أساليبنا الثورية السلمية ، لتناسب الواقع المصري الراهن ، و أهم ملائمة هي طول النفس ، و سياسة الخطوة خطوة .
آل مبارك أضافوا كل عام طوق أو أطواق تقيد الشعب ، و نحن علينا أن نرفع تلك الأطواق الواحد تلو الأخر ، ليس بين ليله و ضحاها ، فقد تبين إستحالة ذلك ، و لكن أيضا لن يكون ذلك في ثلاثين عاما .
إنها حرب معنوية ، علينا أن نخوضها لكي نستعيد مصر ، و أحد أفضل الوسائل لخوض تلك الحرب المعنوية الطويلة بعض الشيء ، هي الإضرابات المتتابعة .
لا يجب أن يجعلنا إضراب الرابع من مايو 2008 ننكس على عقبينا ، فقد فرز على الأقل القوى السياسية المعارضة ، و أوضح للمستيقظين من الشعب أن هناك قوة سياسية معارضة كبيرة في حجمها و لكن ليس لديها الرغبة في المشاركة بإخلاص في النضال ، لأن لها إرتباطات و حسابات خارجية و قنوات إتصال و مساومة مع النظام القمعي الحاكم ، كما كشف الإضراب حقيقة الصحافة المستقلة ، و صلاتها بأمن الأسرة الحاكمة .
علينا أن ندرك أننا في بداية الطريق ، و مجرد إعلان إضراب عام ، يعتبر في حد ذاته إنتصار ، و خطوة للحرية و العدالة و المساواة و الرفاهية .
إن كل إعلان عن إضراب عام يعني ضربة معول تحطم هالة التخويف التي صنعها آل مبارك حول أنفسهم .
كل إعلان عن إضراب عام ، يعني إستنفار أمني ، و يعني بذر بذور الرعب في قلوب أفراد جهاز الشرطة القمعية ، و بدأ تفكيرهم في يوم ، لازال بعيد عن أذهانهم ، يوم يسقط فيه آل مبارك و يبدأ فيه الحساب .
كل إعلان عن إضراب عام يعني عيون مصرية تنفتح و عقول مصرية تعود لوعيها ، و سيأتي اليوم الذي تصبح هي غالبية الشعب ، و تحين وقتها الثورة .
لهذا لا يهم حجم المشاركة الأن ، الأن فقط يكفي الإعلان عن إضرابات دورية تحطم تدريجياً جدران سجن الخوف ، و التوقيت لكل إضراب متروك لمن بالداخل لتقرير الوقت الأنسب لكل إضراب ، مستفيدين من دروس الإضرابين السابقين ، السادس من إبريل و الرابع من مايو 2008 ، و مبتدعين لأساليب جديدة .
كل إضراب ، مهما كان حجم المشاركة فيه ، في هذه المرحلة من النضال ، هو إنتصار .
إنها حرب إستنزاف نفسية ، و الصبر و الدأب مفتاحان من مفاتيح الإنتصار فيها .
الإضرابات يجب أن تستمر .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقر ...
- نشر الديمقراطية ، كلمة حق لا يجب أن يخشى أوباما النطق بها
- البقاء لمن يعرف متى و أين يقف ، على حماس أن تتنحى
- أثر أحداث غزة على مصر ، الإخوان أكبر الفائزين و آل مبارك أكب ...
- لماذا لا يتصالح اليساريون و الليبراليون العرب مع الدين ؟ لما ...
- إلى غزة قدمنا العرض الأسخى ، و الأكثر واقعية و ديمومة
- الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟
- آل مبارك الأسرة الثانية و الثلاثين الفرعونية ، بدعة المواطنة ...
- الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟
- أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية