أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقراطية عموماً














المزيد.....

سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقراطية عموماً


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مهما كانت درجة الهياج و الغليان الحالية ، فإن الحوار الهادئ لا يجب أن يتوقف .

اليوم أصبح من المؤكد وجود ضلع لآل مبارك في تسليح حماس ، و خرجت المسألة عن مجرد بحث عقلي نظري ، بعد شريط الفيديو الذي وزعته إسرائيل على الأعضاء الكبار في الإدارة الأمريكية السابقة قبيل رحيلها .

فما الذي جمع الشامي على المغربي ؟

أليس هذا يبدو ظاهريا إلتقاء للنقيضان - مبارك و البناويون - معا في نفس الموقف ؟!

البعض سيتسرع و يعتبر موقف مبارك موقف وطني مشرف ، و عمل ديني يستحق أن يُثاب عليه خير الثواب ، و لكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، و يتأكد ذلك عندما نضع في الإعتبار طبيعة حكم آل مبارك ، الذي لا يستند على أي أسس عقائدية يمكن أن تكون دافعا لهذا السلوك .

آل مبارك ليسوا ناصريين أو إخوانيين ، و ليسوا كذلك مصريين وطنيين ، إنهم فقط مباركيين ، مصلحتهم الشخصية الأنانية هي دافعهم الأوحد ، و تلك الحقيقة هي الوحيدة التي يمكن أن تفسر كافة مواقفهم .

لكي نعرف كيف يصب تسليح حماس في صالح آل مبارك و التوريث ، فيجب أن نعيد تذكر الحقيقة المعروفة للجميع ، و هي أن منطقتنا هي المنطقة الوحيدة التي لا توجد بها أي دولة ديمقراطية حقيقية ، و يؤكد ذلك أن أبسط معايير الديمقراطية و أكثرها وضوحا للعيان ، و هو معيار تبادل السلطة ، و بخاصة على المستوى الأعلى ، يغيب بالفعل عن منطقتنا .

و السبب في ذلك هو ذلك الفريق الذي سيطر على الإسلام السياسي ، و أصبح شبه محتكر له ، و الذي لا يخرج عنه إلا تصريحات العنف و الكراهية و التمييز .

الكل يعلم أن الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة يدعمان أنظمة الشرق الأوسط المقربة لهما ، رغم فسادها و إستبدادها خوفاً من هذا الفريق الذي سيطر على التيار الإسلامي السياسي .

لقد أصبحت الفكرة المنطبعة في أذهان العالم ، أن الإسلام السياسي لن يؤدي إلا إلى الحروب و إختلال السلام العالمي ، و حماس للأسف أكدت تلك المخاوف .

آل مبارك دعموا هذه الإنطباع ، فدعموا الجناح العنيف في حماس على حساب المعتدلين ، و قدموا لهذا الجناح السلاح ، و دفعوه قدما لتوكيد وصم الإسلام السياسي بأكمله بالعنف .

إنني على يقين بأن آل مبارك على إستعداد لدعم أي تيار معارض متعصب و عنيف ، و على يقين أيضا بأنهم يسوؤهم هجر البناويون في مصر للعنف ، و حلهم - أي الإخوان - منذ زمن طويل للتنظيم السري الذي لم يجلب لهم إلا المتاعب ، و متأكد بأن آل مبارك يبتهجون لأي تصريحات تصدر عن الإخوان تحمل معاني المساس بأسس المواطنة المتساوية لكل المصريين .

آل مبارك يدعمون أي تيار يحمل الدعوة للعنف و للكراهية ، مع حرصهم على إبقاء تلك التيارات في حدود مرسومة لا تتعداها ، و قد سبق أن لاحظت كيف تحرض الأجهزة الأمنية على العنف و الكراهية و التعصب عندما كنت كاتبا ضيفا في موقع جبهة إنقاذ مصر ، و التي إنسحبت من الكتابة لموقعها لتأكدي بأن طريقي مختلف ، فطريقي داعي للتعايش السلمي في داخل مصر ، و متبني للإنفتاح على العالم ، و متقبل للتعددية السياسية ، و مركز على الرفاهية الشعبية ، و داعم لمبدأ المساواة بين مواطني مصر .

أسرة مبارك لا تريد معتدلين ، لا تريد أحد يدعو للإنفتاح على العالم ، و إلى إحترام حقوق كافة المواطنين و التعامل معهم على إنهم جميعاً سواء في كل شيء ، و لا يدعي بأن له أو لغيره الحق في الإنفراد بالساحات الدينية و السياسية و الإجتماعية و الثقافية ، خاصة لو كان أصحاب تلك الدعوة الحضارية متوافقين مع الأديان ، و يستمدون قيمهم السلمية العالمية الحضارية تلك من نبعها .

إن أكثر ما يخشاه آل مبارك هو الإسلام الديمقراطي ، أي خط إسلامي سياسي يتشابه مع نمط الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا ، أو نموذج حزب العدالة و التنمية في تركيا .

آل مبارك لا يخشون تيارات التعصب و الكراهية ، و لا يخشون من المسلحين مهما كان حجم ترساناتهم ، فهؤلاء يخدمون أهدافهم عن غير قصد ، إنهم يخشون دعاة الديمقراطية و التقدم السلميين خاصة لو كانوا متدينين .

أعلم أن هناك أيضا من يرفض هذا التيار من السياسيين و المفكرين و المثقفين المصريين ، من دعاة الديمقراطية ، و لهم أقول : بدون التسليم بحق المتدينين المسالمين و القابلين بالتعددية في كل ميدان - من كل الأديان و المذاهب - في أن يكون لهم مؤسساتهم السياسية و الإجتماعية و الثقافية الرسمية ، و فتح الباب لهم كغيرهم للمشاركة في العملية السياسية من خلال أحزاب تعبر عن فكرهم ، فإن غرز الديمقراطية في مصر سيظل حلم بعيد المنال ، عليكم مثلما تدينون الإسلام السياسي المتعصب و العنيف ، أن تقبلوا بالمعتدلين المنفتحين منهم و من كافة الأديان .

تسليح آل مبارك لحماس ليس إلا سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية النظيرة للديمقراطية المسيحية الأوروبية ، و لكل العملية الديمقراطية بالتالي .

إنه سلاح للتوريث ، ولتجميد الأوضاع الشعبية المصرية مزرية كما هي .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية

بوخارست - رومانيا

حزب كل مصر

تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشر الديمقراطية ، كلمة حق لا يجب أن يخشى أوباما النطق بها
- البقاء لمن يعرف متى و أين يقف ، على حماس أن تتنحى
- أثر أحداث غزة على مصر ، الإخوان أكبر الفائزين و آل مبارك أكب ...
- لماذا لا يتصالح اليساريون و الليبراليون العرب مع الدين ؟ لما ...
- إلى غزة قدمنا العرض الأسخى ، و الأكثر واقعية و ديمومة
- الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟
- آل مبارك الأسرة الثانية و الثلاثين الفرعونية ، بدعة المواطنة ...
- الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟
- أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي
- نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مص ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقراطية عموماً