أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟














المزيد.....

الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بصرف النظر عن النتيجة التي ستفضي إليها مجريات الأمور في غينيا ، بعد الإنقلاب العسكري ، فسواء نجح الإنقلابيون في الإستمرار في الحكم ، أو تم إزاحتهم عنه بإنقلاب مضاد أو بتحرك معاكس لهم من جانب القوى الديمقراطية ، فإنه يعتبر بروفة للإنقلاب المصري القادم ، فمن خلاله يمكن قراءة الكثير عن الإنقلاب المصري الذي سيطيح بآل مبارك .
أولاً التوقيت : تم الإنقلاب بعيد إعلان وفاة الرئيس الغيني المريض مباشرة ، و هذا التوقيت نخرج منه بأمرين، أولهما إن الإنقلاب لم يتم خلال حياة الرئيس ، برغم مرضه الطويل ، و هذا عين ما أتوقعه للإنقلاب المصري القادم ، فالإنقلاب المصري لا أتوقع حدوثه على الإطلاق في حياة مبارك الأب ، و أدرك بأن آل مبارك يعلمون هذا ، و لهذا كان الترويج لشائعة وفاة مبارك الأب ، من خلال الصحافة المخابراتية المدعوة بالمستقلة ، كبالون إختبار ، لإستكشاف النوايا ، و هنا نأتي للأمر الثاني ، إن الإنقلاب تم بعيد الوفاة مباشرة ، لهذا فإن لشائعة الوفاة فائدة ثانية ، و هي محاولة تأخير أي مغامر محتمل من التحرك بسرعة حين تشيع الأخبار عن الوفاة الحقيقية لحسني ، أي شراء الوقت حتى يتم لجيمي إحكام قبضته على مقاليد الأمور ، بأقصى ما يستطيع ، و أقول أقصى ، على إعتبار إن موصفات جيمي و معه خاصته ، لا تؤهلهم للصمود أمام أي محاولة إنقلابية جادة جريئة .
الإنقلابيون الغينيون من الواضح إنهم كانوا يجلسون على مقاعد دباباتهم و عرباتهم المصفحة لفترة طويلة منتظرين اللحظة المناسبة للإنقضاض ، مع علمهم بالتدهور المستمر في صحة الرئيس الغيني الراحل ، أي أن النوايا قديمة ، و التخطيط تم مسبقاً و بأناة ، فما أخطر التحركات الهوجاء في مواقف كهذه .
ثانيا طبيعة قادة الإنقلاب : على ما يبدو أن الإنقلاب قد تم بقيادة مجموعة من أصحاب الرتب المتوسطة ، فلم نسمع عن جنرالات ، بل عن رتبة كولونيل ، و هذا شيء شبه متعارف عليه في الإنقلابات العسكرية بصفة شبه عامة ، مع بعض الإستثناءات بالطبع ، و الإنقلاب المصري القادم سيكون كذلك بقيادة رتب متوسطة من عقيد فأقل ، و هي الرتب التي لازالت في معية الحيوية و الطموح .
ثالثا إختفاء الواجهة الشعبية المحترمة : في الإنقلاب الغيني الأخير لم نجد أي واجهة ، فلم يكن هناك محمد نجيب غيني ، و هذا أيضا أتوقعه في الإنقلاب المصري القادم .
عبد الناصر إحتاج لمحمد نجيب ، لأن في ذلك الوقت كان في الجيش شخصيات محترمة لها إحترامها ، و كذلك لأن على المستوى الشعبي كان هناك مصطفى النحاس ، و حزب الوفد الحقيقي الذي كان يعبر عن تيار يسار الوسط ، بشعبيتهما - النحاس و الوفد القديم الحقيقي - الجارفتين ، لهذا كان من الضروري وجود واجهة لها إحترامها .
الإنقلاب الغيني ، و كذلك الإنقلاب الذي سيطيح بآل مبارك ، لم يحتاج الأول منها تلك الواجهة ، و كذلك الثاني لن يحتاجها ، فالشعب الغيني من الواضح أنه يعاني ، و هذا جلي في ردة فعله ، فخرج ليهتف و يصفق ، أما الشعب المصري ففاض به الكيل ، و من الممكن أن يندفع ليرفع دبابات الإنقلابيين الجدد على أكتافه ، فالتصفيق و الهتاف و الرقص لن يكفوا للتعبير عن الفرحة التي ستكون حين ينهار النظام الحالي ، و يقف مجرموه أمام العدالة ، كذلك غياب الساحة المصرية حاليا من تنظيم ديمقراطي معارض موحد قوي يستطيع أن يقف أمام الإنقلاب ، و يناضل من أجل الديمقراطية .
آل مبارك يؤدون خدمة كبيرة لقادة الإنقلاب القادم ، بتدميرهم كافة القوى المعارضة الديمقراطية الحقيقية .
الساحة المصرية السياسية الديمقراطية المعارضة خالية ، و جماعة الإخوان ليست بالتنظيم الديمقراطي ، و لو طلب قادة الإنقلاب الجديد بركة المرشد ، فستخرج الجماعة عن بكرة أبيها للهتاف للإنقلاب ، كما أيدت من قبل عبد الناصر و رفاقه ، و الولايات المتحدة ربما تتلكأ قليلا و لكنها ستعترف به على أي حال ، أما الإتحاد الأوروبي فيعلم أن الديمقراطية المصرية الحالية ليست إلا ورقة توت لعورات آل مبارك ، فهي ديمقراطية لا تستحق البكاء ، و على كل حال فأقصى ما عند الإتحاد الأوروبي بيان شجب و إدانه و طلب عقد مؤتمر مع قادة الإنقلاب لإستيضاح النوايا ثم تفتح القنوات بعد ذلك ، و جامعة الدول العربية لا تستحق الأخذ في الإعتبار .
الساحة مهيئة لإنقلاب ، و المسألة مسألة وقت ، و لكن لا يعني ذلك أن نترك نحن قوى المعارضة الإصلاحية الديمقراطية مصر نهباً لآل مبارك و من بعدهم لطاغية عسكري جديد ، فسوار الذهب لا يوجد مثله بسهولة ، و علينا بالتالي أن نستبق الأحداث ، و نسقط نحن آل مبارك ، أو على الأقل أن نكون قادرين على إنتهاز فرصة الخلخلة في السلطة أو الفراغ الذي سينجم عن الإنقلاب ، لنتقدم للأمام لإحتلال السلطة ، و تأسيس جمهورية ثانية ، مبنية على العدالة و الحرية و تعمل من أجل الرفاهية .
الخيار الأن ، تنظيم معارض ديمقراطي حقيقي شجاع ، أو إنقلاب عسكري جديد و معه طغاة أخرين ، فلا مستقبل لآل مبارك في المنظور المتوسط .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
26-12-2008




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آل مبارك الأسرة الثانية و الثلاثين الفرعونية ، بدعة المواطنة ...
- الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟
- أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي
- نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مص ...
- خروج الشعب للثورة هو إستفتاء يمنح الشرعية للثورة ، و يسبغ ال ...
- السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي
- إنها حرب ثقافية بين نجد و النيل ، و المواجهة لابد منها
- روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟