ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 05:53
المحور:
الادب والفن
أستغرب أو لا أستغرب
لكل هذا الحشد من المخلوقات المتشابهة في الرؤية الواحدة
كيف يتأنى لها أن تجد السعادة بين ثنايا وقتها المحتل
دون أن تهتم لرعب المنعطف الوجودي ولغزه الجامح
ولا لطول وقصر المسافات الراقنة ...
أستغرب أو لا أستغرب
والهاوية تنتظر في كل صوب أو مكان بين أدغال الفراغ
الإيمان .... أي إيمان
أصبح يتصف بالسرعة والغفلة الفائقة
وكل شيء أصبح جاهزا لهذا الإيمان المتغابى بالعماء المطلق
كل الأمكنة الحاضرة والمحاصرة والمحتملة لاحقا يحرسها مارد
أو صوت رعديد أو جزاء .
أستغرب أو لا أستغرب
للحياة التي باتت اليوم شبه وصلة جاهزة بمصدر موثوق به وكأنه معرف
حكايات وجدت و منذ القدم مرجعية متخصصة وبالضبط لكي لا تفهم
تمر النعوش أمام شاشة الجاهز والمألوف نحو البوابة الوحيدة
الأحياء يقدمون التحية لنظرائهم وهم جثامين مسافرة كاحترام في ياقة الواجب
وقد كانوا فاقدين لهذا الإحترام وهم بين ظهرانينا
جثامين عانت من الإهمال والإهانة وسوء التقدير والفهم قبل مغادرتها اللاطوعية
أستغرب أو لا أستغرب
كيف لا يفهم هذا الحشد من الكائنات بأن أصل الوجود والكون مجرد ظلام
أو بأن الظلام نفسه هو أيضا مجرد حياة عشواء بكل المقاييس ؟
وبأن عينا جاحظة تسكن قلب كل هذه العتمة تنتعش وتتغول ؟
هل يفهم هؤلاء أن أصل الوعي هو شك وصمت
ولعل الأصل هو الخطأ والإثم ؟
والرعب محتمل وهو يترصد كل المنعطفات
قد تكون الحقيقة هي ما ينقص جدول الوعي ( في حين هي مصطلح مشكوك فيه )
لما إذن كان على العام والخاص أن يتقاسما وزن هذا الغموض ؟
الريح لها عويلها مثل كل الفرضيات والأشباح لها صورها كخيال المناورات
والبحر مليء بالسكان والسماء بالكواكب المتشابهة تنطفيء مثل كرات الصابون الفارغة
وحول الشمس واللهيب تحوم أوضاعنا الزلفى والأرض سبب كاف لأجمل كوابيسنا
ولا أحد يستطيع تحمل كل هذا الجزم والرحيل دائما بدون أي اعتذار
ولا يبقى لدينا عن الراحلين سوى التوجس والوحدة فقط للتجرع
الرغبة ممنوعة هنا وهناك حيث لا أحد يترك لأحد خبرا أو رسالة مضمونة أو غير مضمونة العواقب.
النوم هنا نوع من العشق السري لما نقبض عليه يخوننا بما لا يخطر على بال ..
الفرق بين النوم واليقظة كالفصل بين الليل والنهار بين الحياة والموت ( المؤقت والخلود المموه).
أستغرب أو لا أستغرب
لكل هذا الجنون الذي يرفض التوقيت
فلربما الزمان لا علاقة له بالوقت والتمدد الذي نفهمه ولا نفهمه
ولا بالمكان الذي نوجد فيه
ولا نوجد به
سرير سرير سرير لا يصلح للنوم .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟