أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الروافع المقصِّية...!؟














المزيد.....

الروافع المقصِّية...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما وقد تراكم عجز الأكثرية وفشلها المتعدد الوجوه في كافة الدول العربية.! أما وأن أنظمتها ومشاريع الحكم التي أنتجتها في التاريخ المعاصر لم تفلح في إحداث أي اختراق في جدار الانسداد الحضاري للالتحاق بالركب العالمي فجل ما أفلحت فيه انحصر في تحديث المزاوجة بين ركني الاستبداد الديني والسياسي فامتنعت كل إمكانية للتفاعل مع استحقاقات العصر وبخاصة العلمية والمدنية منها، ولأن الطريق صار مفتوحاً أمام عودة أصحاب المشاريع الدينية إلى خطابهم القائل بالعودة إلى الدين وشرع الله كمخرج وحيد للخلاص من حالة المراوحة والركود، فإنه قد يكون الحديث عن دور الأقليات المقيمة تاريخياً في هذه الدول بات مشروعاً وبخاصة أنها كانت ولا تزال مقصِّية عن المشاركة السياسية حيث جرى تغيِّيب دورها المفترض عنوةً على مرِّ الزمن من خلال مصادرة حقوقها المشروعة ومن ثمَّ قوننت هذه المصادرة فيما بعد دستوريا،ً وعرفياً..!؟
تحيل البنى والأشكال السلطوية العربية الوراثية بمعظمها، وحزمة الأحزاب السياسية التي انتشرت في نصف القرن الماضي كتعبير عن الأكثرية المجتمعية ومشاريعها المتعددة، إلى استعصاء حضاري مزمن يواجه كافة الدول العربية وعلى كل الصعد بحيث لا يوجد بلدٌ عربي واحد في الوقت الراهن لا يواجه مآزق معقَّدة و متعددة الأمر الذي يفسر ظاهرة عودة أصحاب المشاريع الدينية إلى الواجهة بزخم وقوة..!؟ وكيف لا تحصل مثل هذه العودة إذا كانت نظم التعليم التي أقرَّتها ورعتها أنظمة الحكم التي سادت ومثلَّت الأكثرية تتناغم مع السلفية بدواعي الأصالة وهي لذلك لم تصلح أو تقِّوم أي اعوجاج في الموروث التاريخي الديني المليء بالخرافات والأوهام..! ولا هي قاربت كم الجهل العلمي المريع فيه، بما يعني ذلك من دوام توفر البيئة الصالحة لاستمرار منظومة التخلف المعهود كما هي صالحة باستمرار لعودة أصحاب المشاريع الدينية بين الفينة والأخرى و تحت العناوين المعروفة ذاتها.!؟
لقد أصبحت قضية التغيِّيب القسري لدور الأقليات العرقية، والدينية، والمذهبية، في كافة البلدان العربية من الحقائق المعروفة والمسلّم بها..! فالأكثرية الشعبية الدينية في هذه الدول صادرت على الدوام الدور المفترض لهذه الأقليات كما هي صادرت دور نصفها المكمِّل المتمثل بالنساء ولا يقلِّل من حجم هذه المشكلة المصيبة وجود بعض الهوامش الثانوية في هذا البلد أو ذاك..! ومن النافل القول: إن مقاربة معظم الأقليات المتواجدة تاريخياً في أغلب البلدان العربية لقضايا العصر واستحقاقاته ظلَّت مقاربة أكثر مدنية وتفاعلاً من مقاربة الأكثريات وبما لا يقاس و يظهر ذلك بكل وضوح في حيثيات الحياة الاجتماعية المنفتحة التي تسود أوساط هذه الأقليات والتي يتدنى فيها منسوب التزمت الديني المتحكم بالأكثرية والذي مآله انغلاق مديد.. وتعصّب شديد.. ومواقف سلبية رافضة لكل مظاهر التقدم والتمدن بحيث يعتبر ذلك في عرفها غزواً ثقافياً يهدم أركان الثوابت والأعراف الأصيلة..!؟ وقد كانت مظاهر الحياة المنفتحة التي تسود أوساط الأقليات وبخاصة أجيالها الشابة محل اعتراض واستنكار دائم من قبل مؤسسات وأوساط الأكثرية..!
إن الأكثرية التي سبق وأن احتكرت الله منذ تعَّرفت عليه إسلامياً كما احتكرت جنانه السبع، عملت في ذات الوقت على احتكار الأوطان وتطويبها والتحكم بمصائرها باسم الله والشريعة والذي منه..!؟ وهي قامت باستمرار بدفع كافة الأقليات غير المنخرطة في هذا السياق بعيداً عن المؤسسات التي أنتجتها على عكس ما يراه بعض المنظرِّين من خلال مناظيرهم الذاتوية في هذا البلد أو ذاك أو كرد فعل على معاناتهم الشخصية كما رأينا بدهشة عند أحد الكتاب النقديين...!؟
واليوم، وبعد أن لم يبق أمام الأكثرية ومختلف تعبيراتها السلطوية، والحزبية، والفقهية، ما تجرّبه لتدارك إخفاقاتها الوطنية والحضارية، فقد يكون السعي لإحياء دور الأقليات كما دور النساء مخرجاً موضوعياً ورافعة فعّالة لتخليق حالات وطنية متجددة تصان فيها حقوق جميع المقيمين كما حقوق النساء غير المنقوصة في المشاركة السياسية والاقتصادية والمدنية.! حالات وطنية تتوفر فيها فرص مصانة قانونياً وتشريعياً ودستورياً كمقدمة لازبة لتخليق بيئة مفتوحة الفرص لجميع المكونات الاجتماعية على قدم المساواة والعدالة...!؟ إن الواقع الذي تتوفر فيه مثل هذه البيئة التي تسمح بتراكم جهود وخبرات الجميع هو وحده الذي يمهِّد الطريق لنجاح عمل استنهاضي تنموي يخرج بلدان الأكثرية من حالة الموت السريري التي ترزح فيه منذ زمن طويل...!؟
إنه بالفعل موت أكثري سريريٌ قطريٌ غير معلن لكن على مستوى الأمة التي تتكلم عنها الأكثرية منذ فجر تاريخها فإنه موتٌ عربيٌ إسلاميٌ رسميٌ معلن وشاهدة قبر هذه الأمة في الزمن الراهن يافطة صغيرة مكتوبٌ عليها: جامعة الدول العربية...!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساجد.. وسجون...!؟
- فيما خص السماحة الإسلامية...!؟
- هذيان وعواطف وشعارات...!؟
- من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟
- الحق في البهجة...!؟
- الحلال والحرام في مسألة التعدد...!؟
- في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
- إبليس والعبيد...!؟
- المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
- معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
- تهافت التهافت
- كأس رعايا جلالته...!؟
- هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا...!؟
- فتاوى مجانية...!؟
- تحالف جماعات الاستثمار...!؟
- أوباش بلا حدود...!؟
- كليات التجهيل الشرعي...!؟
- هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟
- الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
- الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال... ...


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الروافع المقصِّية...!؟