أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟















المزيد.....

هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:44
المحور: كتابات ساخرة
    


أصغر من مفاجأة وأكبر من عهر حقوقي أن تكون في المملكة السعيدة هيئة لحقوق الإنسان تنحصر وظيفة مشايخها في الدفاع عن فقهاء المملكة وفتاويهم المخجلة إضافةً إلى تبرير الارتكابات اليومية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخجلة، والمعيبة، والمشينة بكل المقاييس..! ومن ثمَّ تكذيب كل التقارير الحقوقية الدولية والمعلومات المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان في السعودية وبخاصة ما تعلق منها بواقع المرأة غير المعقول في هذا الزمن..! وبعد ذلك، ينبري مشايخ هيئة حقوق الإنسان لاجترار التنظير الفقهي التضليلي الممجوج كما فعل منذ أيام نائب رئيس الهيئة الدكتور الشيخ ـ زيد الحسين ـ حين قال: إن الشريعة الإسلامية المطبَّقة في المملكة تضمن للمرأة كامل حقوقها في حين أن أحدث فتوى على هذا الصعيد كانت لجاره الشيخ ـ محمد الهبدان ـ وهي تلزم المرأة المسلمة بشكل عام والسعودية بشكل خاص بارتداء نقاب له فتحة لعين واحدة لزوم خفض درجة أنوثتها إلى أدنى درجة..!
قد يكون مفيداً التذكير بمناسبة هذه الفتوى الكوميدية، ومناسبة العهر الحقوقي لهيئة حقوق الإنسان في المملكة السعيدة، بأن نظرة الذكور العرب إلى المرأة إن كان قبل الإسلام أو بعده كانت دائماً على هذا المنوال..! ولا يغيِّر في هذا الأمر وجود استثناءات في هذه الحقبة أم تلك من تاريخ الفحولة العربية..! فمن المعروف أن القبائل العربية أنتجوا لغة خطابهم اليومي في مرحلة البداوة والترحال الدائم عبر بيئة جغرافية صحراوية قاسية فكان من الطبيعي أن تولد لديهم ألفاظ ومفردات تعكس تلك البيئة كما تعكس طبيعة حياتهم الرعوية المتردية..! ومن المعلوم أنه في بداية دعوة ـ محمد ـ ص، لم يكن رصيد العرب الشفاهي يزيد عن الأشعار إذ لم يكن في قريش يومها سوى سبعة عشر رجل يكتبون.!
في تلك البيئة الصحراوية، اكتملت خصائص لغة القبائل العربية قبل أن تستقر فيما بعد في بطون القواميس والمعاجم غير أن الفقهاء وبسبب أنها لغة القرآن أعلنوها أفضل لغة على وجه البسيطة، وأنها غاية في الجمال، والنعومة، والإعجاز، ولا تضاهيها في ذلك كل لغات البشرية ولذلك تمَّ اعتمادها وحدها في تعاملات سكان الجنة وكأنهم يقولون: من يدخل الجنة من غير الناطقين بالعربية وهذا مستبعد كلياً عند المسلمين فإنه سيحتاج إلى مترجم..!؟
لكن، حين ينظر المرء في القواميس مثل القاموس المحيط للفيروزآبادي، وتاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي، ليتلمس الدوافع الكامنة خلف هذا الوصف السحري، فإنه يرى أنهم مثلاً وصفوا الأنثى وهي التي تتطلب أعذب الألفاظ وأرّقها بنفس الصفات التي أطلقوها على الحيوانات التي عرفوها وهذا طبيعي كونه يعكس نظرتهم إليها وإلى دورها..! فالعربي وقتذاك كان يصف الفتاة حسنة الكلام بأنها أنوس وهو الوصف الذي يطلقه على الكلبة غير العقور..! ويصف الفتاة التي لا تنطبق ثناياها العليا على السفلة بأنها فقماء والفقم هو طرف خطم الكلب..! والعربي يصف الفتاة الجريئة بأنها دويبة بحرية والمرأة الضخمة بأنها قهلبس والممتلئة الناعمة بأنها معذلجة وذات العجيزة الضخمة البلخاء أما صغيرة العجز فإنها فلحسة والمرأة الحمقاء السلغدة والطويلة الرفيعة النهبرة..!
المرأة عند العربي هي النعل والعتبة والشاة والقيد والطروقة والظعينة والنعجة وعشرات المفردات من هذه الألفاظ ( الناعمة الشاعرة الجميلة .! ) التي تعكس نظرته للأنثى..! ونعيد التأكيد على أن ذلك طبيعي لأن عملية إنتاج العرب آنذاك للغتهم ستتأثر كلياً بالموجودات البيئية التي يتعاملون معها لكن ما هو غير طبيعي يكمن فيما ادعاه الفقهاء فيما بعد من أن اللغة العربية هي أجمل اللغات وأرقها..!؟
ومن الضرورة بمكان التذكير بأن نظرة العرب إلى المرأة لم تتغير بعد انتشار دعوة ـ محمد ـ صلعم إلا فيما خصَّ تكريس عبوديتها له فقد أقرَّ ـ محمد ـ صلعم معظم عادات، وسلوكيات، وخرافات العرب، المنتشرة في أرض الحجاز..! وهو ورث كل ما يتعلق بموقفهم من المرأة فاستبقى تعظيمهم للذكر الزوج الذي كان يوازي الرب الأوحد للأنثى فهم كانوا يقولون عن الزوج: بعل والبعل بلغة أهل اليمن يعني الرب قال الرسول: ( أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة ) وقال: ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ) من أحاديث أخرجها الترمذي والنسائي.
وورد في سورة النساء: (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين )) وفي سورة النساء أيضاً (( فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )).
المفتي السوري الشيخ ـ حسون ـ يقول في إحدى فتاويه الذهبية المنشورة على موقعه الالكتروني: على المرأة المسلمة أن تستر كامل بدنها ويستشهد بالحديث ( المرأة كلها عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) وقال في فتوى أخرى: إن مصافحة المسلم للمرأة حرام.!
روى مسلم عن أبي سعيد أن أصحاب رسول الله أصابوا سبايا لهن أزواج فسألنا النبي فنزلت الآية (( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم )) فاستحللناهن.!
وفي كتاب إحياء علوم الدين حديث يورده الغزالي يقول( للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة فإذا ماتت ستر القبر العشر عورات ) ويقول الغزالي: إن النكاح نوع رق فهي رقيقة له.!
أما أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه فقد قال: ( أيها الناس لا تطيعوا للنساء أمراً ولا تأمنوهن على مال ولا تدعوهن بدون أمر فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين المالك .. وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن ولا ورع لهن عند شهواتهن.. اللذة بهن يسيرة والحيرة بهن كبيرة فأما صوالحهن ففاجرات وأما طوالحهن فعاهرات وأما المعصومات فهن المعدومات.. فيهن ثلاث خصال من اليهود، يتظلمن وهن ظالمات ويحلفن وهن كاذبات ويتمنعن وهن راغبات. )..!؟
منذ تسعة قرون كتب ابن رشد: [ المرأة في الظاهر صالحة للحمل والحضانة فقط، وما ذلك إلا لأن حالة العبودية التي أنشأنا عليها نساءنا أتلفت مواهبها العظيمة، وقضت على مواهبها العقلية فحياة المرأة تنقضي كما تنقضي حياة النبات وقد كان ذلك سبباً في شقاء المدن وهلاكها ]..!
واليوم، وبالرغم من أن معظم حكومات السلط العربية وقَّعت على ميثاق حقوق الإنسان الذي صدر عن هيئة الأمم المتحدة عام / 1948 /.. كما وقَّعت أيضاً على الوثيقة الخاصة بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام / 1967 / وفيها طلب واضح وصريح من كافة الدول الموقعة بضرورة تعديل تشريعاتها بما ينسجم مع النصوص المعلنة وبخاصة ما تعلق منها بحقوق المرأة السياسية، وبأهليتها المدنية والمالية الكاملة، فإنها لم تلتزم بما وقَّعت عليه باستثناء ـ تونس إلى حد ما ـ حيث أبقت على قوانين الأحوال الشخصية السائدة التي تتعارض مع المواثيق الدولية..! ولذلك، ولأن الشريعة الإسلامية ( السمحاء ) تشكِّل جوهر ثقافة العرب المسلمين، فإنه كان ولا زال الحال على هذا النحو والإملاء ذكور قوامون على النساء.. ولهم وحدهم حق الولاية على العائلة.. شهادة الفحل مهما وطي شأنه تقابل شهادة امرأتين مهما علا شأنهما.. والفحول يرثون ضعف ما ترثه النساء.. وكل فحل إن كان عضواً في هيئة حقوق الإنسان في السعودية أو لم يكن..! يستطيع الزواج قانوناً وشرعاً وبكل سماحة إسلامية من ثلث دزينة من النساء...!؟
هكذا كانت حال المرأة في مضامين الثقافة الإسلامية.. ولا يزال...!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
- الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال... ...
- في سياق الجدل العقيم...!؟
- مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟
- ذيل الكلب...!؟
- أمريكا في المرمى...!؟
- لماذا بقيت كتابات البعض بلا مردود...!؟
- فتيل جهنم لبنان......!؟
- الميئوس منه.. أم المسكوت عنه...!؟
- زوال إسرائيل... أم غيرها...!؟
- العابرة للأديان.. والأيديولوجيات.. والحدود...!؟
- أم علي.. ومناورات السلام الإسرائيلية...!؟
- الفضائحيون الجدد....!؟
- المختصر في: الأفسد من الفاسدين...!؟
- حول الغلاء والحكومات والذي منه...!؟
- دوام الاحتلال بالديمقراطية...!؟
- فساد التدِّين.. أم ( تديِّين ) الفساد...!؟
- الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟
- الثرثارون العرب...!؟
- سيمفونية الهزيمة...!؟


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟