أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد نصره - دوام الاحتلال بالديمقراطية...!؟














المزيد.....

دوام الاحتلال بالديمقراطية...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 01:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


حين يشِّرع الكنيست الإسرائيلي قانون يلزم الحكومة باستفتاء شعب إسرائيل على مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي لإنهاء احتلال أراضي الدول المجاورة وفق مفاوضات تنتج اتفاقات سلام، فإن هذا الإجراء الديمقراطي شكلاً ينتج ما هو غير ديمقراطي مضموناً إذ انه يعني بالضرورة عملية دمج ديموغرافية غير مسبوقة يصبح بعدها شعب دولة إسرائيل بالكامل شعباً احتلاليا بحيث يصح القول: احتلال الشعب الإسرائيلي للجولان أو احتلال الشعب الإسرائيلي لمزارع شبعا أو مدينة القدس التي كان قد أقرَّ الكنيست في الرابع من هذا الشهر ملحقاً لقانون متعلق بها بحيث أصبحت عاصمة أبدية لليهود ومعروف أن هذا الملحق تقدم به رئيس الحزب القومي الديني ـ زبلون اورلوف ـ وهذا يعني الكثير على مستوى حقائق الصراع ومآلاته..!؟
إن مسألة استفتاء الشعب على قضايا احتلالية بهدف تأكيد الإجماع الوطني سيضيف بالضرورة مصطلح (( الشعب الاحتلالي )) إلى قاموس الصراع العربي الإسرائيلي الذي توقف حتى الأمس القريب عند مصطلح الاستيطان هذا من جهة أولى ومن جهة ثانية فإن هذا الدمج سيؤكد من جديد صحة آراء الذين جادلوا طويلاً على أن جوهر الصراع ديني وينبني على ما جرى من صراعات بين الجماعات الدينية منذ بداياتها التاريخية..!
إن انكشاف قضية الصراع على هذا النحو الديني يكشف عن تهافت معظم أنظمة الحكم الإسلامية والتي تبين أنها تخون كل يوم على الأقل في مسألة الصراع مع اليهود الدين الذي تجاهر مدعيةً التمسك الشديد به وهو يكشف في ذات الوقت أن هذه الأنظمة تجهد في العمل على دوام أسلمة مجتمعاتها وفق معايير تحقق استمرار وتأبيد سلطاتها المطلقة...!
ومن ثمَّ فإن إشكالية التداخل بين الديني والوطني والذي استمرت مفاعيله طيلة العقود الماضية انتهى هذا العام على الأقل في الساحة الفلسطينية و بجهود الحزب القومي اليهودي وباقي المتطرفين إلى اصطفاء الصراع وتحوله النهائي بحيث يأخذ طابعاً دينياً صرفاً الأمر الذي يعني نسفاً كلياً لكل الآمال المرجوة بإمكانية السلام الحقيقي العادل بين الشعبين وذلك بالرغم مما يحكى في غير مكان عن المفاوضات والاتفاقات وغير ذلك وهي في أبعادها المنظورة ليست أكثر من مناورات لقنص المزيد من الزمن وتحشيد المزيد من العديد و العتاد.!
أما الأهم من ذلك فهو يكمن في حقيقة أن الطرف اليهودي المالك لبنية ديمقراطية على مستوى الدولة والمجتمع تشتمل على قضاء وإدارة وتشريع يحوز على المصداقية الدينية والمدنية في حين أن أنظمة الحكم الإسلامية الفاقدة لهذه البنية والمالكة لهياكل دولتية شكلية مع كثافة لحى وباقة عريضة من اللوازم و الإكسسوارات التي يتطلبها الفقه الإسلامي هي في الحقيقة على صعيد الممارسة والسياسة أكثر يهودية من اليهود أنفسهم وفق المعايير الفقهية الإسلامية، وتترجم هذه المفارقة المفجعة في منسوب التدين ومصداقيته إلى خلل ديني سالب بين طرفي الصراع ينضاف إلى الخلل في ميزان القوى و مؤداه كان و سيكون لصالح الكيان الذي يحلم بعض الإسلاميين العقائديين بتبخره وزواله..!
إن واحداً من مؤشرات هذا الخلل الديني السلبي فيما خص الإسلاميين ظهر في قرار مجلس الحاخامين أو المجمع الكبير كما ورد في بداية ( الميشناه ) الذي يعتبر القدس عاصمة لكل يهودي في العالم أينما كان وهو انتصار قومي ديني جديد للصهيونية عملت له طويلاً فهل نغالي إذا قلنا إن هذا الانتصار يعني صراحةً استخفاف بل ازدراء الصهيونية بأنظمة الحكم الإسلامية ورموزها وبالإسلاميين على اختلاف مذاهبهم..!؟ وأنه في الوقت نفسه مثَّل على مستوى الداخل الإسرائيلي حالة انتشاء ديمقراطي شعبي لكن على الطريقة الحاخامية هذه المرة...؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد التدِّين.. أم ( تديِّين ) الفساد...!؟
- الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟
- الثرثارون العرب...!؟
- سيمفونية الهزيمة...!؟
- ثمّ ولكن: لسنا محكومين بالأمل...!؟
- كيف انتصر القوميون العرب لمواطنيهم...!؟
- شرُّ الانتخابات ما يضحك...!؟
- ميليشيا الصقر العربي...!؟
- تسيبي ليفني والفحول العرب...!؟
- الماركسيون الإسلاميون العرب...!؟
- الحزب الشيوعي السوري يسأل ...!؟
- المسألة أبعد من: تفاؤل.. وتشاؤم...!؟
- السوريون الجدد...!؟
- أم علي.. والكائن العجيب..!؟
- ما بعد الصحوة...!؟
- ( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟
- رعايا جلالته.. وفطاحل الإعلام العربي...!؟
- أم علي بين البابا..والماما...!؟
- رابطة السلبيين العرب...!؟
- كلٌ مسئولٌ عن زبيبته...!؟


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد نصره - دوام الاحتلال بالديمقراطية...!؟