أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟














المزيد.....

( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأس السنة العربية كذيلها فيما خص عملية التغيير الديموقراطي المنشود.. ! وما الذي سيجعلها مختلفة بعد أن حسم العصر بسمته العولمية مسألة الخيارات والمسارات أمام الشعوب والأمم في أنحاء الكرة الأرضية شاءت الشعوب التي لا تزال على قارعة الطريق أم لم تشأ..؟ ولئن استمر النخبويون في تنظيراتهم الأيديولوجية المغلقة التي لم يعد يمكن صرفها سوى في كوى أراشيف المتاحف، فإن جدلية الحقيقة والواقع لن تعود مرتهنة لما هو تنظيري مجرَّد أو شعبوي مجرَّب.!
مناسبة هذا الحديث تكمن في تلك الاحتفالية التي حظي بها المفكر (( نورمن فنكلستين )) وهو يهودي أباً عن جد وجدة لكنه فهم قضية العرب المركزية من وحي صدقيته الأخلاقية أولاً ونضجه الضميري القيمي العالي المستوى ثانياً، وهو ليس أول يهودي أو غربي يغِّرد خارج سربه فهناك الكثيرون من المثقفين والكتاب الغربيين الذين جاهروا بآراء تناقض جوهر سياسات دولهم تجاه القضية الفلسطينية، وقد دفعوا أثماناً باهظة نتيجةًً ذلك لكن، ما الذي دفع أولئك وأخرهم (( نورمن ) إلى مربع كونية قيم العدالة والحرية.؟ وهل سأل المحتفون بالمثقف الأمريكي اليهودي ( نورمن فنكلستين ) أنفسهم عن مآل ثقافة الإقصاء التي تعشش داخل أدمغتهم.؟ وهل لا يزال توصيفهم لليهود بأنهم صنف من القردة والخنازير يجب محاربته والقضاء عليه وهذا اليهودي المحتفى به يدحض أمام أنظارهم و بالعقل وحده تلك الأسطورة الدينية العرقية الكريهة!؟
القيم الإنسانية التي أصبحت في هذا العصر كونية بامتياز وعلى رأسها الحرية والعدالة ليست نتاجاً أيديولوجياً محدداً أو تباشير مدرسة معرفية معينة إنها نتاج لتراكم النشاط الإنساني على مر الأجيال، والانحياز المحض لها لا يشترط تحزباً بعينه ولا يترتب عليه أية التزامات أيديولوجية أو سياسية فهذا الانحياز يعكس ويعبر عن فعالية العقل الذي يؤدي وظيفته بحرية ومن هنا فإنه من المنطقي بمكان أن يُنظر إلى ما خلف الظاهرة المرئية وفي حالتنا يتعبن أن نرى في (( نورمن )) ما هو أكبر من مسألة مكسب سياسي وأن نراجع الكثير من المفاهيم مما تكشف عنه ثقافتنا كل يوم والذي يتناقض كليةً مع منسوب القيم الإنسانية في الزمن الراهن.!
إن وعي هذا المفكر اليهودي الغربي الذي يريح الأعصاب ويسر الجميع يعبر حقيقةً عن انحياز وحيد لا يزيد عن وعي ضرورة عولمة أو كوننة القيم الإنسانية بعيداً عن المصالح المادية والإستراتيجيات المرسومة وفقها.. وفي ذلك، يجب التأكيد على أن مقتل القيم وبطلانها يكمنان في ارتهانها المستمر للمصالح المختلفة الخارجة عن كونها مصلحة إنسانية شاملة.. ومن هنا، نجد تلك المفارقات التي تعكسها السياسات الخارجية للدول الديموقراطية.! لكن ذلك لا يعني أن نطمس جدارة تلك النظم التي رعت بنجاح منظومة من القيم الاجتماعية وعلى رأسها حرية الإنسان في قوله ورأيه وهي منظومة معاشة في واقع مجتمعاتها وليس في البرامج السياسية التي تحفل بالشعارات كما هو الحال في البلدان العربية.! ولولا أن ذلك حقيقة ملموسة لما وجدنا في بيروت منذ أيام صاحبنا الذي نتكلم عنه وهو مؤلف كتاب ( صناعة الهولوكست ) وقد ربح من وراءه عداء اللوبي الصهيوني فخسر مصادر معيشته كأستاذ جامعي واحداً بعد الأخر.! ولولا أن المجتمع الذي يعيش فيه تحكمه تلك المنظومة المدنية لكان ربح أيضاً كما يحدث في كافة بلدان العرب تهماً غبية كالعمالة واللاوطنية وما شابه ذلك من مفرقعات الغائية وتصفوية.! ومثل هذا الانحياز يكشف مدى سكونية وتهافت المنظومات المجتمعية السائدة في بلدان المنطقة وإلا ماذا يعني الصمت العربي والمسلم المحيط بقطاع غزة المحاصر وهو من غير شك صمت مخزي ومعيب بكل المقاييس..؟
ما نود في النهاية قوله يقتصر على فرضية أنه من الضرورة بمكان أن تخلو ثقافة المقاومة التي تنتشر في غير مكان من الساحات العربية ـ وهذا طبيعي ومتطلب ـ أن تخلو من كل ما يتعارض مع القيم الإنسانية السائدة في عالم اليوم..! وهذا يعني بالضرورة أن لا تتغول فيها خلفيات دينية وعرقية وغير ذلك..! إن في هذا مكسب كبير لقضايا الحرية والاستقلال والعدالة.. وسيكون إسهاما حقيقياً في تعزيز انتشار رايات الانحياز للقيم الإنسانية.. وسيفتح الأبواب لأوسع تحالف كوني على هذا الصعيد.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعايا جلالته.. وفطاحل الإعلام العربي...!؟
- أم علي بين البابا..والماما...!؟
- رابطة السلبيين العرب...!؟
- كلٌ مسئولٌ عن زبيبته...!؟
- ولكن..أي عيد...!؟
- صحوة مجلس الصحوة الدمشقي..!؟
- أم علي..والمعارضة الوطنية الشريفة..!؟
- إنتاجية السلطة ( الوطنية )..!؟
- أم علي..والاستحقاق..!؟
- أم علي..والديدان..ورأس القبة الخضراء..!؟
- غبطة الولي الفقيه..!؟
- اليسار..واليمين..والتعسف الأكاديمي..!؟
- الإرهابيون ( البوالون ) ..!؟
- فحولة الجامعة الكلكاوية..!؟
- لعنة القداسة والفقه الرقمي..!؟
- القضاة الجدد..!؟
- الدعاة الجدد..!؟
- أحزاب في وادي المسك..!؟
- مشايخ العسل..!؟
- 2 إصلاح الخطاب الإسلامي ( البنا نموذجاً )


المزيد.....




- وسائل إعلام: تفاصيل مقتل طالب سعودي طعنا في الرقبة في بريطان ...
- تشيلي: انتشال جثث عمال قضوا بعد انهيار نفق في أكبر منجم نحاس ...
- صدى -يوم الضمير العالمي- دعما لغزة يتردد في البقاع اللبناني ...
- شهادة مؤثرة: في غزة لجأنا إلى شرب الماء المالح حتى لا يغمى ع ...
- إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة ...
- إيران تؤسس مجلس دفاع وطني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل
- هل يشتعل الصراع بين تركيا والهند في المحيط الهندي؟
- 90 ألفا تظاهروا بأستراليا تعاطفا مع غزة وإسرائيل غاضبة
- ترامب: على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة
- إيران تعلن تأسيس -مجلس الدفاع الوطني- لتعزيز قدراتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟