أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - هذيان وعواطف وشعارات...!؟














المزيد.....

هذيان وعواطف وشعارات...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعكس الخطاب السياسي والثقافي العربي والإسلامي الذي انبرى في وجه العدوان المدمر على قطاع غزة حقيقة اهتراء وتبلد العقل المنتج له وهي حقيقة بانت واضحة جلية أكثر من مرة وعند كل واقعة جرت على صعيد المواجهة خلال العقود الخمسة المنصرمة من عمر الصراع العربي الإسرائيلي..!؟
سيل من العواطف والشعارات يتدفق باتجاه غزة لا يختلف في شيء عن السيل الأكبر الذي تدفق ولا يزال منذ نصف قرن باتجاه فلسطين كلها بادئ الأمر وباتجاه أقل من نصفها فيما بعد..!؟ لقد بدأت خيبة العقل العربي الإسلامي مع بزوغ فجر أنظمة الحكم الرعوية شبه الدينية إذ كان هذا العقل ولا يزال يعيد إنتاج نفس المعرفة الرثة المعبَّر عنها بالشعارات، والعواطف الجياشة، والإيمانية الدينية والأيديولوجية في حين ظلَّ الهدف الأول لكافة الأنظمة الراعية لهذه المعرفة هو البقاء في سدة الحكم بغض النظر عما يحدث على الأرض من إخفاقات وطنية ومجتمعية...!؟
في حرب الجنوب اللبناني الأخيرة تدفق نفس السيل العاطفي ولم يسعف حزب الله سوى أنه كان قد استعد جيداً للحرب ووقتها ناشد الحزب وغيره من الحلفاء الدول الإسلامية والعربية والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والمؤتمر العربي والاتحاد البرلماني وغير ذلك من آليات ابتدعتها الأنظمة العربية الحاكمة كتعويض عن نقص الفعالية المستدام وقلة المصداقية وكغطاء يصلح في كل المواسم لتغطية ما يعتري هذه الأنظمة من عاهات وبالرغم من أن تلك المناشدات كانت على الدوام من دون جدوى فإن ما يظهر اليوم هو اجترار وتكرار لما ثبت بطلانه وانعدام جدواه..!؟
إن المعركة الحالية في غزة هي واحدة من سلسلة من المعارك التي خاضتها إسرائيل و ستخوضها كلما تطلبت مصالح مستوطنيها الأمنية ذلك ولأن الصراع محكومٌ بميزان قوة ظلَّ دائماً لصالحها من حيث أنها مدعومة أمريكياً فإن حركة التحرر الوطني الفلسطيني المفترض أنها مدعومة إسلامياً وعربياً لم تصل حتى اليوم إلى إنجاز حل عادل يضع حداً للصراع بصيغته العنفية ونقول ذلك لأننا نعتقد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيستمر بأشكال أخرى إلى ما لا نهاية بفعل وجود أطراف دينية متطرفة يهودية وفلسطينية ولهذه الأطراف أجندات تمليها معتقدات دينية راسخة رسوخ الأديان نفسها.!
اليوم وإبان هذه المعركة الدموية المدمرة لا نلحظ في سلوك أنظمة الحكم العربية الإسلامية ثمة مفارقة فكل نظام كبر أم صغر ينظر إلى ما يحدث وفق أولياته السياسية التي يعمل بموجبها ومن الغباء بمكان الطلب من أنظمة ندعي فهم بنيتها ومسار صيرورتها الإقدام على عمل لا يتوافق مع تلك الأوليات ( توضح ذلك أكثر من مرة وآخرها في قضية حصار قطاع غزة ) وهذا ما يتحفنا به عند كل واقعة المثقفون الأيديولوجيون المعششون في ربوع البلدان العربية وفيالق كتاب العراضات ومواضيع الإنشاء فمن فرط الحماسة الأيديولوجية والعرضحالجية يترادفون مع سيل العواطف الرسمية و الشعبية المتدفق في الوقت الذي يعمل فيه العدو على تنفيذ ما خطط له محاولاً الوصول إلى تحقيق أهدافه التي وضعها إنها شيزوفرينيا سياسية ثقافوية لا تظهر للعيان عادةً إلا بعد انتهاء المعركة حيث يعود الركب إلى معاودة إنتاج الخطاب السابق كلٌ وفق مساره الآفل.!؟ كيف لعرضحالجي قوموي أو اسلاموي أو عميانوي ( ملتحي العلمانية ) ظلَّ لسنوات يؤكد للمارة من الناس أن هذا النظام أو ذاك هو نظامٌ استبداديٌ ملتحق في المقصورة الخلفية للقاطرة الأمريكية ثم حين تقوم الواقعة ينتظر أو يعتب لأنه لم تندلع النخوة القومية تارةٌ والدينية تارةً أخرى والوطنية الخالصة تارتين وكأنه يطلب بكل فجاجة أن ينقلب أرباب الأنظمة على مصالحهم، وبرامجهم، وأجنداتهم التي كانوا قد عملوا السبعة وذمتها لتمتين بنيانها، وضمان رسوخها، وتأمين ديمومتها...!؟
أما عن المعركة ذاتها فإنه من البداهة أن تكون دموية اللهم إلا إذا كان التاريخ الإنساني شهد معارك طاحنة كانت أدواتها أغصان زيتون وأسراب يمام...!؟ والمفارقة التي تكمن في هذا الجانب أن العقل السياسي العربي الإسلامي الذي أنتج ودبَّج في نصف قرن ما لا يحصى من مؤلفات فقهية سياسية وتنظيرية عن نازية الصهيونية ودرجة توحشها تفاجئه وتدهشه دموية هذه الصهيونية عند كل معركة كما هو حاصل اليوم وكالعادة فإن درجة الاستنكار والشجب وصخب الإدانة تكبر وتزداد بما يناسب دموية العدو والباقي على الله الذي لم يستجب يوماً لدعاء الكسالى ولا هو أعاد أرضاً محتلة لأصحابها.!؟
اليوم والعدو الإسرائيلي منشغلٌ جزئياً في هذه المعركة المفتوحة والتي لن يوقفها قبل إنجاز أهم ما يريده وهو ضمان تأمين الحماية لبضعة مستوطنات بمستوطنيها ولزمن طويل، وفي هذه الأيام التي تقوم فيها الإدارة الأمريكية بتوضيب حقائبها، فإنه قد يكون التوقيت المناسب لكل من عنده (( شبر )) أرض محتل أن يطلق مقاومة كيفما كان شكلها بهدف استرجاع وضمان الحقوق الوطنية وحماية المواطنين الرابضين تحت نير الاحتلال....!؟ هذا هو جوهر الموضوع وفي هذا يكمن أفضل تضامن وأفعل انتصار لأهالي غزة الذين لن تغنيهم كثيراً دموع المتضامنين ولا شعاراتهم مهما علا الصوت من جوع وخراب بالرغم من ضرورة ذلك وأحقيته هذا هو المحك لا أكثر ولا أقل.!؟








#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟
- الحق في البهجة...!؟
- الحلال والحرام في مسألة التعدد...!؟
- في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
- إبليس والعبيد...!؟
- المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
- معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
- تهافت التهافت
- كأس رعايا جلالته...!؟
- هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا...!؟
- فتاوى مجانية...!؟
- تحالف جماعات الاستثمار...!؟
- أوباش بلا حدود...!؟
- كليات التجهيل الشرعي...!؟
- هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟
- الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
- الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال... ...
- في سياق الجدل العقيم...!؟
- مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟
- ذيل الكلب...!؟


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - هذيان وعواطف وشعارات...!؟