أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد ياسين - لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟














المزيد.....

لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عشرة أيام تفصلنا عن انتخابات الكنيست الـ18، وكما يحدث عشية كل انتخابات نعود لنسمع في مجتمعنا العربي الفلسطيني تلك الأصوات التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، طارحة في كل مرة أسبابها ومسوغاتها لنداء المقاطعة. وهذه المرة تشتد الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات بعد جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة. ويطرح المنادون بمقاطعة الانتخابات عدة رسائل أولها أن المقاطعة "هي رسالتنا الأخوية لأبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات بأننا معكم، لم ولن نكون جزءا من المؤسسة العنصرية الغاشمة وان مصيرنا واحد". وثاني الرسائل تنطوي على توجيه صرخة إلى العالم كي "لا يسمح لمسرحية الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة أن تخفي عن عيونه جرائم ومخاطر هذا النظام العنصري، الأسوأ من نظام الابارتهايد في جنوب إفريقيا". أما ثالث هذه الرسائل فهي موجهة إلى المجتمع الإسرائيلي ومفادها رفض النظام السياسي القائم على احتجازنا معه في علاقة مستعمر (بكسر الميم) ومستعمر (بفتح الميم). والرسالة الرابعة تقول إن المقاطعة هي صوتنا المعبر عن أنفسنا بعزم وشموخ وان الصراعات الانتخابية لا تُنتج سوى تفكيك وحدة الصف الضرورية لنا في مواجهة التحديات؛ والكنيست هي التي تضفي الشرعية على كل المخططات والقوانين العنصرية بحقنا.
ليس لدي أي نقاش مع هذه الرسائل فكلها صحيحة وتعكس الصورة الحقيقية للبرلمان الإسرائيلي وللنظام الإسرائيلي في تعامله مع الأقلية الفلسطينية المتجذرة هنا على ارض الوطن. بل إنني أرى بأن الكنيست لن يحقق لنا أي طموح أو حق، ولكنني ارفض المقاطعة ولو لسبب واحد وهو إبقاء الصوت العربي هادرا في الكنيست في مواجهة المخططات العنصرية ورؤوس العنصرية والترانسفير والحرب والعدوان والاحتلال. صرخة تذكر حكام إسرائيل وأحزاب اليمين المتطرف بأننا متجذرون عميقا هنا في أرضنا رغما عن أنوفهم وبأننا سنواصل إقلاق منامهم وقض مضاجعهم في كل صباح وفي كل مساء.
وخلافا للأخوة الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات على خلفية جرائم الاحتلال في غزة فاني أدعو بالذات وبسبب هذه الجرائم غالى المشاركة في الانتخابات بل ومضاعفتها لزيادة قوة الأحزاب العربية المكافحة ضد هذه الجرائم والسياسية التي تدير هذه الجرائم في عقر دارها. وثانيا، كي يواصل نوابنا العرب إقلاق راحة العنصريين والترانسفيريين أمثال افيغدور ليبرمان وعوزي لنداو وغيرهما من قادة اليمين المتطرف الذين يحلمون بإغماض عين وفتحها وإذ بالعرب قد تبخروا ليس من الكنيست فحسب وإنما من البلاد كلها.
إن شعارات "لا مواطنة بدون ولاء" و"ليبرمان وحده يعرف كيف يتعامل مع العرب"، هي بالذات المحرك الذي يجب أن يدفعنا إلى الرد عليها بكل قوة عبر مضاعفة التصويت للأحزاب العربية التي يريد ليبرمان وأمثاله إخراسها، وهي الناقوس الذي يجب أن يقرع في كل بلدة وقرية ومدينة عربية، أن لا تتركوا الساحة لأولئك العنصريين، الفاشيين، الذين يريدون إخلاء الكنيست من أصواتنا ووجودنا كي يهدأ بالهم ويخططوا على أنغام موسيقى "هتكفا" كيف يتخلصون منا ومن شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات.
إن الدعوة التي يجب ان توجهنا جميعا هي التصويت، الآن بالذات، وللأحزاب العربية فقط، لتقوية عضد هذه الأحزاب أولا، ولإضعاف قوة الأحزاب الصهيونية في شارعنا العربي ثانيا. والشعار الذي يجب أن نرفعه هو ليس "مقاطعة الانتخابات" وإنما "كنس الأحزاب الصهيونية كلها"، واعتبار كل صوت عربي يذهب لأي حزب من الأحزاب الصهيونية هو بمثابة قنبلة أخرى بوزن مئة طن ستسقط على رؤوس أهلنا وشعبنا وأطفالنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وبيروت.
يجب أن نتحرك لمضاعفة نسبة التصويت في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، ويجب أن نحارب كل صوت يدعو للتصويت للعمل وكاديما والليكود وليبرمان وشاس وميرتس وكل الأحزاب الصهيونية، سواء تلك التي صفقت لطبول العدوان على شعبنا وهللت لقتل الأطفال والنساء في غزة، أو تلك التي صمتت صمت أهل القبور ودعمت الحرب بهدوء اشد فتكا من أصوات المهللين للعدوان.
هذه الانتخابات تختلف عن كل الانتخابات السابقة بالذات لأنها تأتي بعد جرائم غزة، ويجب أن تشكل رافعة لزيادة قوتنا، لزيادة عدد الأصوات الصارخة في وجوه صناع الحرب والقتل والاحتلال، تماما كما ازدادت الأصوات التي وقفت في وجوههم بعد يوم الأرض.
مقاطعة الانتخابات لن تغير من حقيقة الوجه العنصري القبيح للنظام الإسرائيلي، مقاطعة الانتخابات لن توقف جرائم الحرب ضد شعبنا، ومقاطعة الانتخابات لن توطد صلتنا بأهلنا وشعبنا، لان هذه الصلة متلاحمة كجذور شجرة زيتون راسخة عميقا في الأرض، ومقاطعة الانتخابات لن يعيد اللاجئين بل على العكس سيبعد عن الحلبة الأصوات المطالبة بعودة اللاجئين، الأصوات المتحدية والمتصدية لكل من ينادي بزيادة عدد اللاجئين عبر تهجيرنا من الوطن.
فليبق الصوت العربي مدويا في البرلمان الإسرائيلي ولو في سبيل قض مضاجعهم، وليبق صوتنا عاليا وصورنا ماثلة أمامهم في دخولهم وخروجهم من أبواب الكنيست، وليبق وجودنا قويا في الكنيست كي نذكرهم كل لحظة بأننا باقون وبأنهم يذبحون شعبنا ويرتكبون الجرائم بحقه، لان في غيابنا عن الكنيست سيضيع هذا الصوت وسيضيع هذا الوجود.
وكلمة أخيرة لأحزابنا العربية: المعركة يجب أن تكون ضد الأحزاب الصهيونية، من اجل كنس هذه الأحزاب من الشارع العربي وحرمانها من أي صوت عربي، وليس ضد بعضكم البعض. إن ترديد بعض الشعارات الفارغة والشائعات والدعايات ضد بعضكم البعض هي التي تزيد من التمزق والتشرذم، ولو كان الوضع مختلفا لكنت أول من يدعو إلى مقاطعة الانتخابات عقابا لكم على النيل من بعضكم البعض، وعلى تشرذمكم وتمزيق أصواتنا. ليس بينكم أي اختلاف في البرنامج والموقف والهدف، وليس هناك ما يفرق شملكم ويمنع توحدكم في قوة ضاربة واحدة إلا الصراع على الكرسي، وكان الحري بكم أن تتوحدوا في قائمة واحدة تضاعف من قوتكم وتعزز صوتكم، وإذا كان قطار الوحدة قد فاتنا هذه المرة، فان ما يجب ضمانه في المرة القادمة هو الصعود معا وبكل قوة إلى قطار الوحدة.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ينتفض أطفال 1948... أمام حقيقة أنهم فلسطينيون!
- التفجيرات الانتحارية والعمالة ...وجهان لعملة البطالة الفلسطي ...
- لماذا هذا الاستغلال؟ رسالة مفتوحة الى بيت الشعر الفلسطيني
- الفلسطينيون ضحايا 11 سبتمبر أيضاً... أي كارثة ونكبتنا مستمرة ...
- قصيدتك الأخيرة
- أربعة طيور حطت على شجرة
- الباحثة العراقية د. سعاد العزاوي: الأمراض السرطانية والتشوها ...
- إليك هناك في بيروت
- بدأت بأغاني فيروز وجالت في أراضي 1948 ... أمل مرقس تحتضن عطر ...
- مونودراما تروي قصة والده يجسّدها أياد شيتي ... ناظم الشريدي ...
- قصص سلام الراسي على مسرح الميدان في حيفا ... «حكي قرايا وحكي ...
- «فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية
- بيرزيت أو «هارفارد فلسطين» تواجه خطر الإغلاق وتعليق مصير 7 ا ...
- فرق تكسر الصورة النمطية عن أطفال الحجارة ... الراب الفلسطيني ...
- عزوف الفلسطينيين عن الزواج اقتصادي
- شبان 48 يرفضون الاسرلة
- ذاكرة طفلة فلسطينية
- صافرة انذار
- بطاقات غاضبة: شافيز وتيجان الملوك
- الإعلام الإسرائيلي مجند حتى النخاع لتبرير العدوان ويهاجم الإ ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد ياسين - لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟