أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - «فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية














المزيد.....

«فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


على امتداد الشارع الرئيسي في حي «الألمانية» في مدينة حيفا، تنتشر مقاه ومطاعم، افتُتح معظمها قبل نحو 10 سنوات، بقرار بلدي لاجتذاب السيّاح. والحي فقير يقع تحت المركز الدولي للبهائيين. ولا تختلف أماكن اللقاء والاجتماع تلك عن المطاعم والمقاهي في العالم، فروادها يقصدونها لتناول طعام أو شراب وقضاء وقت. لكنّ الملتقى القائم في المبنى رقم 38، له «نكهة» مميزة. اسمه «فتوش»، يعايش روّاده ظاهرة ثقافية – فنية منوّعة، جعلت منه محطة لمواطنين فلسطينيين ويهود يساريين، يبحثون عن مكان يوفر لهم أجواء مختلفة.

و «فتوش» أساساً سَلَطَة شهية، خضارها كثيرة، مع خبز مقلي، وزيت وحامض وسمّاق. ولعلّ هذه الخلطة الغنيّة أوحت للشاب وديع شحبرات بأن يقيم مطعماً «استثنائياً» في تلك المنطقة، يشعر رواده بأنهم يعيشون داخل لوحة فنية ثقافية وغذائية، تتغير باستمرار. عندما تلج حديقة المطعم، تستقبلك قطع فنية كثيرة، «تخلط» الثقافة الفلسطينية بثقافات آسيوية وأوروبية متنوعة. وإذا دخلت من البوابة الرئيسية للمبنى، تطالعك مكتبة تحمل رفوفها مؤلفات أدبية وفكرية. ومن بوابة داخلية تعبر إلى معرض للفن التشكيلي، وُضع بتصرّف الفنانين والمصورين من جيل الشباب، ومنهم من انطلق من هناك. والديوان شهد على انطلاقة مغنين وشعراء منهم، وهو يعتبر ملتقى للأدباء والفنانين والصحافيين... والعشاق أيضاً.

«حين تختلط هذه المكوّنات كلها، تشعر وكأنك تعيش داخل لوحة رومانسية تشكّلها أجواء ثقافية، وتلوّنها أفكار مبتكرة، طالما تعطش لها الفلسطينيون في حيفا»، يقول الفنان أسامة مصري، وهو من الأصدقاء المقربين لـ «فتوش»، ومستشاره الفني.

حول طاولة في الحديقة، جلس وديع وأسامة ومعهما الفنان سعيد سلامة، والشاعرة الشابة أسماء عزايزة، يتداولون في فكرة جديدة تتمحور حول تكريس لقاء شهري للفنانين والمثقفين، يُقدّم خلاله الطعام والشراب لهم بنصف الثمن. وُلدت هذه الفكرة من عجز المعنيين وأصحاب الأقلام الشباب عن ارتياد المطاعم بسبب غلاء الأسعار، يقول أسامة. ويتابع وديع: «فكرتُ منذ البداية في إقامة مقهى ثقافي مغاير للمقاهي العربية المعهودة، لعلّ هذا اللقاء يشجع الناس على الحضور والاستمتاع بأجواء مختلفة ومنوّعة».

وفي «فتوش»، يضيف وديع، «نحاول تعزيز الشعور الوطني من خلال تمرير حدث معين في أجواء فنية مميزة. وبالإضافة إلى المعارض والندوات واللقاءات، نكرس أمسيات للمناسبات الوطنية. فعلى سبيل المثال، في يوم احتفال اليهود باستقلال إسرائيل، نحيي هنا ذكرى النكبة، ونبث أغاني مارسيل خليفة وفيروز، في أجواء تعكس مشاعرنا الحزينة».

وعن رد فعل اليهود، يتحدّث وديع: «في البداية كنا نلاحظ شعور بعضهم بالصدمة. ولكنْ، مع مرور الوقت، تعود الجميع على الأجواء الثقافية الخاصة بمناسباتنا الوطنية».

ويأتي كتّاب وصحافيون لاحتساء القهوة او لتناول الطعام، بينما يطالعون كتباً أو صحفاً. وكانت ممارستهم اليومية هذه، المماثلة لعادات أقرانهم في العالم، ما دفع بـ «فتوش» إلى تأمين الصحف اليومية، ثم مجموعة كتب قيّمة... فنشأت المكتبة، وهي تتوسّع وتتغيّر باستمرار.

واستقطب «فتوش» المغتربين العائدين، أيضاً. ومنهم الشاب نزار وتد، المقيم في لوس أنجليس، وهو من قرية جت في المثلث. جاء يزور أصدقاءه، فأحضروه إلى «فتوش» للسهر، حيث شعر كأنه «عاد إلى البيت». ويقول مقارناً: «أرتاد مطعماً يحمل الاسم نفسه في واشنطن، لكن هذا المطعم يختلف كثيراً عن الأول في نشاطاته الثقافية. وهناك لا يدعوك احد إلى طاولته من دون أن يكون على سابق معرفة بك، ويطلب التحدث إليك... هنا اشعر بالفرح وبعمق الترابط الثقافي بين أبناء شعبي».وينضم صديقه الفرد حداد (موسيقي) إلى حلقة الأصدقاء مقاطعاً: «في «فتوش» تشعر وكأنك تنظر إلى لوحة تصور تراثنا، وتعرّفك على ثقافات شعوب اخرى. وأنا كعازف اشعر بأنه بيتي. وهو الملتقى الذي كنا نبحث عنه طوال سنوات».

وفي بحث أعده يوسف جبارين حول حي الالمانية في مدينة حيفا، تبيّن أن 41.7 في المئة من المواطنين العرب يشعرون بأن الحي يوفر مكاناً للقاء فكري اجتماعي وسياسي مميز. وبحسب معطيات البحث، يشعر نحو 72 في المئة من عرب حيفا بأن الشارع الرئيسي في حي الالمانية زاد من فرص تلاقيهم، بينما قال 64.4 في المئة انه زاد من امكان التلاقي بين مجمل المواطنين العرب.

ويشير الفنان سعيد سلامة إلى الدور الذي اضطلع به مقهى «فتوش» قائلاً: «شعرت منذ البداية بأن هذا المكان سيصبح ملتقى لكل الشبان والصبايا العرب... وحين احضر إلى هنا اشعر بالانتماء، إذ أجد مساراً آخر غير المسار التقليدي للمطاعم. وأنا أتحدث عن تلاقي ثقافات، عن لقاء أصدقاء غابوا لسنوات، عن مكان وُلدت فيه الكثير من الأفكار الفنية والثقافية».

وتثني الشاعرة اسماء عزايزة عليه، مضيفة: «حين كنا نذهب إلى المطاعم في وسط يهودي، كنا نفتقد الانتماء. لكننا هنا نشعر كأننا في البيت، في الفضاء الذي بحثنا عنه طويلاً... يمكنك أن تتناول الطعام في منزلك وتستمتع. وأما هنا فالمتعة مزدوجة في غذاء الجسد والروح... المحمر والتبولة... والشعر والموسيقى. أشعر وكأني اعيش في مدينة خيالية، واحة ثقافية ضائعة، نبحث عنها منذ النكبة... أشعر أن «فتوش» يعوض كثيراً مما افتقدناه».

ويضيف أسامة: «بات المطعم عنواناً لكثيرين، ومكتب بريد نتراسل عبره مع الآخرين». ويتدخلّ وديع مبتسماً: «بل اكثر من ذلك. هنا تعارف شبان وصبايا وتزوجوا. ومن هنا انطلق فنانون مغمورون إلى عالم الفن. وهنا، أيضاً، يحتكّ الرواد اليهود بالثقافة العربية، ويتعرّفون الى إنسانية المواطن العربي التي شوهها إعلامهم. ومن اليهود من كان لديه نظرة سلبية عن العرب والفلسطينيين، هنا تعرف هؤلاء الى الواقع كما هو، واختلطوا بالمشهد الثقافي وتغيرت نظرة كثيرين منهم إلى العربي».



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرزيت أو «هارفارد فلسطين» تواجه خطر الإغلاق وتعليق مصير 7 ا ...
- فرق تكسر الصورة النمطية عن أطفال الحجارة ... الراب الفلسطيني ...
- عزوف الفلسطينيين عن الزواج اقتصادي
- شبان 48 يرفضون الاسرلة
- ذاكرة طفلة فلسطينية
- صافرة انذار
- بطاقات غاضبة: شافيز وتيجان الملوك
- الإعلام الإسرائيلي مجند حتى النخاع لتبرير العدوان ويهاجم الإ ...
- تلاعب إسرائيل بالالفاظ لن يقلل من فظاعة الجرائم الحربية في ل ...
- فلسطين منكم براء!
- دير ياسين.. 58 عاما وذاكرة تأبى النسيان
- أنطوان شلحت وواحة الشاباك
- الشرطة الاسرائيلية تبرئ افرادها القتلة من دماء شهداء اكتوبر ...
- الفخ الاسرائيلي في قطاع غزة
- سياسة التثقيف العسكري وتسليح المجتمع الاسرائيلي هي القضية ال ...
- شذرات على هامش فك الارتباط: هي خطوة اخرى ويأتيك المخاض
- في وداع شهداء شفاعمرو*
- برتقالنا وبرتقالهم
- العنصرية في عروقكم
- كلمات عابرة الى امرأة في عيدها


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - «فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية