أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - قصص سلام الراسي على مسرح الميدان في حيفا ... «حكي قرايا وحكي سرايا» من صلب تراث بلاد الشام














المزيد.....

قصص سلام الراسي على مسرح الميدان في حيفا ... «حكي قرايا وحكي سرايا» من صلب تراث بلاد الشام


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


«حكي قرايا وحكي سرايا»، هو المؤلف الثالث من سلسلة الأدب الشعبي التي كتبها الاديب اللبناني الراحل سلام الراسي، نقلاً عن حكايات وقصص جمعها من ذاكرة الناس، وقدمها إلى القراء على ألسنة «أبطاله» الشعبيين، من العامل والفلاح والمعاز والإسكافي والناطور والمختار ورجل الدين والسياسة.

استحضر الراسي تلك الشخصيات من المحيط القريب، من بلدته ابل السقي (جنوب لبنان) وغيرها من بلدات الريف اللبناني. لكن تلك الحكايات لم تكن لبنانية فحسب، بل جمعت تراث أرض الشام كلها. لذلك نجد الفلسطيني يتجسد في كثير من ذاك التراث، وربما، كان هذا التلاحم هو الذي دفع الفنان الفلسطيني الشاب ميلاد عازر، ابن قرية الرامة الجليلية القريبة من الحدود اللبنانية، إلى اعداد عمل مسرحي يستحضر الراسي وحكايات القرايا والسرايا على مسرح الميدان في مدينة حيفا.

غالبية الأمثال والحكايا الشعبية التي اعتمدها عازر يرددها الفلسطينيون ويحفظونها من جيل إلى جيل. وليس صدفة أن احدى الممثلات في العرض ، حنان حلو، قالت أنها استعانت بشخصية جدتها وصديقاتها في تجسيد الشخصيتين اللتين قدمتهما في المسرحية: شخصية «شكرية» وشخصية «أم منصور» التي تنتظر عودة زوجها من السفر الطويل. فالجدات عايشن ردحاً زمنياً من الفترة التي تتناولها أحداث المسرحية وهن خير شاهدات على تلك الايام.

يمثل أبطال المسرحية مختلف الشرائح التي نقل الراسي عنها، ما جمعه من «حكي القرايا وحكي السرايا». أبو جميل وأم منصور وأبو طشطش وأم طشطش وعساف الجلالاتي ولطيفة والعم مخول وأبو كايد والخوري الياس، ورجب شاويش وحسن أفندي وغيرهم، كلها شخصيات تتلاقى على مسرح قرية صغيرة في جنوب لبنان فترة الحرب العالمية الأولى واستبداد النظام العثماني.

يتمحور الحدث في المسرحية حول شخصية عسّاف، صانع سروج الحمير والزوج الشاب العاجز والمحب لزوجته، الذي يتهرّب من الخدمة العسكرية في الجيش العثماني بعد دفعه رشوة الى الحاكم التركي وحصوله مقابلها على شهادة الجنون. ولكي لا يقع عساف في ايدي رجال النظام العثماني، ينتحل شخصية الزير سالم ويمتطي جواداً وهمياً ويلف ارجاء القرية في رحلة هدفها اقناع اهلها، وبينهم زوجته لطيفة، بجنونه.

خلال الرحلة يتعرف المشاهد على حياة أهل القرية وصراعاتهم وشخصياتهم وأفكارهم بكل مركباتها: الحب، الحسد، الكرم، وغير ذلك من تقاليد ومشاعر وعادات تعكس فلسفة الحياة الريفية.

سار مُعد ومخرج المسرحية نبيل عازر في عمله هذا على الخطى الكوميدية التي انعكست في كثير من الحكايات والامثال التي وثقتها مجموعة الراسي التراثية، فجاءت المسرحية في قالب كوميدي رسم صورة واسعة للعلاقات الاجتماعية بين أهل القرية.

استطاع عازر ان ينقلنا بعمله، إلى أجواء القرية بمفهومها الشعبي، لكن بالغ في بعض المشاهد، كالمشهد الافتتاحي الذي يكثر فيه الصراخ والشجار بين أبطال المسرحية (أهل القرية) كما لو ان ذلك هو الجو المميز للحياة القروية.

ونجح في جعل المتلقي يعايش فترة زمنية محددة، ذات ارتباط بالتراث الشعبي لمنطقة الشام. لكنه على رغم ان المسرحية يفترض ان تعرض من خلال شخصيتها المركزية صراع الفقراء مع السلطة الجائرة، ونقل «حكي القرايا وحكي السرايا» بواقعه المعيشي، الا ان هذه الحلقة كانت ضعيفة في النص الدرامي، ولم تظهر بوضوح للمشاهد، وبدلاً منها ظهر التركيز واضحاً على مقارنة مثيرة للسخرية بين حياة القرويين البسطاء وفلسفة الساسة، التي مثلها المجنون وزوجته.

ولم ينجح حنا شماس (عساف) في كثير من المواقف بإقناع المتلقي بمفاهيمه السياسية وظهر ممثلاً لفئة بسيطة اكثر من كونها فئة قادرة على التوجيه والقيادة في المعركة ضد التجنيد القسري الذي فرضه النظام العثماني على اهل الشام.

وكانت هناك شخصيات اخرى لم تقنع المتلقي بأدوارها، اللهم الا اضحاكه من الشخصيات التي تمثلها، ما قاد بالتالي إلى افراغ النص المسرحي في كثير من المواقف، من مضمون هادف وانحصاره في طرفة او حكاية مثيرة للسخرية.

على رغم ذلك، يمكن القول ان تجربة «حكي قرايا وحكي سرايا» تجسد محاولة اخرى من المسرح الفلسطيني داخل منطقة 48 لتقريب الجمهور من ذاته وواقعه. وهي، وان لم تكن بمستوى اعمال سابقة قدمها مسرح الميدان، الذي يعتبر اول مسرح محترف في منطقة 48، تبقى تجربة ذات طابع آخر في العمل المسرحي المحلي، من ابرز سماتها البحث عن عمل يأتي من المحيط الذي يعيشه المتلقي، من الشارع والزقاق والبيدر، وليس من حلبات غريبة او بعيدة من واقعنا اليومي، وهو ما شاهدناه في كثير من الاعمال التي قدمتها مسارح فلسطينية محلية، لجأت إلى نصوص اجنبية وحاولت تقريبها إلى واقعنا فنجحت حيناً واخفقت احياناً.






#وليد_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية
- بيرزيت أو «هارفارد فلسطين» تواجه خطر الإغلاق وتعليق مصير 7 ا ...
- فرق تكسر الصورة النمطية عن أطفال الحجارة ... الراب الفلسطيني ...
- عزوف الفلسطينيين عن الزواج اقتصادي
- شبان 48 يرفضون الاسرلة
- ذاكرة طفلة فلسطينية
- صافرة انذار
- بطاقات غاضبة: شافيز وتيجان الملوك
- الإعلام الإسرائيلي مجند حتى النخاع لتبرير العدوان ويهاجم الإ ...
- تلاعب إسرائيل بالالفاظ لن يقلل من فظاعة الجرائم الحربية في ل ...
- فلسطين منكم براء!
- دير ياسين.. 58 عاما وذاكرة تأبى النسيان
- أنطوان شلحت وواحة الشاباك
- الشرطة الاسرائيلية تبرئ افرادها القتلة من دماء شهداء اكتوبر ...
- الفخ الاسرائيلي في قطاع غزة
- سياسة التثقيف العسكري وتسليح المجتمع الاسرائيلي هي القضية ال ...
- شذرات على هامش فك الارتباط: هي خطوة اخرى ويأتيك المخاض
- في وداع شهداء شفاعمرو*
- برتقالنا وبرتقالهم
- العنصرية في عروقكم


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - قصص سلام الراسي على مسرح الميدان في حيفا ... «حكي قرايا وحكي سرايا» من صلب تراث بلاد الشام