أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - الشأن السوري واقتراح حول نظام التعليقات















المزيد.....

الشأن السوري واقتراح حول نظام التعليقات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 03:49
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


أثار تعليق الزميل والصديق العزيز صائب خليل، على مقالي الأخير، شجوني كما فضولي وهي من المرات القليلة التي يحدث فيها ذلك. والسبب في ذلك هو الرصانة والجدية في تعليق الزميل وحيادية الطرح والموضوعية البعيدة عن أي هوى وغرائزية ندرك كيف تمكنت من عقولنا، وشوّهتها عبر 1400 عام. إلا أن هذا لا يمنع أن يشوب شكري للزميل صائب، شيء من العتب الأخوي اللطيف، لجهة أنه ما كان له أن يتنازل ويرد على تلك المستويات الهابطة والمتواضعة من التعليقات التي لا يجب أن نعيرها أبداً أي اهتمام أمام تلك القضية النبيلة والسامية التي نحملها ونكرس من أجلها جل وقتنا واهتمامنا ودفعنا من أجلها ضائب باهظة وغالية. ويعلم الزميل العزيز بأن أمر نشرها، من عدمه، هو بيد الكاتب مئة بالمائة، وهذه إحدى أهم مزايا نظام التعليقات الذي طرحه الحوار المتمدن مؤخراً. وحين نعمد لنشر تلك التعليقات ببذاءتها وتطرفها فهو لإظهار تواضع تلك الثقافة التي نتصدى لها ونعمل على تفكيكها ودرء مخاطرها عن أجيالنا القادمة. ومن هنا يتوجب على الأخوة المعلقين الكرام، بشتى مشاربهم توجيه شكر خاص للكاتب لأنه هو من يقف وراء نشر تعليقاتهم البذيئة. وهذا أمر معروف لجميع الأخوة الزملاء الكتاب، ولهيئة التحرير الموقرة، وتلك التعليقات تصيب المعلق أكثر مما تصيب الكاتب لأن معظمها ينطوي على التهويم والتضخيم والتهيؤات والتلفيق الذي لا سند واقعياً له، وسرعان ما ينكشف كذبه وزيفه. وأتعمد عامداً متعمداً نشر كل التعليقات الحادة والمؤلمة التي تظهر أحياناً عصاباً وسواسياً وقهرياً لدى بعض المعلقين، وذلك بغية التخفيف من درجة القهر والحقد والغل الذي يعتمل في أعماقه نتيجة شعوره بالخذلان واليأس والعجز والإحباط عن ممارسة أي فعل إيجابي أو المساهمة بأي نذر يسير في الشأن العام. كما أن عقداً تاريخية ونفسية وشخصية وتربوية وثقافوية وعنصرية وطائفية وإثنية ومركبات نقص أخرى لدى البعض تقف وراء التعليقات وتمنعه من الإعلان عن نفسه بشكل حقيقي فيتخذ من الأسماء والألقاب الخلبية والمستعارة طريقاً له للتعبير عن نفسه، تماماً كما يفعل الخارجون عن القانون خشية عقاب وحساب معنوي أو مادي، وكل ما يتوجب علينا من مهمة إنسانية في هذا الصدد هو مساعدة البعض في التنفيس عن تلك الحالة المؤسفة عبر نشر كل ما يرد من تعليقات فوراً ودونما إبطاء، وذلك مساهمة في إشراكهم في الجدال العام تمهيداً لعودتهم لوضعهم الطبيعي والسوي. ولقد كانت لنا تجربة طيبة بهذا الصدد في موقع مرآة سورية والذي كنا نشرف عليها ونديره بكل تجرد وحياد قبل أن تمتد له يد الحجب والتشفير، وقد أصابنا يومها، ما يصيبنا اليوم من تهيؤات مختلقة نأسف بكل صدق، أشد الأسف لها.

وأما بالنسبة لمعرفة شخصية المعلقين فهذا أمر ليس بعسير يا صديقي صائب، أولاً، ونكاد نسمي البعض بأسمائهم واحداً واحداً، ونعرفه تماماً من حروفه، وأسلوبه الكتابي وكيف يتلطى دائماً وراء أسماء وهمية لطرح قضايا سورية عامة، وكثيراً ما نتندر عليه في جلساتنا الخاصة مع شيء من الحسرة والشفقة على حاله، وقد كاشفناه وحشرناه أكثر من مرة بالموضوع. وثانياً، أمر الأشخاص ليس مهماً البتة طالما أننا معنيين بظواهر سوسيولوجية وسياسية وأنثروبولوجية نحاول تفكيكها وتعريتها، وليصبح الأشخاص هنا تحصيل حاصل، وبدون أية قيمة أمام الثقافة الجمعية التي ينتمون لها ويجسدونها لأنهم نتاج طبيعي وحتمي لتلك الظواهر والثقافة والتراكمات التاريخية الناجمة عنها، وهم في الحقيقة لا يقدرون على التصرف إلا بهذا الشكل السلبي، لأن الظاهرة، والثقافة التي أنتجتهم، وينتمون لها، تجبرهم على ذلك، وهي على قدر كبير التواضع، والسلبية التي تتطلب زمناً طويلاً، وصبراً كبيراً ربما يتطلب أجيالاً حتى تبرأ وتتعافى من عللها المزمنة.

إذن نحن أمام ثقافة العجز والهروب والتكفير وتخوين الآخر المختلف موقفاً ورأياً. وكم يؤلمني بذات الوقت أن منبراً يسارياً وعلمانياً مميزاً كالحوار المتمدن قد أصبح ملاذاً لبعض من حملة ومروجي تلك الثقافة، معلقين وكتاباً، على حد سواء، وهذا قد لا يكون ذنب الحوار المتمدن، فكتابنا كما معلقينا هم انعكاس لواقعنا المظلم، ولكن أن تصبح هذه المواد ولكتاب بعينهم هي المواد الأثيرة والمفضلة في هذا الموقع وتحظى بأسبقية وأولوية النشر دون سواها، فهذا ما تنبغي مناقشته والتوقف عنده طويلاً.

وبالنسبة للكتابة عن الشأن السوري تحديداً، الذي أصبح نهجاً ممجوجاً غير بريء أومنصف وبتلك الطريقة القسرية المنفرة و اللاموضوعية الموجهة والمنبعثة من أوكار إعلامية بعينها التي نتابعها، فنحن نكتب في مواقع عالمية لها طابع العالمية وليس المحلية وهي غير مقروءة، أصلاً، في سوريا. والقارئ في أوروبا وأستراليا وأمريكا لا يلتفت كثيراً للقضايا المحلية بشكل عام لا في سوريا ولا في مصر أو غيرها، ويتابع القضايا الفكرية أو السياسية ذات التأثير التفاعلي على الساحة العالمية. أما من أراد أن نكتب له على مزاجه الخاص فسنحوله على الفور إلى البرنامج المؤبد ما يطلبه المستمعون عله يجد ضالته هناك. وهناك من يكتب مطولاً عن الشأن السوري، ويقول فيه بأكثر مما قال مالك في الخمر، ولا يترك شاردة ولا واردة إلا ويتناولها، ولا يوجد لدينا جديد لنضيفه هنا، وحين يكون هناك شيء، وهذا وعد، وسبق صحفي خطير، فلن نبخل به على جمهورنا الكريم. ولو كانت الصحافة والإعلام السوري موالاة ومعارضة، مفتوحان أمامنا ولا نتعرض فيهما للتهميش والتعتيم لما كنا لجأنا لإعلام الآخرين ومنابرهم وتطفلنا عليهم. هذا أولاً، وثانياً، وهو الأهم من يتابع الإعلام السوري، والصحافة السورية تحديداً، الرسمية والخاصة منها، والتي أصبحت أكثر من الهم على القلب، سيرى فيها العجب العجاب من كمية النقد وكشف كل مظاهر الفساد والإشارة للتقصير والأخطاء، وهو، بالمناسبة، أمر موجود في كل المجتمعات وليس حكراً على سوريا، وقد رأينا جميعاً حجم الفضائح والانهيارات المالية الكارثية الكبرى والنهب والنصب المنظم الذي حدث في أمريكا عاصمة الاقتصاد العالمي وقبلة بعض مناضلينا الأشاوس اليوم، وهذا طبعاً ليس مبرراً بحال لأية تجاوزات وانتهاكات تحدث في أي مكان من العالم. وللعلم، فمعظم ما يراه القارئ اليوم في مواقع المعارضة السورية الأشد عداوة وتطرفاً من النظام، من مواد ناقدة للوضع الداخلي السوري، هي منسوخة ومنقولة من صحف البعث وتشرين والثورة ومن أخبار سانا وبعض الصحف السورية الخاصة فيما يتعلق ببعض قضايا الشأن المحلي. أما إذا كان المطلوب تلك اللهجة الحاقدة والسباب والشتيمة والاختلاق والفبركة، والمواقف الصبيانية العصابية الهوجاء، فهو ما لا يفعله أي إنسان لديه أدنى قدر من الاحترام للمهنة والذات. والأهم من هذا وذاك فلن نكون يوماً في نفس الخندق السلفي، مع قوى البدونة وقبحنة الجمال، وحاشا لله أن نخوض أية معركة معهم، أوأن نكون جنباً إلى جنب في أي موقعة مع هؤلاء، وسنكون في الموقع المضاد لهم على الدوام، ولن نتبنى أو نردد أيا من مفرداتهم وما يطرحونه من رؤى وخطاب.

ونتيجة لهذا الواقع الثقافوي والسوسيولوجي الخطير فأقترح من هنا على إدارة الحوار المتمدن أن تعدل من قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن لتصبح على الشكل التالي" الحوار المتمدن سيحذف أي تعليق "لا"( نشدد على الـ"لا" هنا) يتضمن إهانات أو تعليقات ساخرة أو بذيئة إلى أي شخص أو مجموعة ولا تمس أو لا تتعلق بالجنسيّة أو الأصل العرقيّ أو الدّين أو المعتقد أو الطاقات البدنية والعقلية أو التّعليم أو الجنس والحالة الاجتماعية أو التوجه أو الانتماء السياسيّ أو المعتقدات الفكرية أو الدّينيّة، أو تعليقات لا تروج للعنصرية أو للتمييز العنصري والديني والمذهبي أو للتمييز ضد المرأة وكل أشكال التمييز الأخرى، وذلك تماشياً مع حقيقة وطبيعة الثقافة والعقلية السائدة في هذه المجتمعات، إذ أنه من المبكر جداً أن تتحقق قواعد نظام التعليقات للحوار المتمدن، بشكلها المثالي والإنساني الحضاري المطلوب، في ظل هذه الظروف، والمعطيات. فالالتزام بقواعد الحوار المتمدن كما هي مطروحة في هذا النظام، سيعني، بالمآل، وجوب إلغاء ذاك النظام برمته، وربما وقف موقع الحوار المتمدن من أساسه، فكل ثقافة تنضح بما فيها كوارث وهنـّات وويلات، ولا ضير ولا عتب، كما لا اعتراض، على ذلك، من جانبنا على الإطلاق.








#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟
- هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟
- ماذا تبقى من المعارضة السورية؟
- بين المخابرات والمغامرات
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - الشأن السوري واقتراح حول نظام التعليقات