نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 07:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو/ قادة دول مجلس التعاون الخليجي- مسقط/ دولة عمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لنا أن نحييكم، بداية، بتحية الإسلام.، ونتمنى لقمتكم، في دورتها العادية التاسعة والعشرين، الظفر والنجاح، وذلك لما فيه من خير وفائدة ومصلحة ومنفعة عامة لشعوبكم ودولكم. وكانت هذه الدورة ستمر كسابقاتها، لولا أنها تزامنت مع دخول عملية "الرصاص المتدفق"، الاسم الذي أطلق على الهجوم البربري الغاشم الذي تشنه إسرائيل ضد أطفال، ونساء، وشيوخ غزة الأبرياء، يومها الثالث، وسط صمت عربي ودولي شامل ومريب وغريب. وإننا من مواقعنا المتواضعة كمنتمين لهذه المنظومة الشرق أوسطية، وكنشطاء حقوقيين، وأصحاب رأي، نرفع لكم في هذه المفاصل التاريخية، ونناشدكم، وقد فاق هذا العدوان بهمجيته حدود الوصف وارتقى إلى درجة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، أخذ هذه التوصيات والمقترحات بعين الاعتبار، والاهتمام والحسبان، نظراً لما تمثله من انعكاس ورغبة لمجمل رأي عام شعبي يتشكل، فطرياً وغريزياً وتلقائياً، في الشارع مع كل عدوان تقترفه إسرائيل بحق المدنيين والعزّل الأبرياء، ألا وهي:

1- الدعوة،ً أولاً، لوقف فوري، وعاجل، لكافة أعمال العدوان والقصف البربري الهمجي الوحشي التي تطال السكان المدنيين.

2- التحرك دبلوماسياً، وبشكل سريع لوقف كافة أشكال الاتصال العلني، والسري، أو التعاون والتطبيع مع دولة العدوان، وإغلاق كافة السفارات، وسحب السفراء، ومكاتب التمثيل، وإنزال العلم الذي يرفرف فوق عواصم بعض دول الخليج الفارسي، وهو أضعف الإيمان، وكفعل معبر عن تضامن رمزي بسيط مع شهداء وضحايا هذا العدوان والمجزرة والمحرقة البشرية الفظيعة.

3- سحب الأرصدة والأموال الخليجية، وكافة المحافظ وصناديق الاستثمار من الأسواق المالية العالمية التي تمول، وتصب بشكل أو بآخر، وعبر قنوات غير مباشرة، في طواحين الآلة العسكرية الهمجية التي تقوم، في هذه اللحظات، بحرق الأخضر واليابس في غزة.

4- العمل بالتعاون مع جميع الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة، لسرعة استصدار قرار دولي لتشكيل محكمة جنايات دولية مختصة بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة واعتماد مبالغ مالية لازمة لتمويل هذه المحكمة، وتحديد زمانها، ومكانها، نظراً لما يشكله هؤلاء القتلة والمجرمين والجزارين، من خطر محدق على أمن وبقاء الجنس البشري عامة، والذي يعملون على إبادته وإفنائه، عن سابق تصميم وترصد، وبأحدث ما توصلت له التكنولوجيا الأمريكية من عتاد وسلاح فتاك.

5- الطلب من أصدقاء المجلس في واشنطن، والعواصم الغربية الأخرى الفاعلة، للضغط على دولة العدوان الغاشم لوقف العمليات العسكرية فوراً، والكف عن استهداف المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء.

6- إصدار توصية خاصة في بيانكم الختامي إلى الشقيقة الكبرى مصر، لفك حصارها المطبق والقاسي وغير المشروع أو المبرر، ضد سكان غزة، والسماح بتدفق الغذاء والدواء والمواد التموينية الأخرى للشعب الأعزل والمحاصر في غزة.

7- دعوة رجال الدين، وفروع منظمة الدعوة الإسلامية في الخليج، وفي بند خاص ببيانكم الختامي، لإعلان الجهاد والحرب، وإصدار الفتاوي التي تدعو لنصرة المظلوم تضامناً مع شعب غزة المحاصر، ودعوة وزارات الأوقاف لتخصيص خطبة يوم الجمعة القادمة للحديث والوعظ حول هذا الموضوع الإنساني الخطير وشرح أبعاده وتفاصيله .

8- تخصيص مساعدات إنسانية عاجلة و فورية للضحايا، والشهداء، والمصابين والجرحى، وإقامة جسر جوي خاص لذلك، بإشراف الأمم المتحدة، لإنقاذ ما تبقى وما يمكن إنقاذه، والتخفيف، ما أمكن، من عمق معاناة وآلام السكان المحاصرين.

9- إصدار توصية خاصة بتوحيد الإعلام الخليجي، وبما يمتلكه من إمبراطوريات ومنابر إعلامية مؤثرة وفاعلة، لجهة التضامن الكامل والقوي، مع شعب غزة.

10- إرسال مبعوثين خاصين من المجلس إلى العواصم العالمية لشرح ما تقوم به الآلة الحربية الصهيونية الغاشمة من مجازر وحرب إبادة وتصفية عرقية ترتقي إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية، ووضعها في صورة التطورات الحربية وأثرها المدمر على البيئة والإنسان.

إننا، وفي هذه اللحظات المأساوية الدامية والمرعبة، التي تخيم على أجواء المنطقة، إذ نرفع مناشدتنا الإنسانية هذه، نأمل، ويحدونا الأمل الكبير، سرعة الاستجابة، لتلبية هذه المطالب الإنسانية العادلة التي تعكس رغبة جامحة، وأمنية غالية وعارمة، لدى شرائح واسعة في الشارع العربي والإسلامي العريض.

وتفضلوا، جميعاً، بقبول أسمى آيات الاحترام والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل