أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - بين المخابرات والمغامرات















المزيد.....

بين المخابرات والمغامرات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يتعمد البعض في أوقات كثيرة، وربما غير مناسبة، التظارف وخفة الدم لإضفاء جو من البهجة والسرور على مواقف ولحظات قد تبدو ثقيلة الوطأة، ومزعجة ولذلك للتخفيف من أثرها. وهذا ما حاول أن يفعله الزميل سعد الأحمد (اسم خلبي طبعاً)، حين نقل خبراً عن قيام مجموعة من الكتاب والصحفيين وأصحاب المواقع الإليكترونية، ومنهم العبد الفقير كاتب هذه السطور، بالاجتماع مع رؤساء أحد الأجهزة الأمنية السورية وذلك بغية التنسيق للنيل من المعارضة السورية والتشويش عليها وتشويه سمعة قادتها. وللحقيقة فقد بدا الأمر أولاً وكأنه نكتة وظرافة لا يمكن تصديقها يحاول السيد سعد أن يتحفنا بها في هذه الأجواء وشلالات الدماء تهدر من كل حدب وصوب، لكنه تحول إلى ما يشبه المأساة والسماجة وثقل الدم حين تناقلت ذلك الخبر بعض المواقع السورية المعارضة لتساهم من خلاله بحملة التضليل العامة التي تتوجه بها ضد الشعب السوري وذلك لعدة أسباب، منها:



1- إذا كان أي جهاز أمني في العالم يتصرف على هذه الشاكلة من العلنية والاختراق، ولاسيما بقضايا من هذا القبيل تتطلب درجة عالية من السرية والكتمان، ويجعل تحركاته مكشوفة لصحفي كبير على نمط سعد "الخلبي"، ويعلم من خلاله أسماء وزمان، ومكان، الاجتماع ومهمة كل فرد حضر الاجتماع، ورفض "أحدهم" للحضور، فهو بالتأكيد لم يعد جهازاً أمنياً على الإطلاق، والأفضل له أن يتاجر بالخردة وبيع البطاطا على أن يقوم بعمل استخباراتي تجسسي، خاصة إذا كان واحداً من الأجهزة الأمنية السورية المعروف عنها ما يعرفه الجميع من السرية والكتمان والحظوة والسطوة، ولا تقبل أي نوع من اللعب والمزاح في هكذا أمور على قدر كبير من الحساسية.



2-لا أدري كيف تمكن الزميل "الخلبي" سعد من الوصول إلى تلك المعلومات الدقيقة والنشاطات الخاصة جداً التي لم تكن بالأساس، وأصلاً، من صلب آلية عمل المخابرات السورية في يوم من الأيام، وأعتقد بأنها من صلب عمل وزارة الإعلام أو الثقافة في أي بلد ( وأتمنى هنا أن تكون جميع أجهزة الأمن في العالم على تلك السوية الثقافية العالية بالتعامل مع الصحفيين والكتاب، ألا تطري مثل هذه الكتابات أجهزة المخابرات؟)، إلا إذا كان ناقل الخبر أحد الحاضرين لذلك الاجتماع العلني والاستراتيجي الخطير وعلى ما أذكر ولا أشك بذاكرتي البتة بـ"أنه لم يكن معنا في الاجتماع المذكور الزميل الفاضل سعد والله على ما أقول شهيد"( ما رأيكم بهذا التظارف؟)، أو باحتمال آخر قيام ضابط أمن ومسؤول في الفرع المذكور قام بإفشاء الخبر، لسبب لا يمكن التكهن بدوافعه على الإطلاق، ونحن نعلم أن صلب العمل الاستخباراتي يقوم على السرية والكتمان، ويا حبذا لو قام الزميل سعد في مقال قادم بتحديد جملة الأسباب التي دعت الضابط المذكور، هذا إذا صدقنا أنفسنا، لتزويده بالخبر المذكور لتصبح الغاية منه، وإذا استمرينا بعملية التلفيق الرخيص، تبيان أهمية هؤلاء الإعلامية والثقافية، وليس تشويه سمعتهم، علماً بأن معظم من ذكروا هم من رجال الصفوف الخلفية ودراويش الإعلام السوري الواقفين على باب الله، الذي يمتلك أطقم وكوادر وأجهزة ووسائل إعلامية، لا يشكل هؤلاء أمامها أي شيء، ومن السهل، والممكن جداً أن تعقد الوزارة اجتماعاً لها في وزارة الإعلام لمناقشة هذا الأمر، وليس أن توكل الأمر لجهاز أمني ليس له علاقة البتة بهذا النوع من الأنشطة والتحركات.



3-لا أدري لماذا تستخف المعارضة السورية بجمهورها إلى هذا الحد وتعامله بهذا القدر من التسطيح والاستهتار بعقله، ونحن ندرك مأزقها الكبير الذي وصلت إليه بسبب اعتمادها، ولجوئها إلى هذا النمط من ردود الأفعال والتصرف في التعامل مع خصومها السياسيين والنشطاء الذين لا يشاطرونها الرأي والرؤية. وبصدق لقد أصبحت تلك التهمة نوعاً من الهروب، والعجز عن المواجهة، ودفن الرؤوس في الرمال حين ينحشر البعض في زوايا أخطائهم وتكشف عوراتهم ولا يبقى لهم لا ستر ولا غطاء. والسؤال إذا كانت بعض فصائل وشخصيات ما يسمى بالمعارضة على نفس السوية والقدرة الثقافية والعلمية ومقارعة الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والرأي بالرأي، لماذا تلجأ إلى هذا الأسلوب في التعامل مع خصومها؟ ألا يعتبر نوعاً من الهروب المتعمد والمنكسر والذليل أمام الخصوم؟



4- بالنسبة لي شخصياً، ومنذ تلك المعركة السجالية مع أحد العقلانيين السوريين الكبار، لم أتناول الشأن السوري بكلمة واحدة، وذلك بسبب زخم الأحداث وتدافعها وانشغالنا بها، وهذا ما يجعل الخبر المذكور عار من الصحة، ويؤكد على أنه مجرد فبركة لإلهاء المعارضة "المسكينة" بمعارك جانبية لا طاقة لها بها ولا جمل، ولاسيما بعد أن أعلنت إفلاسها وهزلت جداً، وبان عجافها بسبب لعبها وعزفها على أوتار لا سياسية ولا وطنية، ولا يمكن أن تفضي لأية نتيجة، أوتؤدي إلى أية نهاية طيبة.



5- وإذا كان الأمر كذلك، وهو على ما يطرحه الأستاذ الكبير سعد الأحمد( لم يسمع أحد مسبقاً بهذا الاسم)، لماذا لا تتبنى الجهات الإعلامية الرسمية و"المخابراتية" وجهات نظر بعض هؤلاء الكتاب، وتنشر نتاجاتهم في مواقعها ووسائلها، والكل يعلم أنه هناك شبه حظر وتعتيم بالتعامل ونشر مقالات بعض من أولئك الذين أتت أسماؤهم في خبر "سعد الظريف". ويكاد التعامل معهم يكون بنفس التعامل مع الجرب والبرص والجذام، والمقاطعة الشاملة.



6- إن من أولى أولويات العمل الصحفي والمهني الصحيح هو الكشف عن مصادر المعلومات والتوثيق ليكون الكلام مقنعاً وصحيحاً، لا ليصبح نوعاً من صف "الحكي"، والحشو الزائد الذي لا يقنع عقول الصغار، فما بالكم إذا كان الكلام موجهاً لنخب فكرية وسياسية يتطلب إقناعها قدراً أكبر من الجهد والعمل والجهد. فهل يفعل ذلك زميلنا العزيز سعد في مقال قادم عله يعوض عن سقطه الأولى، ويبرهن لنا على مصداقيته التي يبدو أنه من الصعب جداً استرجاعها بعد ما فعل في خبره هذا.



7- إذا كان الزميل سعد يمتلك تلك القدرة على معرفة خبايا الأمور الاستخباراتية وتحركاتها واجتماعاتها، فإنه سيسهل من عمله المعارض، ويستطيع التعامل مع تلك المعطيات والمعلومات أمنياً لإسقاط النظام السوري كما يتمنى ويتمنون، ويأمل ويأملون، أو بيعها لجات استخباراتية أخرى، سيصبح عندها من زملاء بل غيتس والوليد بن طلال نظرا لأهميتها واستعداد جهات إقليمية ودولية لشرائها بأثمان خيالية، وهذه نصيحة أخوية وعلى الماشي، بزنس يعني، للزميل سعد.



8- نعلم أنه يتم بين الفينة والأخرى بعض التسريبات الأمنية هنا وهناك لتشويه أو ربما تسويق هذا أو ذاك، والصياغة التي تمت بها فبركة خبر الزميل سعد تأتي في سياق تشويه سمعة هؤلاء الكتاب والصحفيين، وهذا ما لا يفعله أي جهاز أمني في العالم مع عملائه ووكلائه ومخبريه، وبالتالي فإن خبر الأستاذ سعد فيه الكثير من التساؤلات، ويستلزم المزيد من التمحيص والتقليب، قبل أن يقبضه المرء العاقل السوي، أما إذا انطلى على بعض المغفلين والبسطاء، فهذا أمر لا يعنينا على الإطلاق.



9- وهو الأهم، المعارضة السورية اليوم في أسوأ أوضاعها، ولا تستلزم كل هذا الجهد والعك والتعب، وتوظيف الإمكانيات وعقد الاجتماعات الأمنية الخطيرة لتفكيكها والنيل منها، وقد أصبحت لا تقوى على حراك، أو إحداث أي أثر في الشارع بسبب جملة من العوامل المختلفة، لا سبيل لذكرها ها هنا، وهذا ما عبر عنه أكثر من كاتب معارض اشتكى من سوء وضعها وتردي أحوالها، وتواضع أدواتها، واللهم لا شماتة.



لا ننكر على بعض فصائل، وشخصيات المعارضة حقها في العمل، وتفنيد وجهات نظر مخالفيها بالطرق التي تراها، على أن يكون ذلك بأدوات علمية ومنطقية ومقاربات عقلانية تقنع بها خصومها قبل حلفائها وهو الأهم، أما النزوع لمثل هذه السطحية والاختلاق والتهيؤ والتلفيق، فيصبح، عندها، ومعها، نوعاً من المغامرة والتضليل وتزييف الوعي الذي لا يقبله ماركس، ومخاطرة ستذهب، ولا بد، بجهودها وتعبها، وهذا ما نحزن، ونأسف له جداً، ناهيك على أننا، وفي النهاية وبدافع أخوي وإنساني بحت، سنشفق عليهم كثيراً.



رابط الخبر والخبطة الصحفية "السعدية"

http://annidaa.org/preview.php?id=7405&kind=mid



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا
- رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - بين المخابرات والمغامرات