أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لا عروبية و لا اسلاماوية















المزيد.....

لا عروبية و لا اسلاماوية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر الزميل والصديق الأستاذ صلاح الدين محسن تعليقاً لأحد القراء في عدد الأمس من الحوار المتمدن. ورغم أننا نتشاطر نفس الآراء من أسراب الجراد السلفي البدوي المنتشرة براً وبحراً وفضاءَ، وأتت على أخضر ويابس هذه الرقع والجغرافيات الرثة الممزقة أصلاً، والمتخمة بالخلافات المتوارثة للسلف الصالح، رضوان الله عليهم أجمعين، فإن لبساً قد حصل لا بد من إيضاحه. وما دام الشيء بالشيء يذكر، فسأفشي واحداً من أسرار الزميل صلاح الخطيرة، إذ لا بد من تسجيل شكر خاص للزميل صلاح على جمائله الكثيرة، وإحداها أنه دأب على مساعدتي عبر نشر بعض مقالاتي في الحوار المتمدن، حين كان يتعذر علي، و"يعصلج" النت السوري، بسبب البطء والحجب والتشفير، وبعد أن أكون قد أرسلته له عبر البريد الإليكتروني. وهذه رسالة هامة لأولي الحجب والتشفير بأن لا سبيل، أبداً، للوقوف في وجه هذا المد الإليكتروني الطاغي الكبير، ويجب التعامل معه بكثير من الذكاء والروية والرقي والفهم الدقيق. وكان الصديق محسن قد نشر تعليقاً لأحد القراء على مقال لي كنت قد نشرته في إيلاف مؤخراً "يبدو" لي، هذا والله أعلم، بأنه يتبنى بعضاً مما جاء فيه.



وبكل الأحوال، وبداية لا بد لي من أن أسجل للصديق صلاح ذكاءه، وأدبه الشديد، فلا يعرف تماماً فيما إذا كان الصديق العزيز يريد أن يوصل رسالته على لسان أحد المعلقين، وهذا حقه الطبيعي الذي لا ننازعه عليه، أو أنه يتبنى وجهة نظر ذلك المعلق "الإيلافي" الغامض. غير أنه، وفي كل الأحوال، أيضاً، من المؤكد أن هناك التباساً كبيراً لا بد من توضيحه حيال الموقف العام، الإنساني والحقوقي، وليس السياسي، مما يجري في غزة، والقضية ليست قضية حماس وإسرائيل بقدر ما هي قضية شعب مسكين يقبع تحت حصار جائر ساد ووحشي. واختلافنا الإيديولوجي والفكري الكبير مع حماس، ومع المشروع الإسلاموي والسلفي المتبدون برمته، أمر مؤكد ولا غبار عليه، ونعيد تأكيده هنا مرة أخرى. فالتاريخ يمشي إلى الأمام ولا يمكن له أن يعود ولو خطوة واحدة للوراء، لا من أجل شيوخ حماس، ولا من أجل جميع معممي السلفية الوهابية من طنجة إلى جاكرتا. كما لا يمكن معالجة مشاكل العصر والسياسة وحلها بالدروشة والبهللة والتصوف وبـ"الرَقي" وقراءة التعاويذ والدعاء تهجداً وتنافلاً وتكبيراً على حفدة القردة والخنازير، فالأمور أعقد من ذلك، بالطبع، بكثير. وهذه حقائق علمية، وبديهيات إيديولوجية لا ينبغي التأكيد عليها في هذا الموقع الفكري الرفيع. والقضية برمتها ليست قضية حماس أو غيرها، وإنما قضية حقوق إنسان، وشعب يتعرض للعدوان، والإبادة والعقاب الجماعي، وبغض النظر، دائماً، من الموقف من أي نظام سياسي. وهذا كان، أيضاً، نفس الموقف من التضامن الوفي والصادق مع شعب العراق، في ظل النظام الفاشيستي القومجي لصدام حسين. فهل يعقل لأي مفكر تنويري، أن يواجه بالصمت، والسكوت، ويكتفي بموقف المتفرج، وهو يرى أطفالاً ونساء يتساقطون بالمئات تحت وابل ماكينات الموت النازية الصهيونية تحت ذريعة الاختلاف الفكري مع حماس والموقف السياسي منها، فهذه قضية، وتلك قضية أخرى؟ (بلغ عدد الأطفال ضحايا العدوان حوالي 270 طفلاً، والنساء حوالي 89حتى لحظة كتابة هذه السطور، ليسوا، بالطبع،أعضاء في كتائب وسرايا وفصائل الشيخ عز الدين القسام). ولا أعتقد أن هناك أي نوع من الأخلاق في التشفي برؤية مناظر الدماء، ولأي بشري كان، في الوقت الذي يلوذ فيه البعض بالصمت، لا بل يجدون التبريرات لعمليات القتل وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه جيش الاحتلال الصهيوني.



ولقد أفرز الاعتداء الصهيوني الآثم الوحشي، تماماً كعملية اعتداء و"رجم" منتظر الزيدي لصنم الرأسمالية الأكبر، عملية استقطاب حادة، واصطفاف واضحة بين مؤيد لما يجري من إجرام وتدمير، وبين معارض ومندد ومناهض لهذا الإجرام والقتل العشوائي. وأصبحت المعادلة على الشكل التالي: إما الوقوف مع أو ضد هذا العدوان الآثم. ولقد أتت أقوى وأكثر مواقف التأييد للغزو، والصمت على ما يجري من إبادة وعقاب جماعي طال الأبرياء والمدنيين، وبكل أسف، من أنساق ما يسمى بمنظومة الاعتدال العربي الرسمية، وليست الشعبية، والأبواق أو "البواجيق" التابعة لها(مفردها باجوق)، والممولة من ذات المنظومة "المعتدلة". وبرزت منها مواقف تتراوح بين تأييد العدوان، أوالمشاركة فيه، وحتى الشماتة والغل والتشفي والتمنع عن إدانة المعتدي. فلا يعقل، أيضاً، أن نرى، هنا، كاتباً تنويرياً، مؤيداً للقضايا الإنسانية العادلة في نفس الخندق مع هذه المنظومة، التي لم تعد تتوانى عن إشهار مواقفها العدائية العلنية ولاعتبارات كثيرة، من بعض المقاومات التي تتصدى بشكل أو بآخر للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة، بعد التغييب المتعمد والإقصاء الممنهج للقوى اليسارية والعلمانية عن ساحات الصراع كلها، التحررية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، لتملأها تلقائياً القوى الدينية المسيّـسة. وبات الصراع برمته صراع سلفيات وأصوليات دينية تتنازع فيما بينها، وتأكل بعضها كما تأكل من مستقبل هذا الجزء الموحش من العالم والرافض للحداثة والتنوير.



الموضوع ها هنا، وفي هذه الحالة الدقيقة جداً، قد يلتبس كثيراً على البعض، وهو التباس مشروع، وقد يفهم ويذهب في غير سياقاته ومضامينه ومراميه الحقيقية، إذا ما نظر إليه من شقه السياسي البحت، ولكن يجب ألا يكون هناك أي مجال لأي التباس أو غموض حين يتم النظر إليه من زاويته الحقوقية والإنسانية المحضة، والموقف المبدئي الراسخ والمتأصل من العدوان والبغي. والمواقف الإنسانية والمبدئية والحقوقية لم تكن يوماً لوثة لا "عروبية، ولا إسلاماوية"، أو حكراً على شعب أو مجموعة أو فئة. وإنها نتاج طبيعي للفكر العقلاني السوي، وهي نهج منطقي وليست ميزة استثنائية لفرد من الأفراد. كما أن وصم المعلق الكريم لهذه المواقف الإنسانية والحقوقية البحتة بـ " اللوثة العروبية والإسلاماوية"، حسب تعبيره، هو، ولعمري، مطب كبير، وفيه الكثير من التكريم "الخبيث" للعروبوية والإسلاماوية، ما كان ينبغي، للمعلق الكريم، أن يقع، البتة، فيه. فكلتاهما، وبكل أسف، أبعد ما تكونا، تقليدياً، عن أي موقف إنساني، أو حقوقي نبيل. بل على العكس من ذلك، فلقد ناصبتاه العداء والخصومة على مر هذا التاريخ الكمد المؤلم المرير.



إنها الهولوكوست والمأساة، إذن، لا عروبية ولا إسلاماوية، ولكنها إنسانية على الدوام.




#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا
- رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل
- أوباما والمهام الأمريكية القذرة
- في الدفاع عن الباطنية


المزيد.....




- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لا عروبية و لا اسلاماوية