أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة













المزيد.....

إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنهمر اليوم على قطاع غزة، وجنباً إلى جنب مع حمم الموت الصهيونية، حمم فكرية وإعلامية وفقهية أخرى من الإمبراطورية الإعلامية والمالية، إياها، محاولة أن تسفه كل قيمة عظيمة، وتزيف وعي الناس، وترذل كل فضيلة، وتمسخ أي جمال وتبث في النفوس مشاعر اليأس والتخاذل والاستسلام والإحباط، والاستزلام لبني قريظة ووهاب، ولا فرق على الإطلاق. والداعية الوهابي المعروف، محمد صالح اللحيدان، صاحب الفتاوى العجيبة، لم يفوّت هذه الفرصة الذهبية، التي وفرتها له حسناء الموساد ليفني مع شريكيها في الجريمة أولمرت وباراك، للشماتة، والتشفي والطعن بالمحاصرين وضحايا العدوان الغادر في غزة، ولكل من يقف بوجهه ويقول لا لهذا الإعصار النازي الغاشم الذي يضرب بلا هوادة في غزة. ولذلك لم يجد، فضيلته، من مساهمة يدعم بها المجهود الحربي الإسرائيلي، وبارك الله به مشكوراً، وعظـّم تبارك وتعالى من أجره، وليسهل من مهمتهم، إيديولوجياً، وهو أضعف الإيمان، سوى القول في أحدث محاضراته: " أن المظاهرات التي شهدها الشارع العربي ضد غارات إسرائيل على قطاع غزة هي من قبيل "الفساد في الأرض، وليست من الصلاح والإصلاح" ( الله، ما هذه البلاغة والفصاحة والتبحر في علوم الدنيا والدين؟ وطيب الله عيشك يا شيخنا الجليل).

ولفت فضيلته إلى:" أن المظاهرات حتى إذا لم تشهد أعمالاً تخريبية فهي تصد الناس عن ذكر الله، وربما اضطروا إلى أن يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه ) ". كم هم نبيل ومتمدن داعية الحب والسلام هذا ولا يحب أعمال التخريب، وبارك الله بشيوخنا على الدوام؟ لماذا لم يدن، إذن، هذا الشيخ وغيره من شيوخ فتاوى الـ"تيك أواي"، Take away أعمال القتل والتخريب الدموي التي جرت في غير مكان من العالم، بل اعتبروها جهاداً وغزوات في سبيل الله؟ وإذا كان فعلاً لا يحب التخريب، ونحن معه أيضاً، فلماذا لا يدين أعمال التخريب والتدمير الوحشي والعشوائي الحاقد، الذي تقوم به إسرائيل في ذات الآن؟) ولا يفوت شيخنا الجليل، البتة، الاستشهاد بسيرة السلف الصالح الطاهرة المليئة بالدم والثارات والاغتيالات، حين يعتبر أن المظاهرات ضد الخليفة الثالث، رضوان الله عليه وحشره مع القديسين وأولياء الله الصالحين منهم والصالحات، وليس مع المتظاهرين والمشاغبين والمشاغبات، كانت الشرارة التي أطلقت حمامات الدم في التراث البدوي، واصفاً إياها بأنها "كانت شراً وبلاء على الأمة الإسلامية، وذلك كما نقلت صحيفة الحياة اللندنية المملوكة لأحد أمراء الوهابية عن اللحيدان .

ولا أدري متى كان حاخامات الوهابية، ودعاة الصحوة البترولية يعترفون بعلماء النفس، أو بغيرهم من الوضعيين، والعلمانيين والملاحدة الملاعين الفجرة والفسّاق، أو يفسرون الظواهر السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية بناء على ما يقوله علماء نفس من الكفرة واليهود والنصارى وأحفاد القردة والخنازير حين يمضي إلى القول: " إنها استنكار غوغائي، إذ أن علماء النفس وصفوا جمهور المظاهرات بمن لا عقل له ". إنها الفصاحة والتفاصح، بعينها، والتي لا فصاحة من بعدها.

ما يريد أن يقوله هذا الحاخام، إذن، وبكل بساطة، هو أن المظاهرات، وأية أعمال احتجاج أخرى، تنهي عن الصلاة، وهي فساد في الأرض ومنكر، والعياذ بالله، وليست، البتة، من شيم المؤمنين والمؤمنات، القانتين منهم والقانتات على الإطلاق. فالأصل هو الخنوع والاستسلام لشروط الحياة كما رسمها، وتحلو وتروق للطغاة، والغزاة، والبغاة العصاة. والأخطر في هذه الأقوال، هو أنه يمكن سحبها وإسقاطها، والبناء عليها، على كل نشاط مجتمعي، أو حراك إنساني آخر، قد يهدد عروش البغاة. لعمري إن هؤلاء الحاخامات، بفتاويهم المضللة، وفنون الخداع التي يمارسونها على البسطاء، والخزعبلات التي يطلقونها والتي لا يقبلها عقل أو دماغ، هي أجمل، وأغلى هدية تنعم بها السماء على منظومات الاستبداد القدرية، والورقة الأثمن، والأربح في أيديها في مواجهة أية حالة من حالات التململ، والتمرد، والثورة، والعصيان، ويمكن الاستعانة بها حتى لمجرد دعوة مدنية وسلمية للتغيير والإصلاح قد تصد عن ذكر الله، وأستغفر الله، ذاك المفهوم والطقس الديني الواسع الفضفاض الذي يمكن أن يطبق على، ويستوعب كل الحالات. فالدعاة المتزئبقون فقهياً، موجودون على الدوام، لقلب الحق باطلاً، وجعل الباطل حقاً، تماماً، كفتوى هذا الحاخام. وما يثير الإعجاب في هؤلاء الدعاة هو المرونة الفائقة، وسرعة التكيف الهائلة، والتقلب والتنقل من ضد لضده، ومن نقيض لنقيضه، عبر آلية الغرف العشوائي، متى وكيف وأنى يشاؤون، وبلا حساب، من المخزون الفقهي المتوارث مشافهة وعنعنة لا توثيقية لتوظيفها، والعبث في مساراتها واتجاهاتها ومن ثم تجييرها لخدمة أي حدث آني، ونظام، والتمادي أبعد من ذلك عبر إسباغ شيء من القدسية عليه.

إسلام الصحوة، كما يرطن، ويطنطن الصحويون، يبدو اليوم وأكثر من أي وقت مضي، وفي غير مناسبة، إسلاماً تحت الطلب. فهو اليوم، أيضاً، في خدمة أعتى القتلة، وأحط المجرمين وأكثر الغزاة همجية وتوحشاً وبربرية، كما كان حاله، سرمدياً، في خدمة الطغاة والبغاة والولاة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأبعد عنا وعنكم المتظاهرين والمتظاهرات، وجنبنا، وإياكم، إثم التظاهر والمظاهرات ضد الغزو والاحتلال، بحق العلي المنتقم الظاهر الجبار. وذلك لسبب واحد ووحيد، هو أنها تصد المؤمنين عن الصلاة، وذكر الله. فالعرب والمسلمون، وكل الحمد والشكر لله، لم يصدهم أي شيء منذ 1400 سنة عن ذكر الله، حتى صاروا في مؤخرة الركب، ولا يشغلهم شيئاً عنه، ولا يتقنون القيام بأي عمل آخر سواه، على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا
- رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل
- أوباما والمهام الأمريكية القذرة
- في الدفاع عن الباطنية
- ما قال ربك ويل لمن سكروا، بل للمصلينا


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة