أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟














المزيد.....

هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم تكن "قفلة" رحيل بوش لتختلف كثيراً عن سيرة حقبته الطويلة المليئة بالموت والدماء والمرارات والفظائع والويلات. فهناك عنوان واحد لولايتي الرجل المتتاليتين ألا وهو فصل دموي دائم. إذ تبدو مناظر الخراب والدمار الفظيع التي خلفتها آلة الحرب الهمجية الصهيونية كخير دليل واختصار واختزال ووداع لحقبة جورج بوش التي خلفت أكواماً لا تحصى من القمامة والوساخات والنفايات والخرائب والأنقاض السياسية في غير مكان من العالم، وتعطي انعكاساً حقيقياً للحقبة والفترة التي شغلها كسيد أوحد لعصابة البيت الأبيض الحربجية.



ولعله من المفيد التذكير بأن ذاك الدمار والخراب ومشاهد الموت المروعة التي طحنت غزة، أخيراً، كانت غاية في الدقة من حيث توقيتها السياسي. إذ جاءت في الوقت الضائع، تماماً، بين أفول وقدوم، أو بالأحرى عملية "تبديل" الإدارات في الملعب الأمريكي. وارتبط تأجيجها، كما إخمادها، باعتبارات رحيل، ودخول سيد جديد للبيت الأبيض. ولم يكن توقيفها، البتة، كرمى لعيني هذا الزعيم العربي أو ذاك ، كما حاول البعض الزعم والإيحاء والتباهي والإيهام. فشرذمة الحرب الصهيونية الغاشمة لم تتعود، يوماً، أن تأخذ اعتباراً وكرامة واحترام لأي كان من العرب، ودأبت على التعامل معهم، بمنطق السادية والفوقية البادية، وإملاءات السادة والعبيد، فقط. ولم يكن إحراج أوباما، ووصم بداية عهده، بمذبحة في غزة أو في غيرها، بوارد مخططي الاستراتيجيات وصانعي القرار في البيت الأبيض، لاسيما وأن الرجل قادم على أنقاض المشروع البوشي ورافعاً لراية التغيير. غير أن إضافة، مذبحة أو مجزرة جديدة، من جهة أخرى، لسجل جورج بوش لن يغير من واقع الأمر شيئاً، لا بل قل يضفي جواً من البهجة والسرور على قلب بوش، الذي أوغلت يداه في دماء العرب والمسلمين تحديداً.



وبالأمس كان العالم كله مع حدث جلل فاقع في دلالاته الرمزية تجلى في تبوء رجل أسود، ولأول مرة في التاريخ، سدة البيت الأبيض. ورغم عدم براءة الحدث السياسية، ومن وجهة نظرنا الشخصية على الأقل، التي تراه كمحاولة لتوريط أوباما، ومن خلفه السود، في كوارث بوش، وإعطاء انطباع عام بمسؤوليتهم عن ذلك، ومن ثم إظهاره بمظهر العاجز عن القيام بأي شيء، وبالتالي التقليل من طموح وأحلام السود بأية مطالبات مستقبلية بحكم أمريكا. هذا أولاً، أما ثانياً، يبدو الأمر كتوطئة لفتح باب الترشيح والرئاسة على مصراعيه أمام الجميع. وذلك للسماح، لاحقاً، بدخول رئيس يهودي للبيت الأبيض وهو الخطوة التالية على الأرجح (الذي يعتبر حتى اللحظة مع الكاثوليك من المحرمات السياسية برغم ضغوطات اللوبي الصهيوني المعروفة وتأثيرها الكبير، ورغم كاثوليكية كينيدي التي يرجح البعض أنها كانت وراء مصرعه). نعم، فالرئيس القادم لأمريكا يهودي. إذ ستصبح المعادلة، أو المفاضلة، على النحوالتالي، طالما أن أسوداً قد أصبح رئيساً لأمريكاً، فما المانع في أن يكون، أي أمريكي آخر رئيساً، حتى لو كان يهودياً؟ وثالثاً، وهو الأهم، استمرار الرجل الأسود بمهمته التاريخية في "التنظيف" من وراء الرجل الأبيض.



فلقد بدا الرئيس أوباما بالأمس فاقد الحيلة، ورجلاً بدون أي مشروع سياسي أو استراتيجي كبير، ولم يظهر كصاحب مشروع تغييري حقيقي إحلالي، وتكاد تنحصر وتتلخص مهمته الرئاسية، ، وبعيداً عن أية مضامين عنصرية، كرئيس أسود، هي في "كنس"، وترحيل، وتنظيف أمريكا ، وربما العالم وراء رئيس "أبيض"، وإزالة ما خلفه عهده من أدران ووساخات هنا وهناك، وتبدو معه مهمة فريقة الحكومي كـ"شركة تنظيفات" وليس كإدارة تكنوقراطية مكلفة بإدارة وإنجاز أية مهام جديدة أو مستقبلية، أو تنفيذ خطط إستراتيجية. ويدلل حديثه المستفيض وتركيزه على العراق وأفغانستان وغوانتانامو ومآزق وأزمات بوش على ذلك.



نعم، يعود هنا الرجل الأسود، حتى ولو على مستوى عمله كرئيس، لممارسة دوره الطبيعي الذي من أجله تمت قرصنته من الأدغال الإفريقية كما ذكر ذلك وبكثير من التفاصيل الملحمية ألكس هيلي في رائعته الجذور، ألا وهي القيام بخدمة وعملية التنظيف وراء الرجل الأبيض ليضاف إليها هذه المرة التنظيف السياسي ولم لا؟ فـ"كله تنظيف بتنظيف". فالملفات التي تفوح منها الروائح الكريهة والفضائح والكوارث، كثيرة وتعج بها ردهات ودهاليز وكواليس البيت الأبيض، ومن الصعب جداً على الرئيس المنتخب أوباما إكمال ولايته وقد أنتهى من عملية تنظيفها وغسلها وكنسها.



كم هي مهمة أوباما صعبة؟ فلا تغيير في أمريكا اليوم كما رفع أوباما الشعار، بل تنظيف لحقبة مليئة بالنفايات والأوساخ. والواقع لا يدعو للتفاؤل كثيراً ، وهو قد لا يفسح المجال كثيراً، ولا يترك كبير فرصة لأوباما للقيام بأي شيء حقيقي، ولاسيما لجهة تحقيق شعار التغيير الموعود. فعملية إزالة أنقاض، وأتربة، وخرائب بوش تتطلب بالتأكيد، جهداً كبيراً، وأكثر من ولاية رئاسية، وغير فريق عمل، ومن ثم قد يتم الشروع بعدها في أي مشروع تغييري جديد. هذا بافتراض أن عملية التنظيف قد تنتهي على خير، أو قد يكتب لها النجاح، من الأساس.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقى من المعارضة السورية؟
- بين المخابرات والمغامرات
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟