أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟














المزيد.....

الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 08:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حلف ما يسمى بالاعتدال العربي، المتطرف حقيقة في عدائه لكل ما هو إنساني ونضالي ونبيل وجميل، هو في ورطة ومأزق لا فكاك منه اليوم ولاسيما بعد ما جرى من مذبحة ومحرقة بربرية وهمجية في غزة وما ظهر من عملية فرز حادة أظهرت ذاك الحلف وكأنه رديف وظهير ونصير لإسرائيل، حيث لم يكن هناك أي مجال لأي خيار أو تفاضل بين المواقف، فإما الوقوف في حلف إسرائيل وإما في حلف المقاومة، أي إما مع أو ضد، ونستعير هنا مقولة طيب الذكر جورج بوش. ولم تعد أنصاف المواقف، وأشباهها، والتنقل بين بين، ولا مع هذا ولا ذاك، مجدية أو نافعة على الإطلاق. وبالمقابل، فقد أظهرت جوقة ما يسمى بالليبراليين العرب، ضحالة في رؤيتها التاريخية وتفسيرها السطحي المبتسر لطبائع الصراعات وجوهرها الإنساني والحضاري، وارتباط تلك الصراعات باستشراء وصعود قوى الشر والعدوان ومصالحها المختلفة، ناهيك عما بات واضحاً مما تضمره وما تكنه تلك الجوقة من حقد أعمى لكل قيمة نضالية وأخلاقية تحاول أن تترسخ في ركام التوحيل والتقذير والتقبيح التاريخي التي تعرضت لها مجمل المنظومة القيمة في المنطقة على أيدي برابرة وتتار الفكر الميثيولوجي المقدس. (طبعاً لم تنج الليبرالية كنهج وفكر ومبدأ ونظام حياة من التشويه حين تمت معالجتها في معامل العقل البدوي الذي أصبحت مهمته التاريخية ترثيث وتقبيح وتبشيع أية قيمة وجمال أنتجها العقل البشري عبر تاريخه الطويل. وصارت الليبرالية العربية تعني في أحد وجوهها التحلل القيمي والانفلات الأخلاقي والانحطاط العقلي والاستضحال المعرفي).

ولم يكن من قبيل المصادفة البتة، أو العبث الدعائي الاستعراضي العشوائي، أن يرى الإنسان تلك المظاهرات الغاضبة والحاشدة الصاخبة والعفوية التي جابت كبريات العواصم كباريس، واستانبول، ولندن، وغير عاصمة إسلامية وعالمية، لتؤكد على طبيعتها الإنسانية والقيمية الإيجابية وتخندقها الطبيعي أمام حدث جلل بمكانة مذبحة غزة، في الوقت الذي خيم الصمت وغيـّم الهدوء فوق عواصم الأعاريب المقدسة ذات البعد الأسطوري، وانبرى فيه رهط من شيوخ الاستفتاء الموجـّه الكبار المطبقين على الكهنوت الديني الرسمي العربي الإسلامي لإستصدار الفتاوي التي تؤيد المذبحة وتحرم أي شكل من التظاهر أو التضامن مع أطفال غزة ووضعه في موضع الإثم والردة والكفر، كل ذلك في دعم واضح مباشر وغير مسبوق لإسرائيل لم تتجرأ عليه أعتى منظمات اليمين المتطرف الصهيوني، أو النيونازية الغربية التي باتت تتشكل بقوة ونسقية في الغرب اليوم.

وكنا سنتفهم كل مبررات حلف الاعتدال العربي حول مسؤولية حماس عما جرى، لولا أن في ذاكرتنا اللعينة، التي تأبى أن تنسى مجازر ومذابح لا تقل دموية وضراوة جرت، على سبيل المثال لا الحصر، في دير ياسين، وجنين، وبحر البقر، وقانا1، وقانا 2، وعمليات القتل المنظم والمتعمد وبدم بارد لأسرى مصريين، حيث لم يكن وقتذاك كل هذا الهرج والمرج الصبياني عن حماس أو حزب الله الصفوي، ولا أي كلام عن تغول شيعي وإيراني، ولا نظام سوري "تابع" يدور في فلك الصفويين والمجوس الفرس كما يحاول أن يدفع ملابرة الأعاريب في معرض تبريرهم لمذبحة غزة، بل على العكس من ذلك لقد كان المحور السوري-السعودي- المصري-الأردني على وفاق تام في تلك الأيام الخوالي الرومانسية المضيئة من المغفور له التضامن العربي الذي شيـّع مؤخراً، والبقاء لله، إلى مثواه الأخير، فلم تنفك، في حقيقة الأمر، آلة الموت البربرية الصهيونية عن ارتكاب أفظع الجرائم والمجازر بحق شعوب المنطقة المرة تلو الأخرى، منذ أن تم زرع هذا الكيان البربري الغاشم المغتصب الهجين في القلب من هذه المنطقة.

لقد كانت قوة ضغط الرأي العام العالمي الغريزي التي لا تخطئ أقوى من هدير الدبابات والطائرات، ومن أزيز الرصاص، ومن انفجارات الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب ومن قرقعة وجلبة كل المنافقين والشياطين المرائين. وانقلب سحر إسرائيل، ومن معها، على سحرتها من الجنرالات والقتلة، ولم تنفع ماكينات القتل في إحراز أي نصر بسيط على مجرد سكان وأطفال صغار عزل ومدنيين آمنين، كما لم تنفع الإمبراطوريات الإعلامية، إياه، وما غيرها، في منع رسم صورة المأساة كما هي، أو في تشكل ذاك الوعي الفطري السليم وذاك الشعور الطاغي، بحقيقة الموقف الذي تجلى بالسخط والغضب والحنق والمظاهرات العارمة التي عمت العالم من أقصاه لأقصاه ضد الغزاة والقتلة ومجرمي الحرب الصهاينة، كما لم يفلح كل ذاك التزييف والتضليل والحملات الإعلامية المنظمة في زعزعة إيمان، وثقة، وقناعة رجل الشارع البسيط بمن هو المجرم الحقيقي المدان بكل الاعتبارات والمقاييس، شعر معها وعندها حلف الاعتدال العربي بأنه في ورطة أخلاقية وليس سياسية فهذا تحصيل حاصل، وبات يواجه أكبر هزيمة في تاريخه، ويعاني من أعمق أزمة بنيوية وجودية وأخلاقية منذ إرساء القواعد الهشة والخبيثة للنظام الرسمي العربي. سقوط وعجز وهوان وهزيمة أخلاقية كبرى أظهرت مناصريه ومؤيديه في خندق ومعسكر مهجور ومعزول، فيما وقفت كل شعوب العالم في خندق أطفال غزة الجياع المظلومين المحرومين المحاصرين. وهذا ربما ما يقف، بالضبط، وراء تلك "التكويعة" الحادة في المواقف مدعومة بإغراءات مالية، في محاولة يائسة، ومحكم عليها بالفشل، لاستعادة ما يمكن استعادته من هيبة واحترام يبدو بأنها ولت نهائياً، وإلى غير رجعة، إلى أبد الآبدين، فوصمة العار الأبدي تتلبس ما يسمى بحلف المعتدلين العرب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟
- ماذا تبقى من المعارضة السورية؟
- بين المخابرات والمغامرات
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟