أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد هجرس - أخيراً .. بصيص من الأمل














المزيد.....

أخيراً .. بصيص من الأمل


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 09:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أصبح المواطن العربى يتشاءم كلما سمع أن القادة العرب يفكرون فى عقد اجتماع على مستوى "القمة". فهذه الكلمة أصبحت مرتبطة بذكريات أليمة تتعد أشكالها ولكنها تتفق فى مضمون واحد هو العجز والاستغناء عن الأفعال بالأقوال. وكلما وقعت مصيبة على الشعوب العربية كان سلاح الردع الوحيد الذى يمتلكه النظام العربى الرسمى هو بيانات الشجب والاستنكار.
ووصل هذا العجز المخزى إلى ذورته إبان المجزرة الإسرائيلية لأهلنا فى قطاع غزة.
وبعد أن تعثرت محاولات عقد قمة طارئة لبحث سبل مواجهة هذه الكارثة، انتقل البعض من "التفريط" فى استخدام سلاح القمة إلى "الأفراط" فيه دون توفر الحد الأدنى من الجدية.
وفى أثناء ذلك كانت هناك قمة الكويت المقرر عقدها بقرار من القمة العربية التى عقدت بالرياض فى مارس 2007، ونص هذا القرار على تخصيصها للقضايا الاقتصادية والاجتماعية.
وكادت الفوضى، التى أصابت مؤسسات النظام العربى الرسمى فى ظل زلزال غزة، كادت أن تقضى على هذه القمة المرتقبة.
لكنها نجت من هذا المصير بقدرة قادر.
وبالفعل فإنها أفضل قمة عربية على الإطلاق، وأسباب ذلك متعددة.
فهى أولاً قد شهدت تحضيراً مدروساً ورشيداً استغرق قرابة عامين، فى حين أن كل القمم السابقة اتسمت بالارتجال والعشوائية والأفتقار إلى الإعداد الجيد.
ثم إن هذه الأمور التحضيرية، التى استغرقت فترة ليست قصيرة، شهدت ظاهرة فريدة لم تحدث من قبل فى تاريخ العمل العربى المشترك إلا وهى إشراك المفكرين والجزء الناطق من الأمة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى فى عدد كبير من ورش العمل وحلقات النقاش والعصف الفكرى وإعداد دراسات والتقدم بمقترحات وتوصيات.
ونتيجة لذلك جاءت قمة الكويت لتكون أول مناسبة، بهذا الحجم وفى هذا السياق، ثمرة مشاركة شعبية حقيقية، عكف على تنسيق روافدها والجمع بين تياراتها المتنوعة فى نهر واحد فريق متمرس من خبراء الجامعة العربية تحت الإشراف المباشر من الأمين العام عمرو موسى الذى أحسن اختيار المنسق العام لهذه الأعمال التحضيرية غير المسبوقة، حيث أوكل هذه المهمة للسفيرة ميرفت التلاوى ذات الخبرات المتعددة والمواهب الغزيرة والثقافة الرفيعة والعقلية المستنيرة المنفتحة.
ولأول مرة أيضاً تسبق القمة العربية "الرسمية" قمة أخرى "أهلية" مثلتها الأنشطة التى جرت فى منتدى القطاع الخاص والمجتمع المدنى العربى على مدار يومين، دارت خلالهما مناقشات ثرية جداً، وتم عرض دراسات بالغة الأهمية، وتقديم اقتراحات مشفوعة بآليات محددة وعملية لضمان جديدة التنفيذ. وتم وضع حصيلة ذلك كله أمام القادة العرب فى قمتهم "الرسمية".
وكتعبير رمزى عن جدية اللجوء إلى "الناس" – لكى يستمع القادة العرب إلى نبض الشارع والمواطن العربى الذى تحاصره الهموم والتحديات من كل حدب وصوب- خاطب عمرو موسى المفكرين وممثلى القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى العربى فى بداية قمتهم "الأهلية" – قائلاً لهم: "أرحب بكم .. لا كضيوف وإنما كشركاء".
هذه العبارة ليست مجرد تعبير لفظى جزافى، وإنما هى تعكس منهج تفكير هذا الرجل الذى ربما يكون هو ما تبقى من روح وحياة فى الجسد المترهل المؤسسة العمل العربى الرسمى المشترك.
ومحصلة هذا المنهج أن قمة الكويت توفرت لها – قبل أن تنعقد – ذخيرة هائلة من الأفكار والدراسات والاقتراحات والمبادرات التى من شأنها – إذا ما لقيت الحد الأدنى من الاهتمام والرعاية – أن تبث الدماء فى الشرايين المتصلبة للجسد العربى الذى يعانى سكرات الموت.
صحيح أن معظم الأمراض التى يعانى منها الجسد العربى المثخن بالجراح والطعنات هى نتيجة سياسات هذه الحكومات العربية ذاتها، لكنه صحيح أيضاً أن أمل الاصلاح قد اكتسب قوة دافعة فى الآونة الأخيرة .وهذه القوة الدافعة ليست نتيجة صحوة مفاجئة للجثث لعربية الكسيحة، وإنما هى نتيجة تغيرات عالمية وإقليمية ومحلية لم يعد ممكنا تجاهلها، خاصة الأزمة المالية العالمية التى فقد العرب خلالها 2.5 تريليون دولار (أكرر 2500 مليار دولار)، وتخيلوا ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن عشر هذا المبلغ فقط كان قد تم استثماره داخل البلدان العربية!
ومنها أيضاً العربدة الإسرائيلية التى كشفت عجز النظام العربى الرسمى، وما ترتب على ذلك من انفجار بركان الغضب فى الشارع العربى من المحيط إلى الخليج احتجاجاً على هذا العجز الفاضح والمشين. وهو ما عبر عنه عمرو موسى فى خطابه فى الجلسة الافتتاحية لقمة الكويت بقوله أننا "نواجه اليوم ليس فقط مشكلة تزداد تعقيداً كمشكلة فلسطين فى ضوء غزة وأحداثها.. وإنما أيضاً بإضطراب فى الصف العربى، اضطراب كبير أدى إلى فوضى وسيؤدى إلى مزيد من الصدام إذا استمر الحال كما هو عليه. وسيصبح الوضع العربى أيضاً غير سليم، غيرى سوى، وغير مبشر بأى خير ، تحت الظروف التى نراها ونعيشها الآن، فأصبح لا مخرج إلا أن نعمل باصرار على حماية المصالح العربية المشتركة، ومصالح الناس فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصرف النظر عن الموقف السياسيى غير السوى بالعالم العربى.
والجامعة العربية "حين تقود هذا العمل تقف الآن موقف المدافع أمام هذه الهجمة التى تؤدى، وقد تؤدى، إلى انهيار النظام العربى كله إذا استمر هذا الحال غير السوى".
هذا التحذير القوى والواضح والصريح من جانب عمرو موسى يلخص إمكانيه تحويل الأفكار التى بلورتها القمة "الأهلية" ووضعتها على مائدة القمة "الرسمية"، والتى تمثل – بالفعل – "خريطة طريق " اقتصادية واجتماعية لإصلاح الحال العربى "المايل".
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تريد إلقاء مسئولية أمن غزة على »الناتو«.. وعبء الاقت ...
- التحرر من الأوهام
- التوافق الوطنى المفقود.. فى مواجهة زلزال غزة
- مفارقات دبلوماسية!
- إزالة آثار عدوان غزة
- يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد هجرس - أخيراً .. بصيص من الأمل