أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - التحرر من الأوهام














المزيد.....

التحرر من الأوهام


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقدر ما خلق العدوان الإسرائيلي البربري علي قطاع غزة من أوضاع جديدة في مجري الصراع العربي ــ الإسرائيلي، والصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي بوجه خاص،..، بقدر ما بدد من «أوهام» راودت مختلف أطراف هذا الصراع المزمن اعتبروها أهدافاً في متناول اليد وسيكون من الميسور اقتطافها بعد وقت يطول أو يقصر من «التسخين» عبر الحدود الهشة بين إسرائيل وغزة. والمدهش أن هذه «الأوهام» لم تكن من نصيب طرف دون طرف وإنما وجدناها تتفشي لدي الجميع.. محلياً.. وإقليمياً.. ودولياً. أول هذه الأوهام، وأكثرها غباء، هو وهم الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الذي تصور أنه يمكن أن يقضي علي حركة «حماس» ــ أو علي الأقل أن يقصقص ريشها ويدجنها ــ بضربة عسكرية موجعة ــ وها هو قد قام بشن عدوانه الوحشي، براً وبحراً وجواً، واستخدم فيه ترسانته العسكرية الجبارة ضد شعب غزة الأعزل وضد حركة «حماس» التي لا تملك سوي صواريخ بدائية ليس لها أي قيمة استراتيجية، وظل يصب وابلاً من الجحيم علي هذه المساحة الصغيرة التي تعيش بين أسوارها المحاصرة أعلي كثافة سكانية علي وجهة الأرض، ومن جراء ذلك شاهد العالم مناظر بشعة لمئات الأطفال والنساء الذين استشهدوا في هذا «الهولوكوست» المروع وآلاف المدنيين الذين دمرت هذه «المحرقة» الإسرائيلية حياتهم وخربت بيوتهم التي عانت من الخراب سلفاً نتيجة الحصار الخانق الذي فرضته الدولة اليهودية علي القطاع لشهور وسنوات كشكل من أشكل العقاب الجماعي. ورغم هذا الإجرام الإسرائيلي فإن الأيام قد أثبتت أن القضاء علي حركة «حماس» مجرد وهم كبير، بل إن هذا العدوان الغبي حقق عكس ذلك تماماً، حيث ازداد تعاطف الناس، داخل غزة، وحتي في الضفة الغربية، والشارع العربي مع «حماس».. وفي المظاهرات المليونية التي تدفقت علي شوارع العواصم العالمية نستطيع أن نلمس أيضاً أن هذه الحركة ــ التي هددتها إسرائيل بالثبور وعظائم الأمور وجيشت ضدها الجيوش كما لو كانت دولة عظمي ــ كسبت مساحات لم تكن تحلم بها. ويبدو أن «حماس» ستخرج من هذه المعارك أقوي سياسياً، ويمكن أن تكون طرفاً مباشراً في أية مفاوضات مستقبلية حول القضية الفلسطينية، بعد تكريس وضعها في قطاع غزة كقيادة «شرعية» حصلت علي شرعيتها مرة من خلال صناديق الانتخابات ثم مرة ثانية بعد أن عمدتها بالدم. الوهم الثاني الذي تبدد في هذه المعمعة هو وهم انقسام العرب إلي معسكرين: معسكر «مقاومة» أو «ممانعة»، ومعسكر «معتدلين»، فلا من يسمون بـ«المقاومين» يمارسون المقاومة ولا من يسمون بالمعتدلين قد ظهرت عليهم أعراض الاعتدال. بدليل أن الأطراف الخارجية «المقاومة» لم تفعل شيئاً يندرج تحت اسم المقاومة، فلا هي أطلقت قذيفة أو فتحت جبهة ضد العدو الإسرائيلي، ولا هي قادت تحركاً سياسياً إقليمياً أو دولياً للضغط علي الدولة اليهودية وكبح جماحها وعربدتها وبطشها الوحشي بالفلسطينيين. ويتساوي في ذلك الدول والحركات non state actors. فماذا فعلت إيران أو سوريا؟، وماذا فعل حزب الله؟ وهذه هي العناوين الثلاثة الرئيسية للمقاومة، غير إصدار بيانات التنديد وصب اللعنات علي رأس إسرائيل، فضلاً عن فتح جبهة جانبية ضد من يسمون بالمعتدلين، وبخاصة مصر التي فازت بنصيب الأسد من حملات الهجوم والتجريح. لكن من الناحية السياسية، والعملية، ما هو الفارق بين هؤلاء وأولئك؟!. لا شيء.. الجميع يشنون نفس الحرب الكلامية ويكرسون حالة العجز التام عن ردع الدولة المعتدلة أو التأثير في موقف الراعي الرسمي لها، ألا وهو الولايات المتحدة الأمريكية، أو الاتحاد الأوروبي، أو التأثير علي مصالحها في المنطقة. كذلك الحال بالنسبة لمن يسمون بالمعتدلين. نفهم أن هذا المعسكر الأخير يتمسك بخيار التسوية السلمية للصراع العربي الإسرائيلي، ويحظي ــ من أجل ذلك ــ بعلاقات خاصة، أو طيبة، مع اللاعبين الدوليين والإقليميين الرئيسيين. فماذا فعل أصحاب هذا النهج من أجل كبح جماح العدوان؟ وماذا أفادت علاقاتهم الخاصة مع واشنطن للحفاظ علي مناخ صديق لـ«الاعتدال» و«التسوية». وهل يتصور أحد من دعاة التسوية أنه ستكون هناك إمكانية للحديث ــ مجرد الحديث ــ عن حلقة جديدة من حلقات هذه التسوية بعدما فعلته إسرائيل وما ارتكبته من جرائم؟ أي سلام هذا الذي يمكن الحديث مع إسرائيل حوله بعد كل الجرائم التي اقترفتها؟ ألم يتراجع الحديث عن السلام إلي الوراء عشر سنوات علي الأقل؟! وإذا لم تكن القوي «المعتدلة» قد استطاعت أن تقنع إسرائيل بالعدول عن عدوانها الغاشم علي أهلنا في غزة، فما هي فائدة العلاقات الدبلوماسية ومكاتب التمثيل التجاري الإسرائيلي الموجودة في أكثر من عاصمة عربية؟ وما هي قيمة معاهدات الصلح واتفاقيات السلام وبروتوكولات التعاون؟! الإجابة عن هذه التساؤلات هي ببساطة أن المراهنة علي ما يسمي بمحور «الممانعة» أو علي معسكر ما يسمي بـ«الاعتدال» هي مراهنة خاسرة، لأن هذه «الممانعة» المزعومة وذاك «الاعتدال» المفترض.. ليسا سوي وهم كبير آخر تبدد علي دوي المدافع. لكنه ليس آخر الأوهام. وللحديث بقية.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافق الوطنى المفقود.. فى مواجهة زلزال غزة
- مفارقات دبلوماسية!
- إزالة آثار عدوان غزة
- يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - التحرر من الأوهام