أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر خير احمد - الاسلام بين التطهير والتغيير














المزيد.....

الاسلام بين التطهير والتغيير


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 776 - 2004 / 3 / 17 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ازمة المسلمين الحضارية الراهنة سببها ان من يتصدون للعمل السياسي والدعوي منهم لا يرمون الى اكثر من «تطهير» المجتمعات مما يعتقدون انه علق بها من افكار ورؤى واعتقادات ووسائل لا تنتمي الى النموذج الاسلامي الذي يفهمون الاسلام به. وهكذا فهم لا يهدفون الى «تغيير» واقع الذهنية التي تسير هذه المجتمعات وتحدد نشاطها من عدمه، ولا يقصدون تجديد فهم الاسلام واعادة تنظيم الفكر الاسلامي بما يوائم هذا العصر الجديد ويتجاوز ظروف عصور المسلمين القديمة.
هم اذن يريدون «تطهير» المجتمع وذلك عبر محاكمته الى نموذج ما في ذهنهم بحيث يبقى ما هو جزء من هذا النموذج، ويزال ما ليس منه. وهذا «النموذج» ليس واحدا وثابتا عند جميع حركات العمل السياسي والدعوي الاسلامي الراهن، فمنهم من يتخذ من ماضي المسلمين وحده نموذجا له، خاصة في عصر الخلفاء الراشدين، ومنهم من يحدد نموذجا توفيقيا بين التراث والحضارة الغربية تحت اسم «الاصالة والمعاصرة»، ومن هنا يأتي الاختلاف بين حركات مثل التكفير والهجرة والاخوان المسلمين والقاعدة، او دعاة مثل سيد قطب ويوسف القرضاوي وعمرو خالد، حيث تتنوع النماذج ولكن يبقى المنهج واحدا وهو تطهير المجتمع بغرض تحويله الى النموذج الذي يرى كل واحد منهم انه هو «المجتمع الاسلامي».
هكذا فان تنشيط العقل لا يقع في دائرة اهتمامات واهداف تلك الحركات وهؤلاء الدعاة ولذلك فان برامجهم السياسية ومضامين دعوتهم قائمة على استذكار المسلمات والثوابت التي يحفظها كل واحد باعتبارها ما هو مقدس في الاسلام برغم ان منها ما هو اجتهاد جماعة من المسلمين في عصر ما او ظرف تاريخي محدد، لكن تلك البرامج والمضامين ليس فيها ابداع للجديد وليس فيها تفكير يعيد النظر بالمسلمات بما يتطابق مع قاعدة صلاحية الاسلام لكل زمان.
في ظل هذا الجمود الفكري بات العقل العربي يشبه الكمبيوتر الى حد بعيد، فكل ما يفعله هو اخراج ما خزن فيه من معلومات ومقارنة اي جديد يتلقاه معها، فاذا اتفق الجديد مع نسق المعلومات قبله، والا رفضه، غير انه لا يفكر في الجديد ويقلبه منطقيا فلعله يتواءم ومقاصد الاسلام وغاياته حتى ولو كان غير متطابق مع المسلمات.
ان اية دعوة او حركة سياسية لا تستهدف حث الناس على «طرح الاسئلة» اي تفعيل العقل، عوضا عن تكرار المسلمات وكأنها محفوظات لن تكون قادرة على تحقيق نهضة المسلمين على المدى البعيد وهذه هي المعضلة التي تشترك فيها جميع الحركات الاصلاحية والاصولية، السلمية والعنيفة ، المهادنة والانقلابية ، ولذلك فنحن جميعا ندور في حلقة مفرغة، وخاصة اصحاب الدعوات الاسلامية الذين لا يدركون ان الاسلام لم يحدد نموذجا ثابتا وقالبا واحدا لافكار الانسان وتنظيم المجتمع ، فلو كان كذلك لحدد ذلك النموذج بشكل صريح وواضح، ولكفى المسلمين واجب التفكير والتجديد، وصولا الى «التغيير» وبالتالي تحقيق النهضة الحضارية.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الديمقراطية ممكنة في العالم العربي؟
- عمرو خالد والنمذجة الاخرى
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!
- -الحُرة-.. وفكرة المركز والمحيط
- اختطاف العلمانية
- في هجاء القبيلة
- الهروب الى الحكم الاسرائيلي
- حفرة صدام
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر خير احمد - الاسلام بين التطهير والتغيير