أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - مهرجان رقمي














المزيد.....

مهرجان رقمي


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 08:06
المحور: الادب والفن
    



اجتمعت الأعداد حول الطاولة المستديرة من أجل انتخاب زعيم لها , حيث أن فوضى الأعداد بلغت حدا ً كبيرا ً
و ابتدأت مرافعات الأعداد:

العدد واحد : أنا أشرف الأعداد , فأنا العدد الأول, أول عدد فردي , أنا الواحد , و الله سبحانه و تعالى واحد أحد, فمرتبتي من مرتبة الله

العدد اثنان : بل أنا أشرف الأعداد, فأنا أول عدد زوجي, و أنت أيها الواحد وحيد , منعزل , و العزلة مبعث التعاسة و الحزن , أما أنا فمبعث الأنس و الائتلاف
إن الله تعالى قد خلق الإنسان و الحيوان أزوجا ً من ذكر و أنثى يسكنون إلى بعضهم, ثم إن للإنسان قدمين و كفين و عينين و رئتين و كليتين ..الخ

العدد ثلاثة: بل أنا الأشرف بينكم , أنا نتاج جمع أول عددين: أي الواحد مع الاثنين, ثم إن الله تعالى قد تجلى في ثالوثه ثلاثة " الأب – الابن – الروح القدس" وفق التعبير المسيحي.

العدد أربعه: بل أنا أشرف الأعداد, فالحيوانات تدبُّ على أربع , و الإنسان لديه أربعة أطراف , و الخلفاء الراشدين أربعة , ثم إن الأناجيل المقدسة أربعة , و فصول السنة أيضا ً أربعة.

العدد خمسة: بل أنا أشرف الأعداد, حيث أن أصابع اليد الواحدة خمسة , ثم إنّني العدد الوحيد الذي إذا ضرب في أي عدد آخر فإن حاصل الضرب سيكون منهيا ً بي, أو بالعدد عشرة , و هو أي العدد عشرة من مضاعفاتي و هو بمنزلة ابني.
العدد ستة : أنا أشرف الأعداد , و أول عدد كامل بينكم , حيث أنّني أتكوَّن من أجزاء متساوية , فالعدد ثلاثة نصفي , و العدد اثنان ثلثي, و العدد واحد سدسي,و أنا أجمع كذلك بين الذكر و الأنثى, و بين الفرد و الزوج , فالثلاثة أول الأعداد الفردية , و الاثنان أول الأعداد الزوجية, و حاصل ضربهما ستة , و لذلك خلق الله الأرض و السماوات في ستة أيام ثم استوى على العرش.
العدد سبعة : بل أنا أشرف الأعداد , فأنا لا أقبل القسمة على أي عدد سوايَ , و السماوات التي خلقها الله سبعة , و الأراضين سبعة أيضا ً, و أيام الأسبوع كذلك سبعة, و سُمي السبع سبعا ً- و هو ملك الحيوانات- اشتقاقا ً من اسمي
العدد ثمانية : بل أنا أشرف الأعداد , حيث أنني العدد التكعيبي الأول.
العدد تسعة : بل أنا , حيث أني آخر عدد من أعداد الخانة الواحدة.
و حالما سمع الصفر باجتماع الطاولة المستديرة خف مسرعا ً و اقتحم الاجتماع غاضبا ً, و صرخ بل أنا أشرف الأعداد من دون منازع, فبدوني يستحيل الحساب و لن تستطيعوا- أنتم المجتمعون- أن تتكاثروا!
ما هو العدد الذي يأتي بعدك يا عدد تسعة؟
ستقول :العدد العشرة
و لكن أيتها العشرة , هل تستطيعين أن تكوني عشرة بدوني؟
كلكم محتاجون إلي َّ!
ثم إني أصغر الأعداد, و أكبر الأعداد معا ً
أم أنكم تناسيتم و أهملتم ذكر أخوانكم الأعداد السالبة!
ناصره العدد واحد
و خاطب بقية الأعداد قائلا ً: صحيح كلامك أيها الصفر, فأنا و أنت نشكل ثنائية رقمية تستوعب كل معارف العالم , ثنائية يقوم عليها الكومبيوتر أعظم اكتشافات البشرية.
و عندما سمعت مجموعة الأعداد العشرية بالاجتماع غادرت كتب الحساب, و كليات الهندسة , و هرعت نحو الاجتماع
صعد الرقم 2/1 كممثل لها في مرافعة رائعة قال فيها :
أيها الأعداد الكرام , ما هي الأعداد التي أدنى من الواحد و أكبر من الصفر ؟ هيا بالله عليكم أجيبوني؟
أستطيع أن أسمي لكم مئات الآلاف من الأعداد , كيف نسيتموها أو تناسيتموها؟
فإذا كان لدينا تفاحة واحدة و لدينا شخصين كيف نقسم بينهما التفاحة بالتساوي و نحكم بالعدل؟ ألم يأمرنا الله سبحانه و تعالى أن نحكم بين الناس بالعدل؟
إن كل عنجهيتك أيها الواحد, و كذلك أنت أيها الصفر ستكون عاجزة!
أنعطي التفاحة لزيد أم لعمر؟
و في كلا الحالتين نحن نمارس الظلم و نؤجج نوازع الخلاف.
أنا العدد2/1 الوحيد في العالم القادر على حل هذا الخلاف, و هنا رد عليه الرقم واحد قائلا ً: أنت و بقية الأعداد العشرية لستم سوى أعداد ثانوية غير أصيلة
فأنت لست سوى حاصل قسمة العدد واحد على العدد أثنين, فلا تتمتع بوجود مستقل لكَ بمعزل عن العدد واحد و العدد أثنين
أجابه الرقم 2/1: ذلك صحيح و لكني مع ذلك رقم ضروري لا يمكن الاستغناء عنه , و كذلك سائر أبناء قبيلتي من مجموعة الأعداد العشرية.
و حيث أن اجتماع الأعداد حول الطاولة المستديرة فشل في الاتفاق على زعيم لها
لذلك قررت الأعداد إحالة النزاع إلى صندوق الانتخاب و ممارسة اللعبة الديمقراطية
و لكن المفاجأة كانت عندما رشحت كل الأرقام نفسها للزعامة , و رفض أي رقم التنازل عن حقه في الترشيح مما سبب استعصاء
فكل عدد سوف ينتخب نفسه
فما كان من الأعداد سوى التخلي عن فكرة انتخاب زعيم لهم
و عادت الأعداد إلى الحياة و الدروس و المحاضرات و الأسواق و الحواسيب ..الخ
كل عدد يظن نفسه الأفضل , تؤدي وظائفها في مجموعات متكاملة, و في معادلات, و معاملات يسخرها بني البشر. و لأن الأعداد فشلت في حل نزاعاتها فيما بينها , و نظرا ً لأنانيتها تم استبعادها من قبل الإنسان على قدم المساواة .



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الشعري الفعال
- على عتبات السيدة زينب
- قصة الساعة
- أما آن لهذه المقاومة أن تترجل؟
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج3/3
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج2/3
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج1/3
- كيف نفهم الدين خارج الايديلوجيا؟
- عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟
- من شيم الرجال إلى شيم الكلام
- دمشق خارج التغطية؟
- من الايديلوجيا إلى المعرفة؟
- العقيدة شكل , العقيدة مصلحة
- إعجاز علمي: أم كلام عجائز؟ -قراءة نقدية في كتاب موسوعة الإعج ...
- القرآن و بلاغة الخروج من العصر
- تشريح الايديلوجيا
- و لم تنكسر مرتديلا الشعوب؟؟
- شخصية أبو الهدى الصيادي
- زوجتي و السياسة
- خمسة كيلومترات و تصل الجنة؟


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - مهرجان رقمي