أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟















المزيد.....

عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 06:34
المحور: الادب والفن
    



"قراءة في مجموعة : إنها الريح
"إن عدم القدرة على تحويل مجرى الصراع إلى صالح قوى التفرّد . و عدم القدرة على رؤية مسار آخر يوقف الانحطاط و الهزيمة , و هيمنة الشخصنة , و الخوف من مواجهة هذه القوى كل ذلك جعل التعبير التبشيري الأدبي الفني هو السائد, فيه نتحدث عن الانتصارات و البطولات المطلوبة , و نصنع هذه البطولات لفظيا ً, و بالشعر نعوّض كل ما ينقصنا , و ما نحتاج إليه من حب و بطولة و كرامة و كرم, و نشتم كل ما لا نريده و لا يتناسب معنا...و لذلك , تعد موضوعات الفخر و الهجاء و المديح و الرثاء , من أهم الموضوعات التي لا بد لكل شاعر أن يطرقها "
رائق النقري "المنطق الحيوي : عقل العقل ج1 – ص306"

و لكن ما علاقة هذا الكلام
بمناسبة الحديث عن مجموعة شعرية تنتمي إلى نسق الشعر الحديث بنمط " قصيدة النثر" , هذه القصيدة المتمردة على أغراض الشعر التقليدي من فخر و هجاء و مديح و رثاء؟!
لنبدأ من العنوان : إنها الريح
فهذا العنوان قابل لتأويل تبشيري و إيحائي , فالريح كإحدى قوى الطبيعة الفاعلة و القادرة على التخريب و الانتقام و التغيير
فهي مفردة ذات دلالة حركية واضحة /عكس سكونية
و قد وردت في صيغة " إنها الريح" أي إشارة إلى الريح – و ربما الريح بعينها و ليست الريح الغائبة
و إذا كانت اللغة هي الملاذ الأخير للإنسان المهزوم, و المثقل بأعباء الواقع فقد ازدادت وظيفة الملاذ الآمن إلى ما يشبه الوطن الرمزي في تجربة الشعراء الحداثيين, حيث ينفثون صدى خيبتهم و يلقون خروج همومهم المثقلة بالوجع و الفقر و التشرذم و الاستلاب و الهامشية
يلقونها على ظهر القصيدة, لتغدوا القصيدة ساعي بريد , وربما بمثابة أم حنون و قصيدة الكوجري استحقت لقب الأم الحبيبة الملاذ الوطن الرمزي
لاحظ:
- "من حق الجبل/ أن يكون جبلا ً/ يا أمي/ ثمة ما يرعب الريح أيضا ً"ص9
- " و يا أمي قولي للقطا أن يؤوب إليها"ص10
- " أقول ربما لأهب قلقي لتلك الريح" ص10
- " هكذا أخبرتني القصيدة/ ما نكثت بوعدها يوما "ص19
- " هذا النص غوايتنا/ منذ أن قلنا للقصائد/ سيلي على نداوة عشبنا"ص20
- " هناك كائن رخو/ ناعس/ ينتظر وقتا ً/ ليفتك به/ و ليبلع النص الذي يشبهني.." ص12-12
و للتدليل على ما ذهبنا إليه من الحضور التبشيري في النص الشعري أمام عدم القدرة على تغيير مجرى, و صيرورة الواقع أسوق قصيدة " أغنيات لسيدة الريح"
" الريح تصفر/ لعشاقها الكثر/ للغيم/ للقمح/ و الشجر/ يودع آخر حب/ من ثمر/ ونضرة راكدة.
الثوب الأحمر/ ينتشي من زفرة الشهيد/ و أنا الشهيد../ الجبل يرقص بالنار
و الزغرودة الشمال../ الشمال يغنّي للدم الوارف/ و الطلقات الأصابع/ تغري بياض الثلج / الفقير/ و أنا وحيدا ً/ وحيدا ًأغني/ و قلبي قلعة / في وجه الطاغية / و ...
أنا وحيدا/ أرقص على نزيف دمي/ ووحيدا ً/ أموت../ و دمعي يسقي زهرات
بحجم قلب أمي/ في هذه الحديقة الرائعة :
ح ل ب ج ة " ص73-74

لا أعتقد بأننا سنجد أي صعوبة في فهم الرسالة , القصيدة, اللغة في وظيفتها التبشيرية , و الحلم بمستقبل قومي و عبر فهم محدد للهوية, أو ما اصطلح عليه في الأدبيات الايديلوجية " المخاض الثوري" حيث تكون مفردات : الشهيد – الدم – حلبجة- الطلقات – بلاد الشمال
شاخصات في الطريق إلى الولادة؟!
يمكن النظر إلى مجموعة الشاعر عمر كوجري " إنها الريح" كرسالة تتوسل بالجمالي لتمرير خطاب ايديلوجي
لن أقف عند ماهية الخطاب الايديلوجي المقدم في هذه المجموعة مع احترامي الشديد للخصوصيات الثقافية و طرائق التشكل الاجتماعية و احترامي للمطالب الحقوقية المتعلقة بذلك
ما أود قوله : في هذه المجموعة , القصيدة ليست سوى امتداد مباشر للشاعر
و ليست بالكائن المنفصل /المتصل /المتعالق مع الشاعر المؤلف
و أعتقد – و هذا رأي شخصي- أن هذا ناتج عن إسقاط مناظير متعددة أسقطها الشاعر عمر كوجري في تعامله مع القصيدة و ليس أقلها الاقتصاد اللغوي؟
المجموعة" إنها الريح" بوح جميل عن هواجس شخصية – قومية – يومية – عاطفية – نفسية يتركها الشاعر على رسلها في لحظة شعرية تقتنص الشعر , و تقبض على كيمياء القصيدة و فتنة الجمال , و إن كانت تقترب منها في أحايين غير قليلة : لاحظ:
- "حين/ كفت وردة أن تكون / وحيدة / استعانت بقلبي " ص54
- " هو ذا الحارس / خوذة متهرئة على رأس مهترئ/ يد باردة على زناد أخرس/ يرفع عينيه يعدّ نجوم النهار " ص65
- " منذ أن نتف المطر ريشي/ و أنا أسأل ثقيل القدمين من / الطين عن بيت من ستكون أمّ لافا" ص79
- " هذه لافا / تمنحنا أنا / و أمها/ من عصير الأمل كأسا ً/ و تمضي إلى بيدر الطفولة كل يوم " ص86
• يقدم الشاعر طه خليل مجموعة إنها الريح و على الغلاف الخارجي على الشكل التالي:
" عمر كوجري ..يرعى قصائده
كما يرعى الكوجريون أغنامهم من قبل
يتركها لترتع و تنتشر حينا ً
و حينا يلمها
هو شاعر يكتب باللغة العربية
كأهلها , و إن كانت قصائده هي
قطعانه الأقرب إليه"
أتفهم تشبيه الشاعر بالراعي , و أن الشعر فن رعوي , و أن القصائد تشبه الغيمات و تنتشر فيلملمها الشاعر, و لكن القول " هو شاعر يكتب باللغة العربية كأهلها " فبداهة هو يكتب باللغة العربية و لا يحتاج ذلك لبرهان, و أما كأهلها , فهناك نقطتين :
الأولى : يمنح مقدم المجموعة قيمة ايجابية لقصائد الشاعر كوجري فهي كقصائد الشعراء العرب!
الثانية : هو ليس من أهلها و لكنه كأهلها ,و ثمة فرق كبير بين من, و كاف التشبيه
ما يفهم منه قلق الهوية و الإحساس بالدونية لدى مقدم المجموعة ,و مؤلف المجموعة
إن المصالح المرتبطة بهذا التقديم هي مصالح عزلة صراعية
و المخاطب بها هو المتلقي الكردي الذي يقرأ و يكتب العربية, و هي كما أشرت مصالح عزلة , لاحظ هذه العبارة " و إن كانت قصائده هي قطعانه الأقرب إليه"
و هي كذلك مصالح صراعية : لاحظ " يكتب بالعربية كأهلها " إن كلمة الكوجريون و هي وفق ما أفادني به الشاعر تعني القبائل الكردية البدوية الراحلة , و نسبة الشاعر إليها هو تعبير خاص بالأثنية الكردية , بدليل أنه اضطرني للاتصال به و الاستفسار عنه
و في النهاية أختم مقالتي بهذه الصورة الجميلة للشاعر
" ما أروع الكلام حين يطير
من فمها
كحمام كوجري" ص11
و لكن للأسف لم تحافظ تجربة الشاعر على ذات المستوى بين دفتي المجموعة؟؟



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شيم الرجال إلى شيم الكلام
- دمشق خارج التغطية؟
- من الايديلوجيا إلى المعرفة؟
- العقيدة شكل , العقيدة مصلحة
- إعجاز علمي: أم كلام عجائز؟ -قراءة نقدية في كتاب موسوعة الإعج ...
- القرآن و بلاغة الخروج من العصر
- تشريح الايديلوجيا
- و لم تنكسر مرتديلا الشعوب؟؟
- شخصية أبو الهدى الصيادي
- زوجتي و السياسة
- خمسة كيلومترات و تصل الجنة؟
- لماذا لا يتكلم الشيطان الانكليزية؟
- المنظومة المعرفية للمعتزلة
- إلى فرفوريوس : المكسو بالأرجوان
- لقد تحول نهر الفرات إلى شرطي
- أنتظر الحلم
- موقف الفلق
- بغل الطاحون و تمظهرات عقدة الخصاء
- زنزانة الحواس و قناع لنبي بلا نبوة
- ديمقراطية كان يا ما كان


المزيد.....




- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟