حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 08:56
المحور:
الادب والفن
و لأنه مغفل جدا ً قرر أن يسبق عقرب الثواني, و لكن عقرب الثواني هزمه , قال: لا بأس , سأسبق عقرب الدقائق
و لكن عقرب الدقائق دمدم : تك تك تك تك متبجحا ً و تجاوزه سريعا ً
قال لا بأس : سأسبق عقرب الساعات
و لكن عقرب الساعات مربه سريعا ً, و لم يتحسس حتى وجوده؟
أنزل ساعة الحائط المعلقة على الجدار, و نزع عنها بلورتها ثم نزع العقارب الثلاثة منها , و لأنه مغفل ظن نفسه قد انتصر.
نبتت ثلاثة عقارب جديدة , و بدأت الدوران, بدا عليه الامتعاض , فقرر نزع بطارية الساعة ليكسب المعركة و بشكل نهائي.
نزع البطارية , فتوقف قلب الساعة عن النبضان, و ذوى وجهها, و شحبت عروق الوقت , و حشرجت, ثم صمتت برهة, ثم عادت العقارب إلى الدوران , استشار أصدقائه و حكيم القرية, فأشاروا عليه أن يحبسها, وأن يغلق عليها باب غرفة الصالون, و يرِّحل أثاث غرفة الصالون إلى غرفة النوم , و لكنه و بعد عدة سنوات نظر إلى الساعة من النافذة فوجدها تدور نفذ صبره تماما ً, فهوى بصخرة كبيرة على الساعة, فتفتت أشلائها, و لكنها و بعد عدة دقائق ضمدت الساعة جراحها ,عاودت الدوران !
اعتراه سؤال مفاجئ, كيف نهرب من جحيم الزمن؟
و كيف نوقف آلة الجنون عن الدوران ؟!
حدَّق في الأفق البعيد
ثم اعتراه صوت آذان قريب ٍ و تذكّر مشهدا ً من طفولته
مشهد لمؤذن القرية ينظر إلى ساعة اليد, قبل أن يرفع كثيبه للأذان.
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟