أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ














المزيد.....

المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عدتُ ليلةَ الخميس الماضى من سَفرة سريعة لدولة الكويت لحضور افتتاح مهرجان القُرين الثقافى. وما أن حطّتِ الطائرةُ رحالَها على أرض الوطن، وبدأ هاتفى فى استقبال الإشارات الخلوية، حتى انهالت علىّ الاتصالاتُ والرسائل! فقلتُ لنفسى، (أشجِّعُها): افتقدَكِ الوطنُ يا بنت، وها أصدقاؤك يسألون! لكن ثقتى بنفسى كانت أكبر مما ينبغى، فلم تكن رسائلَ مستوحشةً حامِدةً اللهَ على سلامة الوصول، بل، لدهشتى، وجدتُ رسالةً تقول: «سندافع عنكِ فلا تحزنى ولا تهتمى، اعلمى أن لك قراءً يحبونك!» ولم أفهم. وبعد برهة كلمنى المُرسل فقلتُ له: تدافع عنى ممَ؟ كأننى متهمة! كان أحد القرّاء الذين تصفحوا لتوّهم جريدة «اليوم السابع»، التى تُبَثُّ على الشبكة مساء الخميس من كل أسبوع، واستنكروا بعضَ تعليقاتٍ شرسة حول مقالى: «لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ».

قلت له: لا أحتاجُ دفاعا، فليكتبْ مَن يشاءُ ما يشاء. أرحّب بمن يختلف معى فى الرأى، وربما أتعلم من هذا الاختلاف. فهالنى أن قال: يا أستاذة لَيْتهم ينتقدون مقالك، بل هم يعرضون بكِ أنتِ كامرأة! فابتسمتُ بحزنٍ وقلتُ له إذن لن أقرأ ما كُتب. والحقُّ أننى بالفعل أترفّعُ عن قراءة أى هجوم خارج القضية، أعتبرها تُرهات لا تستحقُ وقتَ قراءتها.

قبل أعوام تفرّغ أحدُ الصحفيين لمطاردتى فى الصحف الصفراء التى يتعامل معها. فتهاتفنى صديقةٌ تقول: فلان مهاجمك النهارده! فأسألُ: هل كتبَ نقدا حقيقيا يخصُّ تجربتى الشعرية؟ تقول لا، بل كلام عبيط مثل أنكِ هبطت بالبراشوت من عالم الهندسة إلى دنيا الأدب، وأولى بك الذين تخرجوا فى كليات الآداب، وأن النقّاد يحتفون بتجربتك لأنكِ امرأة الخ. فأقولُ لها: إذن فليأكل بعضَه، ولن أقرأ ما كَتب. العُملةُ الوحيدةُ بيننا، نحن الكتّاب، هى قيمةُ ما نكتب، وما عدا هذا لا يستحقُ القراءة. حين ينقدُ تجربتى، بالسلب أو بالإيجاب، سأحترمه وأقرأ ما كتب.

تقول سيمون دو بوفوار، الناشطةُ النسوية الفرنسية الشهيرة، ورفيقة درب جان بول سارتر: «المرأةُ تولدُ إنسانا، لكنَّ المجتمعَ يجعلُها امرأة!» بما يعنى أن المجتمعَ يضعها بين قوسيْن لمجرد أنها أنثى. وما أسهل النَيْل من امرأة لو أغضبتنا، بأن نلوكها بألسننا! وحين نتأمل أن تلك المقولةَ فرنسيةٌ، نبتسم! فأيُّ قولٍ يمكن أن يُقال فى مجتمع عربيّ يرى المرأةَ كائنا ناقصًا؟ حينما يرتشى رجلٌ أو يَقتل أو يسفح أو يسرق، لا ننعته بأنه رجلٌ غيرُ فاضل أو غيرُ شريف. بل نقول إنه خرج عن القانون أو العرف أو الدين. وإذا أزعجنا رجلٌ نزيه لم يرتكب ما سبق لابد أن نلفّق له تهمةً مُحكمة لكى يوقفَه القانون، فنتخلصُ منه. لكن التخلصَ من امرأة مزعجة لنا أسهلُ من ذلك جدا. لا حاجةَ لتلفيق تهمة. فالتهمةُ جاهزةٌ ناضجةٌ تطيبُ للآكلين. أليستِ امرأةً؟ يعنى: مركزُ غوايةٍ متنقل. ليس أسهل من أن يشير أحدهم باطلا أنها كذا، حتى تنهالَ عليها الأسنانُ والأنيابُ.

والكلُّ مُتعطّش، من أسفٍ، لأن يصدق أىَّ شىء فى أيّة امرأة، سيما إن كان بها بعضُ ملاحةٍ أو جمال. وكلنا شهد كيف نالتِ الأنيابُ القذرة من الجميلة، شكلا ومضمونا، «جميلة إسماعيل»؛ لأنها كائنٌ مزعجٌ لبعضهم. وكيف لا؟ أليست امرأةً جميلةً مثقفةً واعيةً، لها هَمٌّ سياسىٌّ ومشروعٌ حِزبىٌّ؟ والأخطرُ أن لها زوجا مُعتقَلا تقاتل من أجل حريته؟ والمحزنُ أن لها دورا خيريا رفيعا كانت تقوم به إزاء أبناء دائرة باب الشعرية، ذلك الحى الفقير الذى كان يحتاج إلى يدها البيضاء، لكنهم أجهضوا دورَها باستلاب طاقاتِها فى الدفاع عن حياة زوجها الحبيس المريض، وجمّدوا نشاطَها الطيبَ بتشتيت قواها فى الذود عن شرفها. ذلك الشرفُ الذى لن ينالَ منه سمٌّ زلقٌ مريض يسيل من ألسنٍ عَكرة، تتدرب كلَّ يومٍ على الركاكة. ايوم السابع 1/1/9



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ
- أغنيةٌ إلى فينسينت
- هذه ليستْ تفاحة!
- هذه هي الكواليس، سيدي الرئيس
- أنا مؤمن والمؤمن مُصاب، بس انتم لأ!
- ليلةُ غفران
- ليلةٌ تضيئُها النجوم
- الرغيفُ أمْ القيثارة؟
- أنتِ جميعُ أسبابي!
- خلسة المختلس
- العصافيرُ ستدخلُ الجنة
- يا مولانا رفقا بالصبيّ!
- انظرْ أمامَك بغضب
- الجميلة بحق!
- تلصّصٌ على بيتِ شاعر
- فنجان نسكافيه لكل متهم
- تعالوا نركب عَجَل!
- شيءٌ من -الحبِّ- و-العدل- يا -حبيب العادلي-!
- اِرجعْ للخلفِ قليلا حتى ترى
- وجهُكِ الذي يغيبُ من شباك الفصل


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ