أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - مثقفي التصعيد ...














المزيد.....

مثقفي التصعيد ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.
التصعيـد سمـة ( عادة ) يمارسهـا السياسي المؤدلـج جـداً لأبتزاز الآخـر ثـم مساومتـه حسب قواعـد فـن فرهـدة الممكـن في زمـن الفوضى ’ وليس بالظرورة ان تكون الدوافع مستجيبـة لأستحقاقات قوميـة او طائفيـة مذهبيـة او حزبيـة بقـدر مـا هـي ــ وخاصـة في الواقع العراقي الراهـن ـــ نوايـا مدمـرة لأبتزاز الملايين مـن الناس ووضعهـا في حالة مـن الخوف والذعـر والقلق على المستقبل الى جانب ايهامهم بالأنتصارات والتفوق ’ لتبقى في النهايـة مشدودة جهلاً واستغباءً خلف القائـد المنقذ صاحب المال والجاه والسلطـة والنفوذ والنسب المميـز والمتربع سلالـة دينيـة اوقوميـة وعشائريـة على قمـة هرم بؤس الناس ومآساتهـم التاريخيـة .
قـد نجـد اعذاراً نفسيـة واخلاقيـة واشياء اخرى مـن تراكمات الأنانيـة والذاتيـة وضيق الأفق الخانق لهـذا السياسي او ذاك ’ يمكن علاجهـا مستقبلاً بكـي الوعي الجمعي وسلطـة قوانين التحولات الديموقراطيـة ’ لكـن مـن اين وكيف سنجـد عـذراً للمثقف اذا مـا وجـدناه منجرفـاً مـع تيار المصالـح والمنافع والتصعيد في مجاري فضلات المؤسسـة الحكوميـة والدائرة الضيقـة للقائـد الظرورة ’ ليصبـح قلمـه وخطابـه سلاحـاً قاتلاً تحت الطلـب ... ؟
تجتاح الحالـة العراقيـة الراهنـة اعاصير مجنونـة مـن المناورات والدسائس والأبتزازات والمساومات غير النزيهـة ’ تناطـح بعضهـا بقرون حاضـر ومستقبل الملايين المسحوقـة ’ لتعيـد تدمير امـن واستقرار العراقيين وتدفع بالوطـن واهلـه بأتجـاه المربع المرعب للماضي القريب مـن مآساتـه ’ في مثل تلك الظروف الصعبـة والمخيفـة جداً ’ يقفـز بعـض المثقفين الى الصدارة وكأن الأمر فرصـة طال انتظارهـا ’ لا لتهدئـة الوضـع والتخفيف مـن هستيريا السياسيين ومحاولـة انقاذ الوطـن مـن مخاطر شطحاتهـم المدمرة ’ بـل يدخلون مسعورون عراة عـن الحميـة والألتزامات الوطنيـة والقيم الأنسانيـة ليعتصروا مصائب الملايين مكاسباً شخصيـة وفؤيـة تافهـة مذلـة .
تحـدث احيانـاً حالـة تصعيـد ومواجهات خطيـرة بين القوميـة والقوميـة وبين المذهب والمذهب وبين الشريحـة والشريحـة والحزب والحزب واحيانـاً مواجهات ودسائس داخـل صفوف ذات الكيـان ’ فيبادر بعض المثقفين وهـم قلـة الى صدارة المواجهات المنفلتـة فيصبحـوا عنصريين نيابـة عـن القوميين ومتطرفين نيابـة عـن الطائفيين والمذهبيين ومتصلبين نيابـة عـن الحزبيين ’ وتراهـم في اغلب الأحيان وفي ذات الواقع العراقي الراهـن ينسلخون عـن قيمهـم ومثلهـم وموضوعيتهـم وبعدهـم الأنساني ليتنقلوا رداحين مداحين مـن موقع الى آخـر وبالضـد مـن الأهداف والمثـل القوميـة والدينيـة والحزبيـة ’ يزايدون على عروبـة العروبي وكرديـة الكوردي ومذهبيـة المسلـم وعلمانيـة اليساري واكثر انغلاقـاً مـن ضيق افق السياسي ’ بعيدين عـن الموضوعيـة والألتزام بالحق والحريات والمساواة بين الجميـع ’ وفـي جميع الحالات يتركون اثارهـم المدمـرة على الواقع العراقي ’ كـل ذلك مقابـل مكاسب واشياء اخرى يعرفونهـا هـم قبـل غيرهـم دون الحاجـة لذكـر تفاصيلهـا ’ لكننـا فقط نذكرهـم على انهـم وفي افضـل حالاتهـم يفقدون مصداقيتهـم وتأثير دورهـم ويسفهون جهدهـم ويصبحون ابواقـاً غيـر مستساغـة وتنظيراتهـم مملــة وجهدهـم ( كبول البعيـر ) وان مجرد ظهورهـم على الساحـة السياسيـة والثقافيـة يستفز ذاكـرة الجماهيـر التـي ترغب ان تتناسـا ادوارهـم التي كانت يومـاً مكلفـة حـد اللعنــة .
المثقفون الوطنيون وهـم كثيرون ’ يحترمون عصاميتهـم وموضوعيـة مواقفهـم وحياديـة ونزاهـة ادوارهـم وانسانيـة علاقتهـم مـع الواقع الأجتماعي ’ انهـم جهداً استثنائيـاً مميزاً شجاعـاً لأعادة خيوط الثقافـة الوطنيـة الى بعضهـا نسيجـاً انسانيـاً للمحبـة والتسامح والأخوة والتوحـد الطوعـي والمساواة بين جميع مكونات المجتمع العراقـي ’ ... وقـد يستطيع رجـل السلطـة والمال ان يحاصرهـم ويهمشهـم ويلحق الأذى بحياتهـم ’ لكنـه لا يستطيع تحييدهـم واحتوائهـم اوتحنيطهـم داخـل مؤسسـات السلطـة القوميـة والطائفيـة والمذهبيـة ’ انهـم الضميـر الرافض للحركـة الجماهيريــة
27 / 12 / 2008



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين احضان العوائل الأيزيدية ...
- مأزق المكونات غير الرئيسية
- بين المهجر والأتفاقية
- مبادرة تضامنية...
- العراق بدون اهله : كيف .... ؟
- الأخوة العربية الكردية : واقع بائس واخلام عائمة ...
- الوحدة الوطنية : في بازار المتطرفين ...
- المشه يوصل ...
- لمن سنمنح ثقتنا واصواتنا ... ؟
- الأتفاقية الأمنية : وجهة نظر...
- اجماع حول سبي العراق ...
- ارفضوها : انها لا تليق بتاريخكم ...
- الى الكبار : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى الوحدة الوطنية ...
- من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .
- ليس دفاعاً عن مثال الألوسي ... ولكن ... ؟
- ديموقراطية التقليد ...
- الخبز الحرية المساواة ...
- القضية الكوردية كما افهمها واتمنى لها ...
- الترهل السياسي ...


المزيد.....




- روسيا: زلزال هائل قد يكون سبب أول ثوران بركاني منذ 600 عام
- -شريكتي بالأمومة-.. أصالة تهنئ ابنتها شام بعيد ميلادها
- بصمة يد عمرها 4000 عام على قبر مصري قديم.. لمن تعود؟
- القضية الخامسة خلال خمس سنوات: السلطات تواصل استهداف موقع مد ...
- تبادُل الاتهامات بين الجيش السوري وقسد حول قصف -منبج-
- نتانياهو يندد بمشاهد الرهائن ويصف تصرفات حماس بـ-الدنيئة وال ...
- فيديو- لحظة وصول البابا ليو الرابع عشر إلى روما للمشاركة في ...
- انفجار مرفأ بيروت: تحقيق معرقل وعدالة غائبة
- لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية
- الوقفة الشجاعة لحزب النهضة في تونس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - مثقفي التصعيد ...