أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - الأحزاب الصهيونية تتبارز بالدم الفلسطيني















المزيد.....

الأحزاب الصهيونية تتبارز بالدم الفلسطيني


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 09:16
المحور: القضية الفلسطينية
    



كما كان متوقعا تتصاعد العدوانية الإسرائيلية كلما اقترب موعد انتخاب الكنيست. حكومات إسرائيل نظرت وتنظر بازدراء إلى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والحكام العرب، ويأتي بطشها دوما شديد القسوة ودمويا تجاه أدنى معارضة لمشاريعها. إسرائيل وضعت الفلسطينيين ، سياسيين وجماهير واسعة، داخل سجن كبير أمعنت فيه الاضطهاد والقهر. وطبيعي ان تطمئن إسرائيل بعدم اضطرارها لدفع الثمن، ولا حتى الإجابة على الأسئلة بصدد جرائم الحرب عندما تحظى بدعم غير محدود من جانب الأوساط المتنفذة في الولايات المتحدة، وحيث يرفع الاتحاد الأوروبي درجة تعاونه "الأمني" معها ، بينما تقترف جرائم تنتهك بها قانون الجزاء الدولي، وعندما يقابل بصمت الحكومات العربية كل جريمة حرب تقترفها يحق السكان العزل و حيال التهديدات المتكررة - بدون مبرر- بتدمير لبنان وتدمير جيشه وبنيته التحتية وترفق ذلك بتصريحات تؤكد أن إسرائيل لن تهتم بالرأي العام الدولي.
وبفعل الحصار والقهر فإن إسرائيل تنزع من الجماهير والقادة حرية الإرادة وسوية ردود الأفعال. ويتوجب القول أن التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي والاستجابة المتزنة والعقلانية نادرة أصلا في الوسط الفلسطيني والمجتمعات العربية كافة. ومضت الاستجابات الفلسطينية للاستفزازات الإسرائيلية وأعمال العدوان بمختلف أشكالها، وكذلك لإغراءات التفاوض الصادرة عن الإسرائيليين تتميز بالتشنج والانفعال وبالعفوية الخاضعة للمزاج . إسرائيل لا تتسامح مع أبسط معارضة لنهجها العدواني التوسعي. ومثال التصدي للمقاومة الشعبية في بلعين بات معروفا على الصعيد الدولي. ولم تشذ عن هذه القاعدة- التشنج والانفعال- ردود الأفعال الفلسطينية والعربية على العدوان الهمجي في يوم السبت ، السابع والعشرين من كانون أول، وذلك رغم الغضب المشروع تجاه الهمجية الإسرائيلية.
منذ زمن والتحذيرات تصدر من مختلف الأوساط الفلسطينية بأن إسرائيل تحاول دق إسفين بين الفصائل الفلسطينية ، خاصة بين حماس وفتح وانزلق الطرفان في الخلافات والانشقاق والمواجهة المسلحة بفعل عوامل معظمها يعود إلى مناورات إسرائيلية مكشوفة، تعرض المفاوضات العبثية وتواصلها؛ بينما تعلن حماس عدوا وقوة إرهاب. ولدى استعراض نهج إسرائيل منذ الانسحاب وحيد الجانب من قطاع غزة يتضح أن إسرائيل قد مهدت ويسرت الانتقال المشئوم إلى الوضع الراهن. ومنذ عدوان إسرائيل على لبنان عام 1982 والأنظمة العربية تتفرج على نكبات الفلسطينيين على أيدي إسرائيل. الأنظمة العربية تخضع للتقسيم الحاد داخل النظام الدولي، القائم على استعباد القسم الأكبر من المجتمعات الإنسانية، وعزلها وتكريس تخلفها وانحطاطها. ضمن هذا النظام يفرض على الحكومات الاستناد إلى الخارج لتأمين سيطرتها على الداخل والعمل مجرد وكيلة للرأسمال المالي وشركات السلاح والنفط والإنشاءات .
وطالما القرار الدولي النافذ يدعم نهج إسرائيل العدواني التوسعي فإن الأنظمة العربية لا تستطيع سوى ستر ماء الوجه بالتنديد حينما يأتي العدوان قاسيا مثل عدوان يوم السبت. ومع هذا تنطلق التساؤلات الساذجة أين الحكام العرب!!

بات مألوفا أن الأحزاب الصهيونية تدفع جمهورها نحو مزيد من العنصرية والكراهية، مع الانتخابات وبدونها، تجاه الشعب الفلسطيني؛الأمر الذي يتجسد في هجمات المستوطنين المتكررة على سكان المدن والقرى، وفي الطبيعة الفاشية للمرشحين عن حزب الليكود. من الواضح أن حكام إسرائيل ينسقون مع قوى داخل الولايات المتحدة ومراكز أخرى للرأسمالية المتوحشة لتعطيل برنامج التغيير الذي تعهد باراك أوباما الرئيس الأمريكي المنتخب بتنفيذه؛ وربما إجهاضه من البداية. فما زالت نزعة التسلط واستخام القوة تجد القبول لدى الوحش الجريح المهدد بفقدان الهيمنة الكونية. وهي تصر على نهج العنف المسلح وتوتير الأجواء في المنطقة، وتتقن أسلوب استفزاز أطراف عربية وفلسطينية وحملها على التلويح بالقوة. فلا تتضمن البرامج الانتخابية للأحزاب أي بند ينم عن السعي للتوصل إلى سلام مع الشعب الفلسطيني؛ لكن الأحزاب مجمعة على لغة القوة والتهديد وتتعطش لسفك الدم الفلسطيني كي تنال الحظوة لدى الهيئة الناخبة . إن مجتمعا يدعم قادتَه وزعماءَه بقدر ما يحرضونه على العنصرية والكراهية هو مجتمع عسكرتاري تحتل قوى التجمع الصناعي – العسكري مركز حاسمة في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة. نتنياهو يدعي أن الظروف لم تنضج للسلام، علما بأنه ومن سيخلفه ومن يخلف من يخلفه هم الذين يقررون متى تنضج الظروف . بينما تصر ليفني على مواصلة المحادثات بلا نتيجة. وتشترك الأحزاب الصهيونية كافة في تنظيم العدوان الدموي ضد سكان غزة. وقد فرضت شروطا لاإنسانية على حياة البشر هناك. فأكثر من نصف الأطفال دون الثانية عشرة يعانون من الأنيميا، ونسبة عالية يعانون الصمم من وقع المتفجرات في أحيائهم؛ وتنتشر الاضطرابات العقلية بين الأطفال، لدرجة ان نسبة تزيد عن النصف من الأطفال تتولاهم الرغبة في الموت، كما تقول جهات استطلاع الرأي؛ ومن الطبيعي أنهم بذلك يملكون الحوافز الداخلية للمشاركة في العنف المسلح. في غزة ، كما يقول دعاة حقوق الإنسان ، تتوفر الشروط الثلاث للإبادة العرقية: القتل بالجملة ، تدمير الظروف الحيوية للحياة الطبيعية والتسبب في أضرار ذهنية وفسيولوجية من شانها تدمير النسيج الاجتماعي. والاختلالات الاجتماعية تمضي بوتائر سريعة بفضل اقتصاد الأنفاق وثقافة الأنفاق.
ومع ذلك يتهدد حكام إسرائيل ويتوعدون بالمزيد من العنف المسلح. وبمزيد من الاستهتار بالمؤسسات القانونية الدولية منعت إسرائيل في منصف شهر كانون أول الحالي، ريتشارد فالك، مبعوث مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من دخول الأراضي المحتلة مدعية أن تقاريره منحازة لضحاياها. فقد كان من بين من اتهموا إسرائيل بانتهاك قانون الجزاء الدولي، وطالب الأمم المتحدة بالتحقيق لمعرفة إمكانية تقديم القادة المدنيين والعسكريين الإسرائيليين المسئولين عن حصار غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
لا تبدي إسرائيل أي اهتمام بالانتقادات، وهي لم تلتزم بأي اتفاق خلال تاريخ دولتها كله. وفي عام 1948 ، انتهكت مرارا اتفاقات الهدنة التي فرضها مجلس الأمن الدولي واحتلت قرى ومدنا عربية في فلسطين وشردت سكانها. وكرر بن غوريون أكثر من مرة ان الحدود التي وصلتها إسرائيل في "حرب الاستقلال"، وكرستها اتفاقات الهدنة في رودس مع دول الجوار العربية عام 1949، لن تكون نهائية؛ وأن على الأجيال اللاحقة مواصلة التوسع. إسرائيل ليست حديثة العهد بإخلال شروط الاتفاق، سواء بصدد التهدئة أو فيما يتعلق باتفاقات أوسلو وما بعدها. وتقتضي الحصافة السياسية عدم إعطاء إسرائيل مبررات اقتراف الجرائم. كان شامير يتمنى تورط الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العنف المسلح. وتصريحاته بهذا الصدد منشورة بالصحافة . كما أن باراك وخلفه شارون واظبا على العنف " غير المبرر" – حسب تقديرات الأمم المتحدة والدول العربية في ذلك الحين- إصرارا منهما على استدراج الانتفاضة الثانية إلى العنف المسلح. ونجح شارون ؛ واتخذ العنف المسلح أداة لتوجيه الضربات لحركة مقاومة الاحتلال وتنفيذ برنامج التوسع الاستيطاني وتشييد الجدار ، وأخيرا الظهور أمام العالم بمظهر رجل السلام بمسرحية الانسحاب من غزة. ولذا ليس صحيحا أن مقاومة العنف المسلح تخدم مناهضة الاحتلال ومشاريعه؛ ولا ينفع المقاومة ا لفلسطينية الإصرار على نمط بعينه من المقاومة وإغفال المقاومة الشعبية ، خاصة و إسرائيل تستثمر كل سانحة تلوح كي تشدد عذابات الفلسطينيين بهدف وضعهم أمام خياري تدمير المجتمع أو الهرب والنجاة. وهي تلاحظ نزوح أعداد كبيرة من القطاع؛ وتقول سارة روي ، إحدى المتطوعات ضمن الجهود الإنسانية لمساندة الشعب الفلسطيني " أن غزة تسقط تحت وطأة الاضطهاد العنصري الإسرائيلي وسيأتي الدور بعد ذلك على الضفة". ولا ينفع المقاومة الفلسطينية التغني بصمود الشعب ، فلكل غنسان طاقة محدودة على الاحتمال، وعواقب الإجهاد غير مأمونة.
في حديث مع فضائية "روسيا اليوم" أقر خالد مشعل ان قطاع غزة لا يزال محتلا؛ وهذا يخالف ما واظبت حماس على ادعائه بأن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع قد تم تحت ضرباتها العسكرية! أمكن خداع العالم بحدوث انسحاب إسرائيلي من أراض محتلة ؛ رغم أن شارون لم يبق سرا ان الغرض من الانسحاب من غزة التفرغ لترتيب الأوضاع في الضفة، أي تنفيذ خطة تهويد الضفة بكاملها، وجعل حياة المواطنين لا تطاق. وأمكن أيضا خداع العالم بأن المقاومة الفلسطينية إرهاب، وتغييب دور إسرائيل في دفع الأمور بغزة إلى ما هي عليه.
إلى جانب المكائد الإسرائيلية فإن تبادل المناكفات والكيد والمزاودات بين الفصائل الفلسطينية يلهيها عن خوض المقاومة الشعبية وتفعيل وتنظيم حركة شعبية ديمقراطية تضم مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني الخاضع للاحتلال. فالمجتمع المحتل ، شأن المجتمع الفلسطيني بحاجة، قبل كل شيء، إلى حشد قواه الحية وتنظيمها في جبهة شعبية وطنية ديمقراطية . على عناصر الفصائل، وخاصة فصائل التغيير الديمقراطي، النزول إلى الجماهير وتنظيم تحركها بدل الاكتفاء بالمناشدة والتنديد .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش والحذاء... سخرية في حفل ساخر
- فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
- تصعيد المقاومة الشعبية بوجه سعار الاستيطان
- زيوف أقحمت لتشويه الماركسية
- ماركسية بلا زيوف 1
- تحية للحوار المتمدن في عيده السابع
- وخرج القمر عن مداره
- أكتوبر و عثرات البناء الاشتراكي
- أكتوبر في حياة البشرية
- هل يخمد عطر الدين عفونة فساد الحكم الحلقة الأخيرة
- هل يخمد عطر الدين عفونة فساد الحكم-3 .... السيف والكتاب
- فرقة ناجية واحدة أم اكثر؟
- هل يذهب عطر الدين عفونة فساد الحكم؟
- يجدفون وسط دوامة العولمة
- نتظر من عام القدس الثقافي
- النزاهة وحرية التجمع في فلسطين
- كبق نستثمر البنية الثقافية لمحمود درويش
- تصعيد المقاومة مسئولية قوى الديمقرطية
- الثقافة العربية في فسطين البدايات والإعاقات (4من 4)
- رفيقنا الذي رحل عنا


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - الأحزاب الصهيونية تتبارز بالدم الفلسطيني