أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - القراءة بعين واحدة














المزيد.....

القراءة بعين واحدة


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 02:01
المحور: الادب والفن
    


وأنا أتجول في معرض الكتاب تظل روحي تتفقد أشياء كثيرة مثلما تتفقد الكتب لأخرج بعدها بملاحظات منها؛ بأن هناك وجوها لا تغيب عن المعرض مثل صديقنا عبدالرزاق خيون (أبو يسرى)، الذي يكون كل يوم تقريباً في المعرض يبحث عن ضالته من الكتب، إلى جانب ذلك افتقدت وجوها أراها كل عام، منهم الناشرون أو البائعون الذين يأتون كل عام مثل (علي) الفارابي، أحمد الديين، د.أحمد البغدادي والذي جاء للمشاركة في الاعتصام فقط، وبمعرض هذا العام نوّر الروائي الجميل إسماعيل فهد إسماعيل ليوقع مسرحيته (للحدث بقية) مع صديقنا الرائع ناصر الظفيري وتوقيعه روايته (أغرار)، وكلا العملين عبر خطوة (مسعى)، والتي نتمنى لها مشوار الألف ميل، وككل عام أرى عجوزا كويتيا يبحث عن الكتب ويتفحصها بعدسة مكبرة يخرجها من جيبه، وكم صعبت عليّ حالته وكم فرحت بمناكفته وإصراره على فعل القراءة والمثاقفة، وأشعرني بالخجل أنا المدعي فعل القراءة اليومي، دودة الكتب التي يجمعها ويخاف أن يعيرها لأصدقائه، متمثلاً بمقولة الراحل الجميل الدكتور أحمد الربعي الذي قال ذات يوم (غبي من يعير كتابا والأغبى منه من يعيده)، ومن ساعتها أصبت بفوبيا الإعارة وبالذات حينما حصلت معي الجزئية الثانية من المقولة، وأقول ذكرني ذلك العجوز الكويتي (أبو عدسة) بالروائي هنري ميلر الذي ظل يقرأ حتى آخر يوم في حياته، ويكتب بشكل دؤوب ودون يأس بالرغم من قسوة الحياة:

{ تبدو شاباً؟

- شاب عمره أربع وثمانون سنة.. رجلي وهنت، ترياني أمشي بمساعدة هذا الشيء، وعيناي ضاع بصرهما، أقرأ الآن بعين واحدة وهذا أمر قاس جداً. يهمهم ميلر، يعطيني ذلك هيئة قرصان.

{ كيف تفسر هذا النجاح العالمي؟

- نجاح متأخر، أنت تعرف: لقد انتظرت أن أبلغ الستين لكي أتمكن من العيش من كتبي. حياتي كانت متلاطمة بين الأعلى والأسفل والأغلب في الأسفل.. الحرب هي التي أنقذتني.. وأمام قبر أغا ممنون كنت أصرخ مع كاتسيباليس: (سلام لكل الناس وحياة أكثر خصباً!)، ندائي لم يكن له صدى. في تلك الفترة كان الدم يتدفق والشيطان يسفكها. وفي نفس الوقت كان الجنود يقرؤون (مدار السرطان)، وهي تحت معاطفهم. وبعد الحرب جاء الجنود الأميركيون إلى باريس ليقتنوا كتبي، فمن دون هذه الحرب ربما لم يكن بإمكاني الوصول إلى هذا النجاح. فظيع أليس كذلك؟ لقد عانيت أيضاً، كنت أسير في شوارع مدينتي نيويورك أبحث عن بعض السنتات، عن كسرة خبز، أو عن عمل أو عن ركن حيث أهوي بجسدي المنهك. لقد قطعت آلاف الأميال ببطن فارغ مثل متسول.. ومن دون طائل! في نيويورك أعرف كل المطاعم. ليس لأني أكلت بها، بل لأنني تفرست وجوه الزبائن الآخذين في ملء بطونهم. أحياناً كنت أفكر أنني خُلقت جائعاً! لكن طفولتي كانت فرحاً لا محدوداً، في المقاطعة 14 ببروكلين حيث نشأت. ولدت في الشارع، هذه حقيقة ولدي إحساس أني مازلت هناك في نيويورك، في باريس.. الشارع هو الحرية في اللقاءات والتصرفات. إنه الحلم أيضاً تعلمت الحياة فيه.

هذا الحوار بتصرف من كتاب (في ضيافة هنري ميلر- يسكال فريبوس - ترجمة سعيد بوكرامي)، وأرجو ألا تكون قراءتي تلك بعين واحدة.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويت والعالم في عطلة عيد الأضحى
- بورصة الملف النووي الإيراني
- هل سيكتب الكتاب الإليكتروني مرثية الرقيب؟
- هل سيتّبع أوباما سياسة تجويع الوحش؟
- جاري يا حمودة
- تربية الذباب
- أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني
- أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت
- نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش
- خزّان العنف.. إلى أين؟
- لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً
- نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
- ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - القراءة بعين واحدة