أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟














المزيد.....

ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 09:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك سؤال يطرح نفسه: إلى أي مدى تؤمن السلطة السياسة بفعل الثقافة؟ والسؤال الثاني هل توجد بنية ثقافية يستطيع أن يعمل من خلالها المثقف أو من يتولى أمر الثقافة؟ وهل هناك خطة لإيجاد تلك البنية في حالة عدم وجودها؟ أو إيجاد واقع معرفي معافى؟.

لاشك أن هناك جهدا مبذولا ولكن، هل هذا الجهد والذي هو عبارة عن مبان أسمنتية ولافتات يزول مفعولها بانتهاء الموسم، جهد مثمر؟ وإلى متى يبقى الفعل الثقافي أوالفكر أسمنتيا لا يتم اختراقه أوالتحاور معه حيث إنه يتضح في نهاية الأمر أن أصحابه ممن لا يؤمنون بدور الثقافة لذا يسعى إلى تهميشها وإبراز دور قوة العضلات في الرياضة ومن خلال فعل غسل الأدمغة -شاعر المليون- نموذجاً، وبفعل الاحتراق الإعلامي الاستهلاكي اليومي الذي لا يوجد له فعل تراكمي تراتبي يفعل فعله من خلال حفريات المعرفة الحقيقية والفاعلة في بناء الأمم أو الأوطان وهنا نسأل: على من تقع المسؤولية؟ على الفرد أم على المؤسسة؟.

إذ في ظل المعطيات السابقة يجد المثقف نفسه أمام أحد مسلكين في تعامله مع الواقع المعرفي، الأول هو الاغتراب عن هذا الواقع المعرفي والإطلالة عليه من برج فلسفي متعال (أغلب هؤلاء أكاديميون) فاقدا دوره في المجتمع من حيث كونه يقوم بصياغة العقل من أعلى. وأما المسلك الثاني فهو السقوط من وادي الأنا الملهوفة على المجد الزائف والباحثة عن السلطة (أغلب هؤلاء سياسيون أو متمولون)، المهرولون إلى هناك حيث تدق الصنوج وتقرع الطبول وتنفخ الأبواق لتعزف الجوقات أناشيد النصر للوهم وللسراب للشعوب المفجوعة بتخلفها المعرفي، وهؤلاء لا يمكن أن يكون لهم دور في أي سياق تاريخي نهضوي.

لقد ذاقت المعرفة الأمرين من التراكيب الأبوية عبر التاريخ وتمثل ذلك في افتقاد تلك التراكيب إلى العناصر الأساسية والملازمة لأي مشروع معرفي حقيقي، من قوة عقلية متمثلة في الثقة في النفس والأمانة والشجاعة والحب النزيه للحقيقة الموضوعية، لا الخوف منها، فقد ظل الأب يحتكر الحقيقة ومن ثم الوطنية والفضيلة والخلاص والآخرون يدورون في دوامة من الترغيب والترهيب، وكان هذا الاحتكار الأبوي دوما في ظل حمأة الأنا وغلوائها وكارثة الطوفان بعدها مما أدى إلى تدهور الشعور والوجدان المجتمعي للأفراد، فتدهورت البنية المجتمعية وتضاربت المصالح الشخصية للأفراد مع المصلحة الوطنية للأمة دوما ولم تتناغم.

والمثقفون الحقيقيون (ثمار الجوز التي يصعب كسرها) من حيث كونهم مسؤولين لأن الموضوعية تقتضي ذلك وليس العكس (موضوعيون بقدر ما تقتضي المسؤولية) يحملون مسؤولية الفجوة المعرفية في مجتمعاتهم حيث دفن الرؤوس في الرمال وحسابات الزمن وحدها لم تعد كافية لردمها. ولكن إلى أي حد ستظل تقاوم تلك الثمار ضربات المطرقة؟ وإلى أي مدى يستطيع هذا المثقف الحقيقي أن يكون فاعلاً ومؤثراً في عقول الجماهير التي تتعرض لمشروع غسل الأدمغة وبشكل يومي عبر وسائل الأعلام والمدارس وأماكن العبادة؟ وعلى ضوء ما سبق (كمثال) هل نحلم بمن يضفر لنا جديلة معرفية نتباهى بها أمام العالم الآخر؟ هل يتم إعادة التفكير بما طرح؟ وهل سيكون للعنصر البشري دور في البناء؟.. هل سيكون لنا هناك موطئ قدم (يا عرب)؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. فإذا كان المتنبي يرى هذا حالنا قبل أكثر من ألف عام فما يقال في حالنا اليوم؟.. وهل الإشكالية هي في عدم وجود نص؟ أم أن النص لدينا غير قابل للتأويل والمجاز؟ أم أن نصوصنا تعاني من انفصام الشخصية؟ أم أننا لم نستطع حتى تلك اللحظة أن نوجد حالة (الديالكتيك) للأضداد التي تواجهنا؟ أم أنها بسبب ذلك المقدس وتلك الصنمية والقداسة التي نمنحها لكل الذين مروا بتاريخنا بالرغم من صفحاتهم السوداء؟ أم أن الإشكالية تكمن في عدم إيماننا بالمجتمع المدني والديمقراطية والتحاور مع الآخر ونبذه واحتكار وهم الحقيقة المطلقة؟.. أم أن كل ما سبق ذكره هو كل الإشكالية ولن نستطيع اتجاهه أن نفعل شيئا؟.. لذا سنظل دائماً في الصف الأخير.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار
- الصحافة الكويتية واللعب بالمشاعر
- مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
- قضية البدون في الكويت
- طرة أو نقشة
- إلى أين توجهت أصوات «حدس»؟
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 4)
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 3 )
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 2 )
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 1 )
- كيف نصنع دكتاتورا ونشنقه ونتباكى عليه؟


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟