أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كريم الهزاع - بورصة الملف النووي الإيراني














المزيد.....

بورصة الملف النووي الإيراني


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 01:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في أول مؤتمر صحافي عقده باراك أوباما الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، اختار توجيه رسالة إلى إيران طالبها فيها بوقف برنامجها النووي، وإلا فإنها ستواجه تشديداً للعقوبات، والملف النووي الإيراني أصبح مثل مؤشر البورصة في حالة صعود ونزول وشد وجذب. ولكن علينا ألا ننسى المحطات الرئيسة في هذا الملف، مثل سعي الاتحاد الأوروبي إلى إلزام إيران بوقف أنشطتها النووية مقابل تقديم حوافز اقتصادية وعروض بالحصول على كهرباء، ولكن حتى تلك العروض وصلت إلى طريق مسدودة، إذ ثبت عدم نجاح أسلوب العصا والجزرة، لأن واشنطن فقط، هي القادرة على تقديم الاتفاقات والتكنولوجيا التي تحتاجها ايران، في حين أنها تشكل أيضا تهديدا عسكريا.

لذلك لم يتبق للمفاوضين الأوروبيين سوى بدائل محدودة لإقناع إيران بوقف العمل في الأنشطة النووية الحساسة، وربما يتعين عليهم التوصل إلى تفاهم مع طهران بشأن مواصلة برنامجها النووي، بينما توشك المحادثات المستمرة على الانهيار.. إذ قال بعض الدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي في أحاديث غير رسمية، إن استئناف إيران للأنشطة النووية الحساسة لن يؤدي إلا إلى إنهاء محادثاتها مع دول التحالف الأوروبي التي كانت تسعى لمنع إيران من إنتاج قنبلة نووية في ظل إعلان إيران عزمها على استئناف نشاطاتها النووية الحساسة، وعدم اكتراثها بتحويل ملفها النووي إلى مجلس الأمن الذي ينذر بتصعيد جديد وأزمة دولية كبرى. والنخبة الإيرانية الحاكمة تحاول مواجهة التهديدات، ولعب دور إقليمي أكبر، وعلى الرغم من أن المرشد العام للثورة الإيرانية يحدد الخطوط العامة للسياسة الإيرانية، إلا أنه ثبت أن تجربة حكم الرئيس أحمدي نجاد جديدة من نوعها، فهو يتمتع بتفويض جماهيري كبير، بالإضافة إلى دعم أركان الجمهورية الإسلامية له. كما أن إجماع القوى السياسية الإيرانية على حق إيران المشروع في امتلاك التقنية النووية، يعطيه مزيداً من الاعتداد بالنفس في ظل الحملة الشعواء التي تشنها الإدارة الأميركية ضد إيران، والتي تذكر بالاتهامات الأميركية لصدام حسين، وما قيل عن امتلاكه لأسلحة التدمير الشامل.

كما يأتي التطور الجديد بعدما كررت إيران عدم سعيها إلى امتلاك القنبلة الذرية. وأشارت إلى أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا تحظر تخصيب اليورانيوم. وهنا تظهر عقلانية الرد الإيراني، إذ طلبت إيران من الدول الأوروبية بديلا مقبولا لتخليها عن حق مشروع، والذي تمثل في تزويدها بالتكنولوجيا النووية، إلا أن الأوروبيين تلكؤوا في الإجابة عن هذا الطلب الإيراني، وهو ما يعطي دليلاً واضحاً للمعايير الأوروبية المزدوجة في التعامل مع الملفات النووية.

ففي خضم التهديدات الدولية للنظام الإيراني لا يخطر في بال صنّاع السياسة الأوروبية ممارسة الضغط على إسرائيل وحثها على توقيع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، أو تقليص ترسانتها النووية، بدلاً من أن تشجعها أميركا وتزودها بالرادارات والصواريخ. كما لا يطلب هؤلاء الساسة من الهند وباكستان إخضاع برنامجهما النووي للرقابة الدولية. ومن هذا المنطلق يبقى الاقتراح الجدي والعادل لحل إشكالية الملف النووي الإيراني متمثلاً في تفكيك الترسانة النووية في الشرق الأوسط بكاملها، في إطار معاهدة دولية تشرف عليها القوى العظمى وتفرضها على جميع الأطراف، وفقاً لرؤية سبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة جيمي كارتر الأميركية.

ولكن المأزق الآن هو وصول ماراثون المفاوضات الأوروبية الإيرانية حول الملف النووي إلى طريق مسدودة، إذ استأنفت إيران نشاطها النووي، والوكالة الدولية للطاقة اتخذت قرارا يدعوها لوقف أنشطتها النووية كافة. وهو القرار الذي سارعت إيران إلى رفضه بشدة. ولا جدوى من الارتباك والخوف. فعلى ما يبدو نجحت إيران في تخصيب اليورانيوم، وهي تعتبر الآن إحدى الدول التي تمتلك تكنولوجيا الطاقة النووية. بيد أن ذلك لا يعني أنها تحولت إلى قوة نووية، لأنها لا تمتلك بعد أسلحة نووية. ومن السابق لأوانه أن يعلن الرئيس أحمدي نجاد أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وأنها ترغب في مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس بالمصادفة أن يأتي إعلان نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم، وذلك لا يعني أن بإمكانها إنتاج القنبلة الذرية، إذ أن ذلك يتطلب تخصيب اليورانيوم لدرجة تسعين في المائة، بالإضافة إلى آلاف أجهزة الطرد المركزي. وطهران تحتاج لسنوات عدة لكي تصل إلى هذه المرحلة. وليس من الحكمة الآن اعتبار النجاح الأولي لطهران في تخصيب اليورانيوم مبررا كافيا للانتقام منها، أو شن هجوم عسكري عليها، بل يجب التعامل معها بالطرق الدبلوماسية، ومواصلة الحوار، إلى جانب الرقابة، فقد يساعد ذلك على إزالة الشكوك وتنامي الثقة بينها وبين الغرب. فالعالم لم يعد بحاجة إلى كوارث جديدة إلى جانب كوارث البيئة والطبيعة وأزمة الغذاء وأزمة غلاء الوقود وآخرها وليس أخيرها الأزمة المالية الحادة في أميركا وتبعاتها على العالم.

وعلى ما يبدو لنا فإن الملف النووي الإيراني رهن التطورات التي أحدثتها الانتخابات الأميركية للحزب الديمقراطي والرئيس الجديد باراك أوباما، وربما الانتخابات الإيرانية الجديدة والمعادلة السياسية التي يحيكها العالم من جديد في ظل أزمة مالية خانقة.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكتب الكتاب الإليكتروني مرثية الرقيب؟
- هل سيتّبع أوباما سياسة تجويع الوحش؟
- جاري يا حمودة
- تربية الذباب
- أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني
- أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت
- نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش
- خزّان العنف.. إلى أين؟
- لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً
- نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
- ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كريم الهزاع - بورصة الملف النووي الإيراني