أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم الهزاع - ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني














المزيد.....

ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 02:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في خطوة لبناء مجتمع مدني منفتح، تم مؤخرا وضع حجر الأساس لكنيسة أنغليكانية في قطر، لتكون ثاني كنيسة تقام في هذا البلد. وكان أسقف الكنيسة الأنغليكانية في الخليج والعراق وقبرص، مايكل لويس، قد زار «مركز حوار الأديان» في الدوحة، والتقى رئيسه إبراهيم النعيمي، وأعلن بعد اللقاء بدء أشغال أو نشاطات الكنيسة.

نقول إن تلك الخطوة التي تنتهجها قطر، هي خطوة حقيقية في حوار الأديان، ومباركة في حوار الإنسانية. والمفاجأة الرائعة أنه يوجد هناك مركز لحوار الأديان، على الرغم من وجود الخط المناقض لتلك الخطوة، وهي قناة الجزيرة، وآراء الشيخ يوسف القرضاوي المتطرفة والفتنوية.

والدول الغربية سبقتنا في تلك الخطوة بوقت طويل، حيث تبني المساجد والمراكز الدينية الإسلامية هناك، إلى جانب مراكز لأديان سماوية، وأديان وضعية، كما يطلق عليها من قبل الدعاة المتشددين في الأديان الثلاثة.. ويبنى إلى جانب تلك المراكز، مؤسسات سياسية واجتماعية وفكرية ذات طرح إلحادي.

بمعنى آخر لم يتوقف الحوار على حوار الأديان الثلاثة فقط، بل جميع الأديان وجميع الأفكار، حيث يغدو الحوار حوار الإنسانية جمعاء في ظل مجتمع ليبرالي ديمقراطي منفتح، وفي حالة بناء مسجد إسلامي تدعو الدولة المضيفة، أو الجهة التي قامت ببناء المسجد بدعوة سفراء الدول الإسلامية والسياسيين، وبعض رجال الدين من الأديان الأخرى، لمباركة تلك الخطوة ولسان حال الدولة المضيفة يقول دون أن ينطق لسفراء الدول الإسلامية.. ها نحن نسمح لكم ببناء مساجد في دولنا، فهل ستسمحون لنا ببناء كنائس على أراضيكم، أم أن أراضيكم مقدسة وأراضينا مباحة؟ ولكن ينفض الاحتفال دون أن توجد إجابة عن السؤال، حيث يبتسم المضيف ويقول في داخله: نعرف أن حوار الأديان الذين تدعون له هو حبر على ورق، ولا نريد منكم شيئا، فتلك الخطوة من أجل مواطنينا، ومن أجل مجتمع مدني مفتوح يدحر أعداءه المتأدلجين، أو المتطرفين وخفافيش الظلام.

وفي الاتجاه المعاكس نرى ظاهرة كثرة الفتاوى إذ بعد فتوى «الميكي ماوس»، وتخاريف القرضاوي والدزينة من الفتاوى التي أطلقت خلال سنة واحدة فقط، دعا أحد علماء الدين السعوديين النساء إلى ارتداء النقاب الشامل الذي لا يظهر سوى عين واحدة، حيث قال الشيخ محمد الهبدان إن إظهار المرأة لعينيها الإثنتين قد يشجعها على تزيينهما، ما قد يصير مثارا للغواية.

وكان الشيخ الهبدان الذي يتمتع بنفوذ لدى أوساط علماء الدين في السعودية، يرد عن سؤال في أحد برامج قناة المجد الدينية، حيث وصف الهبدان النقاب المقترح بالقول إنه من المستحسن للنساء ارتداء نقاب فيه شبكة في منطقة العينين، وعلى تلك الشبكة قطعة من قماش تغطي إحدى العينين، تسدلها المرأة في أثناء السير، وترفعها عندما تريد التأكد من سلعة في أثناء التسوق.

ونقول علينا أن نتفهم الهبدان قبل أن نضحك ونقهقه بصوت عال، فكل الذي يعنيه الشيخ «لا فض فوه وفوه اللي درسوه»، بأن تقوم المرأة بالمبادلة بين العينين بدلاً من إرهاقهما سوياً، وأيضاً من أجل التسديد الدقيق نحو الهدف «الرجل» قبل اصطياده ووضعه في الشبكة.

ويحضرني هنا الكثير من التآويل لمفردة الشبكة، هل الشبكة الفخ أم الشبكة القماش أم شبكة العين أم شبكة العصابات أم مجلة الشبكة، التي كانت تحتوي على صور فتيات يرتدين أقمشة على شكل شبكة؟ ولكن نقول يا حبذا لو تسدل المرأة الغطاء كاملاً على وجهها أثناء السفر، وأن تقف مع صديقاتها اللاتي يلبسن نفس الزي ويلتقطن صورة تذكارية للزمن، وبهذا الشكل ستحيلنا الصورة إلى مسألة وأد المرأة أيام الجاهلية، لكن في زمننا الحالي يتم وأدها وهي حية تتنفس، حيث تتحوّل إلى مجرد جثة متحركة، أو مجرد قطعة أثاث في المنزل أو دمية في السرير في ظل الفتاوى الجديدة التي تطلق جزافاً في عصر المعلوماتية وإعادة صياغة أفكار العالم من جديد.

ويحضرني الآن اعتداد أحد الأصدقاء بمشايخ الخليج العربي، وبأنه لا يأخذ الفتوى من شيخ دين مصري، حيث إن المصريين، (والكلام يعود له) يطلقون «الفتوى بعشرة جنيهات والحسابة بتحسب»، ولكن ما الذي سيقوله صديقي هذا حينما يتأكد أن الفتوى أصبحت عند الجميع بالمجان، وبأن زمن «الفتوى بعشرة» ولى، وترك لنا الحسرة في قلوبنا، وقلب ميكي ماوس الذي أمسى في حيرة من أمره ما بين الخطاب الديني والمجتمع المدني الذي سيظل هو وحده يمنح طفل المستقبل الابتسامة.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار
- الصحافة الكويتية واللعب بالمشاعر
- مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
- قضية البدون في الكويت
- طرة أو نقشة
- إلى أين توجهت أصوات «حدس»؟


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم الهزاع - ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني