أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - نحو علاقة محكمة بين التضامن الدولي والبرنامج الوطني















المزيد.....

نحو علاقة محكمة بين التضامن الدولي والبرنامج الوطني


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 08:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


لعبت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني في قطاع غزة دوراً بارزاً بلفت أنظار العالم تجاه حالة الحصار اللإنساني المفروض على قطاع غزة وبصورة مشددة منذ منتصف العام الماضي 2007 ، وذلك بالتنسيق مع القوى التضامنية الشعبية والدولية وفي المقدمة منها حركة غزة الحرة التي تأسست من خلال متضامنين أجانب ومن جنسيات مختلفة بهدف صياغة خطة ترمي إلى كسر الحصار عن قطاع غزة وبوسائل العمل الشعبي والسلمي المنظم المستند إلى القانون الدولي وإلى منظومة حقوق الإنسان العالمية ، وقد ابتدأت سفن كسر الحصار بالدخول إلى قطاع غزة منذ سبتمبر من العام الجاري والسفينة الراهنة والتي تحمل اسم سفينة " الكرامة " والتي رست على شاطئ قطاع غزة في 9/12/2008 والتي ضمت أكاديميين بريطانيين ونشطاء حقوق إنسان ، كانت هي السفينة الخامسة في مسعى إلى زيادة انتباه بلدان العالم على حالة الحصار وضرورة إنهاؤه لما له من انعكاسات سلبية على المواطنين على الصعد الإنسانية والتنموية والسياسية ، حيث أن إسرائيل تفرض عقاباً جماعياً على مواطني القطاع وتعمل على إفقارهم عبر الإغلاق شبه المستمر للمعابر التجارية وتريد ان تعزل القطاع وتعيد به القهقري إلى العصور السابقة .
إن التشبيك والتنسيق ما بين منظمات المجتمع المدني الفلسطيني من جهة وحركة غزة الحرة ومع حركة التضامن الدولي من جهة ثانية دليل واضح على ضرورة تضافر العناصر المحلية مع الدولية باتجاه صياغة رؤية واستراتيجية واحدة ترمي إلى إنهاء حالة الحصار والانتصار لقيم الحرية والديمقراطية والعدالة .
وأمام تلك الانجازات العملية عبر ادخال السفن بصورة منهجية ومنتظمة وخلق الحراك الاعلامي والسياسي أمام الأوساط الدولية تجاه معاناة سكان القطاع ، فإننا يجب أن ننتبه إلى طبيعة المخطط الاحتلالي الإسرائيلي ، حيث أن هذا المخطط يسير ومنذ تنفيذ خطة فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005 باتجاه تعميق الفصل ما بين القطاع والضفة في سياق العمل على تقويض وحدة المشروع الوطني وتفكيك عناصره المجسدة بالأرض والشعب والمؤسسة السياسية الواحدة ، حيث استغلت إسرائيل حالة الانقسام السياسي الذي جرى في منتصف العام الماضي لتعميق وترسيخ هذا المخطط والرؤية الرامية إلى تفكيك عناصر الهوية الوطنية الفلسطينية الموحدة ، فقد فرضت حصاراً شاملاً على قطاع غزة وأعلنته كياناً معادياً في 19/9/2007 ، وحتى بعد إعلان التهدئة فإن إسرائيل لم تلتزم باستحقاقاتها من خلال عدم ادخال المواد الخام والكميات اللازمة للحياة الإنسانية والانتاجية، وأبقت القطاع اسيراً للإدارة الاحتلالية محكمة السيطرة عليه وفي إطار تحويله إلى أكبر معتقل جماعي بالتاريخ ، وبالمقابل فقد قامت بتنفيذ مخططاتها بالضفة الغربية عبر استكمال بناء جدار الفصل العنصري والامعان في تهويد القدس وانشاء نظام من المعازل والكنتونات المحاطة بالأحزمة والكتل الاستيطانية الضخمة بالضفة الغربية .

وعلية وفي اطار استراتيجية الكفاح الذي تخوضه منظمات المجتمع المدني وبدعم من قوى التضامن الدولي من المناسب الانتباه لطبيعة المخطط الاحتلالي والذي يحاول اضافة إلى ما تقدم العمل على بعدين :-
1. تحويل أوضاع قطاع غزة إلى قضية انسانية عبر التركيز على فتح المعابر لادخال السولار الصناعي لتوليد محطة الكهرباء ، والتركيز على اعمال الاغاثة عبر البرامج التي تقدمها المنظمات الانسانية الدولية دون ربط مسألة مضاعفات الأوضاع الانسانسة بالقضية السياسية ويجذر المشكلة المجسدة بالاحتلال بما أن الحصار أحد تجلياته وأفرازاته .
2. محاولة إلقاء أعباء قطاع غزة الاقتصادية ابتداءً على مصر، من خلال تقليض العلاقة الاقتصادية مع اسرائيل إلى أدنى حد ممكن وبالمقابل ملئ فراغ البضائع والموارد الاستهلاكية من السوق المصري وعبر غض النظر على سياسة الانفاق ، رغم التأكيد على ان الانفاق كان نتيجة وليس سبباً بمعنى أنه كانت آلية لمواجهة الحصار ، ولكن اسرائيل استغلت الحصار وأحكمته بصورة مشددة على قطاع غزة لتجعل المواطنين والتجار التفكير بالوسائل والطرق والآليات البديلة لملئ الفراغ ولسد حالة الاحتياجات المباشرة للسلع والمواد الضرورية التي يحتاجها المواطنين بصورة دائمة ومستمرة ، علماً بأن الاحتلال يرمي من وراء ذلك إلى التنصل من مسؤولياته كقوة محتلة ملزمة بتنفيذ وثيقة جيف الرابعة بحق مواطني قطاع غزة .
ومع التأكيد على أهمية العمل على كسر الحصار سواءً عبر البحر أو عبر صياغة اتفاقية تنظم حركة الأفراد والبضائع عبر معبر رفح بما أنه أساساً معبر مصري – فلسطيني ، وبما أن اسرائيل ادعت أنها انسحبت من قطاع غزة عام 2005 ، فإننا يجب أن تنتبه إلى المخاطر الواردة أعلاه الأمر الذي يتطلب ربط نشاطات قوى التضامن باستهداف الاحتلال حيث أن الحصار أحد عناوينه وبما أنه أساس المشكلة ،كما يتطلب تفعيل نشاط منظمات المجتمع المدني بالضفة الغربية ، وتنظيم فاعليات مشتركة تؤكد على وحدة الأرض والوطن والهوية ، أي العناصر المشكلة للشعب الفلسطيني المستهدف من قبل الاحتلال والذي يرمي إلى تفتيت وتفكيك مبناه الجغرافي والمؤسساتي والسياسي الموحد .
من هنا فإننا مطالبين باعادة صياغة استراتيجية التضامن الدولي من حيث الاستمرار باستقدام السفن من أجل ترسيخ السيادة الوطنية على المياه الاقليمية في قطاع غزة ، في ظل ادعاء الاحتلال مرة أخرى بانه نفذ انسحاباً من القطاع عام 2005 ، أما إذا قام بمنع دخول بعض السفن فإنه يرسخ نفسه والحالة هذه كقوة محتلة ملزمة بتطبيق وثيقة جنيف الرابعة على سكان قطاع غزة ،كما ذكرنا سالفاً .
ولكن من الهام أن نعيد صياغة تلك الاستراتيجية عبر دمجها في اطار التصور الوطني التي تجمع عليه كافة القوى والفاعليات الوطنية والاسلامية والرامي إلى ضرورة التركيز على وحدة الوطن جغرافياً ، وسياسياً ، الأمر الذي يستلزم التفكير الجاد بانهاء الانقسام بوصفه الطريق الأقصر والأكثر ضمانة لانهاء الحصار عن قطاع غزة ، حيث أن قيمة القطاع والضفة والقدس تكمن في اندماجهم جميعاً في بوتقة تعزز من مقومات الهوية الوطنية خاصة إذا أدركنا أن المشروع الاحتلالي يبنى على سياسة التجزئة والتفتيت وفي مقابلها فنحن بحاجة إلى الوحدة والتجميع .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الأنفاق على الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة- قراءة اولية
- دور الشباب في المشاركة السياسية وصناعة القرار
- - الأزمة المالية العالمية وفلسطين -
- الرأسمالية لم تعد قدراً للبشرية
- - د. حيدر عبد الشافي بعد عام على رحيله - هل تعلمنا بعض من ال ...
- فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري
- مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب
- تقديراً للدكتور رباح مهنا
- دور المؤسسات المانحة في ظل حصار غزة
- دور المنظمات الأهلية في الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع
- الشباب وحرية الراي والتعبير
- في مفهوم وحدة اليسار الفلسطيني
- نحو العودة إلى اصول الصراع
- أي دور للمجتمع المدني في الظروف الراهنة؟؟
- اثر الحصار على الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة
- من اجل الوفاء للقائد الكبير - الحكيم -
- منظمة التحرير الفلسطينية بين التفعيل والاستخدام
- المشروع التنموي الفلسطيني بين انابولس وباريس
- في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة
- دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفقر


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - نحو علاقة محكمة بين التضامن الدولي والبرنامج الوطني