أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن ابو رمضان - - د. حيدر عبد الشافي بعد عام على رحيله - هل تعلمنا بعض من الدروس والعبر















المزيد.....

- د. حيدر عبد الشافي بعد عام على رحيله - هل تعلمنا بعض من الدروس والعبر


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 04:51
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مرت ما يقارب السنة على رحيل د. حيدر عبد الشافي في 25/9/2007 ، رمز النزاهة والمصداقية ، وأحد عناوين الوطنية الفلسطينية ، والمناضل باستمرار باتجاه وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات الخارجية وفي مقدمتها الاحتلال وممارساته الاستيطانية والتوسعية والعدوانية .
مرت هذه السنة ولكن بتثاقل حيث تعمق الانقسام السياسي والجغرافي ما بين كل من حركتي فتح وحماس والضفة الغربية وقطاع غزة ، فقد دخل الانقسام في تفاصيل حياة شعبنا وأحدث شرخاً بنوياً في نسيجه الاجتماعي الداخلي وعرض التجربة الديمقراطية ومؤسساتها للمخاطر والنكوص ، كما أدخل المجتمع في أتون دائرة الفعل ورد الفعل وقد أدى كل ما تقدم إلى تراجع مكانه القضية الوطنية لشبعنا في ظل استفراد الاحتلال بالوطن والهوية والشعب ، عبر سياسة التوسع الاستيطاني وبناء الجدار واستمرار الحصار على قطاع غزة ، وتعزيز المعازل والكنتونات والتمييز العنصري بالضفة الغربية .
لقد كان د. حيدر يردد باستمرار أهمية الإجابة على سؤال ما العمل لتجاوز المأزق الذي يعيشه شعبنا ؟، وكان يتساءل لماذا لم يحقق شعبنا أهدافه رغم عظمة التضحيات من الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وقد كان يجتهد بالإجابة أن القيادات الفلسطينية الوطنية ما قبل نكبة 48 كانت تتكون من القيادات التقليدية و الإقطاعية وغير المتعلمة ، حيث كانت تراهن على الانتداب البريطاني ولكنه كان يستغرب من القيادة الوطنية المعاصرة في إطار الثورة الفلسطينية و" التي ترسخت هذه الثورة وعنوانها السياسي المجسد بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد هزيمة حزيران 67 "، وذلك من خلال الاعتراف العربي والدولي بتلك المنظمة كمعبر عن الهوية الوطنية وتطلعات شعبنا الكفاحية ، حيث ان تلك القيادات استمرت بالعمل غير المبنى على التخطيط والمستند إلى التجربة والخطأ بعيداً عن المنهجية العلمية في تحليل الواقع والعمل على صياغة الخطط والبرامج التي تقود إلى تحقيق الهدف ، رغم احترام د. حيدر ومعه الكثير من الوطنيين الديمقراطيين للتجربة الوطنية للمنظمة وقادتها ولكنه كان يركز على مبدأ النظام والتخطيط والابتعاد عن الارتجالية والعفوية ،كما كان ينتقد استخدام الموقع لتحقيق المنافع والنفوذ مؤمناً أن العمل الوطني يجب أن يكون قائماً على البذل والعطاء في إطار ضرورة تجنب الاستفادة من هذا العمل بل بذل الجهد في سياق الكفاح وإعطاء النموذج والمثال حول المثابرة وإنكار الذات في سبيل مصلحة المجموع .
لقد كان واحداً من ابرز القياديين الذين يركزوا على مبدأ الوحدة الوطنية حيث كان له دوراً بارزاً في إنشاء الجهات الوطنية في إطار مقارعة الاحتلال وفي تشكيل اللجان الوطنية ذات الأبعاد الجماهيرية بالوطن المحتل من خلال لجنة التوجيه الوطني 76 ،و القيادة الوطنية الموحدة 88- 87 .
كما كان يربط الجهد الوحدوي الذي يجب أن يكون قائماً على تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والفئوية أو الشخصية والعائلية بضرورة المأسسة والنظام والابتعاد عن الفساد وضرورة تحقيق مبدأ القيادة الجماعية وفق المعايير الديمقراطية ، لذلك فلم يكن غريباً قيادته لوفد مكون من شخصيات وطنية مختلفة من الوطن والخارج في عام 93، حيث توجهوا إلى القيادة الفلسطينية في تونس مطالبينها بضرورة تحقيق القيادة الديمقراطية الجماعية والابتعاد عن حالة التفرد أو الهيمنة ، كما استمر في رسالته هذه عبر تشكيل حركة البناء الديمقراطي التي أرادها نواة لتجميع القوى الوطنية الديمقراطية من أجل اختطاط منهج جديد بالمجتمع يستقطب الأغلبية الصامتة خارج دائرة القطبين المتنافسين فتح وحماس ،منهج يربط بأحكام ما بين الوطني والديمقراطي والاجتماعي والحقوقي ، وقد كان هذا واحداً من أهدافه الرئيسية وراء تأسيس المبادرة الوطنية الفلسطينية أيضاً في إطار تحديد الأولويات الوطنية والقائمة على ترتيب البيت الداخلي وإنهاء حالة الازدواجية بالإستراتيجية والأدوات التي سادت إبان الانتفاضة الثانية في " سبتمبر 2000 " رافعاً شعار القيادة الوطنية الموحدة ، القادرة على إدارة الصراع الوطني في مواجهة الاحتلال ومخططاته ووسائله ومن أجل تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال .
لقد استطاع د. حيدر ان يفصل وبصورة منهجية بين موقفه من اتفاق أوسلو الذي عارضه وسجل الملاحظات النقدية تجاهه ، خاصة بسبب عدم معالجة الاتفاق لموضوع الاستيطان الذي كان يعتبره الموضوع المركزي بالقضية الوطنية لشعبنا وكان يشدد على ذلك عبر مفاوضات واشنطن عندما كان يرئس الوفد الفلسطيني على خلفية مؤتمر مدريد عام 91، وبين المشاركة التمثيلية بالمؤسسة التشريعية الفلسطينية ، حيث شارك بالانتخابات النيابية الأولى التي جرت في يناير 96 ، واعتبر ذلك جزء من حق شعبنا في تقرير المصير ، وأننا عبر المؤسسة وتحديد آليات المراقبة والمسائلة والحكم السليم والعمل الديمقراطي ربما يساعدنا ذلك ويمكننا من تقوية المبنى الداخلي على اسس ديمقراطية لنستطيع وبصورة جماعية وعبر إرادة المواطنين الوصول لتحقيق أهداف شعبنا .
إلا أن د. حيدر لم يتردد بالاستقالة بعد سنة من انتخابه بأعلى الأصوات من عضوية المجلس التشريعي مرجعاً السبب لعدم استجابة السلطة التنفيذية لمطالب الإصلاح ومحاربة الفساد وإلى تواطؤ المجلس التشريعي مع السلطة التنفيذية خاصة عندما قام المجلس التشريعي بإغلاق ملف الفساد استجابة لتوجيهات السلطة التنفيذية في حينه .
لقد كانت ثلاثة حلقات مترابطة تحدد أولويات ونضالات ومسيرة عمل د. حيدر عبد الشافي ، وتتجسد تلك الحلقات بالأبعاد " الوطنية والديمقراطية والاجتماعية " ، فلم يكن ينظر إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة أو الجبهة الوطنية بمعزل عن آليات اتخاذ القرار بصورة ديمقراطية وعن أهمية تعميق المنهج الديمقراطي بالمجتمع من خلال تعزيز مبدأ التسامح ، وتقبل الآخر واحترام التعددية الحزبية والسياسية وضمان حرية النقد والرأي والتعبير ، وقد أثبت ذلك عبر التجربة ، من خلال موقفه الوطني الرائع إبان الاعتداء الذي تم على جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لقطاع غزة عام 79 ، فقد أكد على أهمية تجاوز هذه الأزمة واعتبر أن الصراع الرئيسي يجب ان ينصب في مواجهة الاحتلال وليس من خلال الصراع الداخلي .
كما كان يشدد على البعد الاجتماعي مؤكداً على أهمية الأخلاق بالمعنى الواسع والذي كان يعنى وفق تفسيره تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ، احترام القانون والنظام وتحديد الأولويات ، الابتعاد عن النزعات العشائرية والفئوية والشخصية ، كما كان حريصاً على مصالح الفقراء والضعفاء والمهمشين ليس فقط من خلال تقديم المساعدات لهم ولكن من خلال اهتمامه بمبدأ التعليم الذي كان يعتبره أساس النهوض والتقدم وعنوان للتمكين وتقوية الإنسان الفلسطيني في مواجهة كافة الصعوبات والمعيقات .
إننا وبعد عام على رحيله فنحن بحاجة إلى استلهام تجربته وتمثل قيمة ومفاهيمه ، والتعلم من مسيرته والنهل من أفكاره الناتجة عن تجربة تاريخية وعن وعي معرفي وثقافي عميق ، فما زال الاحتلال جاثماً على الأرض الفلسطينية وهو المستفيد الأول من ظاهرة الانقسام والانشقاق الوطني ومن تعريض التجربة والمكتسبات الديمقراطية لخطر التبديد والتقويض ، فهو يجاهر للعالم بان شعبنا غير جدير بحق تقرير المصير وأنه فشل في إدارة مؤسساته الديمقراطية ، كما ان استغلال الاحتلال يتحقق حينما يدخل الانشقاق في تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني سواء ذلك عبر دائرة الفعل وردود الفعل ما بين حكومتي غزة والضفة الغربية ، ومن خلال التجاوزات التي تتم بحق التجربة الديمقراطية سواءً عبر الاعتقال السياسي أو إغلاق بعض الجمعيات على خلفية سياسية وليست قانونية ، أو عبر تقييد حرية النشر والإعلام والتعبير ... إلخ ، من الممارسات التي تتم في كل من الضفة والقطاع وبتفاوت نسبي بين المنطقتين ،وقد دخل الصراع مؤخراً منعطفاً خطراً حينما أصبح يمس قطاعات التعليم والصحة والجامعات إضافة إلى القضاء إلا أن الخط العام يشير إلى التراجع والنكوص عن العمل المؤسساتي والقانوني واستبداله بالعمل الانتقامي من هذا الطرف بحق الطرف الآخر الأمر الذي لن يساعد في تحقيق طموحات وتضحيات شعبنا وأهدافه الوطنية .
لقد بات مطلوباُ تكتيل كافة القوى والفاعليات والشخصيات الوطنية في دائرة واحدة لمواجهة خطر الانقسام كمهمة ذات أولوية كما كان يعمل المناضل الراحل أبو خالد ، من خلال دفع كافة الجهود ليس فقط لتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق وثيقة الوفاق الوطني ولكن من اجل بناء قيادة وطنية موحدة عبر منظمة التحرير الفلسطينية التي من الهام إعادة بنائها وتطويرها وفق آليات إعلان القاهرة 2005 .
وإذا كان الاحتلال مستمراً بشقيه المادي والقانوني في كل من الضفة والقطاع فإنه من الهام تأجيل الخلافات الفكرية والاجتهادات الثقافية لما بعد انجاز مهام التحرر الوطني ، وهذا يتطلب العودة إلى الدروس والعبر التي كان ينشرها د. حيدر عبد الشافي في مسيرته والقائمة على ضرورة الابتعاد عن الأجندة الفئوية والشخصية والعائلية وكذلك العمل على تقديم المصلحة الوطنية بصورة أساسية عن أية مصالح أخرى .
فالانتماء لفلسطين أهم من التأثر بالمتغيرات والعوامل الاقليمية والدولية ، والتي تحاول ان تستفيد من الورقة الفلسطينية لتحسين توازنات القوى في إطار الصراع بالمنطقة ، ولكن فقد أثبتت التجارب أن الانشداد للأولوية الوطنية تشكل حجر الرحى باتجاه وحدة الموقف الفلسطيني أولاُ وتحديد التحالفات ثانياً بما يمكن من تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا .
إن تمثل قيم وأهداف ومبادئ د. حيدر عبد الشافي بات ضرورة ملحة فالدوائر الوطنية والديمقراطية والاجتماعية المتداخلة يجب ان تشكل عنواناً لأوسع تيار وطني وديمقراطي يستطيع تجميع طاقاته وإمكانيات باتجاه ترسيخ منهجاً جديداً بالمجتمع مبنى على قيم الانتماء الوطني والتعددية والمواطنة والمعرفة والعلم والنظام والتخطيط كأسس منهجية بدونها من الصعوبة بمكان الوصول إلى الطريق الذي يقود لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا .
إننا جميعاً مدعون لتمثل تلك المبادئ التي أفنى حياته د. حيدر عبد الشافي في سبيلها وقد كان رمزاً للنزاهة والمصداقية والوحدة الوطنية .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري
- مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب
- تقديراً للدكتور رباح مهنا
- دور المؤسسات المانحة في ظل حصار غزة
- دور المنظمات الأهلية في الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع
- الشباب وحرية الراي والتعبير
- في مفهوم وحدة اليسار الفلسطيني
- نحو العودة إلى اصول الصراع
- أي دور للمجتمع المدني في الظروف الراهنة؟؟
- اثر الحصار على الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة
- من اجل الوفاء للقائد الكبير - الحكيم -
- منظمة التحرير الفلسطينية بين التفعيل والاستخدام
- المشروع التنموي الفلسطيني بين انابولس وباريس
- في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة
- دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفقر
- هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟
- مرة أخرى عن الانتخابات والديمقراطية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن ابو رمضان - - د. حيدر عبد الشافي بعد عام على رحيله - هل تعلمنا بعض من الدروس والعبر