أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب















المزيد.....

مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعكف السلطة الوطنية الفلسطينية على الأعداد لمؤتمر الاستثمار والذي سيعقد في مدينة بيت لحم في الفترة الواقعة ما بين 21-23 من الشهر الجاري .
ومن الواضح أن هذا المؤتمر يأتي كحلقة في سلسلة الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت على خلفية الاجتماع الدولي الذي عقد في انابولس وبهدف تشجيع الدول المانحة والمستثمرين للمساعدة في ضخ التمويل الضروري لاستمرارية عمل السلطة الوطنية وكذلك الشروع في تنفيذ المشاريع الإنتاجية والتنموية التي من الممكن أن يكون لها أثراً نسبي في معالجة ظاهرتي الفقر والبطالة وتحقيق النمو الاقتصادي .
لعلنا نذكر اجتماع الدول المانحة والذي عقد في باريس والتي تعهدت به الدول المانحة بتقديم مساعدة مالية للسلطة تقدر بمبلغ 7.7 مليار دولار، وبالتالي فإن مؤتمر بيت لحم يأتي في ذات السياق والمسيرة الرامية لتشجيع السلطة القائمة ولكن من خلال القطاع الخاص هذه المرة ومشاريعها الاستثمارية ، باختلاف مؤتمر باريس الذي كان مخصصاً لتمويل السلطة عبر القطاع العام" الحكومي " وخاصة دعم الموازنة العامة بصورة أساسية وبعض المشاريع التنموية الأخرى بصورة ثانوية .
وهنا من المفيد ان نتذكر التقارير الصادرة عن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وكذلك التقارير الصادرة عن البنك الدولي بخصوص الحالة الاقتصادية والاجتماعية بالوطن الفلسطيني والتي تؤكد انه في ظل استمرارية الحواجز والتي يصل عددها بالضفة الغربية إلى 570 إضافة إلى الاستيطان وجدار الضم والتوسع واستمرارية الحصار المطبق والمشدد المفروض على قطاع غزة ، فإنه يستحيل والحالة هذه تحقيق التنمية أو الانتعاش الاقتصادي ، حيث ستتحطم كل المشاريع والخطط الناتجة عن المؤتمرات المالية على صخرة هذا الواقع العنيد المبنى على تقطيع الأوصال عبر الحواجز وسياسة المعازل والكنتونات المفروضة من قبل الاحتلال .
وقد أشار البنك الدولي في تقريره الأخير الصادر في ابريل من العام الحالي ان هناك ثلاثة عوامل يجب ان تتداخل من اجل تحقيق التنمية والإنتاجية بالأراضي الفلسطينية :-
1. إزالة الحواجز والمعيقات .
2. الإصلاح وإعادة الهيكلة بالسلطة وأجهزتها .
3. استمرارية تدفق أموال الدول المانحة .
وإذا نظرنا إلى الأسباب الواردة أعلاه فإننا نجد أن كل واحدة منها تشكل عقبة ، رغم ان العقبة الكبرى ما زالت تكمن وتتجسد بسياسة الحصار والإغلاق والحواجز والمعازل ، علماً بأن عملية الإصلاح لم تنجز بصورة واضحة، كما أن حجم التمويل الذي وصل إلى السلطة ما زال محدوداً بالمقارنة مع حجم التعهد ، كما ان الأسباب الواردة الذكر يمكن ان تساعد مرحلياً وليس بصورة دائمة وثابتة باتجاه إنقاذ الوطن الفلسطيني من براثن الإفقار والتهميش ، الذي يتجسد عبر تحويل أسواق الوطن إلى اسواقاً استهلاكية لصالح المنتجات الإسرائيلية في سياسة تهدف إلى استلاب التنمية بالضفة وسحقها في قطاع غزة بهدف إعادته عبر الحصار إلى الأزمنة السابقة ليصبح مجتمعاً استهلاكياً اغاثياً خالصاً وعصياً عن التنمية حتى بعد إزالة آثار الحصار ، حيث سيحتاج القطاع إلى سنوات لإعادة تأهيله وتهيئته ليعود قادراً على استعادة عافيته من جديد كما يؤكد تقرير البنك الدولي ذاته .
كما يؤكد التقرير ايضاً أن مضاعفة المساعدات المالية ستسهم في زيادة الدخل القومي الفلسطيني بنسبة 7% أما رفع الحواجز فإنه سيؤدي إلى ارتفاعه بنسبة 25% .
وعليه فنحن مطالبين باستخلاص العبر من التجارب الماضية ، حيث ان جميع المساعدات التمويلية والاستثمارية لن تخرج شعبنا وفئاته الواسعة من دائرة الفقر والبطالة ، فقد وصل إلى السلطة الفلسطينية منذ عام 94 أكثر من 10 مليار $ ، إلا أنها لم تخلق حالة من الإنتعاش الاقتصادي والتنموي في ظل اعتمادية السلطة على تلك المساعدات ،وفي ظل استمرارية المعيقات الاحتلالية عبر تقطيع الأوصال والحصار والحواجز .
لقد بات مطلوباً رفع الصوت عالياً ، حيث ان مدخل حل الأزمة الاقتصادية في فلسطين على وجه التحديد يتجسد بالمدخل السياسي الرامي للضغط على الاحتلال لرفع الحواجز وتمكين شعبنا من إدارة شؤونه عبر منحه حقه بالسيادة الوطنية وتقرير المصير ترجمة لإعلان الحق بالتنمية الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 86 .
وعليه فهل يهدف المؤتمر الدعاية الإعلامية ليس إلا في محاولة لتصوير اهتمام المجتمع الدولي بالضفة الغربية التي تدار من قبل " المعتدلين " ، وإعطاء نموذجاً معاكساً في غزة التي تدار من قبل " المتطرفين " ؟؟
رغم انه من الواضح ان الهدف ما زال يكمن في استهداف مكونات الشعب الفلسطيني بغض النظر عن طبيعتهم أكانوا " معتدلين " ام " متطرفين " في سياق استمرارية النهج الاحتلالي الرامي لفرض سياسة المعازل والكنتونات وسد آفاق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ، وإلا كيف يمكن تفسير ان كل المساعي الدولية بما فيها جولات الوزيرة رايس وزيارتها للرئاسة الفلسطينية والتي وصلت إلى 15 جولة حتى الآن، وكذلك استمرار جولة المفاوضات بين الرئيس عباس وأولمرت دون ان يتمخض عنها شيئاً إلى الآن، بالإضافة إلى المساعي التي قام بها مبعوث الرباعية الدولية السيد طوني بلير نقول رغم كل ذلك إلا انه لم تقم إسرائيل برفع الحواجز وتسهيل الحركة ، ألا يشير ذلك بأن إسرائيل والحالة هذه تسير وفق مخططاتها وتستهدف الجميع بلا استثناء ؟؟ وألا يعلمنا ذلك أهمية الاهتمام بأولوياتها الوطنية والداخلية بدلاً من الارتهان على الموارد الخارجية والرهان على وعود المجتمع الدولي .
حيث أثبتت التجربة أن التنمية مستحيلة وعصية في ظل هكذا واقع ، وعليه فلن يتم تنفيذ العديد من المشاريع الإنتاجية بالضفة أو بناء مناطق صناعية إلا لتشجيع سياسة التعاقد من الباطن والاستفادة من الايدى العاملة رخيصة الأجر بالضفة الغربية ، وبالتالي فإن معظم المنفعة ستكون عائدة لصالح سياسة الاستلاب التي تخدم الاقتصاد الاسرائيلي وليس بالضرورة لصالح القطاعات الإنتاجية والتنموية الفلسطينية، حيث لا يمكن ان تنتعش تلك القطاعات وكذلك الفئات الاجتماعية الواسعة إلا بإزالة سياسة الاستلاب والتي تتمظهر إحدى مظاهرها في استمرارية سياسة الحواجز والمعازل والحصار .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديراً للدكتور رباح مهنا
- دور المؤسسات المانحة في ظل حصار غزة
- دور المنظمات الأهلية في الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع
- الشباب وحرية الراي والتعبير
- في مفهوم وحدة اليسار الفلسطيني
- نحو العودة إلى اصول الصراع
- أي دور للمجتمع المدني في الظروف الراهنة؟؟
- اثر الحصار على الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة
- من اجل الوفاء للقائد الكبير - الحكيم -
- منظمة التحرير الفلسطينية بين التفعيل والاستخدام
- المشروع التنموي الفلسطيني بين انابولس وباريس
- في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة
- دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفقر
- هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟
- مرة أخرى عن الانتخابات والديمقراطية


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب