أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري














المزيد.....

فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 10:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


تنتمي نكبة فلسطين عام 48 والتي أدت إلى قيام دولة إسرائيل على انقاض الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده من دياره إلى حالة غير تقليدية من الاستعمار ، بل لحالة استثنائية تجمع بين الاستعمار التقليدي المباشر وبين التوجه الاقلاعي والتشريدي والرامي إلى تفتيت مقومات الشعبي ووحدة هويته وصولاً إلى دمجه في تجمعات اخرى بهدف إلغاء تواصله وترابطه التي تعبر عنها الهوية الوطنية .
وعليه فإن الاستعمار الاقلاعي والاستيطاني والتشريدي لم يأت لخلق التعايش والمصالحة مع الشعب الفلسطيني بل اتى ضمن تصوره الاستراتيجي القائم على الإحلال وإلغاء الآخر وتكوين بنية اجتماعية اقتصادية بديلاً عنه وعلى انقاضه .
وإذا استندنا إلى المقولة المشهورة لأحد المفكرين العالميين والذي كان يردد أن شعباً يضطهد شعباً آخر لا يمكن ان يكون حراً ، فإن اسرائيل وتواجدها السكاني على جزء من أرض فلسطين عبر القوة العسكرية المدعومة من القوى الرأسمالية العالمية ، ينتمى إلى حالات الاضطهاد والاستعمار والاستغلال ، الأمر الذي ينفى الطابع التحرري أو القومي وراء تأسيس دولة إسرائيل كما كان يدعي قادة الحركة الصهيونية ، خاصة ان مشكلة أقلية ما لا يمكن ان تحل على حساب شعب آخر وعبر إلغائه وإقصائه وقمعه وتشريده .
إن استخدام قادة الحركة الصهيونية للمسوغات التاريخية والدينية عبر ادعاء الوجود التاريخي لليهود على ارض فلسطين تنفيه توجهات الحركة الصهيونية ذاتها وذلك عبر مؤتمر بال المنعقد عام 1897 ، حيث كانت فلسطين إحدى خيارات الحركة الصهيونية ولم تكن الخيار الوحيد فإلى جانبها كانت هناك اقتراحات لاستيطان اليهود بها مثل سيناء وقبرص والأرجنتين ، إلا أن اختيار فلسطين والبدء بالشروع في توجيه الهجرة اليهودية إليها في بداية القرن العشرين كانت نتاجاً لالتقاء مصالح الرأسمال اليهودي مع مصالح الرأسمالية العالمية المجسدة بالامبراطورية البريطانية في ذلك الحين ، والتي رأت بامكانية تشكيل دولة لليهود في فلسطين مدخلاً هاماً لتأمين مصالحها بالشرق الأوسط ، ومن اجل ضمان استمرارية الوصول إلى أكبر مستعمراتها وهي الهند ، وبهدف خلق هذا الجسم الغريب بالوطن العربي لكي يصبح أداة في مواجهة قوى النهوض والتحرر العربي المعادية للاستعمار والمطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال الوطني .
وإذا واكبنا الاستراتيجية الاسرائيلية الراهنة ، فإننا نجد وبما لا يدع مجالاً للشك بأنها تأتي امتداد لنهج وعقلية النكبة التي مورست بحق شعبنا ، فمازال المخطط الاحتلالي الاسرائيلي يرمي إلى تفتيت مكونات الشعب الفلسطيني وتحويله إلى تجمعات سكانية متناثرة فاقدة إلى الناظم التجميعي لها والمجسد بالهوية الوطنية والتي يمكن التعبير عنا بالدولة والاستقلال الوطني .
فالاحتلال الإسرائيلي ومنذ عام 67 ينشط باتجاه بناء المستوطنات وقد توجها مؤخراً ببناء جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية ويعمل على تهويد القدس ويقوم بحصار وعزل قطاع غزة في ممارسات تشير تقارير منظمات حقوق الإنسان أنها تخرق وثيقة جينيف الرابعة الرامية إلى حماية المدنيين في زمن الحرب والقانون الدولي الإنساني بما انها ممارسات يشكل العقاب الجماعي أحد محاورها الهامة وترمي إلى تغيير معالم الشعب والأرض والقضية الوطنية لشعبنا .
لقد اعتبر شارون ان الانسحاب الأحادي من قطاع غزة والذي تبناه بعده اولمرت على قاعدة خطة الانطواء بالضفة الغربية أنها تأتي استكمالاً لحرب48 ، ذلك أنها تنشد إلى تقطيع أوصال الأرض والوطن والشعب وزجه في تجمعات سكانية صغيرة مقابل ضم مساحات واسعة من الأرض في سياسة احتلالية اقلاعية وفي ممارسة وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر بأنها تنتمي إلى سياسة التمييز العنصري .
إن أحد الدروس المستخلصة من ذكرى ستين عاماً على النكبة تكمن في ضرورة بلورة الأداة السياسية المعبرة عن حقوق شعبنا، الأمر الذي يستلزم إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعليها وتطويرها على أسس من المشاركة والديمقراطية بحيث يتم إعادة اعتبارها عنواناً للحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والاستيطان خاصة مع ضرورة التأكيد على أهمية تمثيل الشعب الفلسطيني بالوطن والشتات ، خاصة إذا لمسنا أن الاحتلال الإسرائيلي يسير بمخططاته غير عابئ بالمفاوضات وبالونات اختبار التسوية ، وهو يرمي إلى تشتت شعبنا وتجزئته وتقسيمه بهدف تفتيته وتقويض وحدة هويته الوطنية .
ولعل المدخل الأنسب من اجل العمل على إعادة بناء وتفعيل البيت المعنوى لشعبنا وعنوانه الكفاحي تطبيقاً لإعلان القاهرة عام 2005 والمجسد بمنظمة التحرير الفلسطينية يكمن بالشروع الفوري لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي على طريق العمل على انتزاع المبادرة من جديد عبر الاتفاق على رؤية وأهداف وأدوات تساعد على تحقيق طموحات شعبنا وانجاز حقه بالحرية والاستقلال أسوة بباقي شعوب الأرض .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب
- تقديراً للدكتور رباح مهنا
- دور المؤسسات المانحة في ظل حصار غزة
- دور المنظمات الأهلية في الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع
- الشباب وحرية الراي والتعبير
- في مفهوم وحدة اليسار الفلسطيني
- نحو العودة إلى اصول الصراع
- أي دور للمجتمع المدني في الظروف الراهنة؟؟
- اثر الحصار على الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة
- من اجل الوفاء للقائد الكبير - الحكيم -
- منظمة التحرير الفلسطينية بين التفعيل والاستخدام
- المشروع التنموي الفلسطيني بين انابولس وباريس
- في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة
- دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفقر
- هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟
- مرة أخرى عن الانتخابات والديمقراطية


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري