أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عبد العالي الحراك - ما سبب فشل اليسار العراقي؟















المزيد.....

ما سبب فشل اليسار العراقي؟


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:01
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


هذا سؤال سهل الصياغة.. متعدد الاجابة. وبعيدا عن اسباب فشل عموم اليسار في العالم,فان ليسارالعراق خصوصيته في الفشل.. وجه لي هذا السؤال من شخص عراقي لا اعرفه ولا يعرفني عن قرب,ربما عن طريق اطلاعه على كتاباتي المجتزئة والمعبرة فقط عن حرص وطني ووجع داخلي,ضانا اني ضليع في السياسة وعلوم المجتمع والاقتصاد,فترك العلماء والباحثين والاكاديميين المتخصصين امثال(فالح عبد الجبار,كاظم حبيب,حامد الحمداني,ياسين النصير,جاسم المطير,تحسين الآلوسي,سيارالجميل,عادل حبة,صادق اطيمش وقادة الحزب في لجانه المركزية وماكتبها السياسية المتعاقبين عليها الاحياء منهم على وجه الخصوص....والقائمة تطول) الذين يقصرون جميعا في عدم دراستهم للموضوع وعدم البحث الجدي في ايجاد الحل او مقترحات الحلول او ان يكون بعضهم سببا صانعا او مشاركا في استمرار الفشل. السؤال مهم والجواب طويل وهو موجود ضمنيا في تاريخ الحركة الوطنية العراقية التي عبرعنها الحزب الشيوعي العراقي عبر تاريخه الطويل.ومن عاش (مائة سنة) من عمره او يزيد يستطيع ان يحكي قصة الفشل شرط ان يكون ذكيا وعلميا ومطلعا ومحايدا وحريصا ومخلصا في وطنيته ,وهذا غير موجود مع شديد الاسف,ليس بسبب موت تلك الشخصية الوهمية اوعدم قدرتها العقلية بسبب العمر,انما بسب الغياب والانضواء والانعزال والاستقالة وهو احد اسباب فشل اليسارالعراقي,أي ان يغيب القادرعلى قول الحقيقة وتصحيح المسيرة بعد التوقف عند كل منعطفاتها وقيادة السرب الرئيسي باتجاه وحدة الاسراب الثانوية المتفرعة..ملخص القول ان قيادة السرب (الكبير)الحالية في اليسارالعراقي واقصد به الحزب الشيوعي العراقي لا اقول تخلت عن واجباتها ومسؤؤلياتها وانما هي غير كفوءة وغير منتجة وغير قادرة على تلبية مهمات المرحلة الوطنية منذ الاحتلال الامريكي للبلاد, وجل ما اعطته قد اعطته في مشاركتها في العملية السياسية و(لم تبخل بشيء) وهو سبب خصوصية فشل اليسار العراقي الحالي الذي توقع له النهوض والتخلص من فشل اليسارالعام واسبابه واستغلال فرصة العراق الحالية (مأزقه وازمته) لأعادة بناء نفسه وعموم الحركة الوطنية العراقية وقيادتها...الفشل موجود في التاريخ .. موجود في عدم استقلال العقل الفلسفي والسياسي اليساري العراقي ذاتيا وموضوعيا.فالذات القيادية استلمت الامر بالانشاء والتكوين من الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي زمن ستالين ثم تبنت افكاره الستراتيجية والتكتيكية تنفيذا ميكانيكيا لمفهوم التحالف الاممي واستمر معتمدا عبر الحقب الزمنية المتعاقبة منذ تأسيسه ولحد الان, وموضوعيا لم تشمل الوطنية العراقية كل حيثيات التحرك والعمل السياسي اليساري العراقي وطنيا,بل ظلت مشدودة الى القرارات والايعازات والايحاءات السوفيتية حتى وان خالفت المصلحة الوطنية,وقد خالفتها بوضوح في المراحل اللاحقة, ضانة انها تسير وفق منهج الاممية الدولية التي يقودها الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق,فلابد ان يفشل من فقد ذاته وفقد موضوعه. وما ظهر من اختلافات وخلافات في الذات القيادية والموضوع الوطني,لم يكن يعبرعن الاستقلالية الشخصية والوطنية. وهذا واضح لمن يعيد الاطلاع على مسيرة اليسار العراقي التي عبر عنها الحزب الشيوعي العراقي عبر تاريخه الطويل واستذكار الماضي واحداثه,فأنه سيرى انشداد قادة الحزب عبر مراحله المختلفة سواء الى قيادة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي منذ مرحلة ستالين صعودا حتى السقوط المدوي,اوالى قيادة الحزب الشيوعي الصيني بعد ظهورالانشقاق في الحزب نتيجة الخلاف العلني بين الاتحاد السوفييتي والصين وبروزه الى السطح وحتى الانحلال المخزي. حيث استمرت القيادات اليسارية العراقية تتبع اما القيادات السوفيتية اوالصينية في تحليلاتها وممارساتها وصراعاتها وهي في حلبة الفشل عبر جولات لم تنته عند سقوط الاتحاد السوفييتي وانحلال التجربة الاشتراكية في بلدانها,بل استمرت اثارها لحد الان في امتدادات العقليتين القياديتين, بمعنى استمرارعدم الاستقلال وعدم القدرة على محاكاة الواقع والنظر اليه من جديد وبالجديد واستخدام العقل مستقلا مفكرا بالحالة الوطنية عبرذات النظرية منهجا وسلوكا لا تقليديا..جميع اسباب الفشل الاخرى مرتبطة او ناتجة عن هذا السبب في اعتقادي الا وهو فقدان الاستقلالية الذاتية والموضوعية,ومثال جبهات العمل السياسي الوطنية ونتائجها التي شكلها او شارك فيها الحزب الشيوعي العراقي,منذ جبهة الاتحاد الوطني التي قادت الى ثورة 14تموز 1958 ونتائجها المأساوية بعد عامها الاول وانتهائها الدموي في شباط 1963,وكذلك قيام الجبهة مع حزب البعث في اواسط السبعينات من القرن الماضي ونتائجها المأساوية الدراماتيكية, ثم التحالفات السياسية مع الاحزاب القومية في الحركة الكردية. واستمرت الحالة حتى الان بسبب تطبع القيادات اليسارية على ذات الحالة السابقة,لانها لم تراجع نفسها ولم تستخدم عقلها المستقل في البحث عن بديل جديد..الانانية القيادية سبب اخر في فشل اليسارالعراقي..وتاريخ الصراعات يسجل ذلك بوضوح من خلال صعود قيادات وتيارات ترفضها قيادات وتيارات اخرى,ادت الى تشرذم اليساروليس الى انقسامه فقط. وهذه التشرذمات تعيش ازمة حادة بسبب عدم قدرتها حتى على اللقاء وانتاج الحوارالمثمر,وعندما يدورالحديث عن ضرورة اعادة قراءة ماركس والماركسية بطريقة مستقلة وجديدة ,سببه ابتعاد القيادات عن القراءة وتطبعها على مخلفات الماضي المخطوئة وانشغالها بهمومها الذاتية التي تغطيها الانانية والاستعلائية والغرور..من كوادر اليسار وبعض مثقفيه من تخلى نهائيا عن اليسار والماركسية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتحلل التجربة الاشتراكية بسبب ضعفه الذاتي وانتهازيته المكسبية, فتحول الى ليبرالي هزيل يخلط الاوراق ويلوث النظريات,وهو سبب اخر في فشل اليسار حيث قلت وانحسرت الكوادرالمثقفة التي تدعو الى دراسة الحالة وايجاد الحلول,فمعظم هؤلاء يشمئزون من طرح فكرة توحيد اليسار وبعظهم يقف منها موقفا عدائيا بسبب تشائمه وارتداده السلبي..كذلك انعزال البعض في صومعته الادبية والشعرية يشعر بالاحزان والحسرات وينتظر الحزب ان يعود اليه او برسم لوحات فنية عن طبيعة اهوارالعراق وجباله او باقامة مهرجانات تلتقي فيها الوجوه ولا يدور بينها أي حديث حول اصلاح الشأن وتوحيد الموقف والاعتراف بالفشل والسعي الجاد لحله..عدم قدرة بعض فئات اليسارعلى الربط العملي بين النظرية والواقع العراقي في مراحله وظروفه المختلفة , فيلتزم جدا بمقولات ايديولوجية مجردة يرددها مع نفسه في غير واقعها,حيث ما زال البعض ينحاز الى الستالينية اوالماوية وسواها من افكار ونظريات رغم صحتها في زمانها. فكيف يتوحد يساراو يخرج من فشله وهذه نشاطات وممارسات معظم اطرافه..ثم ان معظم كوادراليسارالعراقي منتشرة في بلدان العالم متباعدة عن بعضها خارج واقعها لا تلتقي ولا تتحاور كي تتلاقح افكارها وتتأثر تباعا باتجاه الوطن والمساهمة في حل مشاكله وازماته..بعض اطراف اليسار يطرح اراءا نظرية ثورية فوق مستوى السقف الوطني العام بحيث لايشاركه من لا يستوعب اطروحاته وهو يعتبرالبقية الباقية دون المستوى او قد يصفها بصفات غيرلائقة تمنع عليه حتى مجرد التفكير باللقاء,كالموقف الصلب لهذا البعض من الحزب الشيوعي العراقي وابعاد امكانية اللقاء مع الكوادرالمتنورة بين صفوفه والتي تقبل النقاش وتحتفظ بمستوى عالي من الحرص الوطني واستيعاب النظرية..هناك اسباب جزئية ايضا تتعلق بالمزاجية والوقتية حيث تظهر اصوات تطرح مواقفها وارائها ثم تغيب طويلا او (تزعل) من بعضها البعض مما يعبرعن العاطفية والانفعالية وضيق الافق.. ليست هناك قوى وطنية سياسية داعمة او ساندة لليسارالعراقي يستطيع العمل من خلالها في الظروف الصعبة, فالجميع ضعاف وكل طرف يلوم الطرف الاخر.هذه بصورة مختصرة بعض اسباب فشل اليسار,ناهيك عن الظروف الخارجية الصعبة جدا التي احاطت باليسارالعراقي من القمع والتنكيل عبر تاريخ العراقي السياسي المرير وما زالت تحيط ,وعليه مواجهتها ضمن خطة اعادة البناء بعد المراجعة والنقد الشجاع. ادعو المؤرخين والباحثين اليساريين ان يدلوا بدولهم في هذا المجال والخروج من البحوث الاكاديمية الصرفة والتوجه بدراساتهم الى الناس كي تتكون قيادات يسارية وطنية جديدة بدون ادران الماضي.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست شحة في الحلول بل سوء استخدام العقول
- الاخ صائب خليل.. لا تزعل
- اعادة قراءة ماركس والماركسية ضرورة تاريخية ملحة
- الخطرالايراني موجود وقائم وليس (فكرة غامضة)
- تهنئة الى الرئيس الامريكي اوباما والشعب الامريكي... ونطالب
- فاز اوباما..فهل فاز اليسار الامريكي؟؟
- الرفض وطني شعبي للاتفاقية الامنية الامريكية العراقية
- حول المكونات والقوميات والاقليات والتفرعات
- التهديد بمنح قواعد عسكرية امريكية في شمال العراق
- الاتفاقية وصراع الادوار
- الرافضون والموافقون للاتفاقية.. وللشعب موقف
- ما المشكلة ايها اليساري؟
- الطائفية وازمة التربية والتعليم في العراق
- الاسلام السياسي يحي يسار البرلمان
- الدعوة لقراءة ماركس...نقد لسياسة الحزب الشيوعي العراقي
- حول (الاختلافية) الامنية الستراتيجية بعيدة الامد
- الانتصار لليسار والماركسية.. وتحية للاخ محمود القبطان
- احزاب اليمين في اوروبا
- الطائفيون يريدون اغتيال العراق
- النظرية ام الواطنية اولا..في حالتنا العراقية؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عبد العالي الحراك - ما سبب فشل اليسار العراقي؟