أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - ليست شحة في الحلول بل سوء استخدام العقول















المزيد.....

ليست شحة في الحلول بل سوء استخدام العقول


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منطقي جدا ان تتعقد الحياة والسياسة في العراق,وهي معقدة منذ بداياتها,عندما انعدم وجود البديل الصحيح ,الذي يقف بوجه الاحتلال الامريكي وقوته العسكرية الغاشمة,التي اسقطت النظام السياسي السابق الذي مهد بدوره القمعي والدكتاتوري لهذا الاحتلال ولهذا التعقيد. فدمرت الدولة ومؤسساتها وحلت محلها عملية سياسية بديلة كما يحب ويخطط ويرغب الاحتلال نفسه ومن قبل بالعملية السياسية نفسها. فجاؤا بالطائفية السياسية والعرقية محورا يقودها الاحتلال مرتكزا على اعمدتها الاربعة الرئيسية,وهي الاحزاب السياسية الاسلامية الطائفية الشيعية والتوافقات السياسية الطائفية السنية والاحزاب السياسية القومية العرقية والمرجعية الدينية اساسا لتلك العملية وبداية للمأزق الكبيرولا ننسى مشاركة القوى السياسية الوطنية التي قبلت بتلك العملية متخلية عن دورها الوطني البديل المقاوم للاحتلال ولعمليته السياسية , رغم ان الجمبع اكتشفوا شيئا فشيئا فشلهم وانهم لم يحققوا شيئا للشعب ولا يستطيعوا الخروج من هذا المأزق الكبير.. ففشلت سياسة امريكا التي قادها بوش وساعد على هزيمة بديله في الانتخابات الامريكي مكين وفوز اوباما.. كذلك فشلت جميع الاحزاب السياسية الطائفية والقومية الانعزالية وصارت تتشبث بالوطنية والمصالحة وتبنت خطط مختلفة لبسط الامن والقيام بالاعمار وانجاز الخدمات العامة الا انها اتسمت جميعها بالفشل وتفشي الفساد الاداري والمالي وتوقف الاقتصاد الوطني وكثرت البطالة ولم تتحقق اية خدمة عامة للشعب..امام هذه الاوضاع المأساوية كيف تظهر الحلول وقد اسيئ استخدام العقول نحو الانانية الشخصية والحزبية والطائفية والعرقية,التي لم تنتج الا ازمات متتالية دون توقف, بينما الحل الوحيد يكمن في التخلي عن كل شيء بدأ به الاحتلال والبدء بأعادة بناء الوحدة الوطنية على اساس المواطنة الحقيقية واعادة كتابة دستورمدني يكفل الحريات العامة غير متناقض في فقراته ومواده وتشكيل حكومة وطنية حقيقية تعمل وفق برنامج سياسي متفق عليه تستثني جميع المشاركين في العملية,لان حقيقتهم وما قاموا به امر مؤسف لا يمكن اصلاحه في ظل التوافقات الجانبية وكسب المصالح. الجميع يتحمل المسؤؤلية في صناعة المأزق.
من هم الجميع..الجميع هم ساسة العراق اليوم الذين يحكمون والذين يجاورونهم..قادة الاحزاب السياسية الاسلامية وتحالفاتها الطائفية المتهرئة والاحزاب القومية الكردية الانعزالية التي لا هم وطني لها بعيدا عن همها القومي المحمي بالوجود الامريكي الذي تدافع عنه بالغالي والنفيس. تفضي ممارسات هؤلاء جميعا وتصريحاتهم ونواياهم الى الاحباط واليأس ..انها احزاب كبيرة بتخلفها,تآلفت واتحدت على الطائفية والقومية والمذهبية والمناطقية,ليس لأحد في قادتها اية كارزيماتية قيادية وطنية,يتخلفون الى الوراء يوما بعد يوم كأنهم جدد في السياسة رغم حكمهم وسلطتهم التي دامت خمسة سنوات وما زالت, يتصارعون متناقضين حول مكوناتهم التي خلقوها وعمليتهم السياسية التي اسسوها ودستورهم الذي كتبوه ووقعوا عليه,ليس لديهم برامج سياسية او منطق يطرحون,يلهثون وراء السلطة وجمع المال وخلف الشعب يتوسلون عندما يقترب موعد الانتخابات,يتشبثون بمرجعيات دينية وعشائرية ما فقهت الحياة والسياسة في يوم من الايام استغلتها من اجل استغلال الشعب ,يغرون الناس البسطاء التابعين لهم بالمال او ايهامهم باموردينية واعتقادية ابعد ما تكون عن احتياجاتهم الحياتية اليومية,لم يحققوا شيئا يعتز به الشعب.فهذا التحالف الشيعي الذي يتوالى انفراط عقده وتتساقط عناقيده واحد بعد الاخر,حيث الصراع قائم بين عموديه الرئيسيين( حزب الدعوة الاسلامية جناح المالكي والمجلس الاسلامي الاعلى) حول مجالس الاسناد وصلاحيات مجالس المحافظات ومن يكسب اكثر في الانتخابات القادمة وحول امكانية تعديل الدستور. يطرح رئيس الوزراء رأيه في ضرورة تعديل الدستورلتقوية الدولة وشأن الحكومة المركزية, فيتهمه نائب رئيس الجمهورية وهو حليفه في الائتلاف الحاكم ,بالميل الى الدكتاتورية وكأنما هو ممثل لارقى مستويات الديمقراطية في العراق ويلقي امامه محاضرة باهته حول انواع الحكم وانواع الفدراليات وتطورها, في محفل عام للكفاءات ولا ادري اية كفاءات هذه التي يتكلمون عنها,ورئيس الوزراء يستمع مبتئسا من كلام الاخير وهو يتملق الى القادة الاكراد,حلفائه في السعي لتجزئة العراق عبر تطبيقهم الخاطيء والضار لمفهوم الفيدرالية..التحالف الكردستاني المشدود جدا الى توقيع الاتفاقية في كل الظروف والاحوال وهو في ازمة حادة مع رئيس الوزراء حول تعديل بعض مواد الدستوروهي ليست في صالحهم,لهذا يعتبرونها خطوة نحو الدكتاتورية.اما تصريحات السيد مسعود البرزاني حول استعداده منح الامريكان قواعد عسكرية دائمية في (املاكه) في شمال العراق ليست مخالفة للدستور..متى تنتهي هذه المصالح والتجاذبات والتنافرات حولها؟ اما موقف جبهة التوافق من الاتفاقية فهي ترى ضرورة اخذ رأي الشعب عبراستفتاء عام ,وهو موقف فاقد الرأي والمتملص من المسؤؤلية والذي يعبر صراحة عن حالة السياسي المسؤؤل الذي يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه من الاحباط والتردد والخاطئ في حساباته السياسية,لان الموقف والوضع معقدان وهو ايضا موقف حق يراد به باطل لان موقف الجبهة موقف اللاعب على الحبال ومغازلة جميع الاطراف الدولية والاقليمية والعراقية بنصف (غمزة) لقوى الاحتلال والنصف الاخر لشركائه في العملية السياسة او في مجلس الرئاسة على اقل تقدير.اما القوى السياسية الاخرى فهي ما زالت دون مستوى ان تعبرعن طموحات الشعب واحتياجاته.لوجئنا الى رئاسة الجمهورية, فوجود هذه المؤسسة التشريفية التحاصصية وجود باهت يجمع ثلاثة اشخاص باوزانهم الثقيلة وتأثيراتهم الخفيفة جدا في الحياة العراقية والسياسة ان لم تكن معدومة, يتوافقون دائما على ابسط الامور ولا يقتربون الى حل المعقدة منها بل يؤجلونها, لذا الامور تتراكم وتتعقد والازمات تستفحل..الشيء الوحيد الذي يجتمعون عليه هو ازدياد اوزانهم وافراطهم في السمنة ولابد ان يكونوا مصابين بعجز في القلب او تصلب في الشرايين او في ارتفاع ضغط الدم,احدهم يعالج نفسه في امريكا والثاني في فرنسا والثالث في تركيا,كل في بلد حسب ارتباطه الفكري والثقافي والاقتصادي وشعب العراق يموت بالامراض المعدية والسرطانات..الاتفاقية الامنية مع امريكا جزء من مسلسل الازمة في العراق وما توقيعها من قبل الحكومة الا تنفيذا لأتفاقات سابقة وتعويض عن خدمات قدمتها امريكا لكافة اطراف العملية السياسية وهم موافقون جميعا عليها لانها ضمنت وجودهم وبقائهم في الحكم والسلطة واستمرارالعملية السياسية,رغم اعترافهم جميعا بفشلها, اما هذه التصريحات بضرورة التعديل او القبول المشروط او الرفض المتردد والمتأخر فهو لا يعني في الامر شيئا.. بعض من الجانب الرافض من اطراف العملية السياسية وفي مقدمتهم التيار الصدري يشكل خطورة اخرى على الوطن والشعب,لانه رفض انفعالي يصب في مصلحة ايران ويحمل اجندة ايرانية غير قادرة على تحقيق امر ايجابي للشعب العراقي,بل سيكون اشد سوءا بسبب المواقف العاطفية الطائشة والطائفية المتخلفة وانعدام الخبرة الحياتية والسياسية التي يعبر عنها قادة ذلك التيار وخاصة مقتدى الصدر..اما موقف بعض الافراد المخلصين فهو لا يشكل لحد الان قوة سياسية وطنية تجمع الشعب على موقف واحد,وليس له القدرة على الاتصال الشعبي وتنظيم الشعب لمعارضة الاتفاقية بشكل مجدي وايجابي ..المسيرة السياسية في العراق اتسمت بالفشل والمآزق من قبل جميع احزاب العملية السياسية ولم تتبلور قوة سياسية كفؤءة تقود العمل السياسي نحو الرفض الحقيقي وحماية الوطن وصون حقوق الشعب..المستقبل غيرواضح المعالم وسيبقي العراق تحت تأثيرالاحتلال الامريكي والتدخل الايراني اذا لم تظهر تلك القوة السياسية الخيرة التي تتحمل كامل المسؤؤلية الوطنية التي سيكون بيدها الحل. فمن يسأل عن الحل البديل عليه ان يتقدم لتشكيل وبناء ذلك البديل وليس الكلام والسؤال..السؤال من حق الشعب والجواب واجب الكوادر وطلائع الشعب.الارباك والارتباك يسيطرعلى الجميع والدورالوطني واليساري خاصة ضعيف جدا على المستوى النظري والعملي وهذه حقيقة مؤسفة تتطلب الجدية والاخلاص للخروج منها وتمييز من يرفض الاتفاقية لأسباب وطنية خالصة وسيجدي رفضه عندما يؤطر في عمل سياسي موحد..ومن يرفض لأسباب طائفية واقليمية خطرة جدا ومشكوك بدواعي رفضه لا يفترض الركون اليه او الاعتماد عليه. ليس الموقف الصحيح الوقوف على الحياد,بل السعي لبلورة التيارالوطني واليساري العراقي الذي لم يظهر ولم يأخذ دوره لحد الان والخطاب موجه لمن يرفض الاتفاقية دون السعي المخلص لبلورة خطه واثبات وجوده وسوف يستغل صوته من جانب الرفض الطائفي ويساء اليه لاحقا اذا لم ينتبه ويرشد اندفاعه العاطفي المجرد.هناك هامش ضعيف في السياسة الامريكية القادمة لأوباما, قد يصب في صالح العراق اذا ما استغل مبكرا وقد ينظر اليه نظرة المستغيث لضعفه وحيرته وهو يعتمد ايضا على وجود وفعل وحركة التيار الوطني والقوى الليبرالية والديمقراطية العلمانية التي تستغله من اجل المطالبة من اوباما ان يدعم التغيير الديمقراطي الحقيقي في العراق وان يجبرالحكومة العراقية على البناء والاعمار ومكافحة الفساد وضمان عودة الكوادرالعراقية الكفؤة وحمايتها من اجل القيام بالبناء والاعمار والنهوض بالاقتصاد العراقي دون استغلاله فقط للصالح الامريكي والعمل على تحجيم الدور الايراني في العراق والتحول بالأتجاه الوطني الديمقراطي للحكم عن طريق مشاركة الجميع على اساس المواطنة وليس على اساس المحاصصة الطائفية.. الا ان هذه امور ومسائل وطنية لن يتبناها اوباما ,بل يجب ان يتبناها العراقيون الوطنيون والديمقراطيون العلمانيون والليبراليون ويطالبوا اوباما بدعمها دون ان يصفقوا له مجانا كما صفقوا لبوش على مدى الخمسة سنوات الماضية .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخ صائب خليل.. لا تزعل
- اعادة قراءة ماركس والماركسية ضرورة تاريخية ملحة
- الخطرالايراني موجود وقائم وليس (فكرة غامضة)
- تهنئة الى الرئيس الامريكي اوباما والشعب الامريكي... ونطالب
- فاز اوباما..فهل فاز اليسار الامريكي؟؟
- الرفض وطني شعبي للاتفاقية الامنية الامريكية العراقية
- حول المكونات والقوميات والاقليات والتفرعات
- التهديد بمنح قواعد عسكرية امريكية في شمال العراق
- الاتفاقية وصراع الادوار
- الرافضون والموافقون للاتفاقية.. وللشعب موقف
- ما المشكلة ايها اليساري؟
- الطائفية وازمة التربية والتعليم في العراق
- الاسلام السياسي يحي يسار البرلمان
- الدعوة لقراءة ماركس...نقد لسياسة الحزب الشيوعي العراقي
- حول (الاختلافية) الامنية الستراتيجية بعيدة الامد
- الانتصار لليسار والماركسية.. وتحية للاخ محمود القبطان
- احزاب اليمين في اوروبا
- الطائفيون يريدون اغتيال العراق
- النظرية ام الواطنية اولا..في حالتنا العراقية؟
- اتحاد اليسار ودور الكوادر الشيوعية المتقدمة


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - ليست شحة في الحلول بل سوء استخدام العقول