أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم -2 - صور من عالم الفقر والبؤس السوري














المزيد.....

نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم -2 - صور من عالم الفقر والبؤس السوري


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 09:56
المحور: حقوق الانسان
    


أُعلنت المناطق الشمالية الشرقية في سورية منذ بداية العام تقريباً مناطق منكوبة نتيجة للجفاف الذي طالها ولم تشهده البلاد منذ أربعين عاما، مَن طالب الدول الكبرى بمساعدة مزارعي وفلاحي هذه المناطق هي هيئة الأمم ، والمبلغ المطلوب لتأمين الحاجات الأساسية لانقاذهم "عشرين مليون من الدولارات"، لكن النداء لم يلق آذاناً صاغية والتسول لم يأت بنتيجة، فمشاكل الدول المالية أكبر من أن تقدم مساعدة لفقراء سورية، طالما أن نظامهم لم يسمع ولم ير ما يجري عندهم ، بل يعلن أن النمو الاقتصادي في سورية بخير وفي ارتفاع، وأن المشاكل المالية في الدول الكبرى الرأسمالية لا تطاله ولا تؤثر في اقتصاده. لكنها آخر من يعلم بحال هذه المناطق! تغمض العين ولا ترى سوى ما يجري حولها وفي بلاد العم سام!، هل يكمن السبب في أن معظم سكان هذه المناطق من الأكراد ويسرها أن تتخلص منهم؟ أم أن حال مواطنيها العرب ليست أفضل منه عند الأكراد؟!،.تتوسل رؤوس الأموال العربية والغربية لإقامة مشاريع استثمار في سورية بينما تتضخم جيوب وكروش أصحاب رؤوس الأموال السورية ، طالما أننا ننمو اقتصادياً فمن أين يأتي الفقر؟ ولماذا نِصف القرى المحيطة بالحسكة والقامشلي وديرالزور تعيش فيها الأشباح ويهاجر معظم سكانها ولم يبق منهم إلا كبار السن العاجزين عن الرحيل ومصيرهم في يد الأقدار!، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عدد القرى المنكوبة يصل إلى 1171 قرية، نصف سكان هذه القرى هاجر إلى أحزمة الفقر حول المدن الكبرى بحثا عن عمل يسد غائلة الجوع، إليكم بعض أسمائها : " دودان، خراب كورت، بير زرافة، خراب العبد، أم العظام....الخ"، لم يتقدم ثري من أثرياء الوكالات السورية ورجال الأعمال الجدد وأصحاب النسب المئوية في النهب بحل أو بمشروع يدر عليه ربحا ويفتح أمام سكان هذه المناطق مورد عمل ورزق، لأن المشاريع في هذه المناطق لا تكسبه النسبة المرتفعة التي يحلم بها في توظيف أمواله في دول أخرى أو مناطق أخرى...
عندما تفرغ القرى من سكانها، ويحلون ضيوفا على الذباب وغرف الصفيح في أحزمة الفقر المدنية، ترتفع نسبة تسرب الأطفال من المدرسة، مما يزيد في أعداد الأمية وانتشارها بطرق حديثة، علما أن القانون السوري يعتبر أن المرحلة الابتدائية إلزامية!، لكن حيث يحل الفقر، يرحل العلم ، فترى أسرابا من الأطفال تجول في الشوارع تبيعك أي شيء ــ تسول بطرق أكثر كرامة ــ أكياس من النايلون، أقلام رصاص ، قطعة شوكولا أو بون بون أو بسكويت من النوع الرديء، لكن فِرَق الشرطة الحريصة على سمعة البلد وصورتها السياحية تصطاد هؤلاء قبل غيرهم!، لأن غيرهم الأكبر سناً والأقدر على الهرب أو الدفع يمكنه أن يستمر في عمله!
نساء لم يحصلن على درجة من التعلم كي تقبلهن الوظائف، فيحاولن العمل بشتى الوسائل لدعم أسرهن، يمكنك أن توصي الواحدة منهن على كمية من الكعك، أو على كمية من الفاصولياء والبازلاء المقطعة النظيفة ، أو على عدة كيلوات من الكوسى والباذنجان المحفور والجاهز للحشي والطبخ، أو يقوم بعضهن في تهيئة كل مايلزمه حفل لعشاء أو لغداء" لمن يدفع ويملك ويريد راحة زوجته"!!، ناهيك عن تقديم الخدمات الأخرى، أن ترسل ابنتها لتنظيف درج هذا البناء لبيت المسئول أو ذاك، ترسل ابنها لتقديم خدمات للسيدة وابنتها أو ابنها...خدمات وتخديم من نوع طاريء وجديد وطبقات تعلو وأخرى تنسحق، بفضل حزب الكادحين حزب الطبقة العاملة وقيادته الفريدة في بناء الاشتراكية ونُصرة القومية العربية وممانعة كل شيء ممانعة بكل الصور والألوان لكل حق ولكل مطالب بحق، ممانعة لكل من يفتح فمه ويلعن العتمة ويراها، عليه أن يرى النور وأن يضحك ويفرح لأنه سوري ويعيش في ظل وعهد ينتج الثورة ويؤمن بها وويل لمن يقف بطريقها !...يعني أنه يتأمر عليها ويضعف شعور المواطن القوي فيها!! أي شعور لمواطن جائع وبطن يحتاج لحليب ودفء وسقف ؟ أي قومية تضمن أن يرسل الطفل للمدرسة ويتمر في التعلم على مقاعدها وهو مجبر أن يكون رجلاً قبل أوانه ، مجبر أن يعيل أسرة !، حين تُسرق الطفولة من عيون أبنائنا، حين تضطرنا الحياة إلى أن نرسل بهم إلى سوق العمل بدلا من لعب الكرة أسوة برفاقهم!هل يرى نظام سورية صور البؤس هذه؟ بودي لو توجه إحدى مذيعاتنا ــ المتأتئات القادمات للبروزة بالواسطة والدعم ــ سؤالا لوزير من وزرائنا أو حتى لرجل مهم من رجال الأمن: ماهو سعر كيلو اللحمة بسورية اليوم؟ أو ماهو ثمن ربطة الخبز، أو طبق البيض؟ هل يعرف؟ هل يتكرم وينزل للسوق مثله مثل بقية البشر؟ ولو بدون حراسة ؟! هذا لا يتم لأن المتآمرين على زعماء الوطن ورجاله الأشاوس والمتربصين بأمنهم كثر، ثم هل يعقل!، وزير ويتنازل لشراء الخبز ؟ وزراءنا أكبر أهمية وقيمة من وزراء دول الكفار!.
أذكر أنه ، في النصف الثاني من ثمانينات القرن المنصرم، التقط أحد مصوري التلفاز الفرنسي صورة لرئيس الوزراء الفرنسي آنذاك( لوران فابيوس) يوم الأحد خارجاً من بيته بالشورت والتي شيرت ليبتاع من الخباز في حارته خبزا وكورواسانا لطعام إفطاره مع زوجته!! فاجأه المصور وسأله، فأكد أنه يحرص شخصيا على تحضير طعام الإفطار يوم الأحد لأسرته، التي ترعاه طيلة الأسبوع!!
مَن مِن حكامنا ووزرائنا يفعلها؟.لست من محبي فابيوس، لكنها مجرد توارد خواطر للمقارنة فقط!.
صورة أخرى من صور مسيرة النظام السوري وحرصه على محاربة الظلم والفساد، أنه قام بمعاقبة موظف من موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لأن الفضل يعود إليه في اكتشاف قضية فساد بآلاف الليرات في الوزارة فقاموا بحسم 4% من مرتبه لعدة شهور!!.
علينا وعليكم العوض في بلاءنا الأكبر وصبرنا المر.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم...لماذا؟ (الحلقة الأول ...
- العالم من حولنا يتغير ونحن نعيش الثبات وننام في سبات!
- أطلق غناء الفرح بميشيل ومحمود ( إهداء لحريتهم )
- السر السوري الخطير في الرد السوري الكبير على الغارة الأمريكي ...
- الليلة الأطول انتظاراً إلى معتقلي إعلان دمشق في محاكمتهم ال ...
- درس سوري جديد في الإنصاف!
- حاميها حراميها
- لماذا تتلبس ثوب القاتل بعد أن تكون ضحيته؟ لماذا ترتبط كينونت ...
- بازار حقوق الإنسان العربي( بمناسبة العيد الستين للإعلان العا ...
- مهزومون...نعم ونعترف، مخدوعون..نعم ولا...لماذا وكيف؟!
- خروج الفوضى من أكمام السيطرة الحديدية ( موقف من التفجير في د ...
- استبداد الديني والسلطوي
- على نفس الخط يقف معارضو المعارضة وأصحاب الفتاوى
- جهات مختصة!
- أنين الحرية
- خطيئة أن تكوني أنثى
- المرض البسيكولوجي السوري
- صقيع في علاقات الكبار، ينذر بجحيم في الشرق الأوسط
- لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)
- هل من واجب الفقراء والجياع الصيام في شهر رمضان؟


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم -2 - صور من عالم الفقر والبؤس السوري