فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 09:12
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
تنفتح قليلا شراعة الفرح ، وتظهر صورة ميشيل ومحمود من خلف القضبان....
تنحني سيوف الخليفة لرأس عرف عشق الشام وغنى لثورة الجياع ...
تهلل أغصان الزيزفون فوق جسور اللاذقية ، ويغطي الظلام وجهه أمام شعاع خرج من نفق طويل وكان لضوئه سحر الوضوح وجلاء الحقيقة.
لبست بلادي ثوب الحداد ردحاً من الزمن، ومازالت تتأبط ذراع قساوسة العسكر، وتدمن شراب الصمت.
مازالت تلهج بالحزن على انطفاء الياسمين، وانكسار الجوري فوق أهداب الحدائق..
مازالت تعمل على إذلال الكلمة في قواميس الحرية..
ومازال ميشيل وصحبه يدمنون الرفض ويسكنون نجوم الفكر..
مازالت قلوبهم تلهج بأناشيد الأرض وكنوز النهضة...
لا يعرفون إغلاق النوافذ أمام البرق، ولا يؤمنون بالمستحيل أمام نقاء المحبة...
تشهد دمشق ، ويشهد شاطيء أوغاريت، أن مفرداتهم حفرها الأصدقاء وشماً فوق آثار سوريا.. وأقسموا بالوصايا العشر من كتب الحياة .....أقسموا بجداول اللغة التي جفت بعد أن غادرها ميشيل.
أقسموا بالأسماء العظيمة...أن تكون الكلمة رمزا لصراخ الأرض..
أن تكون الكلمة رمزا لاخضرار الشجر...
أن تكون رمزا بعودة الشذا لياسمين الشام.
وأن تكونوا يا أحرار الوطن...فرحنا في سفرنا الطويل نحو آفاق الحرية...
وأننا بكم ومعكم لن نصاب بضعف الانتماء ولن نصاب بمرض الوجوم...
أننا معكم وبكم سنتلو قصص الحرمان، ونكتب روايات الجوع.، ونصلي في بيوت الشمس ...
وأن تتلون سورية في فصولها الأربع ، وأن ترتدي ربيعها من جديد.
باريس 02/11/2008
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟