أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رزاق عبود - امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس















المزيد.....

امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 08:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الولايات المتحدة الامريكية غزت العراق من اجل النفط، ولاقامة قواعد عسكرية دائمة فيه، ومن اجل الضغط على ايران، ومن اجل ضمان امن اسرائيل، ومن اجل استدراج فلول القاعدة وكل المتطرفين اليه، واتخاذه ساحة عالمية لمحاربة الارهاب، كما صرح اكثر من مسؤول امريكي وعلى راسهم مجرم الحرب جورج بوش. لهذا، ولاسباب كثيرة اخرى بعضها خرافي، وديني لكنها تورطت في المستنقع العراقي. وتريد الخروج باي ثمن، لكنها تريد من العراق ان يدفع هذا الثمن. وكأن كل ما خسره العراق خلال اكثر من خمس سنوات من الاحتلال، وما سبقها من سنوات الحصار الجائر، لايكفي. تريد مقايضة خروجها المحتوم باستقلال العراق. ما لم تنجح بفرضه عبر الاحتلال العسكري المكلف للخزانة الامريكية تريد فرضه بالمفاوضات. وربط العراق بمعاهدة امنية تشبه، بل اكثر تعسفا من معاهدة نوري السعيد عام 1930 مع اسياده الانكليز. وامريكا، وهي تعيش اكبر ازماتها الماليه في كل تاريخها، والحرب في العراق تكلفها مليار دولار اسبوعيا، اضافة لحربها في افغانستان، وتدابيرها، واجراءاتها الامنية، والكساد الاقتصادي الذي تعانيه، وعزلتها الدولية المتزايدة، وانحطاط سمعتها، وهيبتها الى الحضيض. وازدياد المعارضة الشعبية للحرب، وانخفاض شعبية بوش بشكل فظيع. يضعها في موقف ضعيف جدا!

اذن الطرف العراقي هو الاقوى، موقفا، في المفاوضات. استنادا الى وضع امريكا غير المريح اطلاقا، فهي دولة احتلال، والعالم كله تقريبا ضد هذا الاحتلال. هي اخطات، وفشلت، وكذبت، وزورت الوثائق، وشوهت الحقائق، والشعب الامريكي باغلبيته الساحقة ضد حكومته. بعد ايام في 4 /11/2008 ستجري انتخابات حاسمة في امريكا اما تغير في خطها العام، واما ان يضعها خليفة بوش الجمهوري(ما كين) على خط الانهيار النهائي. فحديثه عن البقاء مائة سنة في العراق ما هو الا غرور فارغ، وخطة استعمارية واضحة. واوباما يريد تخليص امريكا من هذه الورطة. ونحن نتذكر كيف استغل الايرانيون بذكاء مسالة الافراج عن اسرى السفارة الامريكية في طهران. حيث كان مبعوثي ريغان المرشح وقتها للرئاسة يحث الايرانيين على ابقائهم ليربح السباق باسمهم، وغازلهم باسم الايمان، وفضيحة اسلحة الكونترا. حيث باع الايرانيين اسلحة دفعت اثمانها الى العصابات الفاشية في نيكاراغوا. وكان الرئيس كارتر المعارض الحالي للحرب، والمؤيد لاوباما يريد الاسراع ،وقتها، باطلاق سراحهم ليستفيد من العملية كدعاية لفوزه. واكيد تحدث اوباما مع القيادات العراقية بنفس المعنى فالرجل يريد، مخلصا، تخليص امريكا من ورطتها. ليس فقط لانه كان ضد الحرب من البداية بل لانه يعرف ان تكاليفها اذا ستمرت ستعيق تنفيذ وعوده الاصلاحية الاجتماعية في امريكا حيث البطالة المتصاعدة، وحيث 40 مليون امريكي لايملكون ضمانا صحيا، والانهيار المالي الامريكي سبب ازمة عالمية، وتشرد الوف من الامريكيين من بيوتهم التي اشتروها لانهم لم يعودوا يملكون ما يدفعون به اقساط قروضهم الى البنوك. الميل العام لدى الامريكيين هو الخروج من العراق. القادة العسكريين الكبار يوصون بنفس الامر. حالة الجنود مزرية. فشل القوات الامريكية في القضاء على الارهاب مقابل النجاحات الكبيرة للجيش العراق في فترة قصيرة. عودة القاعدة، وطالبان القوية في افغانستان. وخروج حليفهم القوي برفيزمشرف من السلطة في باكستان. وبالتالي فهم في حاجة لقواتهم، وتكاليفها هناك. حيث الشعب الامريكي اقل معارضة لها بسبب احداث 11 سبتمبر2001. كما يوجد غطاء اوربي، ومن الامم المتحدة ايضا.

الشعب العراقي، وقواه الحية تعارض المعاهدة الامريكية. ثم ان القوات الامريكية موجودة كقوات للامم المتحدة، ومجلس الامن يستطيع ان ينهي مهمتها، او يبقيها حسب طلب الحكومة العراقية. اذن المفاوضات يجب ان تجري مع الامم المتحدة، وليس مع امريكا. وتغيير نص التمديد بما يتلائم والوضع الناشئ، وسيادة العراق. العراق ليس بحاجة لحماية احد، فلم يحتله احد حديثا قبل احتلاله من امريكا. والجيش العراقي كفيل بالدفاع عنه وقد فعل في حربه مع ايران. ولم يحارب في المرة الاخيرة لانه اراد التخلص من صدام، لكن الامريكان خذلوا الجيش، ونكثوا بوعودهم للعراقيين بتسليم السلطة للمعارضة. وفرضوا أنفسهم كقوة احتلال بقرار من الامم المتحدة. اذن بامكان الامم المتحدة انهاء الاحتلال، والعراق عضو مؤسس في الامم المتحدة ومن حقه طلب المساعدة العسكرية من أي دولة، او مجموعة دول في حالة تعرضه لاعتداء جديد. اما حجة ان العراق تحت الوصاية الدولية حسب الباب السابع فالامم المتحدة تستطيع حل هذه الامر. واذا رفضت امريكا ذلك في مجلس الامن فان الجمعية العامة بامكانها فعل ذلك، خاصة وان معظم الدول غيرت موقفها من الحرب بما فيها بريطانيا. التي يهمها الان وضعها الاقتصادي وليس تحالفها مع بوش، الذي سيخرج قريبا من البيت الابيض. ولا ادري، ولا افهم سبب توقيع المعاهدة. وقد رفض الشعب العراقي في بداية العشرينات الاحتلال البريطاني، ومحاولة فرض معاهدة 1922 فكيف يقبلها الان، وقد اتضح زيف امريكا، وافتضح دور عملائها في العراق؟ ماذا نفعت معاهدة التعاون والدفاع المشترك مع سوفييت غورباتشوف؟ وامريكا الان في نفس الوضع فهم بحاجة لدعم، وليس تقديم الدعم للاخرين. وهم يريدون خلق حالة عداء دائم بين العراق وجيرانه كما افتعلوا مع صدام لعبة حماية البوابة الشرقية التي اعادوا فتحها من جديد للارهابيين والقتلة. فالنظام الاسلامي الايراني ليس خالدا. لماذا لا تقدم الدعم للمعارضة الايرانية بدل تكبيل العراق بحلف بغداد جديد؟ فالعراق يؤثر، ولا يتاثر في المنطقة. وطالما حلمت امريكا ان يكون العراق مركزا لسياستها العدوانية في المنطقة، والسيطرة على موارد البترول فيه. فكيف يضع البعض تفسيرات عجيبة، ويختلق اعذارا مصطنعة لتبرير عقد الاتفاقية الامنية مع المحتل، الذي عليه ان يعترف بجريمته، ويدفع فاتورة اخطائه، لا ان نكافئه بمنحه الوصاية على مقدرات العراق، وشعبه. فالقانون الدولي اقوى من أي معاهدة ثنائية حتى لو كانت مع اقوى دولة. علما ان هذه القوة في طريقها الى الانهيار. ويكفي التذكير بترددها، وتنازلاتها امام الصين، وايران، وكوريا. ان عصر العراق هو القادم، وعصرامريكا هو السائر في طريق الانكفاء. فلا تكبلوا انطلاقه العراق!!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين
- الامريكيون الشرفاء والعراقيون الحقراء!
- اعداء العراق يقتلون اصل العراق
- لماذا مسابقة علم ونشيد ولدينا اجمل علم واحلى نشيد يا مفيد؟!
- الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!
- غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين
- يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك
- ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي
- شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف
- ارهاصات الغربة
- يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد
- ابتعد العرب ام ابعدوا عن العراق؟!
- واطفات شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس
- الطاقة النووية ليست في كل الاحوال سلمية
- حول محنة المهجرين والمهاجرين العراقيين تشريد العراقيين وسيلة ...
- سؤال للدكتور كاظم حبيب: هل صحيح ان في كل عراقي يسكن صدام حسي ...
- ما المقصود بكركوك محافظة كردستانية؟؟؟!!!
- البصرة يوم الاثنين 14 تموز 1958
- الاكراد الفيلية قلب العراق النازف


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رزاق عبود - امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس