أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رزاق عبود - الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!














المزيد.....

الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 09:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد اللتى، واللتيا، وافق ممثلي الراسمال في مجلسي الكونغرس الامريكي على حزمة (حلول!) للازمة الاقتصادية. الذين تنفسوا الصعداء لا يعلمون، ربما، ان اثار نجاح هذه الخطوة، لن تكون سحرية، او فورية النتائج. فالخطوة اتخذت لوقف المزيد من الانهيارات. وهي تشبه لحد بعيد الحاجز المشبك الذي يوضع على الطرق الجبلية لمنع سقوط الاحجار الكبيرة. لكن الاحجار الصغيرة تظل تتساقط، و يبقى احتمال سقوط حجرة كبيرة غير متوقعة تجر معها كل الحاجز. ولهذا فالازمة المالية الرأسمالية الحالية تشبه الى حد بعيد الازمة العالمية عام 1930 وربما ستكون اكثر تاثيرا، وايلاما لان المركز المالي العالمي موجود في Wall Sreet وان اوربا ليست موحدة في مواجهة الازمة. فالسوق واحدة ، رغم تعدد الاوطان. وعدم الثقة بين البنوك في القرض، والاقراض يتعدى الحدود. رغم التظاهر الكلامي بالتكاتف، والانانية الفعلية في محاولة حل الازمة لكل بلد على حدة. لكن سقوط الدومينو سيسري على النظام الراسمالي العالمي، وتتواصل الانهيارات.

الهدف من الحزمة الامريكية، ليس مساعدة الاقتصاد الدولي كما اعلن. الاهداف الرئيسية تقوية سعر صرف الدولار، وهذا له اثار كارثية على كثير من الدول، والشركات. وسترتفع الفائدة على القروض الممنوحة خاصة للافراد ، والعقارات. فحزم الانقاذ ستواجهها حزم ازمات اخرى. هبوط البورصات العالمية، وتخبط السياسات المالية للدول، وحرصها على انقاذ نفسها(كلمن يحود النار لگرصته) سيؤثر على علاقات البنوك، والمؤسسات المالية فيما بينها، وعلى الشركات التي ستضطر لتاجيل صفقاتها، وطلباتها حتى تجد القرض اللازم، والجهة مانحة الاعتماد الموثوقة من الجهة البائعة. وستقوم البنوك المركزية الوطنية باقراض البنوك الاخرى لتجاوز ازماتها ولمساعدتها في السيولة النقدية(رغم مخاطر التضخم اللاحقة).البطالة ستزداد لتزامن الكساد الاقتصادي مع الازمة المالية. لان الشركات الانتاجية لن تستلم طلبات جديدة. والشركات المشترية لن تجد من يغطي لها طلباتها القديمة فتتراجع عنها، او تطلب تاجيلها. كما ان عدم الثقة بالبنوك ستتسع لتشمل الناس العاديين الذين سيسحبون مودعاتهم، ومدخراتهم خوفا عليها، رغم كل تاكيدات، وتطمينات الحكومات ذات الصلة. ان دعوات الهدوء لن تنفع لان الناس خائفة، وقلقة، ومصابة بالفزع، على اموالهم، ومدخراتهم، وتضخم قروضهم، وانخفاض اسعار عقاراتهم. مما يقلل من السيولة النقدية عند البنوك، اضافة الى هروب الاموال الى السوق الامريكية لتسديد القروض، وشراء الشركات المفلسة، او المنهارة. فامريكا لاتهمها الا مصلحتها، واثبتت مرة اخرى انها لا تتحمل مسؤوليتها عند الضرورة. وهذا ما سيدفع اوربا الى اتخاذ سياسة مالية موحدة ،او حزمة حلول مشتركة لانقاذ اقتصادياتها المتشابكة. فرغم الادعاءات ان دافع الضرائب في بلد ما لا يتوجب عليه ان يدفع اخطاء المضاربين في بلد اخر فان الاخطبوط المالي لن يعطيهم هذه الحرية وسيجدون انفسهم مضطرين لمواجهته بشكل جماعي. ولانه لايوجد زعيم اوربي واحد يستطيع مواجهة الازمى بمفرده، او ان يضع الحلول الشاملة. ففي بريطانيا، وبلجيكا، وفرنسا، والمانيا، وايسلندا، وايرلندا، وهولندا تحاول الحكومات انقاذ البنوك والشركات الكبيرة خشية من انهيار اقتصادي عام. الامر الذي يفسره الناس على انه هدية لاصحاب، ومدراء البنوك، والشركات، ومكافئتهم على تصرفاتهم الحمقى. وان ارتفعت مثل هذه الاصوات في الكونغرس الامريكي نفسه ضد "وال ستريت" فكيف في الشارع اذن! ان ملايين من البشر على طول الكرة الارضية سيتاثرون بهذه الازمة العميقة التي ستتجاوز باثارها ازمة 1930 فكل المؤشرات تشير الى انها ستكون الاصعب في تاريخ الراسمالية نتيجة شمول، وعمق الازمة، وبسبب العولمة الراسمالية. فانخفاض فرص العمل، وزيادة البطالة، واتسام النظام المالي الراسمالي بالطمع، والجشع، واللامبالاة، والتهرب من المسؤولية، والشك العام في فعاليته بسبب التردد والتخبط في المفاصل الاقتصادية، وقلة الاستثمارات، وتردد التجار، والوسطاء، وربح وسطاء العقار على حساب المشترين، والبائعين المضطرين، ذوي الامكانية المحدودة على الاختيار والدفع. وغيرها من العوامل سيدفع الازمة الى التعمق والتوسع. وهذا النمط من الازمات توقعه ماركس وتناوله تلاميذه، كاوتسكي، بوخارين، بليخانوف، لينين، وغيرهم. متنبأين بها كما تنبأ المعاصرين، وحللوا ازمة 1930. بقي ان يستغل اليسار العالمي هذه الازمة لتوسيع صفوفه، والتبشير بارائه حول اهمية، وضرورة تدخل الدولة، وسعة، وقوة قطاع الدولة، والقطاعات التعاونية، والمشتركة وسيطرة الدولة على البنوك والمؤسسات المالية.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين
- يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك
- ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي
- شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف
- ارهاصات الغربة
- يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد
- ابتعد العرب ام ابعدوا عن العراق؟!
- واطفات شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس
- الطاقة النووية ليست في كل الاحوال سلمية
- حول محنة المهجرين والمهاجرين العراقيين تشريد العراقيين وسيلة ...
- سؤال للدكتور كاظم حبيب: هل صحيح ان في كل عراقي يسكن صدام حسي ...
- ما المقصود بكركوك محافظة كردستانية؟؟؟!!!
- البصرة يوم الاثنين 14 تموز 1958
- الاكراد الفيلية قلب العراق النازف
- ثورة 14 تموز المجيدة. استذكار موجز
- خمسة اعوام من الاحتلال والارهاب والفساد والطائفية والانقسام
- لماذا تتهجم منال هادي باسم الشيوعيين والرابطيات ونادي 14 تمو ...
- المناضلة نزيهة الدليمي تؤبن تحت ظلال الراية التي قتلتها
- سقطت الستالينية عاشت الشيوعية


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رزاق عبود - الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!