أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رزاق عبود - سقطت الستالينية عاشت الشيوعية















المزيد.....

سقطت الستالينية عاشت الشيوعية


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 12:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعد انهيار التجربة الستالينية في الاتحاد السوفيتي السابق اسرع الذين صفقوا لستالين ثم لعنوه، ولخروتشوف ثم شتموه، ولبريجنيف ثم سفهوه، ولغورباتشوف ثم خونوه. الى نعي الاشتراكية والشيوعية قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة. وبداوا "بمراجعة" فلسفتهم الماركسية.هؤلاء انفسهم كانوا يمنعون الاخرين من انتقاد التجربة الستالينية في الصحف، والمجلات، التي كانوا يسيطرون على رئاسات تحريرها كما تسيطرالان المليشيات على شوارع المدن العراقية. من يقرأ الان لمن طبل، وصفق، ورقص للبريسترويكا سيجد انهم اول من شتم غورباتشوف بعد سقوطه. بعدها حملوا حقائبهم، وطلبوا اللجوء في دول الراسمالية "الايلة للسقوط" كما كانوا يكتبون في مستعمراتهم الاعلامية. ولم يحملوا معهم أي من الكتب الماركسية واللينينية التي كانوا يتباهون بها على رفوف مكاتبهم ولم يقرأوها جيدا.

ان الاتحاد السوفيتي لم يسقط في التسعينات. ولم يسقط لأن اهوج مثل يلتسين ركب موجة الردة. وليس لان ساذج مثل غورباتشوف تراجع بسهولة امام الضغط بعد ان حاول التغيير الفوقي. التجربة سقطت يوم ابعد لينين بسبب مرضه، واماتته ربما، ثم تحنيطه، ووضعه في الساحة الحمراء. كما حنطوا النصوص الماركسية. سقط الاتحاد السوفيتي عندما رفضت "السياسة الاقتصادية الجديدة" التي وضعها لينين. وطبقوا الشيوعية العسكرية حسب بدعة ستالين النصف ماركسي، والنصف لينيني. عنما قضى هذا الاخير على كل رفاق، واصدقاء لينين موتا، وقتلا، وشنقا، وخنقا، ونفيا، ومطاردة، او تجميدا، وابعادا،او تهميشا. وفرض الاقامة الجبرية حتى على كروبسكايا زوجة لينين. وصار ستالين مثل امبراطور فرنسا: "انا الدولة والدولة انا". وصاحبنا اضاف كلمة الحزب فصار الشعار: انا الدولة والحزب، والدولة والحزب انا. حتى النظرية الماركسية فسرت، ونشرت كما يشتهي هو، وليس اصحاب النظرية. لم يكن ستالين شيوعيا لتسقط الشيوعية معه. الشيوعيه مثلها الاعلى، وهدفها، وغايتها: الانسان، اثمن راسمال على الكون. لكنه استصغر حياة الانسان، وصارت الملايين تسقط، وتموت، وتجوع، وتحارب، وتتجمد، وتحاصر، وتباد، وتنفى، وتهجر ليبقى هو القائد الاعظم. ان ما ينسب من ايجابيات الى التجربة الستالينية هي مجرد نتائج ثانوية لم يستطع قتلها، او خنقها، ولكن هدفها الاساسي: الانسان قضى عليه بدون رجفة جفن. وتصور المحرفون، والتحريفيون، والمصفقون القدامى، والمداحون، والمهرجون، واعلام الراسمالية الضخم، ودعاية الاشتراكية الدولية، والصهيونية العالمية، ان شبح الشيوعية الذي امده لينين بالحياة، واعتقله ستالين من جديد قد مات في سجون ستالين، وخرافات يلتسين، وترهات غورباتشوف، ومؤامرات الامبريالية، واحابيل الردة. ونسوا انهم رددوا على مدى عقود ان الفكر لايموت. وان كل ما تنبأ به ماركس قد حصل. وكل ما حذر منه لينين قد تحقق. لم تقرا "رسالة لينين الى المؤتمر"، والتي اوصى فيها بعدم انتخاب ستالين، ليس كسكرتيرعام للحزب، بل حتى كعضو في المكتب السياسي. محذرا ان ذلك سيجر على الدولة السوفيتية، والعالم مخاطر كثيرة. وقد تحمل ستالين ذنب تشويه التجربة الاشتراكية في العالم، وسقوط جمهورية مهاباد في ايران، وتهاوي نتائج حرب الانصارفي اليونان، والجمهورية في اسبانيا مع حلفائه الامبرياليين، ومساومات مؤتمر مالطا، وطهران، وغيرها من المساومات السرية. وقبل كل ذلك يتحمل مسؤولية تفاجأ الدولة بالهجوم النازي الالماني. وابادة الملايين من ابناء دولة العمال والفلاحين، وقضائه على خيرة قادة الجيش الاحمر. حول الاتحاد السوفيتي الى معسكر رهيب لخنق الاراء، وقتل الافكار، ومسخ العقول، وتشويه الفن، والادب، وخلق عبادة الشخصية البعيدة كل البعد عن روح الماركسية. فاخضع الارادة الجماعية الى ارادة الفرد، بعكس وصايا الماركسية. وقد استنسخ صدام حسين، وطغاة غيره، كل جرائم ستالين.

ياسادتي، يا من نسيتم قراءاتكم الماركسية، ودورات التثقيف الحزبي في الدول اللااشتراكية التي كررت ان التاريخ لا يسير في خط مستقيم، وان الردة محتملة في كل وقت، ومكان. وان الماركسية نظرية علمية، والخروج عن قوانينها يولد الاخطاء بالضبط كما انتجت الثورة الصناعية الراسمالية المنفلته كوارث طبيعية رهيبه. واليوم يتباكون على البيئه وكيفية انقاذها. ياسادتي التعبى، ان الاشتراكية ليس حلم طوباوي، بل هو مشروع انساني علمي طويل الامد، ومتعدد الاشكال، ويتطور مع الحياة. لكن ستالين ومن لف لفه حنطوا النصوص الماركسية وجمدوا الوصايا اللينينية، وفرضوا على كل شئ نظرية واحدة، واسلوب واحد من الشيشان حتى فيتنام. ومن كوبا حتى اليمن الجنوبي. لكن المياه الهادرة تكتسح في طريقها العوائق، وقد اكتسحت عاصفة الاخطاء المتراكمة نتائج الاخطاء ومرتكبيها. اما الشيوعية والماركسية فظلت وستظل تتطور، وتعيش، وتنهض من جديد لانه لا يمكن لوي عنق التاريخ، ولا يمكن تزييف الحقائق، ولا يمكن القول ان الارض غير كروية . واحد زائد واحد يساوي اثنين. هذا ما تعلمناه في الحساب البسيط. ولذلك فسحب الديمقراطية (روح الشيوعية) وطبيعتها المتطورة، والمتجددة، والمتكيفة من حقها في التحرك بتلك الطرق جعلها تضيع في صحاري الديكتاتوريات، والجمود العقائدي، وعبادة الشخصيات. وقمع الحريات، وتسييس كل شئ حرف القافلة عن الطريق، وخرجت العربة عن السكة. وهذا امر طبيعي علمي صحيح فاشعال البارود يؤدي الى انفجار، واشعال النار يؤدي الى حرائق، وبناء سدود ضعيفة يؤدي الى فيضانات، وجرف الغابات يؤدي الى سيول، وتدمير الحقول يؤدي الى مجاعة، وتخلف التصنيع يؤدي الى تراجع الانتاج، وتضخم البيروقراطية يولد الاختناق، والترهل، والفساد، وتوقف التجديد. وهذا كله حصل، والماركسية بريئة منه ولهذا رفضته كما يرفض الجسد الجسم الغريب. قد تستغربون، ولكن لو لم يحصل كل هذا لقلنا ان الماركسية خطأ. لهذا نجد اليوم اغلب اساتذة الاقتصاد في الغرب يؤكدون صحة استنتاجات، وتنبؤات ماركس، وانجلس، ولينين حول الامبريالية، والشركات متعددة الجنسيات، والشركات الدولية، وسيطرة راسمال المالي، والسوق المالية العالمية، ودورات الكساد، والتضخم في الدول الرسمالية، واخيرا العولمة الراسمالية.

" ...ان تصور التاريخ العالمي يتقدم الى الامام تقدما، هادئا، منتظما بدون قفزات كبرى الى الوراء في بعض الاحيان، هو امر مناف للديالكتيك، ومناف للعلم، وغير صحيح نظريا"
لينين 2 ص 55 مجلد المختارات.

واليوم والذكرى التسعين لثورة اكتوبر المجيدة. نجد الايمان بقيم الثورة يتجدد، وتزداد الشعوب التي تريد ممارسة التجربة بطريقتها الوطنية كما اوصى ماركس، ولينين، وكما اوصى فهد رفاقه في العراق بخلق(نظرية ثورية وطنية). وكما حاولوا في هنغاريا في 1956 وجيكوسلوفاكيا 1968 واليمن الديمقراطية(عبد الفتاح اسماعيل). ان الثورات الاشتراكية السلمية في امريكا اللاتينية، وتجدد دماء ثورة كوبا، وفيتنام، والنمو الاقتصادي الرهيب في الصين اعتمادا على وصايا ماركس من ان الاقتصاد ياتي اولا ولن يستمر التطور اذا لم يصحبه التطور الديمقراطي. وهذا ما يحصل في الصين حاليا رغم كل الملاحظات. ولا ننسى ان الصين مرت باكثر من حالة اجهاض. وتتزايد الافكار اليسارية شعبية في كل العالم. واضرابات العمال الاخيرة في امريكا، وبريطانيا، وفرنسا وقيام حكومات ائتلافية يسارية في النرويج، وايطاليا، وتكشف ماسي، ومخاطرالليبرالية الجديدة بسرعة يمنح الشيوعيين الثقة المتجددة بان سقوط التجربة الستالينية كان امرا محتوما ليتم غربلة الفكر، والتجربة للتهيأ لتجارب جديدة، وهي تملك خزينا عظيما من الخبرة وتملك اغلب الاجوبة على اصعب الاسئلة، بعد بدا تفسخ الامبريالية، واحادية قطب العالم، ووقوعها في الفخ الذي نصبته لثورة اوكتوبر وسار مختطفي الثورة بانفسهم اليه، للاسف. فحلم جيفارا يتحقق بانشغال الامبرياليه في اكثر من حرب، وتحولت السياسة الخبيثة لريغان "سنميتهم تسليحا" الى واقع يعيشونه، وهم يموتون حروبا.

علقت مرة احدى الشيوعيات القديمات في بلغاريا مازحة معتبرة ان ما جرى في الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية، مجرد تجربة، وستنتهي قريبا. لقد خرجت روسيا من الحرب الباردة لتدخل امريكا الكثير من الحروب الساخنة. كان هذا ما فكر به، واراده اندروبوف فقتل قبل ان يصفي حسابه مع الالة البيروقراطية الرهيبة في الدولة(السوفيتية). ان شباب روسيا اليوم يتطلعون لاصلاح اخطاء التجربة الستالينية. لكن التجارب الجديدة لن تستنسخ مرة اخرى ليعاد تطبيقها في بلدان اخرى. فالماركسية والشيوعية ليس دينا مغلقا، ولا نصوص مقدسة انها متجدده كالحياة التي خلقتها.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة تسقط بيد القراصنة
- الاسلاميون شوهوا وجه اوربا الجميل
- البرزاني والطالباني يغامران بمستقبل العراق ومصير الاكراد
- نزيهة الدليمي وتشي جيفارا يستشهدان في يوم واحد
- شيوعية قديمة تحصل على جائزة نوبل
- رسام الكلب ونباح المتطرفين
- علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
- هل يعقل ان تشجع الحكومة السعودية الارهاب في العراق؟؟!
- عصابة الاربعة مصرة على تدمير العراق
- الايزيدية ماساة ومزايدات وتساؤلات
- صوت الانتصار يطغى على دوي الانفجار
- انجمار برجمان احد عباقرة الفن العالمي يغادرنا بهدوء
- المسيح يصلب يوميا في العراق
- مكونات العراق سياسية وليست طائفية او قومية
- ايها العراقيون اتحدوا ضد الاحتلال والارهاب والطائفية
- انقلاب محمود عباس وطموحات جلال الطالباني. عن النظام الرئاسي ...
- النفط مقابل السلطة
- على حماس اعلان الدولة في غزة وسلوك طريق فيتنام
- الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم
- لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين


المزيد.....




- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رزاق عبود - سقطت الستالينية عاشت الشيوعية