أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - البصرة تسقط بيد القراصنة














المزيد.....

البصرة تسقط بيد القراصنة


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
البصرة تسقط بيد القراصنة

"ان ما تسمعه او تقراه عن البصرة، هو غيض من فيض، نقطة في بحر، لاشئ، امام الصورة الكاملة....." هكذا يتحدث البصريون في التلفون، او الرسائل الشفهية، اوالاتصالات الالكترونية. "شئ لا يصدق، شئ خرافي" يضيف من يتحدث معك. "لانعرف من اين جاء هؤلاء السفلة القتلة المجرمون، الجلادون، المخربون، المتخلفون، الارهابيون، المتحجرون، الهمج، القساة، الظلمة، المغول، الفاشست، الصهاينة، الحقراء، الجبناء، الساقطون، الانذال، المخانيث، المأبونون، المخصيون،...الخ...الخ." لم يترك البصريون النجباء أي كلمة في قاموس الشتائم، الا وقالوها، الا واستخدموها، الا وشهروها سلاحا سريا بوجه المغول الجدد، طالبان البصرة. انه سبي جديد، ارهاب ديني، انفلات امني، تراجع اخلاقي، سلوك متخلف، انحطاط حضاري، سقوط اجتماعي، بربريه، دموية. من اين ناتي بعد بكلمات الشتم، والسباب؟؟ لو يعود افصح الهجائين العرب اليوم لعجزوا عن التعبير. الهجاء كان يردع، والشتيمة تؤثر، والسباب يولد رد فعل. اما هذه الحيوانات فلا تزداد الا بطشا. وليس ردها الا قتلا، ولا حديثها الا رصاصا، ولا حوارها الا اغتيالا. ويتبجح المالكي ان قواته ستستلم المهمات الامنية!! ممن؟؟ من المحتلين وعملائهم؟ ام من المليشيا ت وعصاباتهم؟ ام من الجيوش الطائفية التي تتكاثر كالفطر؟ لقد تسلمتم الامن في الديوانية، والسماوة، وبغداد، وكركوك، وكربلاء، فماذا جرى؟ مذابح مستمرة، ودماء تنزف، وارواح تزهق، واعراض تنتهك، وكرامات تهان، وثروات تبدد، واموال تنهب، وبشر تخطف.

قبل ايام اعترض احد الضباط سيارة بلا ارقام تابعة لاحدى المليشيلت متصورا انه يمثل السلطة. هدده السائق: "اذا كنت رجلا فابق في مكانك". تصرف هو حسب فهمه للرجولة. عاد المهدد مع سيارات اخرى اقتادت الضابط الى ما يسمى مكتب الشهيد. وهناك اشبعوه ضربا، واهانات، وشتائم، وسباب. حلقوا شعر رأسه، وحاجبيه. اعتدوا عليه جنسيا ثم اطلقوه الى الشارع عاريا تتبعه الشتائم، والتهديدات. عاد الرجل الى بيته سحب مسدسه وانتحر. اما القتلة جنود الاسلام الابطال فقد خرجوا بسياراتهم الخالية من العلامات يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويرهبون البنات الصغيرات في المدارس بان من لاتتحجب ستقتل. بعدها بايام اعترضتهم قوات اخرى فعادوا، واختطفوا 40 من افراد الحرس الوطني، واشترطوا اعتذارا رسميا لاطلاق سراحهم. وفعلا ذهب وفد يمثل القوات المسلحة الى مكتب الشهيد، وقدم اعتذارا رسميا، واطلق صراح المختطفين، المهانين الذين سيتسلمون المهمة الامنية في البصرة في منتصف ديسمبر.

مخانيث الغزوات الاسلامية الجديدة يتلقون الدعم من السلطات المحلية، والدينية، والشرعية، والرسمية. اوالاكتفاء بالتفرج على مجازر المليشيات بحق ابناء البصرة وبناتها. في وقت يقتل فيه الاطباء، والمهندسين، والمحامين، والعلماء، والضباط السابقين، واساتذة الجامعة. يتلقون الدعم المالي، والمعنوي، واللوجستي، والاستخباراتي من الدول الصديقة المجاورة وغير المجاورة. الجنود البريطانيون انسحبوا من وسط المدينة، واتفقوا مع المليشيات: اتركونا لحالنا، واذبحوا ما شئتم، ومن شئتم. نساء البصرة مستباحة لكم مثلما هي البصرة كاملة. ارهبوا، ارعبوا، اغتصبوا، شردوا، اقتلوا، احجزوا، افصلوا من العمل أي امراة لا تلتزم باوامركم الطالبانية، ولا تستسلم لاخلاقكم المنحطة. أفرغوا البصرة من كل شئ جميل، وكريم، وحضاري. وهل بقيت حضارة في بلد حكمها علي كيمياوي واستباحها الانجليز، واحتلتها ايران، وفرهدها تجارالخليج، وعصابات الفرهود، ومناضلي الحواسم، وفرسان جيش القدس، وعصابت بدر، وفدائي صدام، وفلول الجيش الشعبي. كل هذه العصابات توحدت ضد البصرة. كل هؤلاء القتلة ارتهنوا البصرة. كل هؤلاء السفلة يريدون مسح البصرة تاريخا، وا خلاقا، وقيما، وثقافة، وبشرا من الوجود. البصرة تعاني سكرات الموت، تسحب النفس الاخير، تموت ببطء وعذاب شديد. والمالكي يحلم بان يستلم رايات من قماش مهترأ ملطخة بدماء الابرياء، وعلما لوثته يد صدام، والفاشيةالدينية بعبارة الله اكبر. وهي نفس الصرخة التي اطلقها بدو الجزيرة العربية عندما احتلوا مدينة العلم، والعلماء. ونفس النداء الذي صرخ به الصفويون يوم "حرروها" من العثمانيين الذين استعمروها من قبل تحت نفس الشعار. وجاء بعدهم علي كيمياوي، وهادي العامري، وعمارالحكيم. ليقيموا ولاية الموت، بدل ولاية الفلسفة، والتسامح، والمدارس العلمية، والحركات الفكرية.

هل سيستمر البصريون بالانتحار على طريقة الضابط المحبط؟ هل سيعودون لسيطرة القبائل الهمجية الغازية من الكويت المتحالفة مع طالب النقيب، ايام الحكم العثماني لتسيطرعلى المدينة بعد ان ينسحب الجندرمة العثمانيون الى قلعة القشلة ليلا. هل يعود شيخ خزعل من جديد يفرض الاتاوات التي يجمعها له طالب النقيب. استغرب مرة احد ضباط الامن من سامراء: "عجيب امر هؤلاء البصريون تذهب لاعتقال ابنهم فيقابلوك بالترحاب مع دعوة للتفضل وشرب الشاي". لكنه اضاف: "انه ليس خنوع بل رفض مؤدب لاساليبنا القذرة". هؤلاء الناس تعودوا على المقاومة ولكن حتى مقاومتهم تتسم بالنبل، والاخلاق العالية.

لقد استغل هؤلاء القراصنة الجدد، وقطاع الطرق، غياب الشرفاء، وتعففهم عن مواجهة المخانيث وتعاليهم على السقوط في مخالب المواجهات البربرية. فاختاروا الصمت، او الرحيل، او الهجرة. لكن السندباد عائد لا محالة. سيعود ليكتسح بسفنه المحملة بالثوار كل جيف الغزوالامبريالي، الاسلامي، الطائفي، الفاشي. وستعود بصرتنا لاهلها. وسيدهش رجال المليشيات المنهزمين، كما استغرب رجال الامن، ومخابرات صدام في اعياد تموز منتصف السبعينات على لسان ضابطهم المذهول من جموع العمال بقيادة هندال، والفلاحين بزعامة ابو محمد، والطلاب يتقدمهم جمال وناس:

من اين جئتم بهؤلاء الناس؟؟؟

انهم ناس البصرة ايها الحمقى. لقد تعودوا ان لايلوثوا ايديهم باجسادكم القذرة سيكتفون بالبصاق في وجوهكم وتمزيق فتاويكم التكفيرية، ودوسكم معها باقدامهم.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلاميون شوهوا وجه اوربا الجميل
- البرزاني والطالباني يغامران بمستقبل العراق ومصير الاكراد
- نزيهة الدليمي وتشي جيفارا يستشهدان في يوم واحد
- شيوعية قديمة تحصل على جائزة نوبل
- رسام الكلب ونباح المتطرفين
- علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
- هل يعقل ان تشجع الحكومة السعودية الارهاب في العراق؟؟!
- عصابة الاربعة مصرة على تدمير العراق
- الايزيدية ماساة ومزايدات وتساؤلات
- صوت الانتصار يطغى على دوي الانفجار
- انجمار برجمان احد عباقرة الفن العالمي يغادرنا بهدوء
- المسيح يصلب يوميا في العراق
- مكونات العراق سياسية وليست طائفية او قومية
- ايها العراقيون اتحدوا ضد الاحتلال والارهاب والطائفية
- انقلاب محمود عباس وطموحات جلال الطالباني. عن النظام الرئاسي ...
- النفط مقابل السلطة
- على حماس اعلان الدولة في غزة وسلوك طريق فيتنام
- الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم
- لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين
- الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم


المزيد.....




- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - البصرة تسقط بيد القراصنة