أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج















المزيد.....

شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 10:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بصراحة ابن عبود

مساء السبت6/ 9/2008 تشرفت باستضافتي في غرفة ينابيع العراق/ غرفة الانصار الشيوعيين العراقيين واصدقائهم. للحديث عن مدينة البصرة، ورغم وضعي الصحي، وصعوبة تواصل الحديث، فان الاعتذار لطلب الانصار الابطال يبدو امرا مستحيلا. ترددت كثيرا في الحديث عن مدينتي الحبيبة، لانه في الخارج صارت "الدنية اقوام" وصرنا نسمع عن الشيعي، والسني، والعربي، والكردي، المسيحي، والمسلم، والصابئي.. الخ. وكانت هذه شبه المحرمات في الاوساط المتعلمة، والمثقفة، خاصة بين اوساط اليسار العراقي. وتميزت البصرة بحساسية خاصة في هذه الامور بسبب التسامح الكبير، والتعايش بين كل اطياف الشعب العراقي، والانفتاح الاجتماعي الذي يميزها. كما ان الحديث عن مدينة بعينها اصبح يبدو كالتعصب لها. وصارت شبهة الاقليمية، والمنطقية، و"ولد اللوة" امر غير مستحب يتجنبه الناس. والسبب الاخر هو انني قد تركت البصرة منذ ثلاثين عاما. أي عشت في المنفى/المهجر اكثر مما عشت في البصرة. واشعر عندما يحدثني احدهم ممن زاروها حديثا، وكانه يتحدث عن مدينة افريقية قبل الحرب العالمية الثانية. تمنيت ان يتحدث احد الشباب ممن غادروا البصرة حديثا، وذاكرته لازالت طرية، والاسماء، والاماكن بالنسبة له شئ عاش معه حتى خروجه قبل سنوات، او اشهر قليلة.

احدى البصريات في المنفى، كانت تلومني كثيرا، لانني لا اعلن عن بصريتي. خوفا من تهمة الاقليمية، وكذلك لاسباب صيانية. ولاني عشت فترات قليلة في بغداد، وبعقوبة، والحلة، فكان من السهل الادعاء انني من هذه المدن، خاصة، وانني اعرف شوارعها، وناسها بشكل جيد. كما ان لبعقوبة، والحلة بشكل خاص طعم مميز، وفضل علي، حيث اختفيت مرتين في الحلة من ملاحقة مخابرات صدام. وفي بعقوبة كانت لي ايام جميلة، وفيها تعرفت على الشاعر المبدع الشهيد خليل المعاضيدي، الذي اغتاله الصداميون وهو في عز شبابه، وعطائه. كتبت مرة لتلك الرفيقة السابقة بانني احب البصرة، واتحدث عنها ليس لانها مدينتي بل لانها مدينة العمال، والاضرابات، والشعر، والادب، والموسيقى، والغناء، والمسرح، والاوبريت، والفلكلور الشعبي الغني، والتاريخ الفكري، والسياسي الثري، كأي عراقي اخر يفتخر بان البصرة مدينة عراقية، وفيها هذا الكم الهائل من الابداع، والتاريخ العريقان. من هذا المنطلق تحدثت عن: (البصرة، رحلة في ذكريات مدينة) وليس كبصري/ بصراوي او شروگي كما يسمينا البعض في بغداد. وان كان الامر يشرفني، ولا ارى فيه عيبا ان كون من ابناء البصرة، بل فخرا، واقصد بصرة التسامح، والانفتاح، والثقافة، والكرم، والتعايش، وليس بصرة(على عناد كل العدا البصرة بصرة مقتدى) للاسف الشديد. لكنها ستعود الينا، كما عاد اليها كل من زارها، او درس، او عمل فيها، او نفي اليها لان (اليشرب ماي المده لازم اله رده) والمده مختصر بصري لظاهرة المد والجزر، التي تختص بها البصرة دون مدن العراق الاخرى، بسبب التقاء شط العرب الخالد بمياه البحر عبر الخليج العربي. تحدثنا، انا، وزوار الغرفة، كثيرا عن ناسها، ونخلها، وتمرها، وشوارعها، وساحاتها، واحتفالاتها، ونضالاتها. عن "الكسلة"، وعن شخوص المدينة الشعبية، والادبية، والفنية، والسياسية.. الخ.. الخ. كما تداخل الاستاذ عريبي الخميسي، بمعلومات قيمة، واتحفنا الاستاذ جاسم المطير بمساهمة، ومداخلة، وتصحيح، واضافة لبعض المعلومات، واعادنا الى سنين لم نعشها، واحداث سمعنا بها ممن هم اكبر منا عمرا، وامور يعرفها هو كمختص، كبصري عتيگ، وصحفي مهني، ومبدع، وناشط سياسي قديم. واهم ما قاله الاستاذ جاسم المطير ذو الخبرة الطويلة في الحوار، والنقاش، والجدال مع الاخر انه ينتقد من يخرج عن سكة النقد الصحيح الى الشماتة. او يستعمل كلمات نابية، والفاظا غير لائقة. لاتفيد ولا تخدم الحوار الهادئ الذي يوصل الى الحقيقة، ويحترم تعدد الاراء، والافكار، دون الحاجة الى شتيمة، او سباب.
اصابني هذا القول في الصميم. فقد قرأت قبل فترة للاستاذ عدنان الظاهر مقالا ينتقد فيه اسلوب الاستاذ فؤاد النمري في الرد، والنقاش، والحوار مع الاخر، وكنت انا واحد ممن اساء لهم الاستاذ النمري، بعد نشر موضوعي المعنون "سقطت الستالينية عاشت الشيوعية". وقرأت موضوعا للاستاذ عزيز الحاج بعنوان "بؤس الجدل العراقي". ولا ادري ان كنت من بين من قصدهم الا ستاذ عزيز الحاج حيث أسأت اليه كثيرا في موضوعي المعنون (عزيز الحاج من ثوري منهار الى صهيوني مغوار). للاسف لم استفد من شدة الرد الذي مارسه معي الاستاذ النمري، فاستعملته ضد الاستاذ عزيزالحاج، ووجدتني كمن ينهى عن المنكر، ويفعله. ولكن كلمات الاستاذ جاسم المطير اعادت الصواب الى تفكيري، وشعرت انني اسأت كثيرا للرجل(عزيز الحاج) الذى ابى ان يرد بنفس الطريقة حسب علمي، وان كنت لا الومه ان كان قد فعل. واتمنى ان يستفيد غيري من نصيحة الاستاذ جاسم المطير، وعلينا ان نحترم خصومنا الفكريين، والمختلفين معنا لاننا نطالب بالديمقراطية، وندعوا لها، نطالب بالنقاش الحر وندعو له. نطالب بالحوار الهادئ وندعو له. وعلينا، ان لا نكون، كمن يدعو للصلاة، وينسى نفسه. خاصة، وان الردود، التي توالت بعد ان كتب شاعرنا الكبير سعدي يو سف رثائه الخاص لصديقه كامل شياع. طابع التشنج، والحدية، والقسوة في استخدام الكلمات. وانا اتفهم المحتجين، والمنفعلين. ربما جرح احساس الكثيرين، او اساء الكثرين فهمه باعتقادي. لكن سعدي يوسف ليس عدوا، ولن يكون، وله اجتهاده الخاص حاليا. والاجتهاد يحتمل الخطأ، والصواب من الطرفين. ولا احد يمتلك الحقيقة المطلقة. هذه صارت مسلمة لا يختلف عليها اثنان. والاختلاف مفيد لانه مصدر التطور، والحركة، والتفكير، واعادة التفكير. و"اختلاف امتي نعمة". قول منسوب للنبي محمد، قبل 1400 سنة. ونحن نعيش عصر العولمة، والنقاش المفتوح. اذا كنا لا نتحمل من يختلف معنا، لكنه يقف معنا في نفس الخندق، فكيف سنقنع الاخرين، باننا سنختلف عمن ننتقدهم، ونتهمم بالظلامية، والتعسف، والقسر، والاكراه، والديكتاتورية. ولنقل مع فولتير: قد اختلف معك، لكني مستعد لتقديم حياتي ثمنا كي تتمكن ان تقول ما تريد!

فشكرا لجاسم المطير، وعذرا لعزيز الحاج، ولكل من اسأت اليه في الاسلوب الذي تعودنا عليه دون مراجعة، ولا نقاش، ولكن الصحوة ضرورية احيانا. الاختلاف، والتعدد في الاراء، والافكار، يبقى قائما، لكن اسلوب الحوار، يجب ان، يكون متمدنا يتناسب مع عصرنا.





#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف
- ارهاصات الغربة
- يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد
- ابتعد العرب ام ابعدوا عن العراق؟!
- واطفات شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس
- الطاقة النووية ليست في كل الاحوال سلمية
- حول محنة المهجرين والمهاجرين العراقيين تشريد العراقيين وسيلة ...
- سؤال للدكتور كاظم حبيب: هل صحيح ان في كل عراقي يسكن صدام حسي ...
- ما المقصود بكركوك محافظة كردستانية؟؟؟!!!
- البصرة يوم الاثنين 14 تموز 1958
- الاكراد الفيلية قلب العراق النازف
- ثورة 14 تموز المجيدة. استذكار موجز
- خمسة اعوام من الاحتلال والارهاب والفساد والطائفية والانقسام
- لماذا تتهجم منال هادي باسم الشيوعيين والرابطيات ونادي 14 تمو ...
- المناضلة نزيهة الدليمي تؤبن تحت ظلال الراية التي قتلتها
- سقطت الستالينية عاشت الشيوعية
- البصرة تسقط بيد القراصنة
- الاسلاميون شوهوا وجه اوربا الجميل
- البرزاني والطالباني يغامران بمستقبل العراق ومصير الاكراد
- نزيهة الدليمي وتشي جيفارا يستشهدان في يوم واحد


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج